صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-13-2017, 02:35 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : حذارِ من المُرجِفين

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
حذارِ من المُرجِفين

والتي تحدَّث فيها عن الإرجافِ والنِّفاقِ وانتِشاره في صفوف الأمة،
مُحذِّرًا شبابَ المُسلمين من سُبُلهم ومسالِكهم،
كما حثَّ العلماء والدعاة والإعلاميين على وجوبِ التصدِّي لهذه الانحِرافات
بشتَّى الوسائِل المُجدِية النافِعة.



إن الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، نحمدُه - سبحانه - أَولانَا مِنَنًا دِفاقًا أعطافًا،
سبحانه وبحمدِه هو أهلُ المجدِ والثناء، والحمد والشُّكر والرجاء.

لك الحمدُ حمدًا أنت وفَّقتَنـــــا له
وعلَّمتَنا من حمدِك النَّظمَ والنَّثْرًا

لك الحمدُ كم قلَّدتَنا من صَنيعَةٍ
وأبدَلتَنا بالعُسْر يا ربَّنا يـــُسْرًا

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توعَّد بالخَسارِ أهلَ الأهواء زَيغًا وإرجافًا،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه أفضلُ الخَليقةِ محتِدًا وأشرافًا،
صلَّى الله وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه خِيارِ هذه الأمة خلَفًا وأسلافًا،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ يرجُو من اللهِ قُربًا وازدِلافًا،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا يتضاعَفُ إلى يوم الدين أضعافًا ويَطيبُ أكنافًا.



فيا عباد الله:

اتَّقُوا الله حقَّ تُقاتِه؛ فإن خيرَ الوصايَا وصيَّةُ ربِّ البرَايَا:

{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }
[ النساء: 131 ].

وكُنْ مُخبِتًا لله بالتقــــــــــوَى التي
هِيَ الزادُ للأُخرى ودَعْ كلَّ مَنْ أَلْوَى

فحَسبُكَ وانزِلْ حيثُمَا نزلَ الهُـــدَى
وكُنْ حيثُما كان التورُّعُ والتقـــوَى

معاشِر المسلمين:

تماسُكُ المُجتمع واستِقرارُه، وتلاحُمُ أفراده وأطيافِه أمامَ الأزماتِ والتحديات،
والتصدُّعات والانقِسامات مطلَبُ أُولِي النُّهى والطُّمُوحات.
ومَن استَكنَهَ ثَمَدَ التأريخ ودروسَه، وسَبَرَ أغوارَه وطُرُوسَه أَلْفَى
بين جماهِرِ الأقوال ومضارِبِ الأمثال حقيقةً شاخِصة، مُكتمِلةً غيرَ ناقِصة،
وهي أنه لا تخلُو أمةٌ من الأُمم من فِئامٍ يتلوَّنُون تلوُّنَ الحِرباء،
ويسعَون بين الناس كالحيَّةِ الرَّقْطَاء، يُوهِمُون طاعةً ويُضمِرُون خِلافَها،
ويتربَّصُون فتنةً ويستدِرُّون أخلافَها، في قلوبِهم مرضٌ،
وأعراضُ الخلقِ لسِهام ألسِنتهم غرَضٌ، يُحِيلُون الأمنَ والأمانَ مِحَنًا مُطوِّحة،
وصُروفًا دُهمًا مُصوِّحة. إنهم أهلُ الضلال والإرجاف، والزَّيغ والتخذيل والانحِراف.

معاشِر المُؤمنين :
لقد عانَى أهلُ كل زمانٍ من المُرجِفين،
ولم يسلَم من غُلوائِهم أحدٌ من الأنبياء والمُرسَلين، والعلماء والدعاة والمُصلِحين؛
فهم لا يترُكون حادِثةً أو واقِعةً إلا كانوا أولَ من يركَبُ ثبَجَها، ويستغلُّوا حدَثَها.
جلَبُوا على الأمة من المخازِي والمفاسِد ما يسُرُّ العدوَّ الحاقِد، والمُرتبِّصَ الحاسِد،
قال فيهم ربُّ العالمين في مُحكَم التنزيل:

{ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا }

[ الأحزاب: 60 ].

قال ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما -:
" المُرجِفُون مُلتمِسُو الفتَن "

وقال قتادةُ:
" الذين يُؤذُون قلوبَ المُؤمنين بإيهام القتل والهزيمة "

وقال بعضُ أهل العلم:
" الأوصافُ الثلاثةُ لشيءٍ واحدٍ، لكنه نصَّ على هذَين الوصفَين من المُنافقِين؛
لشدَّة ضررِهما على المُؤمنين "

ضلالٌ وإرجافٌ وطَيشٌ وفـــــــــتنةٌ
وزَيغٌ وفهمٌ كالِحُ الوجهِ أغـــــــــبَرُ

أفاعِيلُ طَيشٍ تَحتَسِي الأرضُ سُمَّها
ودَربُ الهُدى منها كئِيبٌ مُــــــعثَّرُ

لقد أرجَفَ المُرجِفون في غزوة أُحُد بأن الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - قد قُتِل،
وأرجَفُوا أن المُسلمين لن يعُودوا من تبُوك سالِمين، وأن الروم سيأخُذونهم أسْرَى،
ولما تمَّ تحويلُ القِبلَة أخذَ المُرجِفون يقُولُون:
ما حالُ المُسلمين الذين ماتُوا قبلَ التحويل؟ وكيف نحكُمُ على صلاتِهم وإيمانِهم؟
كانوا يتحدَّثُون عن سرايَا المُسلمين فيقُولُون: هُزِمُوا، أو أسرعَ فيهم القتل،
أو نحو ذلك؛ لإيقاع الشكِّ والخوفِ والذُّعرِ في نفوسِ الناس.

أرادَ بعضُهم أن يُثبِّطَ بعضَ الصحابةِ - رضي الله عنهم - ويُدخِلَ اليأسَ إلى قلوبِهم،
فقالُوا لهم:

{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ }
[ آل عمران: 173 ].
وقال بعضُهم:

{ لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ }
[ التوبة: 81 ]
ومنهم، ومنهم، ومنهم من أشاعَ في المُسلمين مقالَةَ السوء،
واتَّهمُوا أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - إفكًا وزُورًا، وهي:

حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ برِيـــبَةٍ
وتُصبِحُ غَرثَى من لُحومِ الغوافِلِ

إخوة الإسلام:
وها هو التأريخُ يُعيدُ نفسَه، فما أشبَهَ الليلَةَ بالبارِحة،
فكما لم تسلَم خيرُ القُرون من نَزَغات المُرجِفين،
فإن فِئامًا من الخوالِفِ سارُوا على دربِ أسلافِهم؛ فقلوبُهم نغِلَة، وصُدورُهم دغِلَة،
وعقيدتُهم مدخُولَة، وطوِيَّتُهم معلُولة. قد نعَى الشيطانُ في آذانهم فاستجابُوا لدُعائِه،
وحسَّنَ لهم إسخاطَ سُلطانهم فأسرَعُوا إلى ندائِه.

إذا حدَثَت حادِثة أسرَعُوا إلى الشبَكات العنكبوتية ومواقِع التواصُل
التي تُضرِمُ نارَ الأراجِيف، وتتولَّى كِبرَها، وتُشعِلُ أُوارَها،
وكم من حدَثَ لو حصلَ لدُفِنَ وماتَ في مَهدِه،
لولا استِغلالُ المُرجِفين لهذه المواقِع في أسوَأ ما وُجِدَت له،
في صُورٍ من التهويلِ والمُبالَغاتِ الممقُوتة، ينشُرون مقالاتٍ عورَاء طائِشة يسُوقُون
بها الدَّهمَاءَ إلى مجهَلَة، ومهلَكَةٍ ومفسَدَة، هَمُّهُم إيقاظُ الشرِّ وإيقاظُ الفتَن،
وإيقاعُ الخُصُومة بين الناسِ.
ينشُرون الأخبارَ الكاذِبة، ويُروِّجُون الإشاعاتِ المُغرِضة دون تمحيصٍ أو روِيَّة،
كحالِ أسلافِهم إذا

{ جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ }
[ النساء: 83 ].

إن يسمَعُوا هَفْوَةً طارُوا بها فرَحًا
وما علِمُوا من صالِحٍ كتَمُــــــوا

لم يعتَبِرُوا بقولِ المَولَى - جلَّ وعلا -:

{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ ق: 18 ].

فكم تجنَّوا على أبرِياء، وأشعَلُوا نارَ الفتنة بين الأصفِياء،
وكم نالُوا من رُموزٍ وعلماء وعظماء، وكم هدَمَت الأراجِيفُ من وشائِج،
وتسبَّبَت في جرائِم، وفكَّكَت من أواصِرَ وعلاقات، وحطَّمَت من أمجادٍ وحضاراتٍ،
وكم دمَّرَت من أُسرٍ وبيُوتات، وأهلَكَت من حواضِرَ ومُجتمعات!

ينفُخُون في الهِنَات، ويُضخِّمُون الهيِّنَات.
وإن بُلِيتَ بقَومٍ لا خَـــــــــــــــــــلاقَ لهم

إلى مُداراتِهم تدعُو الضَّــــــــــــروراتُ
فقُل: يا ربِّ لُطفَك قد حالَ الزمــــــانُ بنَا
مِن كُلِّ وَجهٍ وأبْلَتْنا البلِيَّاتُ

يرتَكِسُون في حَمأةِ الجهلِ الوَبِيل، وتَستَهوِيهم عباراتُ التوهِيمِ والتهوِيل،
فيجعَلُون من الحَبَّة قُبَّة، ومن الذَّرَّة جَبَلاً، ومن النَّملَة فِيلاً

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات