صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-13-2015, 10:09 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,986
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : استقبال شهر رمضان وآلام الأمة


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله

خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
استقبال شهر رمضان وآلام الأمة


والتي تحدَّث فيها عن شهر رمضان المُبارك، ومظاهر استقباله والاستعداد له،

وأثرَ ذلك في القلوب والنفوس، كما تحدَّث عن أحوال الأمة وآلامها،

وما يحدثُ فيها من فتنٍ واضطِرابات، مُحذِّرًا عموم المُسلمين وشبابها

خاصَّةً من دعوات التطرُّف والإرهاب.


الحمدُ لله، الحمدُ لله الملك الحقِّ المُبين، أوضحَ المحَجَّة للمُتبصِّرين،

فاهتدَى بفضلِه المُهتدُون، وضلَّ بعدلِه الضالُّون، أحمدُه على إحسانه،

وأشكرُه على إنعامِه، وأسألُه الثباتَ على دينِه،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكمةُ البالِغةُ في أفعالِه وأحكامِه،

لا يُدرِك العبادُ أسرارَه في تدبير أقدارِه،

وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أرسَلَه بالهُدى ودين الحقِّ

ليُظهِره على الدين كلِّه، أقامَ العدل، ورفعَ الظُّلم، وجاء بالرحمة

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }

[ الأنبياء: 107 ]

صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابِه وأتباعِه بإحسانٍ إلى يوم الدين،

وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -،

اتَّقُوا الله حقَّ تُقاته، وبادِروا بالسعي إلى مرضاته، وأيقِظوا القلوبَ من غفَلاتها ،

وأرشِدوا النفوسَ في شهواتها.

لقد وضحَ الحقُّ لولا صممُ القلوب، وبانَ السبيلُ لولا كدَرُ الذنوب.

إن السؤال عظيم؛ فاسكُبُوا دمعَ الخوف والخشية سائِحًا، والموقفُ عصيب؛

فادَّخِروا لأنفُسِكم عملاً صالِحًا. لقد أوردَت الأترابَ مصارِعُ المنايا،

وجاءَت بالزواجِر قوارِعُ الرَّزايا.

فرحِم الله عبدًا أعدَّ العُدَّة لحسابِه، واتَّخذَ من العمل الصالِح زادًا لمآبِه،

فطِيبُوا أنفسًا بمُعاملة الله، فأنتم الرابِحون،

{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

[ النور: 31 ].
أيها المسلمون :

مع دورات الأفلاك، وتقلُّبات الأيام، ترتجِفُ قلوبُ المؤمنين، وتقشعِرُّ جلودُ المُخبِتين؛

فالأعمارُ قصيرةٌ مهما طالَت، والأيام سريعةٌ مهما أبطَأَت. الدنيا مُدبِرة،

والآخرةُ مُقبِلة، فاستقبِلوا المُقبِل، ولا يشغلكُم المُدبِر، فاليوم عملٌ ولا حساب،

وغدًا حسابٌ ولا عمل، والكيِّسُ من دانَ نفسَه، وعمِلَ لما بعد الموت،

والعاجِزُ من أتبعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأماني .

إن مُحاسبةَ النفس هي ديدَنُ العاملين المُخلِصين، ونَهجُ عباد الله الصالِحين.

انظُروا ماذا ادَّخرتُم ليوم معادِكم، وماذا قدَّمتُم للعرض على ربِّكم ؟!

فلله كم من الأعمار أمضيتُم ؟ وكم من الأحباب فقدتُم ؟ وكم من الأقارِب دفنتُم ؟

وكم من عزيزٍ في اللُّحود قد وارَيتُم؟ عاجَلتهم آجالُهم، وقطعَ الموتُ آمالَهم،

ولعلَّ الله أن يُثيبَهم على صالِح نيَّاتهم، فإنما لكل امرئٍ ما نوَى.

يُقال ذلك - يا عباد الله - والأمةُ الإسلامية تستعِدُّ لاستِقبال هذا الشهر الكريم

" رمضان العظيم "

تأمَّلوا هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وابن ماجه،

وصحَّحه الألبانيُّ - رحمهم الله جميعًا -:

عن طلحة بن عُبيد الله - رضي الله عنه :

( أن رجُلَين قدِما على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم وكان إسلامُهما جميعًا

أي: في وقتٍ واحدٍ -، وكان أحدَهما أشدَّ اجتِهادًا من صاحبِه،

فغزَا المُجتهِدُ منهما فاستُشهِد، ثم مكثَ الآخرُ بعده سنة، ثم تُوفِّي

قال طلحةُ: فرأيتُ فيما يرى النائِمُ كأني عند بابِ الجنة، فإذا أنا بهما،

وقد خرجَ خارِجٌ من الجنة، فأذِنَ للذي تُوفِّي الآخر منهما،

ثم خرج، فأذِنَ للذي استُشهِد، ثم رجعَ إليَّ، فقال:

ارجِع فإنه لم يأنِ لك بعدُ فأصبحَ طلحةُ يُحدِّثُ به الناس، فتعجَّبُوا لذلك أي:

تعجَّبُوا كيف أن الذي لم يُجاهِد ولم يُستشهَد دخلَ الجنةَ قبل صاحبِه .

فبلغَ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -،

فقال: من أيِّ ذلك تعجَبون؟

قالوا: يا رسولَ الله ! هذا كان أشدَّ اجتِهادًا، ثم استُشهِد في سبيل الله،

ودخلَ هذا الجنةَ قبلَه !

فقال - عليه الصلاة والسلام -: أليسَ قد مكَثَ هذا بعدَه سنة ؟

قالوا: بلى،

وأدركَ رمضانَ فصامَه ؟

قالوا: بلى،

وصلَّى كذا وكذا سجدة في السنة ؟

قالوا: بلى،

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

فما بينَهما أبعَدُ ما بين السماء والأرض
)

الله أكبر يا عباد الله ! بينهما أبعَد ما بين السماء والأرض.

إنه الشهر المُبارَك .. كنزُ المُتقين .. وبهجةُ السالِكين .. وراحةُ المُتعبِّدين ..

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }

[ البقرة: 185 ].

طاعةُ الله شرف .. والوقوفُ بين يدَي الله نعمة .. واغتِنامُ مواسِم الخيرات منَّة،

وإن من لُطفِ الله ورحمته أن عوَّض بقِصَر الأعمار ما تُدرَكُ به أعمارُ المُعمَّرين

بمئات السنين، وذلك بمُضاعفَة الأجور؛ لشرف الزمان، وشرف المكان،

ومواسِم الطاعات.

وشهرُكم شهرٌ عظيمٌ مُبارَك، في ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِم خيرَها فهو المحرُوم.

إنكم تستقبِلون شهرًا عظيمًا مُبارَكًا، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغلَقُ أبواب النار،

وتُصفَّدُ الشياطين، كما جاء في الحديث الصحيح.

وجاء في "السنن":

( يُنادِي فيه المُنادِي: يا باغِيَ الخير أقبِل، ويا باغِيَ الشر أقصِر،

ولله عُتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة )


معاشر المسلمين :

ومن أعظم صِدق الاستِقبال لهذا الشهر الكريم: مُجاهَدةُ النفس من الشيطان

والهوَى والشهوات، والاجتِهادُ في طلب الخير، والتعرُّض لنفَحَات الربِّ الكريم،

وفي الحديث:

( اطلُبُوا الخيرَ، وتعرَّضُوا لنفَحَات الله؛

فإن لله نفَحَاتٍ من رحمته يُصيبُ بها من يشاء )

رواه الطبراني، وصحَّحه الألباني.

فترَون المُوفَّق - يا عباد الله - يُقبِلُ على ربِّه في ابتِهاجٍ، وفي انشِراح،

وإقبالٍ على الطاعةِ، وفرحٍ بها، وأملٍ عظيمٍ من ربِّه بالتيسير والقبول.

ومن حُسن الاستِقبال - معاشِر الأحبَّة -: العزمُ الصادق، والنيَّةُ الخالِصة،

وربُّكم مُطَّلعٌ على النوايا، وخبيرٌ بالعزائِم،

{ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ

فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }


[ النساء: 100 ].

فانْوُوا الخيرَ، واعقِدُوا العزم، واشحَذُوا الهِمَم؛ تُفتَح لكم أبواب التوفيق.

ويُعينُ على العزم الصادِق، والنيَّة الخالِصة: ما يعلمُه المُسلم من عظيم الأجر،

وجزيلِ الثواب في انطِلاقةٍ جادَّة، وعزيمةٍ مُؤكَّدة، وتوبةٍ صادِقة،

يُجدِّدُ فيها العبدُ العهدَ مع ربِّه، يأتمِرُ بالأوامِر، وينتهِي عن النواهِي،

ويستقيمُ على الجادَّة، وإنما العِبرةُ بالخواتِيم.

ومن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه.

ومن الاستِعداد - حفِظَكم الله -: التوبةُ الصادِقة النَّصُوح، إقلاعًا عن المعاصِي،

وندمًا على فعلِها، وعزمًا على عدم العودة إليها، وتوجُّهًا إلى فعل الخير،

واستِغلالُ مواسِم الطاعات، والاستِكثارُ من الأعمال الصالِحات؛ من صيامٍ،

وصلاةٍ، وصدقاتٍ، وقيامِ ليلٍ، وقراءةِ قرآن، وذكرٍ، ودعاءٍ، وصِلةِ رحِم،

وتفقُّد الأهل والذريَّة، وحفظٍ للوقت، وبُعدٍ عن المُشكِلات والمُلهِيات.

ومن حُسن الاستِقبال - وفَّقكم الله -: تصفيةُ القلب،

وذلك بالصِّدق مع النفس ومع الناس، وحبِّ الخير للجميع، والبُعد عن أمراض القلوب؛

من الغلِّ، والحِقد، والحسد، والكِبر، والغِشِّ، والغِيبَة، والنَّميمة.

وفي الحديث :

( قيل : يا رسول الله ! أيُّ الناس أفضل ؟

قال: كلُّ مخمُوم القلب، صدُوق اللسان

قالوا: يا رسول الله ! صدُوق اللسان نعرِفُه، فما مخمُوم القلب؟

قال: هو التقِيُّ النقِيُّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ، ولا غلَّ ولا حسَد )


رواه ابن ماجه.

شهرُ رمضان المُبارَك، شهرُ البرِّ والإيمان، والخير والإحسان، والصَّفح والغُفران،

وهو فرصةٌ للتحلُّل من حُقوق العباد ومظالِمهم، فيرُدُّ العبدُ ما يستطيعُ ردَّه،

ويطلُبُ المُسامَحَة من إخوانِه.

وفي الحديث:

( رحِم الله عبدًا كانت عنده مظلَمة في عِرضٍ ومالٍ،

فجاءَه فاستحلَّه قبل أن يُؤخَذ وليس ثمَّ دينارٌ ولا درهَم،

فإن كانت له حسنات أُخِذ من حسناته،

وإن لم تكُن له حسنات حمَلُوا عليه سيئاتهم )


واحذَروا - رحمَني الله وإياكم - ما يُوغِرُ الصدور، ويقصِمُ الظهور،

ويُمرِضُ القلوب، ويُولِّدُ الأحقاد، ويُكثِر الحُسَّاد؛ وذلك لحبِّ الظُّهور، والتطلُّع للرئاسة،

وابتِغاءُ الشُّهرة.

يقولُ الفُضيلُ بن عِياض - رحمه الله -:

[ ما من أحدٍ أحبَّ الرئاسةَ إلا حسَدَ وبَغَى، وتتبَّع عورات الناس،

وكرِهَ أن يُذكَر أحدٌ بخير ]


ومن حُسن الاستِقبال والجِدِّ في الاستِعداد:

حِرصُ العبد على معرفة ما يحتاجُه من أحكام الصيام وفقهِه؛

ليسلَم له صيامُه من النقص، وما يُنقِّصُ ثوابَه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطِنة،

والعناية في حُضور مجالِس العلم، والذِّكر والوعظ،

وسُؤال أهل العلم فيما يجهلُه أو يُشكِلُ عليه.

معاشر الأحبَّة :

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات