صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2015, 01:30 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,986
افتراضي خطبة العيد من المسجد النبوى بعنوان : كمال دين الإسلام


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّة عيد الأضحى من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي - يحفظه الله
خطبة العيد من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
كمال دين الإسلام

والتي تحدَّث فيها عن دين الإسلام وما يتميَّز به من كمال وشمولٍ وعمومٍ

لكل مناحي الحياة؛ حيث بيَّن بالأدلة من القرآن والسنة

عظمة هذا الدين وخصائصه وميزاته .

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا دائمًا بدوام عزَّته وجلال وجهه وعظيم سُلطانه،

نحمدُه تعالى وهو أهلُ الثناء والحمد، لا تُستقصَى نعمُه، ولا نُحصِي ثناءً عليه،

هو - سبحانه - ما أثنَى على نفسه، والصلاة والسلام على عبده وخير خلقه،

صلاةً لا ينقضِي مددُها، ولا ينتهي عددُها، ولا يشبعُ منها مُردِّدها.

الله أكبر كلما صامَ صائمٌ وأفطر ..

الله أكبر كلما أشرقَ صُبحٌ وأسفر ..

الله أكبر كلما حجَّ حاجٌّ واعتمَر ..

الله أكبر كلما طلعَ نبتٌ وأزهَر ..

الله أكبر كلما أعطَى غنيًّا وأفقر.

في حجَّة الوداع، وفي يوم عرفة العظيم نزلت آيةٌ عظيمة هي أكبرُ نعمةٍ على هذه الأمة :

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }

[ المائدة: 3 ]

ومات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد يوم عرفة بواحدٍ وثمانين يومًا،

أكملَ الله به الدين، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره،

ولا إلى نبيٍ غير نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم -،

وهو خاتمُ الأنبياء، فلا حلال إلا ما أحلَّه، ولا حرام إلا ما حرَّمه.

أكمل الله هذا الدين، فلا يحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا؛

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ )

دينٌ كمُلت أصولُه وقواعدُه وأخلاقُه، وبلغَت ذروة الكمال،

دينٌ أبديٌّ عالميٌّ ثابتٌ، هو المنهجُ الأقوَم للحياة والأكمل،

مهما تغيَّرت الأزمنة وتعدَّدت العصور؛

قال - صلى الله عليه وسلم -:

( فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا؛

فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين،

فتمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدثات الأمور )


شريعةُ الإسلام أحكمُ ما تُساسُ به الأُمم، وأصلحُ ما يُقضَى به بين الناس،

صالحٌ لكل زمانٍ ومكانٍ، وأمةٍ وحالٍ، بل لا تصلُح الدنيا بغيره،

وكلما تقدَّمت العصور وترقَّت الأُمم ظهر بُرهانٌ جديدٌ على صحَّة الإسلام ورِفعة شأنه.

ومن كمال الإسلام: أنه كلٌّ لا يتجزَّأ، ووحدةٌ لا تتفرَّق، لا تجِد في أحكام الدين تناقُضًا،

ولا في شرعه اختلافًا

قال تعالى:

{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }

[ النساء: 82 ].
والذين لا يعيشون منهجَ الله، ويُحكِّمون منهجًا من صُنع البشر،

يُصادِمون الكون والحياة، فلا تستقيم نفوسُهم، ولا تستوي فِطَرُهم،

ولا تهنَأُ حياتُهم، ويظهرُ ذلك آثارًا مُدمِّرةً ومُهلِكة.

أما الإسلام فهو منهجٌ مُتكامِلٌ للحياة، يُنظِّمُ علاقةَ الإنسان بأخيه الإنسان،

وعلاقتَه بالكون من حوله، ويُلبِّي كل حاجات البشريَّة، في أمورِ الدنيا والآخرة،

في السِّلم والحرب، في السياسة والاقتصاد؛

قال تعالى:

{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }

[ النحل: 89 ].

الإسلام تشريعٌ ربَّانيٌّ يُصلِحُ الظاهر، ويُهذِّبُ الباطن، خالٍ من العيوب،

لا يخضعُ لأذواق البشر ولا لمصالِحهم الذاتية ودوافعهم،

وقد يحصُل التمكين المُؤقَّت لمن يمتلك أسبابَه المادية، لكنه تمكينٌ ناقص،

وتعتريه الشُّرور والمُنغِّصات، ولا يكتمِلُ فيه الأمنُ مع قلَّة البركة في الأرزاق والأولاد .

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

دينُنا يحفظُ العقول، ولها حرَّم الخمرَ والمُخدِّرات وكل ما يُؤدِّي إلى فساد العقل،

ويحفظُ الأموال، ولهذا حثَ على الأمانة وحرَم السرقة، ويحفظُ الأنفُس،

ولهذا حرَّم قتلَ النفس بغير الحق، ويحفظُ الصحة؛

قال تعالى:

{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }

[ الأعراف: 31 ].

دينُنا يصونُ العلاقات والأنساب بنظام الزواج والأُسرة، يحفظُ الشرف والكرامة،

لا يدَع الغرائز تنطلِق دون وعيٍ ولا ضابِط، فحمَى النسلَ، وصانَ المرأة،

ووضعَ نواةً للأُسرة

قال تعالى:

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }


[ الروم: 21 ].
دينُنا دينُ العدل مع الغريب والصديق والبعيد، حتى مع العدو،

دينُ القوة والجدِّ والعمل والحزم

قال - صلى الله عليه وسلم -:

( المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف )

الإسلامُ يدعُو إلى تآلُف القلوب ووحدة الصفوف،

وهو جيلُ المحبَّة والاجتماع والأُلفة والرحمة.

ويأتي العيد ليُجدِّد هذه المعاني، ويُؤكِّد الأواصِر، ويُوثِّق الروابط.

لحصول الأمن وحفظه، يُعلِّمنا دينُنا أن الإيمان سببٌ لحصول الأمن وحفظه.

هذا الأمن الذي نعيشُه في بلادنا، ونتفيَّأُ ظلاله نعمةٌ لا تُقدَّر، ومنَّةٌ لا تُوصَف،

أمنٌ وارِفٌ وافِر، مكَّن الجموع المُباركة من أداء حجِّهم ونُسكهم بيُسرٍ وسهولة،

الطُّمأنينة تحفُّهم، والسكينةُ تغشاهم .

أما الأحداثُ العابِرة فإنها تُقلّل من قيمة الجهود المبُولة، والأموال المصرُوفة،

والإنجازات المُترادِفة التي لا تُخطِئُها عينُ مُنصِف .

والمسجد الأقصَى يئِنُّ من فقد الأمن؛ فقد انتُهِكت حُرمته،

وعاثَ المُفسِدون في باحته فسادًا، وواجبُ المُسلمين التكاتُف والتعاوُن

والتنادِي لنُصرته، وحفظِ حقِّه وحماية حدِّه، وردع المُعتدين.

كما نُحيِّي ونشُدُّ على أيدي المقدسيِّين وإخوانهم في مواقِف البطولة

والعزة والكرامة والتضحية، التي سطَّروها نُصرةً للأقصى، وأداءً للواجِب .

جعل الإسلام العلمَ وتنميةَ العقل أساسَ البناء والتنمية والتقدُّم،

وليس سبيلاً للتدمير والتخريب وزرع بُذور العُدوان،

ونشر الطُّغيان واستِعباد الأُمم والإنسان .

يتميَّز دينُنا بالسماحة واليُسر، وليست الغِلظة والقسوة من الدين؛

قال - صلى الله عليه وسلم -:
( إن الله كتبَ الإحسانَ على كل شيء )

والأغرارُ القُساةُ الغُلاة الذين يُفجِّرون المساجِد، ويُدمّرون المُنشآت، لا يُمثِّلون الإسلام،

ولا يعرفون حقيقتَه، زرعَهم الأعداءُ في ديار المُسلمين ليُشوِّهوا الإسلام باسم الإسلام،

يُديرُهم من وراء الكوالِيس بعد أن استغلَّ سذاجتَهم، وضحالَة فِكرهم،

يُمنِّيهم بالخلافة، ويعِدُهم بإقامة الدولة الإسلامية،

{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }

[ النساء: 120 ].

دينُنا يدعُو إلى أحسن الأخلاق والأعمال،

{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }

[ فصلت: 34 ].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم، فاستغفِروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

الحمد لله الذي خلقَنا في أحسن تقويم، وجعلَ أصلَنا من تُراب،

أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه كرَّم المُؤمنين بأعمالهم، وأعمالُ الكافرين سراب،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إليه المرجعُ والمآب،

وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه حذَّر من الغِيبة والنميمة والسِّباب،

صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً دائمةً إلى يوم الحساب.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الدنيا - عباد الله - مزرعةُ الآخرة، تزوَّدوا من دُنياكم لآخرتكم بالأعمال الصالحة؛

فاليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل .

إن يومَكم هذا يومٌ عظيم، يوم الحج الأكبر،

فيه يشترِك الحُجَّاج وغيرُ الحُجَّاج بإراقة دماء الهدي والأضاحي،

تقرُّبًا إلى الله - عز وجل -؛

قال الله تعالى:

{ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ }

[ الحج: 37 ].

ووقتُ ذبح الأضاحي من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر

من أيام التشريق، ويبدأُ التكبيرُ المُقيَّد بعد الصلوات المكتوبة من فجر يوم عرفة

إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

أيها المسلمون :
اهنأوا بالعيد، والبَسوا الجديد، جدِّدوا معاني العيد، برُّوا آباءَكم،

زوروا أقرباءَكم وإخوانَكم، تفقَّدوا جيرانَكم، واسُوا الفقيرَ والمسكين واليتيم.

تقبَل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات