صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2017, 09:39 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبة الاستسقاء من المسجد الحرام: الذنوبُ من أسبابِ القَحط والجفاف‎

ِ
خُطَبّ الحرمين الشريفين
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله –
خطبة الاستسقاء بعنوان:
الذنوبُ من أسبابِ القَحط والجفاف ،

والتي تحدَّث فيها عن المعاصي والذنوب وأنها سببٌ في القَحط
والجَدْب والجفاف، مُبيِّنًا أن أعظمَ ما يَلجَأُ به العبدُ إلى الله - عزَّ وجل – في
مثلِ هذه الشدَّة الدعاءُ والتضرُّعُ إلى الله تعالى والاستِغفار.

الخطبة

إن الحمدَ للهِ، نحمدُك ربَّنا ونستعينُك ونستغفِرُك ونتوبُ إليك، ونُثنِي
عليكَ الخيرَ كلَّه، الحمدُ لله الذي جعلَ الحمدَ مِفتاحًا لذِكرِه، وسببًا
لمزيدِ فضلِه، أحمدُه - سبحانه - جعلَ الماءَ سببًا لحياةِ عبادِه، كلُّنا
مِن إنعامِه بين خيرٍ مُستفِيض، ونِعمٍ غَيدَاء بِيض، عمَّت الآفاق،
ووسَمَت الأعناق.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له أمرُه قضاء، ورِضاه أمانٌ ليس
له انقِضاء، يقضِي بعلمِه، ويعفُو بحِلمِه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا
وقُدوَتَنا مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه خيرُ مَن استغاثَ ربَّه واستَسقَى،
صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبِه ذوِي الشَّرف الأعلَى
والمقام الأسنَى، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد .. فيا عباد الله:

اتَّقُوا الله تعالى وراقِبُوه، وأطيعُوه ولا تعصُوه، وتُوبُوا إليه واستغفِرُوه،
وتضرَّعُوا إليه واسأَلُوه؛ فمَن لنا إذا ذبُلَت الأشجار .. وشحَّت الثِّمار ..
وجفَّت الأنهار .. وقلَّت الأمطار .. وأجدَبَت الدِّيار إلا الواحدُ الغفَّار.
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ }
[الملك: 30]
يأتِي به اللهُ ربُّ العالمين.

أيُّها المسلمون:

لقد شكَوتًم إلى ربِّكم جَدبَ دياركم، واستِئخار المطر عن إبَّان نزوله عنكم.

ولقد شرعَ لنا ربُّنا - سبحانه - أن نلجَأَ إليه في الشدائِد والكُرُبات،
كما نلجَأُ إليه في الرَّخاء والرَّحَمات،
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
[البقرة: 155].

ولا يُوقِعُ الناسَ في البلاء والشِّدَّة والعناء إلا تفريطُهم في
تطبيقِ شرائِع الإسلام، وهَدي السنَّة والقرآن.
ما الذي جرَّأَ فِئامًا مِن الناس على اقتِحام الآثام والمعاصِي، واتِّباع
الهوَى المُتعاصِي؟! ونسُوا يومًا يُؤخَذُ فيه بالأقدامِ والنَّواصِي.

أما علِمُوا أن الآثامَ والأوزارَ تُلقِي صاحِبَها في حَمأةِ النَّار، فالمُحرَّماتُ
- يا عباد الله - إذا تكرَّرَ في العين شُهودُها، واتَّصلَ بالقلبِ وُرودُها،
ألِفَتْها النُّفوسُ واعتادَتْها، وانجَفَلَت إليها الأرواحُ وارتادَتْها،
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
[الشورى: 30].

لولا الذُّنُوبُ لما فرَّتْ سحَابَتُنا

ولا ابتُلِينَا بإجدابٍ وإعسَارِ

والجَدْبُ عمَّ بلادًا كان يقطُنُهَا

مُزْنُ السَّحَابِ كمِثلِ الظلِّ في الدَّارِ

إخوة الإيمان:

التهاوُنُ بالذنُوب سببٌ عظيمٌ لقَسوةِ القُلُوب، وإذا قسَت القُلوب،
وتبلَّدَت المشاعِر، وجفَّت الأرواح؛ لم تذُقْ حلاوةَ الإيمان، ولم تتَّعِظ
بعِبَر القرآن، ولم تجِد في الصلاةِ خُشُوعَها وأُنسَها، ولا في الذِّكرِ
دُون النوائِبِ تُرسَها، بل لجَّت في هَتْك الحُرُمات، واقتِراف الظُّلامات،
واندرَجَت في وعِيدِ ربِّ البريَّات،
{ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ }
[الزمر: 22].

كلُّ ذلك - يا أمةَ الإسلام - سببٌ لجَدْبِ الأمصار، وتأخُّر الأمطار،
وقَحطِ الدِّيار. فما أحلَمَ ربَّ العالمين العزيزَ القهَّار!

يا أمةَ الدينِ تُوبُوا واخلِصُوا عمَلًا

وادعُوا الرَّؤوفَ بإصباحٍ وأسحَارِ

صلُّوا الصلاةَ بقَلبٍ ذابَ مِن خَجَلٍ

فالذَّنبُ يُؤذِنُ في الدُّنيا بأغيَارِ

نستعينُ بك - يا الله - على هذه النُّفوس المُقصِّرة البِطاء عمَّا أُمِرَت به،
السِّراع إلى ما نُهِيَت عنه، ونستغفِرُك اللهم مما أحاطَ به علمُك،
وأحصَيتَه في كتابِك.

نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو
الحيَّ القيُّومَ ونتوبُ إليه.

أيها المُستَسقُون:

إنما عمَّ كثيرًا مِن الأرجاء، وغدَا في بعضِ المُجتمعات مِن الوَيلات والأرزاء،
مِن انتِشار ألوانِ الذُّنُوب وأنواع المعاصِي، لا مُنجِيَ مِنه
إلا لزُومُ التوبة والاستِغفار للعزيز الغفَّار.

قال تعالى عن نُوحٍ - عليه السلام -:
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم
مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا }
[نوح: 10- 12]،
وقال - سبحانه - عن نبيِّه هُودٍ - عليه السلام -:
{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }
[هود: 52]،
وقال تعالى:
{ لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون }
، وقال - جلَّ وعلا -:
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
[الأنفال: 33].

نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ، نستغفِرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو
الحيَّ القيُّومَ ونتوبُ إليه.

وقال - سبحانه -:
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور: 31].

إن مسَّنا الضُّرُّ أو ضاقَتْ بنا الحِيَلُ

فلَنْ يَخِيبَ لنا في ربِّنا أمَلُ

اللهُ في كلِّ خَطْبٍ حسبُنا وكفَى

إلَيْه نرفَعُ شكوَانا ونبتَهِلُ

ألا فاتَّقُوا اللهَ - عباد الله -، واستمطِرُوا رحمةَ ربِّكم باجتِنابِ الظُّلم؛
فإن مصرَعَه وَخِيمٌ وَبِيلٌ، وجزاءُ صاحِبِه الوَيلُ والتَّنكِيل.

حقِّقُوا قِيَم الوسطيَّة والاعتِدال، وحاذِرُوا سُبُل الغلُوِّ والجفاء والانحِلال.
عزِّزُوا مجالات القُدوة والنَّزاهة، واحذَرُوا الفسادَ والتعدِّي على الأموال
الخاصَّة والعامَّة، وانتِزاعَها بالبُهتِ والغِشِّ والتدليسِ والاحتِيال،
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
[الروم: 41].

راقِبُوا اللهَ في خلقِه، وعامِلُوهم بما تُحبُّون أن يُعامِلَكم به مِن رحمتِه ورِفقِه.

أعلُوا شعيرةَ الأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر، والدعوةِ إلى الله
والقِيَم والإصلاح، وارفَعُوا شِعارَ الفضيلة والتجافِي عن الرَّذِيلة،
والحِفاظ على العِفَّة والحياء، والحِجاب والاحتِشام.

أقِيمُوا الصلاةَ، وآتُوا الزَّكاةَ، ولا تبخَسُوا المكاييلَ والموازِينَ.

في الحديث الصحيح:
أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( لم ينقُص قومٌ المِكيالَ والميزانَ، إلا أُخِذُوا بالسِّنين، وشدَّة المَؤُونة،
وجَور السُّلطان عليهم، وما منَعَ قومٌ زكاةَ أموالِهم، إلا مُنِعُوا القَطرَ
مِن السماء، ولولا البهائِمُ لم يُمطَرُوا )؛
أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم بسندٍ صحيحٍ.

كُفُّوا - عباد الله - عن الحرام جوارِحَكم، وتسامَحُوا، وتراحَمُوا،
وكُونُوا عبادَ الله إخوانًا.

طهِّرُوا قلوبَكم مِن الغلِّ والشَّحناء، والحِقدِ والحسَدِ والَغضاء؛ فإن
القلوبَ محلُّ نظر المولَى الكريم، فلا يرَيَنَّ مِنكم إلا القلبَ السليمَ،
ولا يكُن مِنكم إلا اللَّفظُ المُهذَّبُ الكريم.

فكُلُّ لفظٍ مُعَدٌّ في صحائِفِنا

ليَومِ حشرٍ ففِيهِ الشرُّ يندَحِرُ

وزَلَّةُ المَرءِ في لفظٍ وفي بصَرٍ

فصُنْهُمَا، كَم دهَانَا اللَّفظُ والبصَرُ

أمة الخير والبركة:

لا تيأسُوا ولا تقنَطُوا، وأبشِرُوا، وأمِّلُوا، واستبشِرُوا، واعلَمُوا أنكم
تدعُون مولًى كريمًا، وربًّا رحيمًا يستحيِي مِن عبادِه إذا رفعُوا أيدِيَهم
إليه أن يرُدَّها صِفرًا خائِبَتَين.

قال قتادةُ - رحمه الله -: ذُكِر لنا أن رجُلًا قال لعُمر بن الخطَّاب –
رضي الله عنه -: يا أميرَ المُؤمنين! قُحِطَ المطر، وقنَطَ الناس.
فقال عُمرُ - رضي الله عنه -: مُطِرتُم مُطِرتُم ، ثم قرأَ قولَه - سبحانه -:
{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } .

قال الإمامُ البغويُّ - رحمه الله -: قولُه:
{ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ }
أي: يبسُطُ مطرَه؛ فالمطرُ رحمةٌ مِن رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما .

قال - سبحانه -:
{ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ
لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
[الروم: 50].

يا مَنْ يجُودُ على العبادِ ويُغْدِقُ

ويُبِيحُ ما سأَلَ العَبِيدُ ويرزُقُ

ويُجِيبُ دعوَةَ مَنْ دَعاهُ لحَاجَةٍ

ويُنِيلُهُ اللُّطفَ الجَزِيلَ ويَرفُقُ

وهو الذي أنزلَ غيثًا في البلَدْ


فكيف لو صُبَّ جِبالًا مِن بَرَدْ

أنزَلَه رِفقًا بِنَا قد طَارَا

ولو شَاءَ لجعَلَه أنهَارَا

أيها المُستَغِيثُون:

وكما أن المطرَ رحمةٌ مِن الرحمن، فهو غيثٌ مِن المُغيثِ - سبحانه -،
وهو الربيعُ في الوَسمِي.

قال ابن قُتيبة - رحمه الله -:
المطرُ إذا أحيَا الأرضَ بعد موتِها فهو الحياة، فإذا جاء عند الحاجةِ إليه
فهو الغيثُ، فإذا دامَ مع سُكونٍ فهو الدِّيمَة، فإذا كان ضخمَ القَطر شديدَ
الوَقْع فهو الوابِل، فإذا كان كثيرَ القَطر فهو الغَدَق، فإذا جاء الماءُ
دُفُعاتٍ فهي الشَّآبِيب .

بالغيثِ الذي لا يفتَأُ يصُوب، والمُزْن الوطِفِ السَّكُوب يُغيثُ اللهُ الأنام،
ويروِي الهِضابَ والآكام، ويُحيِي النَّباتَ والسَّوَام.

فالغَيثُ يكتُبُ والأكوانُ أسطُرُه


والوَابِلاتُ لما تُملِيهِ أوراقُ

فانظُرْ بدائِعَ ما أبدَى بحِكمتِهِ

ربُّ العِبادِ ومَن للخلقِ رزَّاقُ؟!

أيها المُؤمنون:

وكما أن المطرَ آيةٌ مِن آياتِ الله، فإن نُدرتَه أحيانًا آيةٌ مِن آياتِ الله
الكونيَّة، وعلامةٌ مِن علاماتِ النبُوَّة المُحمديَّة.

في الصحيح مِن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -،
أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( لا تقومَ الساعةُ حتى يكثُرَ المالُ ويَفِيضُ، حتى يخرُجَ الرَّجُلُ بزكاةِ مالِه،
فلا يجِدُ أحدًا يقبَلُها مِنه، وحتى تعودَ جزيرةُ العربِ مُرُوجًا وأنهارًا )؛
خرَّجه مُسلم في الصحيح .



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات