[هيفولا]

سورة النور-14-

تاملات امان الطنطاوي

ولله الحمد ومن نعم الله للمؤمنين .
.اننا كلما تعمقنا في تلاوة القران وفهم معانيه كلما عشنا في ظلاله
، وكلما نضجت افكارنا واتضحت الرؤية لنا..
المطلوب تهيئة النفس لفهم معاني القران بعمق وادراك ..
نور القران لن يصلنا الا باتصالنا بالله .
. الايمان الذي يلامس القلوب ويفتح العقول هو مانحتاجه ...
هانحن مع سورة النور التي نعرفها ونقرأها مرارا وتكرارا ..
فهل ترانا ادركنا معانيها العظيمة .

..بعد ان استوعبنا نور الله الذي يملا الكون وينير اقسى القلوب لو فتحت عقلها للايمان ...
لكن بعض الناس اختاروا الظلمة الداجبة ..
ظلمات وصفها عز وجل بانها كالحر الذي يغشاه موج من فوقه موج ...
ظلمات لايعرفها ويدركها الا من استوعب معناها
ظلمات لمن لم يستجب للنور .
.بل كان تعوده الظلمة اعمى عينيه عن نور يملأ الكون ...
مالذي يلين القلوب القاسية ويعيدها لراحة الايمان ..
ألا بذكر الله تطمئن القلوب ...،
الذي يلين تلك القلوب كثرة التسبيح لذا ذكرنا عز وجل
بالتسبيح بقوله جل من قائل ..
ألم تر ان الله يسبح له من في السماوات والارض
، والطير صافات ،كل قد علم صلاته وتسبيحه ، والله عليم لما تفعلون ...
ان التسبيح والذكر والعبادة، منحة سماوية جعلها الله لعباده الصالحين،
ان فيها الراحة للقلوب. وفيها نيل الثواب والاجر
...والله عز وجل مطلع بما تفعلون..
وكيف لاتلين القلوب وتتعظ النفوس والايات الكونية
من حولنا تجعل الصخر يلين والجماد يتعظ
لذا جاءت الايات التالية لتذكيرنا بتلك المعجزات التي لابد لها من خالق ومبدع ...
ألم تر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ،ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله
،وينزل من السماء من جبال فبها من برد فيصيب به من يشاء ، ويصرفه عن من يشاء ،
يكاد سنا برقه يذهب بالابصار .
يقلب الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار ..
لكن هذه الايات المعجزة في خلق الله،
لن يتعظ بها ولن يؤمن بها الا من انعم الله عليه بنعمة الابصار العقلي والقلبي والايماني
...فلو سدت نعمة التمييز لديه فانه سيبقى في ظلمات الجهل والضياع...

تابعوني

هيفولا