صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2016, 12:49 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : أسباب النصر

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
أسباب النصر


والتي تحدَّث فيها عن الأسباب التي أدَّت إلى وقوع المصائِب والكوارِث بالمُسلمين
مُجتمعاتٍ وأفراد، مُبيِّنًا سُبُل العلاج والخرُوج من هذه البلايا،
وأعظمُ هذه السُّبُل: الرجوعُ إلى كتابِ الله تعالى وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -.



الحمدُ للهِ ذيِ القوةِ المتين،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له المُنتقِمُ العظيم،
وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ الكريم،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وأصحابهِ أجمعين.



فيا أيها الناس :

أُوصِيكم ونفسي بتقوَى اللهِ - جلَّ وعلا -، فهي وصيتُه للأولينَ والآخرين.

أيها المسلمون:

إن المصائبَ التي تُصيبُ المسلمين، والكُرباتُ التي تلحقُ بهم،
ومُختلَف أنواع العذابِ التي تقَعُ بساحَتِهم، يجبُ أن تجعَلَهم في موقفِ مُحاسبةٍ،
وموطِنِ تساؤلٍ عن علاقاتِهم بربِّهم، ومدَى تمسُّكهم بدِينهم،
والتِزَامهم بهَديِ نبيِّهم - عليه أفضلُ الصلاة والتسليم -.
إن هذه المصائِب لا يقدِر أحدٌ من البشر على دفعِها، فينبغي أن تكون أسبابًا دافعةً
لهم حافزةً للمسلمين لتعقُّلِهم في مسالِكهم وتوجُّهاتهم،
يجب أن يرفَعُوا عنهم الغفلةَ التي أصابَتهم فيما يتعلَّقُ بالتقصير
في التِزامهم بشريعة ربهم وسُنَّة نبيِّهم - عليه أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم -.

لقد حلَّ بالمسلمين من المصائب الاجتماعية والفردية،
والإقليمية والدولية ما يجعَلُهم في ضرورةٍ إلى البحث عن الأسبابِ
التي ترفَعُ عنهم البلوَى، وتكشف عنهم الضرَّاء.
إن أصلَ هذه الأسباب: هذا الأصلُ الذي يغِيبُ عن كثيرٍ،
إنه تحقيقُ الطاعة الكامِلَة الصادِقة لله - جلَّ وعلا -، الاستِجابةُ لما شرَعَه لخلقِه،
المُراقبةُ الدائمةُ له - سبحانه - في السراء والضراء، وفي العلَن والنجوَى،
يقول ربُّنا - جلَّ وعلا -:

{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا }
[ الطلاق: 2 ].

قال ابنُ عباسٍ - رضي الله عنها -:
[ أي: يُنجِّيه من كل كَربٍ في الدنيا والآخرة ]

فمتى حقَّق المسلمُ هذا الأصلَ في نفسه ومُجتمعه،
صار له مخرَجًا من كلِّ شيءٍ ضاقَ عليه،
متى تمسَّكَت مُجتمعاتُ المسلمين بهذا الأصلِ تمسُّكًا
كما كان عليه نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -، والثلَّةُ الأولين من سلَف هذه الأمة،
متى تمسَّكُوا بهذا الأصلِ في شؤُونهم كلِّها، صلُحَت أحوالهم، وطابَت حياتهم،
وتيسَّرت أمورهم، وتحقَّق أمنُهم وأمانهم، واندَحَر عدوهم.

متى تمسَّكَ بتقوَى الله - جلَّ وعلا - حاكمٌ من حكام المسلمين،
أو مسؤولٌ بذلك تحقَّق عزُّه، وعلا شأنُه، وقوِيَ مُلكُه، ودام في الحياة سُؤدَدُه،
وحسُن مُنقلَبُه ومآلُه،

{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ يونس: 62 ].

فهم مهما أصابهم فإن معِيَّة الله الخاصَّةِ معهم، يحفَظُهم ويكلَؤُهم ويرعَاهم،
إذا تقرَّر هذا الأصلُ القطعيُّ، فإن المسلمين اليوم وهم يُعانُون من أنواع البلاء في دينِهم
وأنفسِهم، في أموالهم وأعراضِهم، في معايِشهم وأرزاقهم،
يعيشُون بما لا تَطيبُ به حياتهم، ولا يسعَدُ به عيشُهم، ولا تُؤمَنُ به سُبُلُهم،
ولا تستقرُّ به معه أحوالهم.

إن عليهم أن يستَفِيقُوا، إن عليهم أن يتعقَّلُوا،
وأن يتَّخِذُوا من هذه المصائب أسبابًا للرجوعِ إلى خالقِهم،
أن يعلَمُوا أنه مهما بلَغَت قسوةُ هذه المصائِبِ،
فإنها ليسَت بشيءٍ عند مصائِبِ الآخرة حينما يلقَون ربهم، إذا أعرَضُوا عن دين الله،
وتولَّوا عن شرعِه، وارتَكَبُوا نواهِيَه، وقارَفُوا معاصِيه،

{ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ }
[ فصلت: 16 ]

{ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
[ السجدة: 21 ].

معاشر المسلمين:

إن الله - سبحانه وتعالى - من كرمه وفضله، وجُوده ورحمته،
يُذكِّرُنا بحقيقةٍ تغيبُ عن كثيرٍ من المسلمين،
مع تعدُّد التحاليل السياسية التي موضوعُها دنيويٌّ لا دينيٌّ،
يقول - سبحانه -:

{ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
[ الأعراف: 168 ]
ويقول - عزَّ شأنُه -:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

[ الروم: 41 ].

ألا وإنه ليس لما أصابَ المسلمين ويُصِيبهم من فُنون العذابِ، وألوان البلاء،
إلا أن يرجِعوا إلى ربهم، ويتضرَّعُوا إليه،
ويتُوبُوا إليه توبةً صادقةً نَصُوحًا من جميع الذنوب والموبِقات،
وأن يُنيبُوا إليه - سبحانه -، مُعاهِدين ربهم بنبذ كل أنواع المعاصي وكافة السيئات،
مُحاربين لكافة سُبُل القبائح والموبِقات في أنفسهم، وفي مجتماعتهم،

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }
[ الأنعام: 42 ].

إخوة الإسلام:

هذه المصائبُ ليس لها من دُون الله كاشِفة، ففِرُّوا إلى الله - يا أمة الإسلام -،
أصلِحُوا بالطاعةِ ما فسَدَ بالمعصِيَة، بدِّلُوا ما أظلَمَ من حياتكم بالمعاصي والموبِقات،
أبدِلُوه بنور التقوَى والتقرُّب لربِّ الأرض والسماوات، والالتِزام بسنَّة
أفضلِ المخلُوقات - عليه أفضل الصلاة والسلام -.

يقولُ ربُّنا - جلَّ وعلا -:

{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

[ النور: 31 ]
ويقول:

{ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ }
[ التوبة: 74 ]
ويقول - جلَّ وعلا -:

{ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ
لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهمْ إِلَى حِينٍ }

[ يونس: 98 ].

قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله -:
[ إنه عندما عايَنَ قومُ يونُس أسبابَ العذابِ الذي أنذَرَهم به يونُس،
خرَجُوا يجأَرُون إلى الله، ويستَغيثُونه ويتضرَّعُون إليه،
وأحضَروا أطفالهم ودوابهم ومواشِيَهم، وسأَلُوا اللهَ أن يرفعَ عنهم العذاب،
فرحِمَهم الله، وكشَفَ عنهم العذاب، سألُوه بلسان المقال، وصدَّقُوه بلسان الحال ]

يا أمةَ سيد الأنبياء وأفضل المرسلين:

أنتُم خيرُ الأمم، كرَّمَكم الله بموعدٍ لا يُخلَف،
وفضلٍ إلهيٍّ لا يُتخلَّف إن أنتم رجعتُم إلى ربكم عند الزَّلَل، وأنَبتُم إليه بعد الخلَل،
فلن يدُوم بكم كربٌ، ولن يحِلَّ بكم عذابٌ، ربُّنا - جلَّ وعلا - يقول:

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
[ الأنفال: 33 ].

ومن مدرسة النبُوَّة: يقول عُمر - رضي الله عنه -:
[ لستُم تُنصَرون بكثرةٍ، وإنما تُنصَرون من السماء ]

التَزِمُوا حدودَه - جلَّ وعلا -، تتحقَّق لكم رحمةٌ من الله تصلُح بها حياتكم،
ويرتفِعُ بها شقاؤُكم، ويندحِرُ بها شرُّ أعدائكم،
يقول - جلَّ وعلا -:

{ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
[ النحل: 46 ].

يا حُكَّام المسلمين:

إن ما وقع بالأمة في كثيرٍ من مواطِنِها التي لا تخفَى، و
ما حلَّ بها جميعًا من مخاوِف ومخاطِر لا مُنتَهى لها إلا برحمةٍ من الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات