صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-18-2015, 08:49 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,792
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : الأمن من أعظم النعم


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
الأمن من أعظم النعم

والتي تحدَّث فيها عن الأمن وأنه نعمةٌ عظيمةٌ،

وقد أوردَ في خُطبته ما يدلُّ على فضلِ الأمن وأهميته في حياة المسلمين

أفرادًا ومُجتمعات، من كتاب الله وسنة رسولِه - صلى الله عليه وسلم -.

الحمد لله، الحمد لله ذي المجد والكرم، والعظمة والكِبرياء، وليِّ النعماء،

أهل الحمد في السرَّاء والضرَّاء، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ الأرض والسماء،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ بالحنيفيَّة السمحاء،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه البرَرَة الأتقياء.

فاتقوا الله بطاعته؛ فتقوَى الله خيرُ زادٍ، وما تمسَّك بها أحدٌ إلا فازَ بخيرات الدنيا،

وأفلحَ يوم المعاد

قال الله تعالى:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }

[ الطلاق: 5 ].

أيها الناس :

اذكُروا ما أسبغَ الله عليكم وآتاكم من النعم، وما دفعَ عنكم من النِّقَم،

فما أكرمَ الله - سبحانه -، وما أعظمَ جُودَه، وما أوسعَ رحمتَه، وما أحكمَ تشريعَه.

فمن رحمتِه: أنه شرعَ للعباد كل ما ينفعُهم ويُسعِدُهم ويُحيِيهم به الحياةَ الطيبةَ الآمِنة؛

فشرعَ للعباد الأسبابَ التي يتحقَّقُ بها الأمنُ والطُّمأنينةُ والسَّكينةُ، والحياةُ الكريمة،

قال الله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }

[ الأنفال: 24 ]

فالأمنُ حِصنُ الإسلام، وأهلُ الإسلام هم سُكَّانُه، فالحِصنُ يُحرِزُهم من أعداء الإسلام،

وأهلُ الإسلام يحمُون هذا الحِصنَ من أن يهدِمَه المُفسِدون،

والأمنُ هو سُورُ الإسلام الذي يتحصَّنُ به المُسلمون، ويصُدُّ عنهم عُدوانَ المُفسدين،

وبغيَ الباغِين .

وأهلُ الإسلام يحرُسُونَ هذا السور من معاوِل الهَدم،

ويُحافِظون عليه من التصدُّع والانهِيار، لما جعلَ الله تعالى في بقائِه من حِفظ الدين،

والدماء، والأعراض، والأموال، وتبادُل المنافِع، وحُرية حركة الحياة في جميع نشاطها،

وحِفظ السُّبُل التي يصِلُ الناسُ بها إلى مُختلَف البُلدان،

لقضاءِ حاجاتهم ومصالِحهم، وجَلبِ أرزاقهم .

قال الله تعالى:

{ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا

وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }


[ القصص: 57 ].

وعن عُبيد الله بن مِحصَن - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( من أصبحَ منكم آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسَدِه، عنده قُوتُ يومِه،

فكأنَّما حِيزَت له الدنيا بحذافيرِها )


رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسن".

الأمنُ قرينُ الإيمان، وعِدلُ الإسلام؛

عن طَلحَة بن عُبيد الله - رضي الله عنه

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهِلالَ قال:

( اللهم أهِلَّه علينا بالأمنِ والإيمان، والسلامةِ والإسلام،

ربِّي وربُّك الله، هِلالُ خيرٍ ورُشد )


رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسن".

الأمنُ هو الطُّمأنينةُ على الدين، والأمنُ هو الطُّمأنينةُ على النفس،

والطُّمأنينةُ على الأعراض، والطُّمأنينةُ على الأموال، والمُمتلَكات والحُرُمات،

والطُّمأنينةُ على ما كان منك بسَبيلٍ، بعدم الخَوف على ذلك كلِّه،

والطُّمأنينةُ على الحقوق المعنويَّة والأدبيَّة التي اعتبَرَها الإسلام،

بعدم تضييعها أو انتِقاصِها .

الأمنُ من الإسلام، والتشريعُ الإسلاميُّ جاء لضمان الأمن للمُسلم في حياته وبعد مماته؛

ليحيا حياةً طيبةً آمِنة،

كما قال الله تعالى:

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }


[ النحل: 97 ].

فالتوحيدُ لربِّ العالمين أولُ الواجِبات؛ فمن حقَّ التوحيد أثابَه الله بالأمن والهداية،

وحفِظَه من عقوبات الشرك في الدنيا، ومن الخِزي والخوف في الآخرة،

قال الله تعالى في قصة أبينا إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -:

{ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ

إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)

وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ

مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)

الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }


[ الأنعام: 80- 82 ].
قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله -:

[ فمن سلِم من أجناسِ الظلم الثلاث: الشرك، وظُلم العباد،

وظُلم العبد لنفسه بما هو دون الشرك، كان له الأمن التام والاهتِداء التام،

ومن لم يسلَم من ظُلمه لنفسِه، كان له الأمن والاهتِداءُ مُطلقًا ]


اهـ .

أي: بحسب سلامته مما هو دون الشرك الأكبر، فله الأمنُ بحسب ذلك.

وقال تعالى:

{ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }

[ الأنبياء: 103 ].

فالأمنُ من أسبابه عمل المُسلم بتشريع الإسلام؛

لأن التشريعَ الإسلامي يضمنُ حقوقَ الله تعالى، وحقوقَ العباد،

ويزجُرُ عن الإثم والبغي والظُّلم والعُدوان،

قال الله تعالى:

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }


[ العنكبوت: 45 ]

وقال تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }


[ النحل: 90 ].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( لا تحاسَدوا، ولا تناجَشُوا، ولا تباغَضُوا، ولا تدابَرُوا،

ولا يبِع بعضُكم على بيع بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا،

المُسلمُ أخو المُسلم، لا يظلِمه، ولا يحقِره، ولا يخذُله،

التقوى ههنا - ويشيرُ إلى صدره ثلاث مرات -،

بحسب امرئٍ من الشر أن يحقِر أخاه المُسلم، كل المُسلم على المُسلم حرام،

دمُه ومالُه وعِرضُه )


رواه مسلم.

وقال - عليه الصلاة والسلام -:

( لا تظلِموا أهل الذمَّة )

وقد جعلَ الله الأمنَ مُعتبرًا مشروطًا لبعض العبادات والأحكام،

قال الله تعالى في الصلاة في أدائِها بصفتها في غير الخوف:

{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ

فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا }


[ النساء: 103 ].

والزكاةُ لا تُجبَى في الأموال الظاهِرة، والثمار والحُبوب إلا باستِتباب الأمن،

وقال تعالى في الحج:

{ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }

[ البقرة: 196 ].

والعبادات تزكُو بالأمن على العبادات في الخوف،

قال الله تعالى:

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ

كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ

وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا

وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }


[ النور: 55 ].

ومن أسباب الأمن: حِمايةُ المُجتمع للأمن من المُفسِدين والمُخرِّبين،

والمُجرِمين والمُعتَدين، بالأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر،

والتوجيه والإرشاد والتعليم، والتحذير من البدع والمُحرَّمات،

والتحذير من الخروج على جماعة المُسلمين وإمامِهم.

والرفع للسلطان عن أهل الزَّيغ والفساد والإجرام الذين أقامُوا على ذلك،

قال الله تعالى:

{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }


[ آل عمران: 104 ].

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات