صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-22-2015, 06:51 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان : موقف المسلم من الأحداث الجارية


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
موقف المسلم من الأحداث الجارية

والتي تحدَّث فيها عن أحوال المسلمين في كثيرٍ من البلاد،

وأنها تبعث على الأسى والحزن، وما أسبابُ ذلك،

ثم تطرَّق إلى ذكر العلاج في عدَّة نقاط،

مُنبِّهًا إلى أن المسلمين إذا أخذوا به نجَوا من ويلات الفتن والمِحن .

الحمد لله الذي جعلَ طاعتَه سببًا لنَيل الخيرات، وحلول البركات،

وأشهد أن لا إله إلا الله ربُّ الأرض والسماوات،

وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أفضلُ المخلوقات،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وأصحابِه إلى يوم الممات .

فيا أيها المسلمون :

أُوصيكم ونفسي بتقوَى الله - جل وعلا -؛ فبتقواه تحُلُّ النعم، وتُدفعُ النِّقَم .

إخوة الإسلام :

أحوالُ المُسلمين في كثيرٍ من المواطِن تبعثُ على الأسَى والحُزن،

خاصةً مع ظهور الفتن العَمياء، ومِحنٍ شتَّاء،

جرَّت على المُسلمين الدمارَ والخرابَ والفساد في الدين والأنفُس والأعراض

والأموال والديار، ولا نقولُ إلا:

لا حولَ ولا قوة إلا بالله العظيم، والله المُستعان وعليه التُّكلان،

نسألُه أن يرفع عنَّا وعن المُسلمين.

ألا وإن السببَ الأعظمَ لما حلَّ من نكباتٍ وأزمات، وما أصابَ من مِحنٍ ومُصيبات:

هو البُعدُ عن المنهج الإلهي، والبُعد عن الطريق النبوي، في شتَّى مجالات حياتنا.

ألم يقُل ربُّنا - جل وعلا - قولاً يفهمُه كل أحدٍ:

{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }

[ الشورى: 30 ]؟!

ألم يُخبرنا ربُّنا - جل وعلا - بقوله:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ

لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }


[ الروم: 41 ]؟!
لقد أخبرنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - بهذا المعنى، فقال:

( وما لم تعمل أئمتُهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعلَ الله بأسهم بينهم )

فالسيئاتُ بمُختلف أنواعها سببٌ لزوال النعم الحاضِرة، ولقطع النعم الواصِلة.

قال عليٌّ - رضي الله عنه - يُخبرُنا عن مِشكاة النبوة:

[ ما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، وما رُفع إلا بتوبة ]

قال ابن القيم وهو يستقرِئُ هذا المعنى، قال:

[ وهذا يزيدُ في القرآن على ألف موضِع ]

ولهذا - أيها المسلمون - ما ترادفَت بنا الفتن الدامِية الفاتِكة بنا

وبأمتنا إلا بسبب اشتِهار المُخالفة لمنهج الوحيَين،

والمُعارَضة لشريعة إله الأولين والآخرين .

في "مسند الإمام أحمد": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( إذا ظهرَت المعاصِي في أمَّتي عمَّهم الله بعقابٍ من عنده )

إذا تقرَّرت هذه الحقيقةُ الغائبةُ عن كثيرٍ من النفوس البعيدة عن منهاج القرآن والسنة،

خاصةً في القرون المُتأخرة لهذه الأمة، فلنعلَم أن ثمَّة أصولٍ كُبرى،

وأركانٍ عُظمى، متى أحكمَها المُسلمون بصدقٍ، وعمِلوا بها بإخلاصٍ،

وحرِصُوا على تحقيقها بإتقانٍ سلِموا من الشُّرور،

ونجَوا من ويلات المِحَن وقوارِع الفتن، وإلا فلا تسأل عما هو أعظم !

الأصلُ الأولُ من هذه الأصول: إحداثُ التوبة الصادقة إلى الله - جل وعلا -، من شعوبنا،

ومن حُكَّامنا، ومن إعلامنا، ومن مُثقَّفينا، ومن علمائِنا،

بالرجوع إلى صراط الله - جل وعلا - والتِزام شرعه،

والامتِثال لأمره وأمر رسولِه - صلى الله عليه وسلم -. فبذلك وحدَه يتحقَّقُ الصلاح،

وتُعمرُ الحياةُ على خير وجهٍ، وتندفعُ عن العباد الشُّرور والويلاتُ والمصائِبُ والأزمات.

فالفلاحُ مُعلَّقٌ بالتوبة،

{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

[ النور: 31 ]

ويقول - جل وعلا - عن نبيِّه هود:

{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا

وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ }


[ هود: 52 ].

فالخيرُ بكل أنواعه مما ننشُدُه في هذه الحياة مُعلَّقٌ على التوبة الدائِمة

إلى الله - جل وعلا -، والإصلاح بكافَّة أشكاله مُرتبطٌ بهذه الحقيقة،

قال - جل وعلا -:

{ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ }

[ التوبة: 74 ].
اسمعوا معي إلى هذا النداء الإلهي:

{ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }


إنها تحكي حقيقتنا اليوم.

التوبةُ إلى الله بإصلاح ما فسَد من ترك الواجِبات، وفعلِ المحظُورات سببٌ لرفع البلاء،

ودفع اللأواء،

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

[ الأنفال: 33 ].
بل إن التوبةَ سببٌ لنزول الخيرات المُتنوِّعة المُتدفِّقة، وحصول المسرَّات العظيمة،

{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ }


[ هود: 3 ]

ويقول - جل وعلا - عن نوحٍ:

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }


[ نوح: 10- 12 ].

الأصلُ الثاني: الإكثارُ من الطاعات، والتضرُّعُ إلى الله - جل وعلا - بسائر القُرُبات،

فبذلك تندفعُ النِّقم، وتُجلَبُ النِّعم، يقول - جل وعلا -:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا

وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }


[ الطلاق: 2، 3 ].
قال ابن القيم - رحمه الله -:

[ فالمُحسنُ المُتصدِّقُ يستخدمُ جندًا وعسكرًا يُقاتلون عنه وهو نائِمٌ على فراشه،

فمن لم يكُن له جُندٌ ولا عسكرٌ وله عدوٌّ، فإنه يُوشِكُ أن يظفرَ به عدوُّه،

وإن تأخَّرَت مدةُ الظفَر، والله المُستعان ]


وهذا ما تحقَّق في بعض مواضِع بُلدان المُسلمين اليوم.

أهلُ الإيمان العامِلون بطاعة الله، المُنزجِرون عن نواهِيه يجب أن يعلَموا

أن لهم من الله عنايةٌ خاصَّة، وكفايةٌ تامَّة،

{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }

[ الحج: 38 ].
لو أن الأمة من الحُكَّام والمحكُومين قرؤوا هذه الآية بتمعُّنٍ ودراسةٍ وتمحيصٍ

وتحقيقٍ لها في أرض الواقع، لما كانوا في مقام الذلِّ والهوان.

الأصلُ الثالث: أنه حينما تُخيِّمُ على الأمة ظُلَلُ الفتن، وتتقاذَفُ سفينتَها أمواجُ المِحَن،

تعظُمُ حاجتُها إلى ترسُّم طريق النجاة، لتصِلَ إلى برِّ الأمان وشاطِئ السلامة،

ولن تجِد لذلك سبيلاً مهما حاولَت، ما لم تُعالِج مشاكلَها وأدواءَها بنور القُرآن العظيم

وسُنَّة النبي الكريم - عليه أفضلُ الصلاة والتسليم -.

وإذا كانت المآسِي والمصائِب تلفَحُ وجهَ الأمة في كل وادٍ،

فليس أرجَى ولا أنجَى من تلمُّس الحلُول في الوحيَين،

يقول - جل وعلا -:

{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }

[ آل عمران: 103 ].

{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ }

[ الأنبياء: 10 ]

من المعاني الصحيحة لهذه الآية: أنها تعني: أي: فيه عزُّكم،

وفيه شرفُكم ومجدُكم وسُؤدَدُكم ورفعتُكم .

أخرج مالكٌ في "موطئه" عن النبي المعصُوم - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

( تركتُ فيكم أمرَين لن تضلُّوا ما تمسَّكتُم بهما: كتابَ الله وسُنَّتي )

فالاعتِصامُ بالوحيَين عند الفتن، والتمسُّك بهما عند التنازُع والاختلاف،

والتحاكُم إليهما في كل فُرقةٍ ونزاعٍ وخِصامٍ هو السبيلُ الأوحَدُ للمُسلمين،

لدفع شُرور الانحِرافات المُتنوِّعة، والاضطرابات المُختلفة،

والفوضَى المُنتشِرة في عالَم المُسلمين اليوم،

وإن حادُوا عن ذلك فلن يجِدوا إلا الخيبةَ والدمار .

الأصلُ الرابع: الأمنُ مطلبُ كل أمةٍ، وغايةُ كل دولة،

يقول - صلى الله عليه وسلم -:

( من أصبحَ منك آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسده،

عنده قُوتُ يومه، فكأنما حيزَت له الدنيا بحذافيرها )


رواه الترمذي وابن ماجه بسندٍ حسن.

ألا وإن الأمنَ بكافَّة صوره، ومُختلف أشك

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات