صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2018, 02:17 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :خُلُق سلامةِ الصَّدر

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله –
خطبة الجمعة بعنوان:
خُلُق سلامةِ الصَّدر ،

والتي تحدَّث فيها عن خُلُق عظيمٍ مِن أخلاقِ الإسلام، ألا وهو: سلامةُ الصَّدر،
مُبيِّنًا أهميتَه في حياةِ الفرد والأمَّة، وآثارَه الجليلَة في الدنيا والآخرة.

الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ الحليم العظيم، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له ربُّ
العرش العظيم، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه المبعُوث بكلِّ خُلُق كريم،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وأصحابهِ،
والتابِعين المُقتَدين المُتمسِّكين لهم بالدين القَويم.
أيها المُسلمون:
أُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله - جلَّ وعلا -، وطاعتِه في الشدَّة والرَّخاء،
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[الأحزاب: 71].
أيها المُسلمون:
في زمنٍ ظهر فيه حبُّ الدنيا بمُختلَف الصُّور والأشكال، يحتاجُ المُسلمُ
إلى التذكيرِ بما يبعَثُه على محبَّة الآخرين، وبَذل الخَير والمعرُف لهم،
وكفِّ الشرِّ والأذَى عنهم، إنَّه خُلُق سلامة الصَّدر ،
الذي يعيشُ به المُسلمُ سعيدًا مرضيًّا، مسرُورًا مُطمئنًّا.
إنَّ سلامةَ الصَّدر مِن أنبَل الخِصال وأشرَفِ الخِلال التي يُدرِكُ بها المُسلمُ
عظيمَ الأجر، وحُسنَ المآب، يقولُ ربُّنا - جلَّ وعلا -:
{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
[الشعراء: 88، 89].
ومِن علامات سلامةِ القلبِ بعد الإيمان والتقوَى، والتوحيد واليَقِين: أن
يكون القلبُ نقيًّا مِن الغِلِّ والحسَد والحِقد على المُسلمين. يعيشُ المُسلمُ
مع إخوانِه بصفاءِ قلبٍ، وطِيبِ نفسٍ، وحُسن سَريرةٍ، لا يحمِلُ لهم ضغِينةً
ولا كراهيةً، ولا يُضمِرُ لهم حِقدًا ولا غِشًّا، ولا خِداعًا ولا مكرًا، بل يعيشُ
بنفسٍ تَفِيضُ بالخَيرات والإحسان، والخُلُق الجَميل، والصَّفاء والنَّقاء.
فهو مِن نفسِه في راحةٍ، والنَّاسُ مِنه في سَلامةٍ، لا يعرِفُ النَّاسُ مِنه
بلاءً ولا شرًّا، ولا يُقاسُون مِنه عناءً ولا شَقاءً.
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( لا يُؤمِنُ أحدُكم حتَّى يُحبَّ لأخِيه ما يُحبُّ لنفسِه )؛
متفق عليه.
إخوة الإسلام:
مِن النَّعيم المُعجَّل في هذه الحياة، بل هو جنَّةُ الدُّنيا، وبِه تكونُ لذَّةُ العيش،
وذلك أن يحرِصَ المُسلمُ على تحصيلِ نِعمةِ سلامةِ الصَّدر على كلِّ مَن
عاشَ معه أو خالَطَه، بل على كلِّ أحدٍ مِن المُسلمين، قال تعالى في
وصفِ أهلِ الجنَّة:
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ }
[الأعراف: 43].
قال ابنُ عطيَّة - رحمه الله - عند هذه الآية:
وذلك أنَّ صاحِبَ الغِلِّ مُعذَّبٌ بِهِ، ولا عذابَ في الجنَّة .
وفي أبرَزِ دعوات أهلِ الإيمان ما وصَفَهم به ربُّهم - جلَّ وعلا -:
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[الحشر: 10].
إخوة الإسلام:
مِن أفضلِ الأعمال: سلامةُ الصَّدر مِن أنواع الشَّحناءِ كلِّها، ومِن البَغضاءِ بجميعِ صُورِها.
قِيل لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟ قال:
( كلُّ مخمُومُ القلبِ صَدُوقُ اللِّسانِ )،
قالُوا: صَدُوقُ اللِّسان نعرِلإُه، فما مخمُومُ القلبِ؟ قال:
( هو النقِيُّ التقِيُّ لا إثمَ علَيه ولا بغي، ولا غِلَّ ولا حسَد )
؛ رواه ابن ماجه، وصحَّح إسنادَه المُنذريُّ وغيرُه مِن المُحدِّثين.
وقد أدركَ سلَفُ الأمة - رضي الله عنهم - هذه الحقيقةَ، فعمِلُوا بها
ودعَوا إليها.
فهذا زيدُ بن أسلَم يدخُلُ على أبِي دُجانةَ - رضي الله عنهما - وهو مرِيضٌ،
وكان وجهُه يتهلَّل، فقال له: مالك يتهلَّلُ وجهُك؟ قال:
ما مِن عملِ شيءٍ أوثَقُ عِندِي مِن اثنتَين؛ أما أحدِهما: فكنتُ لا أتكلَّمُ بما
لا يَعنِيني، وأما الأُخرى: فكان قَلبِي للمُسلمين سَلِيمًا .
ويقولُ الفُضَيلُ بن عِياضٍ - رحمه الله -:
ما أدرَكَ عِندنا مَن أدرَكَ بكثرةِ نوافِلِ الصلاةِ والصِّيام، وإنَّما أدرَكَ
عِندنا بسَخاءِ الأنفُسِ، وسلامةِ الصُّدُور، والنُّصح للأمة .
إخوة الإسلام:
مِن الأسبابِ المُعِينة على سَلامةِ الصَّدر: الإخلاصُ لله - جلَّ وعلا -،
والصِّدقُ معه، والرِّضاءُ بالقَدَر وبما كتَبَه الله - جلَّ وعلا - للعبدِ في
هذه الحياة، ولُزُوم طاعةِ الله - جلَّ وعلا -، والإكثارُ مِن تلاوةِ كتابِه
- سبحانه -، مع بَذلِ الإنسان الاجتِهادَ في مُجاهَدة النَّفسِ مِن الأدواءِ الخبيثة؛
كالغِشِّ والغِلِّ والحسَد، مع تذكُّرٍ دائِمٍ لما تعُودُ به تلك الأخلاقُ الخبيثةُ على
الإنسانِ بالشرِّ الوَبِيل في العاجِلِ والآجِلِ.
ثم يجتهِدُ العبدُ بالدُّعاء الخالِصِ الصَّادِقِ أن يرزُقَه الله - جلَّ وعلا -
قلبًا سليمًا، ولِسانًا صادقًا، مع عملٍ صادِقٍ ببذلِ كلِّ ما يجلِبُ المحبَّةَ والمودَّة،
ويدفَعُ البُغضَ والكراهيةَ، مِن بَذلٍ للسلام، وتَركِ الإنسان ما لا يَعنِيه مِن
أمور الخلق، والحِرصِ على بَذل العطيَّة والهديَّة، فهي جالِبةٌ للمودَّة،
دافِعةٌ للكراهِية.
وكذا يحرِصُ المُسلمُ على الدُّعاء للمُسلمين جميعًا، والعفوِ عند الإساءَة،
وبَذلِ الإحسان بشتَّى صُوره ومُختلَف أشكالِه القوليَّة والفعليَّة،
مما يترتَّبُ عليه إدخالُ السُّرور على قُلوبِ المُسلمين؛ فالمُسلمُ شأنُه
الفرَحُ بما يُفرِحُ المُسلمين، والمُشاركةُ الفاعِلةُ
بما يُواسِيهم عِند أحزانِهم وهُمُومِهم.
فكُن - أيها العبدُ - على مُجاهدةٍ شديدةٍ للشَّيطان، فهو حرِيصٌ
على إيغارِ الصُّدُور، وإفسادِ القُلُوب، قال تعالى:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ
الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا }
[الإسراء: 53].
وفيما رواه مُسلمٌ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إنَّ الشَّيطانَ أيِسَ أن يعبُدَه المُصلُّون في جَزيرَةِ العربِ، ولكن
في التَّحرِيشِ بينَهم ).
وإنَّ مما يسلَمُ به المُسلم: البُعدَ عن المُجادلَة والمِراءِ والمُخاصَمة حول
المسائِلِ والوقائِعِ والأحداثِ، مما لا جَدوَى فيه، فهذا مما يُثيرُ الحِقدَ والكراهِيةَ،
ويُذكِي الشَّحناء، ويُوجِدُ النُّفرةَ بين المُسلمين، وإنَّما تُحمدُ المُجادلَةُ
لإحقاقِ حقٍّ مِن عالمٍ ناصِحٍ مُخلِصٍ، صادِقٍ مُتوسِّمٍ بجميعِ
شُروطِ وصِفاتِ وعناصِر المُجادلَة والمُناظَرة، وفقَ أدبٍ جمٍّ، وخُلُقٍ أشَم،
قال الله - جلَّ وعلا -:
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }
[البقرة: 83].
أقولُ هذا القَول، وأستغفِرُ اللهَ لِي ولكُم ولسائرِ المُسلمين
مِن كل ذنبٍ، فاستغفِرُوه إنَّ هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله كما ينبغي لجلالِ وجهِه وعظيمِ سُلطانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله
وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمدًا عبدُه ورسولُه الدَّاعِي
إلى رِضوانِه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.
أيها المسلمون:
إنَّ سلامةَ الصَّدر بابٌ عظيمٌ إلى النَّعيم المُقِيم.
قال أحدُ السَّلَف: أصلُ الدِّين الورَع، وأفضلُ العِبادة مُكابَدةُ اللَّيل،
وأقصَرُ طريقِ الجنَّة سلامةُ الصَّدر .
فالزَمُوا سلامةَ الصَّدر، وصفاءَ القلبِ، ونقاءَ السَّريرة.
ولذا حرِصَ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - على تحقيقِ ما يُؤصِّلُ هذا الأصلَ،
ويدرأُ عنه كلَّ العوارِضِ والأدواءِ؛ قال - صلى الله عليه وسلم -:
( لا تحاسَدُوا، ولا تباغَضُوا، ولا تدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ الله إخوانًا،
لا يحِلُّ لمُسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثٍ )؛
رواه مسلم.
فكُونُوا - عباد الله - إخوانًا مُتحابِّين، على التقوَى مُتوادِّين، وعلى الطاعة والبِرِّ مُتواصِين.
ثم إنَّ الله - جلَّ وعلا - أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو الإكثارَ مِن الصلاةِ على النبيِّ الكريم.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على حبِيبِنا ونبيِّنا وقُرَّةِ عُيُونِنا نبيِّنا مُحمدٍ –
صلى الله عليه وسلم - ما تعاقَبَ اللَّيلُ والنَّهار، ورضِيَ الله عن الخُلفاء الراشِدين،
وعن الصحابة والآل أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين،
اللهم وانصُر عبادَك المُوحِّدين.
اللهم مَن أرادَ المُسلمين بسُوءٍ فأشغِله في نفسِه، واجعَل تدمِيرَه في تدبِيرِه
يا ربَّ العالمين.
اللهم اغفِر للمُؤمنين والمُؤمنات، والمُسلمين والمُسلمات، الأحياء مِنهم والأموات.
اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النَّار.
اللهم ارُزقنا سلامةَ القلبِ، اللهم ارُزقنا سلامةَ القلبِ، والصِّدقَ في الأقوال
والأفعال يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعَلنا إخوةً مُتحابِّين على البِرِّ
والتقوَى يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق خادمَ الحرمين لِما تحبُّه وترضَاه، اللهم وفِّقه ونائِبَه لِما تُحبُّه
وترضاه، اللهم وفِّقهما لما فِيه خِدمةُ الإسلام والمُسلمين. اللهم وفِّق
جميعَ وُلاة أمورِ المُسلمين لِما تُحبُّه وترضاه يا ربَّ العالمين،
اللهم اجعَلهم رحمةً على رعاياهم،
اللهم اجعَلهم رحمةً على رعاياهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اكشِف همَّنا وهمَّ كلِّ مُسلمٍ يا حيُّ يا قيُّوم، اللهم فرِّج هُمومَ المُسلمين،
اللهم فرِّج هُمومَ المُسلمين، اللهم اكشِف كربَهم، اللهم اكشِف كربَهم
في كلِّ مكانٍ، اللهم اكشِف كربَهم في كلِّ مكانٍ، اللهم أغنِ فقيرَهم،
اللهم واشفِ مريضَهم، اللهم واهدِ ضالَّهم، اللهم ثبِّت مُطيعَهم يا حيُّ يا قيُّوم.
اللهم يا غنيُّ يا حميد، يا قابِضُ يا باسِطُ يا ماجِد، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا،
اللهم اسقِنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم ديارَنا
وديارَ المُسلمين، اللهم ديارَنا وديارَ المُسلمين، اللهم ديارَنا وديارَ المُسلمين،
اللهم بارِك لنا فيما نزلَ مِن رحمتِك، اللهم بارِك لنا فيما أنزَلتَ مِن رحمتِك،
اللهم اجعَله مُبارَكًا نافعًا للمُسلمين يا حيُّ يا قيُّوم، اللهم أنزِل لهم فيه
البركة، اللهم أنزِل لهم فيه البركة، اللهم أنزِل لهم فيه البركة يا حيُّ يا قيُّوم.
عباد الله:
اذكُرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلًا.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات