صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-27-2017, 08:04 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,705
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : وسائل الثبات على الدين

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين



ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
وسائل الثبات على الدين


والتي تحدَّث فيها عن الثَّباتِ على دينِ الله تعالى،
مُبيِّنًا أهميته في هذه الآونةِ التي شاعَت فيها الشُّبُهات والشَّهوات، وطارَت كلَّ مطار،
وأوردَ بعضَ أبرز الوسائل المُعينة على الثَّبات على الدين،
ثم عرَّج على ذِكر نُبَذ من ثَباتِ النبي - صلى الله عليه وسلم
وصحابتِه الكرام - رِضوانُ الله عليهم - في المُدلهِمَّات.



الحمدُ لله، الحمدُ لله خلقَ الخلائِقَ فأتقَنَ وأحكمَ، وشرعَ الشرائِعَ فأحلَّ وحرَّم،
أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على ما أسبغَ مِن النِّعم وتفضَّل وتكرَّم،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له الأعزُّ الأكرَم،
وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صاحِبُ الخُلُق الأكمَل والمجد الأشَمّ،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلهِ وأصحابِه، أصحابُه خيرُ صَحبٍ،
وأمَّتُه خيرُ الأُمم، والتابِعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلَّم.



فأُوصِيكم - أيها الناس - ونفسِي بتقوَى الله، فاتَّقُوا اللهَ - رحِمَكم الله -،
أفلا مُستيقِظٍ مِن نَومَتِه! ألا مُنتَبِهٍ مِن غفلَتِه! ليس بعد الدنيا دارُ عمل،
ولا عن الآخرة مُنتقَلٌ ولا مُرتحَل.

يا عبدَ الله! إذا أسأتَ فأحسِن؛ فليس شيءٌ أشدَّ طلبًا،
ولا أسرعَ درَكًا من حسنةٍ حديثةٍ لذنبٍ قديمٍ، وعلى قَدر الهدفِ يكونُ المَسِير،
ففي طلَبِ الرِّزقِ

{ فَامْشُوا }

[ الملك: 15 ]
وللصلاةِ

{ فَاسْعَوْا }

[ الجمعة: 9 ]
وإلى الجنَّةِ

{ وَسَارِعُوا }

[ آل عمران: 133 ]

و{ سَابِقُوا }
[ الحديد: 21 ]
وأما إلى الله

{ فَفِرُّوا }
[ الذاريات: 50 ].

جالِسُوا مَن مجالِسُهم غنِيمَة، وصاحِبُوا مَن قلوبُهم سليمَة،
وعاشِرُوا مَن أخلاقُهم كريمَة، أولئك كالمِسكِ كلما مرَّ عليه الزمنُ ازدادَ قِيمَة.
حفِظَك الله .. لا تجعَل مِن نفسِك معبَرًا لشائِعةٍ مُرجِفة، أو ممرًّا لغِيبةٍ مُهلِكة،
أو جسرًا لكذبةٍ تبلُغُ الآفاق، فأوزارُ ذلك كلِّه عليه محسُوب،
بل اجعَل لنفسِك سدًّا منِيعًا تحجُزُ الأذَى عن إخوانِك، وتجلبُ السُّرورَ لرِفاقِك،
وتنشُرُ الفألَ لأمَّتِك،

{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }

[ فصلت: 34، 35 ].

أيها المسلمون:
موضُوعٌ يحتاجُه كلُّ مُسلمٍ، كما تحتاجُه جميعُ الأمةِ في كلِّ حِينٍ وآنٍ،
وفي كل زمانٍ ومكانٍ، والحاجةُ إليه في أوقاتِ الفتَنِ أشد،
وفي حالِ العوادِي والمِحَن أعظَم.
هو كنزٌ عظيمٌ مَن وُفِّق لكَسبِه، وأحسنَ توظِيفَه، واستمسَكَ به، فقد غنِمَ وسلِم،
ومَن حُرِمَه فقد حُرِم؛ ذلكُم - عباد الله - أن المُؤمنين وهم يتعرَّضُون لأنواعِ الابتِلاءاتِ،
ويُقابِلُون المُواجهاتِ مع أعداءِ الله، إنهم لأحوَجُ ما يكونُون إلى ها الكَنز العظيم،
فالصِّراعُ بين الحقِّ والباطِلِ، والخيرِ والشرِّ قائِمٌ في هذه الدنيا
كما اقتَضَت سُنَّةُ الله - جلَّ وعلا

{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ }
[ البقرة: 251 ].

هذا الكَنزُ - حفِظَكم الله - هو الثَّباتُ، ومُلازمةُ الاستِقامة على الدِّين الحقِّ،
ولُزومُ التقوَى والصراطِ المُستقيم من غير عِوَجٍ ولا انحِرافٍ،
واجتِنابُ صواِف الشيطان والهوَى ونوازِع النفسِ،
مع مُداومةِ التوبَةِ والأَوبَةِ والاستِغفار.
إن العبدَ - عباد الله - لا يستغنِي عن تثبيتِ الله له طرفةَ عينٍ،
ولقد قال اللهُ لنبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم -:

{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }
[ الإسراء: 74 ].

معاشرَ المسلمين:
الثَّباتُ هو دواءُ الفتَن وعلاجُها، الثَّباتُ هو الانتِصارُ، والانتِصارُ هو الثَّباتُ.
الثَّباتُ فوزٌ عظيمٌ، ونصرٌ كبيرٌ حين تعلُو النفوسُ على الخوفِ والجُبن والتردُّد،
وتتسامَى على نوازِع النفسِ والشهوةِ وإرجافِ المُرجِفِين.

قِيل للإمامِ أحمد - رحمه الله -، قِيل له أيامَ مِحنة خلقِ القُرآن:
يا أبا عبد الله ! ألا ترى الحقَّ كيف ظهرَ عليه الباطِلُ؟!
فأجابَ: "كلا، إن ظهورَ الباطِلِ على الحقِّ أن تنتَقِلَ القلوبُ مِن الهُدى إلى الضلالِ،
وقلوبُنا بعدُ - أي: لا تزالُ - لازِمةَ الحقِّ".
نعم - عباد الله -، ومَن عجزَ عن نفسِه فهو عما سِواها أعجَز،
ومَن أحكَمَها فهو على غيرِها أحكَم، وثباتُ القلبِ أصلُ ثباتِ القدَم. كيف؟
وقد عدَّ الله - سبحانه وتعالى - خروجَ نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم
مُستخفِيًا في الهِجرة، عدَّه نصرًا وانتِصارًا،
فقال - عزَّ شأنُه -:

{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

[ التوبة: 40 ].

أيها الإخوة:
ولقد وعدَ الله بالنصرِ والتثبيتِ لمَن ينصُرُه ويستقِيمُ على أمرِه:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
[ محمد: 7 ]
هذا هو الشرطُ، وهذا هو الجزاءُ.
التمسُّكُ بدينِ الله، والإيمانُ برسولِه:

{ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ }
[ الحج: 40 ].

نعم - عبادَ الله -، إن نصرَ الله مُدَّخرٌ لمَن يستحِقُّه،
ولا يستحِقُّه إلا الثابِتُون في السرَّاء والضرَّاء والبأسَاء، الصامِدُون في الزلازِل،
المُوقِنُون ألا نصرَ إلا نصرُ الله، وهو آتٍ لا محالةَ متى شاءَ وكيف شاءَ.

معاشر الأحِبَّة :
والثَّباتُ يكونُ في القلبِ، وفي النفسِ، وفي العقلِ، وفي اللِّسانِ، وفي الأقدامِ،
كما يكونُ في الحياةِ الدنيا، وعند المماتِ، وفي القَبر، وفي البرزَخ، وفي الآخرة،
وفي القِيامة، وعلى الصِّراط، ويكونُ الثَّباتُ على الدينِ، والطاعة، والحقِّ، والحُجَّة،
ومواطِن القِتال.
كما يكونُ الثَّباتُ في فِتنِ الشُّبُهات، والشَّهوَات، والمصائِبِ، والجاهِ، والمناصِبِ،
والمالِ، والأولاد؛ فهم المجبَنةُ، المبخَلَةُ، المَحزَنَةُ.
ويكونُ الثَّباتُ في فتنِ الظُّلم، والاضطِهاد، والطُّغيان، وفي فِتَنِ إقبالِ الدنيا وإدبارِها،
والاستِيحاشِ مِن مسالِكِ الاستِقامة، وتوالِي النِّعَم على المُقصِّرِين،
والرَّغبةِ في المتاعِ، والسُّلطان، والدَّعةِ، والاطمِئنانِ.
ويكونُ الثَّباتُ أيضًا في فتنةِ النَّظر في أحوالِ ضَعفِ الأمةِ وتفرُّقها،
وإساءَة الظنِّ بأحوال الصالِحين، ومواقِفِ أهل العلمِ والخير والصلاح.

أيها المسلمون:
يا أهلَ الثَّباتِ! ويُحصِّنُ الثَّباتَ ويحفَظُه حُسنُ الظنِّ بالله والثِّقةُ به، والاعتِمادُ عليه،
والتوكُّلُ عليه، وكمالُ الإنابةِ إليه، واستِشعارُ معيَّتِه، والرَّغبةُ فيما عنده،
وخشيَتُه والخوفُ منه، ودوامُ مُراقبتِه، وحُسن النيَّة والإخلاص،
والإقبالُ على الله، ودوامُ الطاعةِ.

ومَن كان أثبتَ قَولًا كان أثبتَ قلبًا، والقولُ الثابِتُ هو القولُ الحقُّ والصِّدقُ،
وضِدُّه الكذبُ والباطِلُ، وأثبضتُ القولِ كلمةُ التوحيدِ بلوازِمِها ومُقتضيَاتها؛
فهي أعظمُ ما يُثبِّتُ اللهُ به عبدَه في الدنيا والآخرة.
وتكالِيفُ الشرع وأحكامها وآدابُها كلُّها مُثبِّتات، ومَن كان أحسنَ عملًا كان أعظمَ ثباتًا،

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا
وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا }

[ النساء: 66- 68 ].

ومِن أعظم دلائِلِ الثَّبات - عباد الله -: المُثابرةُ على العملِ الصالِحِ، والمُدوامةُ عليه؛
فأحبُّ الدينِ إلى نبيِّكم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ما داوَمَ عليه صاحِبُه

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات