صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-11-2013, 02:04 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : ماذا بعد انقضاء رمضان

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم - حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان:
ماذا بعد انقضاء رمضان
والتي تحدَّث فيها عن انقضاء رمضان وضرورة تفكُّر العبد فيما يجبُ عليه بعده،
وأنه لمحو السيئات يُتبِعُ الحسناتِ الحسنات، راجيًا ثوابَ ربِّه،
خائِفًا من عقابِه، مُبيِّنًا أهمية الاستقامة على الطاعات
ومُجاهدة النفس على فعلها وترك المعاصِي .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله
{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا}
[الأنعام: 96]
يُقلِّبُ الليلَ والنهار عبرةً لأُولي الأبصار، له الحمدُ في الأولى والآخرة ،
وله الحُكمُ وإليه تُرجعون ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله
أفضلُ من حجَّ لله وصام، وصلَّى وقام، عليه من الله أفضلُ صلاةٍ وأزكى تسليم،
وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه والتابعين،
ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسِي بتقوى الله - سبحانه -؛ فهي زادُ السالكين،
وعُدَّةُ الذاكِرين، بها تُرفعُ الدرجات، وتُمحَى الذنوبُ والسيئات،
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
[يوسف: 90].
أيها الناس:
سُنَّةٌ لا تتبدَّل يُداوِلُها الله بين الناس، فيُغشِي الليلَ النهارَ يطلُبُه حثيثًا،
يتنقَّل المرءُ خلالها من زادٍ إلى زاد، ومن طاعةٍ إلى مثيلَتها،
وينتهِزُ المرءُ فيها كلَّ فرصةٍ سانِحةٍ له لأن الميدان سِباق،
والأوقات تُنتَهَب، وما فاتَ خيرٌ إلا بالكسل، ونِيلَ مثلُه إلا بالجدِّ والعزم.
إذ كل الناس يغدُو فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو مُوبِقُها،
والعاجزُ عن اغتنام المواسِم هو من أتبعَ نفسَه هواها،
وتمنَّى على الله الأمانيّ.إنه دُنيا كالمائدة شِبَعها قصير،
وجوعُها طويل، فمن سلكَ مسلكَ قدوته - صلى الله عليه وسلم
فإنه قد استجابَ لأمر ربِّه :
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}
[الحجر: 99].
أيها الناس:
كأنَّ شيئًا لم يكُن إذا انقضَى، وما مضَى مما مضَى فقد مضَى،
بالأمس كنا نستنشِقُ عبيرَ شهرٍ كريمٍ بملئِ صدورنا وملئِ أسماعنا وأبصارنا،
ما بين مُقِلٍّ فيه ومُكثِر، غيرَ أن سُنَّة الله قد دلَّت على أن لكل بدايةٍ نهاية،
ولكل تمامٍ نقصًا، وأن كل شيءٍ هالِكٌ إلا وجهه - سبحانه -؛
فهو الآخر وليس بعده شيء، فلا دائمَ إلا الحي الذي لا يموت،
{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}
[يس: 39]
لقد طُوِيَت صحيفةُ رمضان، وانقضَت سوقٌ كانت عامِرةً بالخيرات والحسنات،
ربِح فيها من ربِح، وخسِر من خسِر، وحُرِم من حُرِم.
فمن كان يعبُد رمضان فإنه قد ولَّى وانقضَى،
ومن كان يعبُد اللهَ فإن الله هو ربُّ الشهور كلِّها،
فبِئسَ القوم لا يعرِفون الله إلا في رمضان؛
لأن في بقيَّة الشهور والأيام من أصول الطاعات المشروعة في رمضان
كما هي الحالُ في رمضان،
غيرَ أنها في شهر رمضان تتناسَقُ بكيفيَّةٍ فريدةٍ عن بقيَّةِ الشهور.
وإلا فإن الصدقة، وقيام الليل، وصوم النوافِل، وتلاوة القرآن، والتسبيحَ والتهليل،
وكل أنواع الجُود قد حضَّ عليها الخالقُ الكريمُ في غير رمضان.
ولذا فقد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
أنه كان أجودَ الناس - أي: في عُموم حياتِه، غيرَ أنه أجودُ ما يكونُ في رمضان.
وإنه لعيبٌ في المرء أن يضعُفَ بعد قوةٍ، ويُسيءَ بعد إحسانٍ،
وإن المؤمنَ المُلهَم هو الخائِفُ الراجِي الذي توسَّط يوم تبايَنَ آخرُون،
يعبُد اللهَ في كل حينٍ، وعلى كل حالٍ، يستزيدُ في زمن الزيادة،
ويعتدِلُ في زمن الاعتِدال، لا يفتُرُ عن الطاعة، ويُتبِعُ الحسنةَ الحسنة،
ويظهرُ من سُلوكه وعملِه بعد رمضان ما يُشيرُ إلى قبول عملِه؛
لأنه زمَّ نفسَه عن الحَور بعد الكَور، ولم يقَع فيما حذَّر منه الله بقوله:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}
[النحل: 92]
فرحِمَ الله امرأً استقامَ على طاعة ربِّه بعد رمضان،
وأمسكَ بما عاهَدَ عليه خالِقَه من التوبة النَّصُوح،
وسُؤال مغفرةالذنوب، والعِتق من النِّيران؛
لأن الهوَى مُكايِد، ومن استمسكَ بالعُروة الوُثقى سلِم من هواه،
وجعل صِلَتَه بالله لا تنفكُّ مهما تقلَّبَت الأيام والشهور.
فاستدامَ على الطاعة، وروَّضَ نفسَه على التكيُّف مع العبادة
بحسب أوقاتها وتفاضُلِها دون كلَلٍ أو ملَلٍ.
ولئن كانت الطاعةُ تحتاجُ إلى مُجاهدٍ وصبرٍ؛
فإن الاستقامةَ عليها تحتاجُ إلى مُجاهدةٍ أكبر، وصبرٍ أعظم،
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}
[فصلت: 30، 31].
فيا أهل التوبة!
استيقِظوا ولا ترجِعوا بعد رمضان إلى ارتِضاع ثديِ العجز والكسَل بعد الفِطام ؛
فإن النكسةَ أعظم من المرض نفسِه، وذنبٌ بعد التوبة أقبحُ من ذنوبٍ قبلَها.
ألا إن من فعلَ ما يُوعَظُ به كان خيرًا له وأشدّ تثبيتًا في الدنيا والآخرة
على عملٍ صالحٍ ونعيمٍ مُقيمٍ،
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}
[إبراهيم: 27].
باركَ الله لي ولكم في القرآن والسنة،
ونفعَني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والذكرِ والحكمة،
قد قلتُ ما قلتُ إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسِي والشيطان،
وأستغفرُ الله إنه كان غفَّارًا.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات