صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2016, 03:35 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,590
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : رمضان وتحصيل التقوى‎


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
رمضان وتحصيل التقوى


والتي تحدَّث فيها عن شهر رمضان والهدفُ من تشريعه،
وهو: تحصيلُ تقوى الله تعالى، وحثَّ فيها على اغتِنام أوقاتِه وساعاته
في كل ما يُرضِي الله تعالى من أعمالٍ صالحاتٍ، واجتِنابِ الآثامِ والمُوبِقات.

الحمد لله، المُنعِم على عبادِه بما هداهم إليه من الإيمان،
والمُتِمِّ إحسانه بما بلَّغهم به من شهر رمضان،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، جعلَ الأوقاتَ مكنزًا للقُرُبات ومفازًا،
وفوزًا لمن استبَقَ الطاعات ومتابًا،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ العباد صيامًا وقيامًا وأسماهم جنابًا،
صلَّى الله وباركَ عليه، وعلى آله وصحبِه الذين بلغوا من الزكاءِ أمرًا عُجابًا،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا مُستطابًا.

فيا عباد الله :

إن خيرَ ما استكَنَّ في الجَنان، وثَرَّ به اللسان: الوصيةُ بتقوَى الرحيم الرحمن؛
فبتقوَى الله تحصُلُ البركات، وتندفِعُ الفوضَى والهلَكَات،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ التوبة: 119 ].

مـن يـتَّـقِ الـرحـمـنَ حـفَّـه الـفــرَج
وأمـرُه يُـسـرٌ فـلا يـخـشَـى الـحـرَج

فــاهــنَــأْ بــفـــوزٍ أيــهـــا الــتــقـــيُّ
فـأنــت بـالـعـيــشِ الـهـنِــي حـــرِيُّ

معاشر المسلمين :

هذا موسِمُ الصوم قد أشرقَت ولادتُه، وتألَّقَت بين الأنام إطلالتُه،
وقد كانت الأعناق ترقُبُه، وأشواقُ أهل الإيمان تستشرِفُه .. كيف لا،
وهو شهرُ رمضان دُرَّة الأزمان.

جـاء الـصـيـامُ فـجـاء الـخـيـرُ أجـمـعُـه
تـرتـيــلُ ذكـــرٍ وتـحـمــيــدٌ وتـسـبــيــحُ

فـالـنـفـسُ تـدأَبُ فـي قـولٍ وفـي عـمـلٍ
صــومُ الـنـهــارِ وبـالـلـيــلِ الـتـراويــحُ

فـــكــــم لله مــــــن نــفَـــحَـــاتِ خـــيــــرٍ
بـمـقــدَمِــك الـسـعــيــدِ أخَـــا الـسَّــنــاءِ

وكــم خـشَــعَــت قــلــوبُ ذوِي صـــلاحٍ
وكــــم دمَـــعَـــت عـــيـــونُ الأتــقــيـــاءِ

أمة الإسلام:

ها هي أمَّتُنا الإسلاميةُ تنعَمُ بعبَقِ شهرها الخالِد، وأيامِها الفيحَاءِ التوالِد،
وتتفيَّؤُ خيرَه الوارِف المُزدانِ بأسنَى المطارِف، وترشُفُ رحيقَه، وتنهَلُ ريَّاه،
وتستلِي أنوارَه، وتتملَّى بديعَ مُحيَّاه.
فهو شهرٌ تبلَّجَ بيُمنِه الصباح، وتأرَّجَت الأمصارُ بعبَقِه الفوَّاح .. ربيعُ الذاكرين ..
وأُنسُ العابِدين .. وروضةُ القاصِدين .. معينٌ ثرَّارٌ للمُتنافِسين ..
ومنهَلٌ بالتُّقَى عذبٌ يرِدُه العُبَّادُ المُتسابِقُون. تفيضُ أيامُه بالقُرُبات والسُّرور،
وتُنيرُ ليالِيه بالآيات المتلُوَّات والنور.

رمـضــانُ بـالـحـسـنــاتِ كـفُّــك تـزخَــرُ
والـكــونُ فــي لألاءِ حُـســنِــك مُـبــحِــرُ

هـتَـفَـت لـلُـقـيـاكَ الـنـفـوسُ وأسـرَعَـت
مــن حُـوبِـهــا بـدمُـوعِـهــا تـسـتـغـفِــرُ

أمة الإيمان :

ضيفُكم الكريمُ هو الفرصةُ السانِحة، والصفقةُ الربَّانيَّةُ الرابِحة للتزوُّد للدار الآخرة
بالأعمال الصالِحة، وليس إلى مرضاةِ الرحمن كبيرُ مشقَّةٍ واقتِحامُ عناءٍ،
إن راقبَ المُسلمُ نفسَه وأولاها الحزمَ والاعتِناء، وبادرَ إلى الطاعة دون تلكُّئٍ أو وَناء،
مُعتبِرًا بمن كانوا بيننا في العام الماضِي وقد سرَت بهم المنايا القواضِي.
فالبِدارَ البِدارَ إلى فضلِ الله الممنُوح،
قبل فواتِ الرُّوح. أجهِدوا أنفسَكم أن يكون عهدُ التوانِي منسُوخًا،
وزمنُ التسويفِ مفسُوخًا؛ فمن أخلدَ للتوانِي حصَدَ الأوهامَ والأماني،
وخيرُ الدُّرَر ما صحَّ عن سيِّد البشر - عليه الصلاة والسلام -.

عن أم المُؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت:
[ كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهِدُ في رمضان ما لا يجتهِدُ في غيرِه ]
رواه مسلم.

فصيامُ نهاره، وقيامُ ليلِه طريقُ السعادة والسُّرور، والبهجَة والحُبُور.
في "الصحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( للصائِمِ فرحتَانِ يفرحُهما: إذا أفطرَ فرِحَ، وإذا لقِيَ ربَّه فرِحَ بصومِه )

وما دعا عبدٌ ربَّه إلا أجابَه، ولم يُوصِد دونَه بابَه.
يقول - عليه الصلاة والسلام -:

( إن للصائِمِ عند فِطرِه لدعوةً ما تُردُّ )
أخرجه ابنُ ماجَه.

شهرٌ حبَاهُ إلهُ العرشِ مكرُمــةً
فيرحمُ الله من ضاقَت به السُّبُلُ

هو الرؤوفُ بنا هل خابَ ذو أملٍ
يدعُو رحيمًا بقلبٍ ذلَّه الخــــجَلُ

فيا باغِيَ الخيرِ ! أقبِل .. يا باغِيَ الخيرِ ! أقبِل ..
حيَّهلاً بمن اختارَ الخيرَ من نواحِيه وأطرافِه، ولزِمَ المعروفَ من قواصِيه وأكنافِه،
وكان ديدَنُه الذكرَى والترتيلَ والصدقةَ، والاستغفارَ والتوبةَ والنفقةَ.

أمة الصيام والقيام:

ألا فلتجعَلوا لجوارِحكم زِمامًا من العقل والنُّهَى، ورقيبًا من الورَع والتُّقَى،
حِفظًا للصيام عن النقصِ والانثِلام.
فأيُّ غناءٍ في أن يدَعَ بعضُ المسلمين طعامَه وشاربَه، ثم يركَبُ الصعبَ
والذَّلُولَ للآثام والمُوبِقات، والمعاصِي والمُنكَرات، لا يرُدُّه من الدينِ وازِع،
ولا ينزِعُ به من حُرمةِ الشهر نازِع.

وتحذيرًا للوالِغين في هذا المكرَع الآسِنِ وتنبيهًا:
يقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( رُبَّ صائِمٍ ليس له من صيامِه إلا الجوعُ والعطَش،
ورُبَّ قائِمٍ ليس له من قيامِه إلا السهرُ والتعَب )

أخرجه النسائي وابن ماجه.

وهل مقاصِد الصيام العِظام - يا أمة خير الأنام - عليه الصلاة والسلام
إلا تهذيبُ النفوس وترقِيَتُها، وزمُّها عن أدرانِها وتزكِيَتُها؟!

وذلك هو المُرادُ الأسمَى، والهدفُ الأسنَى من شِرعَة الصيام، إلا وهو: التقوى،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

[ البقرة: 183 ].

يقول الإمام ابن القيِّم - رحمه الله -:
[ الصيامُ لِجامُ المُتقين، وجُنَّةُ المُحارِبين، ورياضةُ الأبرار والمُقرَّبين ]

فالصيامُ تُرسٌ للمُسلم من الخطايا والأوزار، ولأَمَةٌ دون التلطُّخ بالأدران والأكدار،
وجُنَّةٌ واقِيةٌ من لهيبِ النار، يقول - صلى الله عليه وسلم -:

( الصيامُ جُنَّةٌ يستجِنُّ بها العبدُ من النار )
أخرجه الإمام أحمد في "مسنده".

ولكن مع شديدِ الأسَى والأسَف، ضلَّ أقوامٌ عن مسالِكِ الرشاد،
في هذه الأيام الغُرِّ المُبارَكة، فصامُوا عن الطعام والشرابِ،
وما صامُوا عن فضائيات الفسقِ والمُجُونِ، ومُشاهَدة فُنون الفُتُون،
ومجالسِ الغِيبَة والنميمةِ والبُهتان، ومُنتديَات ومواقِعِ الشائِعات، والطُّعون والاتهامات.

فيا معشرَ الصائمين:

أين آثارُ الصيام الهَتُون؟! أين أنوارُ القيام في مُقَل العيُون؟!
أما حلَّقَت بكم أشواقُ الأرواح إلى سِماكِ الإخباتِ والسَّكينة، وقُنَنِ الطُّهر والطُّمأنينة؟!
أين اغتِنامُ الشهر بأيامهِ وليالِيه؛ بل بدقائقِه وثوانِيه؟!

إنكم لن تبلُغُوا من رمضان مُرامَكم إلا إن أولَيتُم فضائلَه ومقاصِدَه اهتمامَكم.
إنها مُناشَدةٌ جهيرَة في مطلَع هذا الشهر العظيم،
أن يتنادَى المُسلمون جميعًا إلى التواصِي بالحقِّ والخيرِ والتعاوُن على البرِّ والتقوَى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات