صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2015, 08:43 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,986
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : وقفات مع نهاية العام الهجري


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
وقفات مع نهاية العام الهجري

والتي تحدَّث فيها معاليه عن انصِرام الأعوام، وانقِضاء الليالي والأيام،

مُتمثِّلاً في انتِهاء العام الهجري بعد أيام،

وما ينبغي على المُسلمين أن يقِفوا من وقفاتٍ للعبرة والعِظة،

والتفكُّر فيما مضَى من أعمالٍ صالِحة وغير ذلك،

وضرورة اغتنام الأوقات فيما ينفعُ دُنيا وأُخرى،

كما لم ينسَ التذكيرَ بما يُعانيه إخواننا المسلمون في فلسطين والشام .

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، سبحانه وبحمده أيَّدَنا بمِنَحٍ لألاء،

وأوردَنا موارِد الفضل والجُود والآلاء.

فالحمدُ لله حمدًا على الآلاءِ

حمدًا كثيرًا جلَّ عن إحصاءِ

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعلَ لنا من تصرُّم الزمان عِبرًا عِظامًا،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ الناس قُدوةً وإمامًا،

صلَّى الله وبارَك عليه، وعلى آله المُتألِّقين بدورًا وأعلامًا،

وصحبِه البالغين من الهمَّة الشمَّاء مجدًا ترامَى،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما تعاقَبَ الملَوان وداما .

فاتقوا الله - عباد الله -؛ فالتقوى خيرُ زادٍ في المعاش والمعاد

{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }

[ البقرة: 197 ]

وتقوَى الله لـــــــــلأوَّاهِ زادٌ

فنِعمَ الذُّخرُ في الأخرى مآبًا

فلازِم دربَها تظفَر بخــــيرٍ

وحقِّــق حُكمَها تُحرِز ثوابًا
أيها المسلمون :

في هذا الأوان الذي جدَحَت فيه يدُ الإملاق كأسَ الفراق،

وأوشكَ العامُ على التمام والإغلاق، والتحدياتُ المُحدِقةُ بالأمة عديدة،

والأحوالُ أزماتُها شديدة، والأيامُ في لُبِّها بالأماني مُبديةٌ مُعيدة،

لا بُدَّ لأهل الحِجَى من وقفات، للعِبرة ومُراجعة الذات، والتفكُّر فيما هو آت .

وهذا ديدَنُ المُسلم الأريبِ اللوذَعيِّ، ومنهجُ اللَّقِن الأحوَذيِّ، حتى لا ينعكِس الأمل،

أو يستنوِقَ الجمل، فيُبصِرُ كل إنسانٍ وَسمَ قِدحه، فتترقَّى همَّتُه، وتصفُو نفسُه،

وتحسُنُ سيرتُه وسريرتُه .

طُوبَى لعبدٍ بحبل الله مُعتصمُ

على صراطٍ سويٍّ ثابتٌ قدمُ

مـــا زالَ يستحقِرُ الدنيا بهمَّته

حتى ترقَّت إلى الأخرى به هِمَمُ

معاشر المسلمين :

الوقفةُ الأولى: وقفةُ اعتبارٍ وعِظة، لما في مرور الأيام والليالي من عِبرةٍ وموعِظة،

فكم من خُطواتٍ قُطِعت، وأوقاتٍ صُرِفت، والإحساسُ بمُضيِّها قليل،

والتذكُّر والاعتبارُ بمُرورها ضئيل، مهما طالَت مُدَّتُها، وعظُمَت فترتُها،

وربما دامَت بعد ذلك حسرتُها .

ولا يتبقَّى من الزمان إلا ذكرَى ما تبدَّى، وطيفُ ما تجلَّى،

وها هو انقلبَ بما لنا وما علينا في مطاوِيه،

وآخرُ استهلَّ شاهِدًا على مُضيِّ الدهر في تعادِيه.

فاللهم إنا نسألُك أن تُبارِك للأمة فيما قدَّرتَ فيه.

عـامٌ أهابَ به الزمانُ فأقبَلا

يُزجِي المواكِبَ بالأهلَّة حُفَّلا

أسرَ الحوادِث فهي في أحنائِهِ

تأتي وتذهبُ في الممالِك جُوَّلا

وليكُن منكم بحُسبانٍ - يا رعاكم الله -:

أن الزمنَ أنفاسٌ لا تعُود، فمن غفلَ عنه تصرَّمَت أوقاتُه، وعظُم فواتُه،

واشتدَّت حسراتُه، فإذا علِم حقيقةَ ما ضاع، طلبَ الرُّجعَى فحِيلَ بينَه وبين الاستِرجاع.

وما المرءُ إلا راكبٌ ظهرَ عُمره

على سفرٍ يُفنِيه باليوم والشهرِ

يبيتُ ويُضحِي كل يومٍ وليلةٍ

بعيدًا عن الدنيا قريبًا من القبرِ

ومن لم يتَّعِظ بزوال الأيام، ولم يعتبِر بتصرُّم الأعوام، فما تفكَّر في مصيره ولا أناب،

ولا اتَّصَف بمكارِم أُولِي الألباب، يقولُ الرحيمُ التواب:

{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }

[ آل عمران: 190 ].

فما أحوجَ أمَّتنا في هذه السانِحة البينيَّة أن تنعطِفَ حِيالَ أنوار البصيرة،

فتستدرِك فرَطَاتها، وتنعتِقَ من ورطَاتها، وتُفعَمَ روحُها بمعاني التفاؤُل السنيَّة،

والرجاءات الربانيَّة، والعزائِم العليَّة، وصوارِم الهِمَم الفتيَّة،

كي تفِيءَ إلى مراسِي الاهتِداء والقِمَم، وبدائِع الخِلال والقِيَم، على ضوء المورِد المَعين،

والنبع الإلهيِّ المُبين: هديِ الوحيين الشريفين،

مُستمسِكةً بالتوحيد والسنَّة بمنهَج سلَف الأمة .

تحقيقًا لقولِ النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( تركتُ فيكم أمرَين لن تضِلُّوا ما تمسَّكتُم بهما: كتابَ الله وسُنَّتي )

أخرجه مالك في "الموطأ".

أمة الإسلام :

والوقفةُ الثانية: وقفةٌ لإلهاب الهمَّة في نفوس الأمة، كي تعتلِيَ الذُّرَى والقمَّة،

وإذكاء جُذَى الأمل والتفاؤُل في أطواء الشباب، كي يستنفِرَ قُدراته وملَكَاته،

وكفاءاته وانتِماءاته. فكم اتَّخذَت الأمةُ في عامها المُتصرِّم من قرارٍ عظيم،

وكم حقَّقَت من نصرٍ مُبين تسنَّمها "عاصفةُ الحزم" الميمونة،

التي جسَّدَت الوحدةَ والتلاحُم بين أبناء الأمة رُعاةً ورعيَّة، وحقَّقت النُّصرةَ لجارٍ مضُوم،

وشعبٍ مكلُوم، وصدَّت الظالِمين المُعتَدين .

وكم بذلَت بلادُ الحرمين الشريفين جرَّاء هذا القرار الشُّجاع

والموقف النبيل من دماءٍ طاهرة، صعِدَت أرواحُها إلى بارِئها، لإعادة الأمل،

فكان الأملُ بعد الحزم نورًا يُضيءُ البصائِرَ والأبصار،

ويبعَثُ في النفوس البِشرَ والضياء، بعدما آتَت "عاصفةُ الحزم" ثِمارَها،

وحقَّقَت أهدافَها، بفضل الله ومنَّته.

وإن على الإخوة في يمن الإيمان والعلم والحِكمة أن يتَّحِدوا للوقوف

مع الولاية الشرعيَّة، وعدم الإصغاء لدُعاة الفتنة والضلالة.

وعزاؤُنا أن من قضَى من جُنودِنا البواسِل في الحدِّ الجنوبيِّ نحسبُهم عند الله

من الشُّهداء

{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }


[ آل عمران: 169، 170 ]

معاشر المسلمين :
ومع تجديد الشُّكر للمُنعِم المُتفضِّل - سبحانه - على ما منَّ به على الحَجيج

من إتمام مناسِكِهم، بكل تميُّز ونجاح،

فلا يفُتُّ عزمَكم ما اعتوَرَه من فلَتَات الحوادِث بين مطاوِي الزمان .

وإن القلبَ ليعتصِرُه الحزنُ والأسَى على ما أصابَ بعضَ حُجَّاج بيت الله الحرام

من حوادِث عرَضِيَّة لا تُنسينا الإيمان بقضاء الله وقدَره، في صفاء الأمر وكدَره.

نسأل الله أن يتقبَّل موتاهم في الشهداء، وأن يشفِي مرضاهم.

ألا يا ربِّ أسعِدهم بعــــفوٍ

ومغفرةٍ يَطيبُ بها الثوابُ

إذا كتبَ الإلهُ مضَى الكتابُ

فلا بابٌ يُصدُّ ولا حجــــابُ

ولا حذرٌ من الإنسان يُجدِي

ولا جبلٌ يحُولُ ولا هِضـابُ

ومع ذلك كلِّه، فإنه لا يحِقُّ لأي شخصٍ أو كِيان كائنًا من كان

أن يجعلَ من هذه الأحداث العارِضة مجالاً للمُزايَدات، أو إلقاء اللَّوم وبثِّ الشائِعات،

ضدَّ الجُهود الجبَّارة التي تبذُلُها بلادُ الحرمين في خدمة ضُيوف الرحمن .

وإن لبلاد الحرمين الشريفين يدًا حازِمة لا تتهاوَنُ مع المُتلاعِبين بأمنها وأمانها،

ولا تُهدهِدُ من يُحاولون التغريرَ بعقول شبابِها،

أو يُؤلِّبون عليها أفئِدةَ العباد في أصقاع البلاد .

كما أنه ليس من العدل والإنصاف أن تُصادَر كل الجهود والإنجازات لحادثةٍ أو واقِعة،

تُبذلُ أقصَى الطاقات والإمكانات لتفادِيها ومثيلاتها في الأماكن المُقدَّسة طوال العام .

وجهود المملكة - حرسَها الله - لن تنسِفَها أقاويلُ المُبطِلين،

الذين لا يُحسِنون إلا التشكيكَ والإرجاف، وهذه الحملةُ الإعلاميَّةُ المُمنهَجة القائمةُ

على ترويجِ الأكاذِيب، واختِلاقُ الوقائِع،

هي مُحاولةٌ يائِسة من فئةٍ بائِسة، للنَّيل من مكانتها .

والخدماتُ الجُلَّى المُقدَّمة في الحجِّ هي أكبرُ ردٍّ عمليٍّ على هؤلاء المُشكِّكين،

وجهودُ رجال الأمن وعطاؤُهم النادِر في خدمة الحَجيج خيرُ شاهِد.

فالعملُ الكبيرُ الذي يقوم به رِجالُ أمننا، والعامِلون في خدمة الحَجيج

بمُختلف قِطاعاتهم يندُرُ أن يوجد مثلُه في أنحاء العالَم.

فهمُ الأشدَّاءُ الأقوياءُ على الأعداء، الرُّحماءُ الأوِدَّاءُ على المُسلمين والضُّعفاء،

ولكن هذه سُنَّةُ الله في الكَون، فكلُّ ذي نعمةٍ محسُود .

وستظلُّ بلادُ الحرمين - بإذن الله - واحةَ أمنٍ واستِقرار ضدَّ مُخطَّطات العبَث بأمنها،

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات