صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-13-2015, 09:03 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : وصايا للأمة


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
وصايا للأمة

والتي تحدَّث فيها عن أحوال المسلمين وواقعهم،

وتكالُب الأعداء عليهم والمُؤامرات ضدَّهم،

ثم ذكر عدة وصايا للنهوض بالأمة ونُصرتهم وتمكينهم .

الحمد لله، الحمد لله جعل الأيام بين عباده دُولاً،

وصيَّر تصاريفَ الأقدار في أحوالهم مُثُلاً،

يُحيلُ عليهم الأحوال وإن لم يبغُوا عنها حِولاً،

ليعلَموا أن هذه الدار ليست لحيٍّ نُزُلاً ولا لمُستبصرٍ غايةً أو لعاقلٍ أملاً،

الحمدُ لله أعدَّ الجنةَ للصابرين مُستقرًّا ونُزُلاً .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مُستوٍ على عرشه في الملكُوت العُلى،

وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه به أنارَ الله الكونَ وبه الجهلُ انجلَى،

صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابِه الأُلى كانوا خيرَ جيلٍ وأكرمَ موئلاً .

اللهم ربَّنا لك الحمدُ كما خلقتَنا ورزقَتنا وهديتَنا وعلَّمتَنا،
وأنقذتَنا وفرَّجتَ عنَّا،

اللهم إنا نسألُك شُكرَ نعمتك، وحُسن عبادتِك، ونعوذُ بك من زوال نعمتِك،

وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك .

فأُوصِيكُم - أيها الناس - بما وصَّى الله به الأُمم الغابِرة،

كما وصَّى الأمةَ الحاضِرة:

{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }

[ النساء: 131 ]

من تنبَّه سلِم .. ومن غفَلَ ندِم،

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }


[ فاطر: 3 ]

أيها المسلمون :

إننا في هذا العالَم المُلتهِب في كل نواحِيه، وزمن المُتغيِّرات المُتسارِعة حوله وفيه،

لنحن أحوجُ من أي زمنٍ إلى التشبُّث بمُكتسبَاتنا تديُّنًا ووطنًا وأمنًا وائتلافًا؛

فإنه سُرعان ما تحلُّ الأقدار، وتتغيَّر الأحوال.

وليس لنا وعدٌ عند ربِّنا ولا عهد بأن يُديمَ لنا النعم،

ويدفَع عنا النِّقَم إلا ما جرَت به سَنَنُه، ونطقَ به كتابُه العزيز .

وقد جرَت سُنَّةُ الله بأنه لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفُسهم،

كما جرَت سُنَنُه بأنه لا يُصلِحُ عملَ المُفسِدين،

وقد نزل وحيُ الله بسُنَّةٍ أجراها على الأُمم قبلَنا، وهي تجري علينا لا محالة،

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }


[ الأعراف: 96 ].
إننا وفي هذه الأيام، والتي تتربَّصُ فيها بالأمة قُوًى لا طاقةَ لنا بها بمقاييس الخلق،

فإننا أحوجَ ما نكونُ لتقوية الحبل بالخالق، فهو العاصِمُ من كل ما سِواه،

ولا عاصِمَ لأحدٍ منه مهما بلغَت قُواه .

حبلُ الله الذي يُخلِفُ ظنَّ اليائِس، وتتغيَّرُ به القُوى والموازين ..

حبلُ الله الذي بردَت به النارُ على إبراهيم، ويبَسَ البحرُ لموسى،

وبه انسابَ لُطفُ الله على نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وعلى المُسلمين معه،

مُذ كانوا قلَّة وأذلَّة، وحتى بلغَ حكمُهم المُشرقَين .

لُطفُ الله الذي صحِبَ من طلبوه بحقِّه، وتلمَّسُوا أسبابَه، فأورثَهم تأييدًا وعزًّا وغنًى.

وإننا هنا وفي هذه البلاد السعودية بالذات،

رأينا هذا اللُّطفَ وهذا التأييد كيف تجلَّى وماذا أثمَر.

فإنه في الوقت الذي كان العالَمُ يعترِكُ ويتصارَعُ في الحربين العالميَّتين مُستخدِمًا

أعتَى ما وصلَ له العقلُ البشريُّ من أسلِحةٍ في حينها،

نتجَ عنها قتلُ ما يزيدُ على سبعين مليون إنسان،

ولم تتمدَّد دولةٌ من هذه الدول أو تتسِع شِبرًا واحدًا .

وفي الوقت نفسه قد مكَّن الله لنا في هذه البلاد، ووحَّد لنا أرجاءَها بأسبابٍ بدائية،

وتكاليف محدُودة، نتجَ عن ذلك أمنٌ وأُلفة،

وكنوزٌ من باطن الأرض قلَّ وجود نظيرٍ لها في العالَم؛

إذ إن بُناةَ هذه الديار ومُوحِّدي هذه الأرض كانوا مُوحِّدين لله قبلاً، وصالِحين أصلاً،

فيسَّر الله لهم ما لم يتيسَّر لمن هم أقوَى منهم عُدَّةً وأكثر عددًا.

وهو المشهدُ ذاتُه الذي كان في الصدر الإسلاميِّ الأول،

وهي قبل ذلك وبعدَه سُنَّةُ الله الماضِية .

أيها المسلمون :

إن قوتَنا المادية كعربٍ ومُسلمين مُتفرِّقين في هذه الأزمِنة لا تُقارَنُ بقوة غيرنا،

وقد بدَت مطامِعُ الأعداء تكبُر، وتربُّصهم بالأمة يظهَر، وليس لنا حامٍ بحقٍّ إلا الله .

وإننا في الوقت الذي يجبُ علينا أن نمتثِلَ قولَ الله - عز وجل -:

{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }

[ الأنفال: 60 ]

فنبنِي قوةً ماديةً تردَعُ الطامِعين، فإنه يجبُ علينا في الوقت نفسِه

أن نُعنى بالقوة المعنوية، وهي المُحافظةُ على مُكتسَب الدين وتقويته،

فإنه السلاحُ الذي لم يخِب، والدرعُ الذي لم يخذُل .

وإن أيَّ هتكٍ لستر الدين في مُجتمعنا، وفي هذا الوقت بالذات، لهي خيانةٌ للوطن،

ومُحاولةٌ لرفع يد الله ولُطفه عنَّا، خصوصًا ما كان مُعلنًا منه ومُجاهَرًا به.

إن دينَ الإسلام ليس ضمانًا للآخرة فحسب؛ بل هو سببُ بقاء الأمة في الأرض

وإثباتُ هويَّتها، وإلا فليست بشيءٍ دونَه.

ومن خيانة الأمة أن تبرُد عاطفتُها تجاهَ حقوق الله،

وأن تجعلَ حبَّها وبُغضَها مُرتبطًا بمصالِحِها لا بمبادِئِها.

ولم يُفلِح الأعداءُ في النَّيل من الأمة إلا حين تفرَّقَت وتمزَّقَت، وتجافَت عن ربِّها وغفلَت .

إننا نرى العالَم البعيد، ومهما أوغلَ في علمانيَّته أو إلحاده،

فإنه يستحضِر دينَه عند أزماته وكُروبه، ويتحدَّثُ عن مُبارَكة الربِّ لجيوشِه وحُروبه.

وفي الوقت نفسِه فإن مخذُولين من بيننا كلما ضاقَت بنا الدوائِر،

واستحكمَت الأزمات، نشَطوا في جعل قبضة الدين تسترخِي في حياتنا،

ومظاهر التديُّن تقلُّ في مُجتمعاتنا،

وروَّجُوا لأسباب الشهوات حتى تستسلِم النفوسُ لخدَرها،

وتلهُو عن مخاطِر ما في غدِها .

وهذه هي ساعةُ الصفر التي نُكِبَت عند بلوغها الأمة في تاريخها الطويل،

وفي تواريخ الأندلُس وبغداد الخبرُ والعِبَر .

ومن غدَا لابِسًا ثوبَ النعيم

بلا شُكرٍ عليه فإن الله ينزِعُه

إن الأمة التي نزل بها البلاء، واستُهدِفَت في دينها وأراضيها،

يجبُ أن تكون أبعدَ الناس عن اللهو والترَف،

وأن تصرِف جهودَها وطاقاتها للتقرُّب لخالِقها وبارِيها، وأن تُخلِصَ لله الدين،

وتُقلِع عن المعاصي والشهوات، وتهجُر الذنوبَ والمُنكرات، وأن تأخذ على يد السفهاء،

{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ }

[ الذاريات: 50 ].

أيها المسلمون :

ومن أعظم مُكتسباتنا: نعمةُ الاجتماع والائتِلاف،

وقد أمرَ الله بها وامتنَّ بها على من قبلَنا،

{ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً

فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }


[ آل عمران: 103 ].

فمع التفرُّق لا يمكن التمتُّع بأيِّ نعمة.

وقد رأينا ولم نزَل نرى ديارًا شاسعةً تجري الأنهارُ فوقها،

وتستبطِنُ الكنوزَ أرضُها ما زادَتهم الأيام إلا فقرًا، ولا الليالي إلا ذُعرًا،

حتى هاجروا من بلادهم وهجروها، وفضَّلوا العيش بذلٍّ في غير ديارهم،

نُشدانًا للأمن وطلبًا للسكون. عافاهم الله وكشفَ بلواهم .

ومن تربَّى في العافية قد لا يعلم ما يُقاسِيه المُبتلَى،

ولا يعرفُ مقدارَ النعمة التي هو فيها .

وحتى تبقى لنا النِّعم فلا بُدَّ من المُحافظة عليها بأسبابها،

وخاصَّةً ما يكونُ سببًا رئيسًا هذه الأزمان، ومُفرِّقًا للجماعة ومُمزِّقًا للأوطان،

وأعني بذلك: الكتابةَ واللسان .

عباد الله :

إن البشرية لم تشهَد في تاريخها تيسيرًا لنقل الكلمة وطرح الرأي،

ونقد الأشخاص والمُجتمعات كما شهِدَت هذه الأيام، وذلك بتوفُّر وسائل الإعلام عمومًا،

والمُجتمعيِّ منها خصوصًا. ورغم إمكان إيجابية هذا الأمر إلا أننا رأينا المُرَّ في ذلك؛

فقد استغلَّها كثيرون للاختلاف وليس مُجرَّد الخلاف،

وللتشاحُن والتنابُز والتباغُض والاتهام .

ومما يُؤسَفُ له: أن بعضًا من المُتديِّنين فيما بينهم لهم حظٌّ من هذا الخِصام،

في تتبُّعٍ للزَّلَل، وتصيُّدٍ للعثرات، وإسقاطٍ للشخصيات .

ونجِد التناحُر والتعيير حاضرًا في البُعدَين القبليِّ والمناطقيِّ،

ويلتهِبُ أكثر في الميدان الرياضيّّ، وقد صّرنا نرى أثرَه السلبيَّ يكبُر يومًا بعد يوم .

أيها المسلمون :

إن أكثر خلافاتُكم تلك ترفٌ لا يليقُ بكم وقت السِّلم، فكيف وأنتم في حال حرب ؟!

إن أكثر ما يُخاصِم ويُشيعُ الكراهيةَ في المُجتمع بخِصامه مكفيٌّ بحُكَّام

ومسؤولين وعلماء وهيئات شرعىية ومُؤسسات دولة، فلِم التخوين والتبديع؟!

ولمَ الاتهام في الولاءات وسَلب المُواطَنة ؟!

يتولَّى كِبر ذلك أناسٌ لا صفةَ لهم ولا رُسوخ، وإنما لأجل اللَّجَج في الخصومة،

أو طلب الشُّهرة وتصفية الحسابات، وإلا فإن النصيحة معروفة السبيل،

وتبليغ رجال الأمن عن خطرٍ حقيقيٍّ مُتاحٌ ومُمكن .

وقد عابَ الله على أقوامٍ أنهم إذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعُوا به،

{ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }

[ النساء: 83 ].

ليس من المصلحة ولا من الأدب اتخاذُ الكتابات وسيلةً للنَّيل من الآخرين،

أو تتبُّع العيوب في الجهات والأفراد، في إساءةٍ بالغةٍ للوطن،

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات