صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2016, 01:10 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,927
افتراضي درس اليوم 3630

من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ الغاية من قراءة القرآن ]

إن الله تعالى أنزل كتابه الكريم ليكون كتاب هداية للناس،
وقد بين المولى جل وعلا ذلك بقوله

{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء
وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) }

سورة الزمر

فمتى حصل التأثر والتدبر لكلام الله تعالى حصلت الغاية المرجوة
وهي الهداية بإذن الله.

قال ابن كثير: قوله:

{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }


أي هذه صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار،
لما يفهمون منه من الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد، تقشعر منه
جلودهم من الخشية والخوف،

{ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }

لما يرجون ويُؤمِّلون من رحمته ولطفه، فهم مخالفون لغيرهم من الكفار
من وجوه: أحدها: أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع
أولئك نَغَمات لأبيات من أصوات القَيْنات.

الثاني: أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا،
بأدب وخشية، ورجاء ومحبة، وفهم وعلم، كما قال:

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ
وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

الأنفال:2-4

وقال تعالى:

{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا }
الفرقان:73

أي: لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها، بل مصغين إليها،
فاهمين بصيرين بمعانيها؛ فلهذا إنما يعملون بها، ويسجدون عندها
ن بصيرة لا عن جهل ومتابعة لغيرهم، أي يرون غيرهم
قد سجد فيسجدون تبعا له.

الثالث: أنهم يلزمون الأدب عند سماعها، كما كان الصحابة
رضي الله عنهم عند سماعهم كلام الله من تلاوة رسول الله
صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله.
لم يكونوا يتصارخُون ولا يتكلّفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات
والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك؛ ولهذا فازوا بالقِدح
المُعَلّى في الدنيا والآخرة.

قال قتادة، رحمه الله في قوله تعالى:

{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }


هذا نعت أولياء الله، نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم، وتبكي أعينهم،
وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم،
إنما هذا في أهل البدع، وهذا من الشيطان.وقوله:

{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ }

أي: هذه صفة من هداه الله، ومن كان على خلاف ذلك
هو ممن أضله الله،

{ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
الرعد:331 .

فلا بد من الحضور الفاعل الحي المؤثر أثناء تلاوة القرآن وتدبره
والتعامل معه، بكافة المشاعر والأحاسيس والانفعالات، فلا يكون هدف
قارئ القرآن مجرد الأجر والثواب فقط! فهذا وارد وسيحصل عليه
إذا أخلص النية بإذن الله. كما لا يكون هدفه حشو ذهنه بالعلم والثقافة
وزيادة رصيده من العلوم والمعارف؛ لأن الوقوف عند الثقافة وحدها
لا يولد عملاً ولا التزاماً ولا سلوكاً، كما لا يكون هدفه الرياء ولا يبتغي
من تلاوته عرضاً من الدنيا أو غير ذلك.. بل على قارئ القرآن أن يتلقاه
بجميع مشاعره وأن يكون القرآن دليلاً عملياً لحياته في يومه ونهاره..
عليه أن يتلقاه بجميع أجهزة التلقي في جسمه وأن يربط بينها ويحولها
إلى برنامج يومي وسلوك عملي وحقائق مُعاشة، وأن يكون قدوته
في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تقول عائشة
- رضي الله عنها -:

(كان خلقه القرآن)2،

وكذلك يقتدي بالصحابة رضي الله عنهم الذين يتلقون القرآن تلقيا
للتنفيذ فور سماعه.

1 تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 94).

2 رواه أحمد في مسنده وصححه الألباني
في صحيح الجامع برقم(4811).


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات