صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-28-2023, 12:52 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي مشـكلة: غياب الحب والعاطفة 2



من الأخت / غـــرام الغـــرام
مشـكلة: غياب الحب والعاطفة

أحمد السيد كردي

الجزء الثانى - 2

فن إستخدام لغة الهدايا :

للهدية وقع خاص ومؤثر على النفس البشرية عموما ,

لما فيها من إظهار للتقدير والاهتمام والتفكير في المُهدى إليه

بعد فترة ليست بالقصيرة للوصول إلى شيء ينفعه ويرضيه ,

وفيها إظهار للمحبة والرعاية ,

وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالهدية لما فيها من تأليف للقلوب

ولما تتركه من أثر إيجابي عميق في توطيد أواصر المودة

والحب بين الزوجين.

فكما روى البخاري عن أبي هريرة :

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:



( تهادوا تحابوا )

فالمتأمل في الحديث تأملا لغويا يجد جواب الشرط يأتي مباشرة

بعد فعل الشرط مباشرة دون أي فاصل بينهما, ولهذا دلالته

على أن المحبة نتيجة حتمية للهدية وسريعة ومضمونة بلا تعقيدات.

وللهدية في الحياة الزوجية لغة خاصة جدا لا تحتاج للكلمات

فلها مفعول السحر على توصيل الرسالة إلى من نريد,

ففيها معان كثيرة تستطيع توصيلها,

ففيها الشكر بعد مجهود كبير يعبر فيه الزوجان عن إمتنانهما

وتقديرهما لزوجه, وفيها الإشتياق بعد مرض أو حادث أو غياب طال

أو قصر, وكذلك فيها الإعتذار عن خطأ ما, وهذا ما نجده عند الرجال

أكثر منه عند النساء نظرا لطبيعة الرجل التي لا تقبل عادة أن ينطق

بلفظ التأسف صراحة ويستثقل جدا أن يعتذر بالطرق المباشرة

فتاتي الهدية كرسول بالاعتذار الضمني لشريكة حياته.

وفيها تعبير عن الحب الذي يبدأ في التواري والاختفاء بعد سنوات الزواج

والإنجاب ومشكلات الأبناء الكثيرة كما يسمى بالفتور العاطفي,

فتأتي الهدية كنوع من المفاجأة للزوج فتكون بمثابة الومضة

التي تنير قلبيهما, وتعبر عن مدى حب كل منهما للآخر,

وللهدية والعطاء تأثيرهما على أشد القلوب بغضا فتحيلها إلى أشد القلوب

حبا ولها تأثيرها الشديد على الرجال فكيف بالنساء

وهن أرق قلوبا وألين عاطفة .



ولقد إستخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا الهدية

كوسيلة من وسائل ترقيق القلوب وإجتلاب المحبة لما علم من عظم

تأثيرها فيقول صفوان بن أمية رضي الله عنه

وهو الذي ظل يبغض النبي صلى الله وسلم طيلة حياته –

فيروي مسلم عنه قوله:



( واللهِ ! لقد أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أعطاني ،

وإنه لأبغضُ الناسِ إليَّ . فما برح يعطيني حتى إنه لأحبُّ الناسِ إليَّ )



الوسطية في الحب :

أمر هام ومطلوب في العلاقات الزوجية الناجحة,

فلا يصح الحب الفاحش بجنون, ولا موت القلب وغياب الحب والعاطفة,

فمن الحب ما قتل, لذا ينبغي أن يكون الحب متزنا,

ومتصل بحب الله وفي الله حتى يؤجر عليه بتجديد النية الحسنة مع الله,

فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

ومهم جدا المجاهرة بالحب والإعتراف به بين الزوجين وأمام الأخرين,

حيث نجد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع,

فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم:



( أي الناس أحب إليك ؟

قال: عائشة،

فقلت من الرجال؟

قال: أبوها )



مدرسـة الحـبيب :

فلنا في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة

في علاقاته وحبه لزوجاته, من علامات حبه صلى الله عليه وسلم

لعائشة رضي الله عنها, كان يراها تشرب من الكأس

فيحرص كل الحرص على أن يشرب من الجهة التي شربت منها,

وكان ينام في حجرها وهي حائض ولا يتأفف منها,

وأخبر أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام,

وهي التي كانت تغار عليه حبا.

وقالت عائشة رضي الله عنها:



( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر

فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني

قال: هذه بتلك السبقة )

وقالت أيضا:



[ كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نغتسل في إناء واحد كلانا منه ]

فلنتتأمل هذا الحب الذي يفيض من قلب النبي وزوجه عائشة كلاهما للآخر.

وعن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة:



[ والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي

والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي

حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن

حريصة على اللهو ]

وأثناء مرضه صلى الله عليه وسلم الأخير،

حين إقترب ساعة اللقاء بربه وتفيض روحه إلى الرفيق الأعلى،

لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة إحتضاره

إلا في بيت عائشة، ليموت بين سحرها ونحرها،

كما في الحديث عن عائشة قالت:



( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول أين أنا اليوم؟

أين أنا غدا؟ إستبطاء ليوم عائشة،

قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري )

ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به المشاعر.

وتعلم من مدرسة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام,

فعندما دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على زوجته

فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم،

ورأى في فمها عود أراك تستاك به، فأنشد قائلا:

لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراك ؟

لو كـنت من أهل القتال قتلتك فما فـاز مني يا سِواكُ سواكَ



وقد تظهر العواطف والشوق في حالة البعد عن الحبيب والغياب عنه،

كما قال المحدث إبن حجر متشوقا إلى زوجته ليلى الحلبية:

رحلت وخلفت الحبيب بداره برغمي، ولم أجنح إلى غيره ميلا.

أشاغل نفسي بالحديث تعللا نهاري، وفي ليلي احن إلى لـيلي.



وما أبدع تلك الصورة التي تحكيها إحدى الزوجات، فتقول:

إن زوجي رجل يحتطب

( يقطع الأخشاب، ويجمعه من الجبل، ثم ينزل إلى السوق فيبيعها،

ويشترى ما يحتاجه بيتنا )

أُحِسُّ بالعناء الذي لقيه في سبيل رزقنا،

وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فأعد له الماء البارد؛

حتى إذا قدم وجده، وقد نَسَّقْتُ متاعي، وأعددت له طعامه،

ثم وقفتُ أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ولج ( دخل ) الباب،

إستقبلته كما تستقبل العروسُ الذي عَشِقَتْهُ، فسلمتُ نفسي إليه،

فإن أراد الراحة أعنته عليها،

وإن أرادني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها.



وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:

قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:



( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مؤمنة إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخَرَ )

قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى:



[ أي ينبغي أن لا يبغضها لأنه إن وجد فيها خُلقا يُكره وجد فيها خُلقا مرضيا

بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة

أو رفيقة به أو نحو ذلك ]

وينبغي قبول الطرف الأخر كما هو وحبه بدون أي مصلحة ومنفعة تنتظر,

فلا يصح أبدا إنتظار منفعة مادية من تبادل الحب

وعند إنتهاء المصلحة يموت الحب, وينبغي أيضا قبول الطرف الأخر شكليا

فلا يعيب المرء سوء خلقته ولكن يعيبه سوء خلقه,

فلكل من يبغض شريك حياته لهذا السبب, يقول تعالى:



{ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }

وعن أبو عثمان الحيري:



[ لما سئل عن أرجى عمل عمله, فقال: لما ترعرعت ولم أتزوج بعد،

جاءتني إمرأة, فقالت: يا أبا عثمان، قد أحببتك حبًّا ذهب بنومي وقراري،

وأنا أسألك بمقلب القلوب أن تتزوج بي،

فقلت: ألك والد؟

فقالت: فلان الخياط، فراسلته فأجاب فتزوجت بها

فلما دخلت وجدتها عوراء، سيئة الخلق

فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته علي،

وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك، فأزيدها برًّا وكرمًا

إلى أن صارت لا تدعني أخرج من عندها، فتركت حضور المجلس إيثارًا

لرضاها وحفظَا لقلبها، وبقيت معها على هذه الحالة خمس عشرة سنة،

وكنت في بعض أحوالي كأني قابض على الجمر،

ولا أبدي لها شيئًا من ذلك إلى أن ماتت،

فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبي من جهتها !!]



كما أن التضحية والصبر من أهم علامات الحب الحقيقي بين الزوجين

فالحياة كلها مواقف ويظهر المعدن الطيب والخلق الحسن في وقت الشدة,

إن العلاقة الزوجية ليست فقط مشاعر الحب والعاطفة،

ولكنها أيضا الاستعداد للتضحية،

أو التصرف لمصلحة الطرف الآخر على حساب المصلحة الشخصية،

ويجب أن نميز بين مشاعر الحب وأعمال الحب،

فالمشاعر هامة وأساسية إلا أن أعمال الحب من التضحية

والبذل للآخر من شأنها أن تحافظ على العلاقة السعيدة والدافئة.



وسـلاح الحـب الصبر والمصابرة في الحـياة الزوجـية :

فكم من بيوت هدمت بسبب عدم القدرة على تحمل المحنة وتخطي الأزمة,

حتى يكون الفرج منحة من الله عز وجل جزاءا للصبر والمصابرة,

فالصبر مفتاح الفرج,

قال تعالى:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ

وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

ومن أجمل قصص الصبر على قضاء الله والرضا بقدره في الحياة الزوجية

من رياض الصالحين, عن أنس قال:



( اشتَكى ابنٌ لأبي طَلحَةَ وراحَ إلى المسجِدِ وتوفِّيَ الغُلامُ

فهيَّأتْ أمُّ سُلَيمٍ أمرَ بيتِها ونشَرَت عشاءَها

وقالَت لأهلِها لا يذكُرَنَّ أحدٌ منكُم لأبي طَلحَةَ وفاةَ ابنِهِ

فرجَع أبو طلحَةَ ومعهُ أناسٌ من أصحابِهِ من أهلِ المسجِدِ

فقالَ ما فعلَ الغُلامُ

فقالَت أمُّ سُلَيمٍ خيرَ ما كانَ فقدَّمَت عشاءَه فتعشَّى وأصحابُهُ

فلمَّا خرَجوا عنهُ قامَت إلى ما تَقومُ إليهِ المرأةُ

فلمَّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيلِ قالَت ألم ترَ يا أبا طَلحَةَ إلى آلِ فلانٍ

استَعاروا عاريَةً فتَمتَّعوا بها فلمَّا طُلِبَت إليهِم شقَّ عليهِم

قال ما أنصَفوا

قالَت إن فلانًا لابنها كانَ عاريةً من اللهِ تعالى فقبضَه

فاستَرجَعَ ثُمَّ غدا علَى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

فقالَ باركَ الله لكُما في ليلتِكما فحمَلَت بعبدِ اللهِ )

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات