صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2014, 07:22 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الضغينة و فساد العلائق بين الخلائق



ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير يحفظه الله

خطبتي الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :



الضغينة وفساد العلائق بين الخلائق



والتي تحدَّث فيها عن الضغينة وأنها سببٌ في قطع العلاقات بين الناس،

كما حثَّ على ضرورة سلامة الصدر بين المسلمين .





الحمد لله، الحمد لله الذي اجتبَى من شاءَ من الأنام،

وطهَّرَهم من الضغائِن والأحقاد والخبائِث والآثام،

وصيَّرَهم بفضلِه من أُولِي النُّهَى والأحلام،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أسبغَ علينا جزيلَ نعمِه وألطافِه العِظام،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه محا به عبادةَ الأصنام،

وأدحضَ به معالِمَ الكفر والأنصابِ والأزلام،

صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابِه الكرام،

صلواتٍ مُتضاعفاتٍ دائِماتٍ بلا انفِصام.





فيا أيها المسلمون:



اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

[ الأحزاب: 70، 71 ].



أيها المسلمون:



لا يسودُ الوِداد بين قومٍ انطَوَوا على الأحقاد، ومن أمسكَ العداوةَ

وتربَّصَ الانتِقام عاشَ مُعذَّبًا، وصارَ بالهمِّ مُكبَّلاً،

وما أفسدَ العلائِقَ بين الخلائِق مثلُ الضغائِن؛ فهي الحقدُ الكامِن، والشرُّ الكائِن.

تهدِمُ المدائِنَ وتُفقِرُ الخزائِن، وتمنَعُ المُقاربَة، وتقطعُ المُصاحبَة، وتُوقِعُ المُحارَبَة.



إن الـضـغـيـنـةَ تـلـقَـاهـا وإن قـدُمَـت

كـالـعَـرِّ يـكـمُـنُ حـيـنًـا ثــم يـنـتـشِــرُ



فما أقربَ طُرُوَّها، وأسرعَ بُدُوَّها، وأشدَّ دُنُوَّها، وأعظمَ فُشوَّها.

وشرُّ التِّلاد وِراثةُ الأحقاد، تُترعُ بها قلوبُ الأولاد، وتُغرسُ في صدورِ الأحفاد،

وتبقَى أمدَ الآماد. وقديمًا قيل:



أحـيَـا الـضـغـائِـنَ آبــاءٌ لـنــا سـلَــفُ

فـــلـــن تَــبــيـــدَ ولـــلآبـــاءِ أبـــنـــاءُ



ومن كانت الضغينَةُ رايتَه، والانتِقامُ غايتَه، والتشفِّي عادتَه خسَفَ بدرُه،

وسقطَ جدرُه، وصغُر قدرُه، وتلهَّب صدرُه. ومن تركَ الأحقادَ والضغائِن عاشَ مُعافَى،

وجمعَ أحلافًا، وأكثرَ ألفافًا، وتجنَّبَ إلحافًا، وأمِنَ إتلافًا.

ومتى تسلَّطَت الحَزازاتُ والعداواتُ على القلب اختلَّ واعتلَّ، فذهبَ صفاؤُه،

وعسُر شِفاؤُه، وطالَ بلاؤُه، وتعذَّر دواؤُه.



ومن الناس من إذا خالفَ هجَر، وإذا خاصمَ فجَر، فألصقَ بخصمِه التُّهَم،

ونوَى له النِّقَم، وباشَرَ الإيذاءَ، وصبَّ العداء. والوصيةُ النافعةُ والحكمةُ الجامعة:

قولُ سيِّد الحُكماء محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -:



( فمن أحبَّ أن يُزحزَحَ عن النار ويدخل الجنة فلتأْتِهِ منِيَّتُه

وهو يُؤمنُ بالله واليوم الآخر، وليأْتِ إلى الناس الذي يُحبُّ أن يُؤتَى إليه )

أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -.

أي: يفعلُ معهم ما يحبُّ أن يفعلُوه معه. وبذلك تنتظِمُ الأمور، ويرتفعُ الخلافُ والنُّفور،

وتزولُ الضغائِنُ من الصدور.

أيها المُحتمِلُ الضغينَا، والحقدَ الدَّفينَا، بفعلِك ما صعدتَّ نجدًا، وما بنيتَ مجدًا،

وما قصدتَ رُشدًا، وما نِلتَ سعدًا.



ودعُـوا الـضـغـيـنـةَ لا تـكُـن مــن شـأنِـكــم

إن الــضــغــائِـــنَ لــلــقـــرابـــةِ تُــــوضــــعُ



واعـصُـوا الـذي يُـزجِـي الـنـمـائِـمَ بـيـنَـكـم

مُـتــنــصِّــحًــا ذاك الــسِّــمـــامُ الــمُــنــقَـــعُ



يُــزجِـــي عــقــارِبَــه لــيــبــعــثَ بــيــنَــكــم

حــربًــا كــمــا بــعــثَ الــعُـــروقَ الأخــــدعُ



أبُــنـــيَّ لا تــــكُ مــــا حــيــيــتَ مُــمــارِيًـــا

ودعِ الــســفـــاهـــةَ إنــــهـــــا لا تـــنـــفــــعُ



لا تــحـــمِـــلـــنَّ ضــغـــيـــنـــةً لـــقـــرابــــةٍ

إن الــضــغــيــنــةَ لــلــقـــرابـــةِ تـــقـــطـــعُ



لا تــحــســبَــنَّ الــحِــلـــمَ مـــنـــك مـــذلَّــــةً

إن الــحــلــيـــمَ هــــــو الأعــــــزُّ الأمـــنَــــعُ



فكُن للعداوةِ ترَّاكًا، وللعفوِ درَّاكًا، وقابِلِ الجهلَ بالحِلمِ والوقار،

وإياك أن تُستفزَّ وتُستثَار، مما يُتطلَّبُ لك السقوطَ والعِثار



{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }

[ فصلت: 34 ].



والإحسانُ للمُسيءِ يُدنِيه، والمُلاطفةُ تُثنِيه، والمُداراةُ تحتَويه.



ومــــا قــتـــلَ الـســفــاهــةَ مـــثـــلُ حِـــلـــمٍ

يــعـــودُ بــــه عــلـــى الــجــهــلِ الـحــلــيــمُ



ولا تــقــطـــعْ أخًـــــا لـــــك عـــنـــد ذنــــــبٍ

فـــــــإن الــــذنــــبَ يـــعـــفُـــوهُ الـــكـــريـــمُ



والمُلايَنَةُ ولا المُبايَنَة، والمُصانَعَة ولا المُصارَعة، والمُقارَبَةُ ولا المُحارَبة،

والأناة ولا المُعاناة. ورأسُ الأدب كَتْمُ الغضب. ومن طبائِع الكِرام: العفوُ،

والصفحُ، والمنُّ، والإنعام.

ولا يكظِمُ الغيظَ، ويعفُو عن الجانِي، ويحلُمُ عن الجاهل،

ويحتمِلُ المكروه إلا السيِّدُ الوجيه، والحكيمُ النَّبيه، والعالِمُ الفقيه.

ولا يدُومُ الوِئام مع الحنَقِ والاحتِدام، ولا يبقَى الاحتِرام مع الغضبِ والاصطِدام،

ولا يكونُ السلام مع المُقابلة والانتِقام. ومن تطلَّبَ الانتِقام ضاعَ زمانُه،

وتفرَّق إخوانُه، وهجَرَه أقرانُه. ومن كان بالوجه عابِسًا، وبالكفِّ يابِسًا، وللعداوة لابِسًا،

وللعفوِ حابِسًا تعِسَ وانتكَس، وفي الخَيبَة ارتكَس.



واللَّجاجةُ والفَظاظة، وتعمُّدُ الإساءة والإغاظَة مسالِكُ مُستقبَحَة تُوغِرُ الصدور،

وتُهيِّجُ الغضب، وتُعقِبُ الحقد، وتقطعُ حبلُ المودَّة والوِصال. فاحذَروها واجتنِبُوها،



{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا }

[ الإسراء: 53 ].



اللهم ألهِمنا السَّداد، اللهم ألهِمنا السَّداد، وارزُقنا الرَّشاد،

يا مَن له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.





الحمد لله أبلغَ الحمد وأكملَه، وأعظمَه وأشملَه،

وأشهد أن لا إله إلا الله،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.





فيا أيها المسلمون :



اتقوا الله وراقِبُوه، وأطيعوه ولا تعصُوه،



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }

[ آل عمران: 102 ].



أيها المسلمون:



ومن الناس من إذا سعى إلى المناصِب والمراتِب، والعلُوِّ والدُّنُوِّ،

والرئاسة والزعامَة والصَّدارة حارَبَ الأقران، وضاغنَ الإخوان،

وكرِهَ أن تُذكَر محاسِنُهم، أو تُروَى فضائِلُهم، وأحبَّ أن تُنشرَ معايِبُهم،

وأن تظهرَ مثالِبُهم. فإن لم يجِد مثلَبًا وبُرهانًا رماهم كذِبًا وبُهتانًا.



وتلك - والله - السَّوءةُ التي هانَ بها الرجال، وشابَهُوا بها الأنذال، وماثَلُوا بها الأرذال،

وسقَطُوا بها في أوحال الخِسَّة والدَّناءَة والضلال.



حــــبُّ الــرِّيــاســةِ داءٌ يــحــلِــقُ الــدنــيـــا

ويـجــعــلُ الــحـــبَّ حــربًـــا لـلـمُـحـبِّــيــنَــا



يـفــرِي الـحـلاقِـيــمَ والأرحــامَ يـقـطَـعُــهــا

فـــــــلا مُـــــــروءةَ يُـــبـــقِـــي ولا ديــــنًـــــا



فتنزَّهُوا عن فعلِ الحُسَّاد، وذوي الأحقاد، وانتَهوا عن الرَّدَى،

لا تُؤذُوا من الخلق أحدًا، وكُفُّوا عن الشرِّ لسانًا ويدًا.



وصلُّوا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛

فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.



اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن الآلِ والصحابةِ أجمعين،

ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم يا كريم.



اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمُشركين، ودمِّر أعداء الدين،

واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.



اللهم احفَظ بلادَنا المملكة العربية السعودية،

اللهم احفظها من مكر الماكِرين، وكيد الكائِدين،

وخُطط السُّفهاء العابِثين يا رب العالمين.



اللهم احفَظ أمنَنا، واستِقرارَنا، وجماعتَنا، ووحدتَنا، وقيادتَنا يا رب العالمين.

اللهم عليك بمن يُريد زرعَ الفتنة في أراضِينا،

اللهم عليك بمن يُريد زرعَ الفتنة في أراضِينا، وبثَّ الفوضَى في نواحِينا،

اللهم اهتِك سِترَهم، واكشِف سرَّهم، وافضَح أمرَهم يا رب العالمين.



اللهم احمِ شبابَنا،

اللهم احمِ شبابَنا من مذاهبِ التكفيريين، ودسائِس الحِزبيِّين،

ومكر الخوارِج الحاقِدين يا رب العالمين.



اللهم احفَظ رِجالَ أمننا، اللهم احفَظ رِجالَ أمننا، وقوِّ عزائِمَهم يا رب العالمين،

اللهم تقبَّل موتاهم في الشهداء،

اللهم تقبَّل موتاهم في الشهداء، وارفع درجاتهم يا سميع الدعاء.



لا تُؤاخِذنا بما فعل السُّفهاءُ منا،

اللهم لا تُؤاخِذنا بما فعل السُّفهاءُ منا، ولا تسلُب نعمتَك عنَّا.



اللهم أنعمتَ علينا فعصينَاك، أنعمتَ علينا فعصينَاك،

ومنَحتَنا الرِّزقَ الوَفيرَ فما شكَرناك، رُحماك رُحماك يا رب العالمين،

اللهم لا تُعذِّبنا بذُنوبِنا، ولا تُؤاخِذنا بجهلِنا.



اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك،

وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك يا رب العالمين.



اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا،

وفُكَّ أسرانا، وانصُرنا على من عادانا يا رب العالمين.



اللهم كُن لإخواننا المُستضعَفين ناصِرًا ومُعينًا ومُؤيِّدًا وظهيرًا يا رب العالمين،

اللهم كُن لإخواننا في سُورية يا كريم.



اللهم طهِّر المسجدَ الأقصَى من رِجس يهود،

اللهم عليك باليهود الغاصِبين، والصهايِنة الغادِرين،

اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك.



اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا،

اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين،

اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين،

اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِل السماءَ علينا مِدرارًا يا رب العالمين.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات