صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-16-2017, 04:27 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : صوارِفُ العبد عن طريقِ الحقِّ

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
صوارِفُ العبد عن طريقِ الحقِّ


والتي تحدَّث فيها عن وعدِ الله تعالى وأنه لا يُخلِفُ الميعاد،
وما أعدَّه الله تعالى لعبادِه الطائِعِين من النعيم المُقيم،
وما توعَّد به العُصاةَ والكافِرين من العذابِ الأليم،
ثم ذكرَ ما يصرِفُ العبدَ عن طريقِ الحقِّ، وهي: النفسُ، والهوَى، والشيطان، والدنيا،
كما بيَّن كيف يتَّقِي العبدُ هذه الأعداء ويفوزَ برِضوان الله تعالى وجنَّته يوم القيامة.

الحمدُ لله، الحمدُ لله بيدِه الخيرُ وهو على كل شيءٍ قدير، قائِمٌ على كل نفسٍ بما كسَبَت،
يُوفِّي كلاًّ بما عمِل ولا يظلِمُ مِثقالَ ذرَّة

{ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }
[ النساء: 40 ]
أحمدُ ربي وأشكرُه على فضلِه الكبير،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليمُ الخبير،
وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، والسِّراجُ المُنير،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ المبعُوث بالكتابِ المُنير،
وعلى آله وصحابتِه الذين أعزَّ الله بهم الدِّين، وأذلَّ بهم الشِّركَ الحقير.

فاتَّقُوا اللهَ تعالى بالمُسارَعَة إلى الخيرات، ومُجانَبَة المُحرَّمات؛
تفُوزوا بأعلَى الدرجات، وتنجُو من المُهلِكات.

أيها المُسلمون:
إن الله وعَدَكم وعدَ الحقِّ ولا خُلفَ لوعدِه، ولا مُعقِّبَ لحُكمه،
وعَدَ عبادَه الطائِعِين بالحياة الطيبةِ في دُنياهم، ووعَدَهم بأحسن العاقِبَة في أُخراهم؛
يُحِلُّ عليهم رِضوانَه، ويُمتِّعهم بالنعيم المُقيم في جناتِ الخُلد مع النبيِّين
والصالِحين الذين اتَّبَعُوا الصراطَ المُستقيم،
قال الله تعالى:

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }
[ الأعراف: 96 ]
وقال تعالى:

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ
لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ }

[ المائدة: 65، 66 ].

أي: لو أنَّهم آمنُوا بالقرآن وعمِلُوا به، مع إيمانهم بكتابِهم من غير تحريفٍ له؛
لأحيَاهم الله حياةً طيبةً في الدنيا، وأدخلَهم الله جناتِ النعيم في الأُخرى.
وقال - سبحانه -، في ترغيب نوحٍ - عليه السلام - لقومِه:

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

[ نوح: 10- 12 ].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إن الله تعالى قال: من عادَى لي ولِيًّا فقد آذَنتُه بالحربِ،
وما تقرَّبَ إلَيَّ عبدِي بشيءٍ أحبَّ إلَيَّ مما افترضتُه عليه،
ولا يزالُ عبدِي يتقرَّبُ إلَيَّ بالنوافِلِ حتى أحِبَّه،
فإذا أحبَبتُه كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصَرَه الذي يُبصِرُ به،
ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشِي بها، ولئِن سألَني لأُعطينَّه،
ولئِن استعاذَني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُه
تردُّدِي عن نفسِ المُؤمن يكرَه الموتَ، وأنا أكرَه مساءَتَه )

رواه البخاري.

والحديث يدُلُّ على أن الله تعالى بلُطفِه وكرمِه ورحمتِه وقُدرته
يتولَّى أمورَ عباده الطائِعِين، ويُدبِّرُهم في أحسَن تدبيرِه في حياتهم وبعد مماتهم.
ووعدُ ربِّنا حقٌّ لا يتخلَّفُ منه شيءٌ،
قال الله تعالى:

{ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
[ آل عمران: 9 ]
وقال - عزَّ وجل -:

{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
[ آل عمران: 194 ].

ووعَدَهم الحقَّ في آخرتهم بقولِه تعالى:

{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

[ التوبة: 72 ].

والمُؤمنون يُشاهِدُون ما وعَدَهم ربُّهم في حياتهم الدُّنيا، ويتتابَعُ عليهم ثوابُ الله،
وتتَّصِلُ به وتترادَفُ عليهم آلاءُ الله، كما قال تعالى:

{ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[ آل عمران: 148 ].
وسيجِدُون في الآخرة الأجرَ الموعُودَ، والنعيمَ الممدُودَ،
قال الله - سبحانه -:

{ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ }

[ القصص: 61 ].

وكما وعَدَ الله المُؤمنين الطائِعِين، توعَّد الكفَّارَ الجاحِدِين والعُصاةَ المُتمرِّدين،
وما أنذَرَهم به من العذابِ واقِعٌ بهم،
قال - عزَّ وجل -:

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ }
[ محمد: 12 ]
وقال - سبحانه -:

{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
[ الجن: 23 ].

وحياتُهم في الدنيا أشقَى حياةٍ، قال تعالى:

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }
[ طه: 124 ]
ولو أُعطُوا الدنيا فهم في شقاءٍ.
وقال تعالى:

{ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }

[ التوبة: 55 ].

وقد ابتُلِيَ الإنسانُ بما يصرِفُه عما ينفَعُه، ويُوقِعُه فيما يضُرُّه؛
ابتِلاءً وفتنةً تُثبِّطُ عن الطاعات، وتُزيِّنُ عن المعاصِي؛ ليعلَمَ الله من يُجاهِدُ نفسَه،
ويُخالِفُ هواه، ممن يتَّبِعُ شيطانَه، وممن يُطيعُ هوَى نفسِه،
فيُفاضِلُ الله بين المُهتَدين بالدرجات، ويُعاقِبُ أهلَ الأهواء الغاوِيَة بالدرَكَات.
قال تعالى:

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }
[ محمد: 31 ]
وقال تعالى:

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
[ العنكبوت: 69 ].

فالنفسُ من أعدَى الأعداء للإنسان، ولا يدخلُ الشيطانُ إلا من بابِها،
وقال تعالى:

{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ }

[ النجم: 23 ]
وقال تعالى:

{ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[ الحشر: 9 ].

والنفسُ بما تتَّصِفُ به من الجهلِ والظُّلمِ تُبعِدُ صاحبَها عن التصديقِ بوعدِ الله،
وتُثبِّطُه عن الاستِقامة، وتنحرِفُ بالإنسان عن الاعتِدال.

قال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله تعالى -:
"فمن عرَفَ حقيقةَ نفسِه وما طُبِعَت عليه، علِمَ أنها منبَعُ كل شرٍّ، ومأوَى كل سُوءٍ،
وأن كل خيرٍ فيها ففضلٌ من الله مَنَّ به عليها لم يكُن منها،
كما قال تعالى:

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا }
[ النور: 21 ]". اهـ.

ولا تسلَمُ النفسُ من الجهل إلا بالعملِ النافعِ الذي جاءت به الشريعةُ،
ولا تسلَمُ من الظُّلم إلا بالعمل الصالح، ولا بُدَّ للمُسلم أن يرغَبَ إلى الله دائِمًا

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات