صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2017, 10:37 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان : استقبالُ شهر رمضان


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
استقبالُ شهر رمضان


والتي تحدَّث فيها عن شهر رمضان وما خصَّه الله تعالى

من النَّفَحات والخيرات والبركات، وذكرَ ما ينبغي على المُسلم من اغتِنام هذه الفُرصة

بشُكر الله تعالى على نِعمةِ بُلُوغ الشهر،

والإكثارِ من الأعمال الصالحة التي تُقرِّبُ من رِضوانِه - جلَّ وعلا - وجنَّته،

وتُباعِدُ عن سخَطِه وعذابِه.



الخطبة الأولى

الحمدُ لله، الحمدُ لله العزيز الغفار، يخلقُ ما يشاءُ ويختار،



{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ }

[ النور: 44 ]

أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

الواحدُ القهَّار، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُجتبَى المُختار،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه الأبرار.



أما بعد

فاتقوا الله وأطيعُوه؛ فما شقِيَ بطاعةِ الله أحد، وما سعِدَ بمعصيةِ الله أحد.



عباد الله:

ثِقُوا بوعدِ الله على صالح الأعمال، واجتهِدُوا لحُسن العاقبةِ والمآل؛

فربُّكم شكورٌ عليم، غنيٌّ كريم، يدعوكُم للتقرُّب إليه بما يحبُّ،

وهو غنيٌّ عن الطاعات، ويُحذِّرُكم من العِصيان، وهو لا يضُرُّه من أقامَ على المُوبِقات،

قال الله تعالى:



{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }

[ فصلت: 46 ]

وقال - سبحانه -:



{ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }

[ آل عمران: 144 ].



وكُونوا - أيها الناسِ - على خوفٍ من وعيدِ الله؛ فما نزلَ بأحدٍ إلا أرداه،

وما أحاطَ بمُعرِضٍ وغافلٍ إلا عذَّبَه وأشقاه، قال الله تعالى:



{ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى }

[ طه: 81 ].



عجَبًا لمن يعملُ للدنيا وينسَى الآخرة؛ فالدنيا تُنالُ بعملٍ،

وتُنالُ بغير عملٍ لمَن كان عاجِزًا عن العمل. وأما الآخرةُ ونعيمُها فلا تُنالُ إلا بعملٍ،

قال الله تعالى:



{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

[ الزخرف: 72 ].



أيها المسلمون:



لقد نزلَ بكم مَوسِمٌ عظيمٌ، وشَهرٌ كريمٌ، تتنزَّلُ فيه الخيراتُ والبركاتُ،

وتُكفَّرُ فيه السيئاتُ؛ شهرُ رمضان الذي فضَّله الله تعالى.



عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( سيِّدُ الشهور: رمضان، وأعظمُ حُرمةً: ذو الحجَّة )

رواه البزَّار.



قال الله تعالى:



{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }

[ البقرة: 185 ].



زمنُ رمضان مُبارَكٌ، جَمَعَ الله فيه العبادات: الصيامَ مع الصلوات،

والزكاة لمن زكَّى فيه، والصدقات، والإحسان على الضُّعفَاء والمساكِين والمحاوِيج،

والحجَّ الأصغَر العُمرة، وكثرة تلاوة القرآن، وأنواع الذِّكر،

والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، وبقيَّة الطاعات لمن أرادَ أن يستَكثِرَ من القُرُبات.

فأسبابُ الخير فيه كثيرةٌ ظاهرةٌ، وأسبابُ الشرِّ في رمضان قلِيلةٌ صاغِرَة،

ويُحالُ فيه بين الشياطين وبين ما تُريدُ من الإفسادِ والغوايةِ للمُسلم، وصدِّهِ عن الطاعة.



عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( إذا دخلَ رمضان فُتِّحت أبوابُ الجنة، وأُغلِقَت أبوابُ جهنَّم،

وسُلسِلَت الشياطين )


رواه البخاري ومسلم.



وأنواعُ الثوابِ والجزاء والنعيمِ في الجنة لأنواع الطاعاتِ والعباداتِ في الدنيا؛

فكل طاعةٍ لها ثوابٌ ونعيمٌ وجزاءٌ، قال الله تعالى:



{ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }

[ الحاقة: 24 ].



وعن سَهل بن سعدٍ - رضي الله عنه -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( في الجنةِ بابٌ يُدعَى الريَّان، يُدعَى له الصائِمون؛

فمَن كان من الصائِمِين دخَلَه، ومن دخَلَه لم يظمَأ أبدًا )


رواه البخاري ومسلم.



وأعظمُ تكريمٍ لمن دخَلَ الجنة: النظرُ إلى وَجهِ الله الكريم،

وهو جَزاءُ الإحسانِ بعبادةِ الله كأنَّ المُسلِمَ يرَاهُ، قال الله تعالى:



{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }

[ يونس: 26 ].



وفسَّر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الزيادةَ بالنظرِ إلى وجهِ الله الكريم،

كما في حديث سلمان - رضي الله عنه - الذي رواه مسلمٌ، فالجزاءُ من جنسِ العمَلِ.

كما أن أنواعَ العذابِ لأنواع المعاصِي؛ فأكل الزقُّوم وشُربُ الحَمِيم

جزاءُ أكل الرِّبا والحرام، وشُرب المُسكِر والمُخدِّرات،

وصبُّ الماء الحارِّ على الرأسِ جزاءُ الكِبْر والتعاظُم على امتِثالِ الشرع بعدمِ الانقِيادِ له،

قال الله تعالى:



{ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ

كَغَلْيِ الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ

ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }


[ الدخان: 43- 49 ].



فالجزاءُ من جنسِ العمل في الدنيا والآخرة، ولا يُؤتَى المرءُ إلا مِن قِبَلِ عملِهِ.

أبشِروا - أيها المسلمون - ببِشارَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم

لأصحابِه برمضان؛ فقد كان يُبشِّرُهم به في آخر شعبان ليستَعِدُّوا.

فاستقبِلُوا هذا الشهرَ بكل خيرٍ، وأعِدُّوا له العُدَّة، فاستقبِلُوه بالإخلاصِ لله،

والاحتِسابِ، والفرحِ الشديدِ بأن الله بلَّغَكم إيَّاه، قال الله تعالى:



{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }

[ يونس: 58 ].



واستقبِلُوه بالتوبَةِ من كل ذَنبٍ؛ ليمحُو الله به ما سلَفَ من الذنوبِ،

فتجديدُ التوبَةِ في كل وقتٍ - وخاصَّةً في رمضان - فلاحٌ عظيمٌ.

واستَغفِرُوا ربَّكم، واستقبِلٌوا هذا الشهرَ برَدِّ المظالِم لأهلِها؛ ليحفظَ لك ربُّك الحسنات،

ويُكفِّر عنك السيئات.

وتذكَّر أنه سيأتي يومٌ عليك لا تُدرِكُ رمضان، فكُن مُستعِدًّا للمَوتِ وأهوالِهِ.

واحفَظ صيامَك من اللَّغو والرَّفَث، والغِيبَة والنَّميمَة، وقولِ الباطِلِ، والمعاصِي،

والنَّظَر إلى المُحرَّمات، واحفَظ قلبَك من خواطِر السُّوء؛ ليشفَع لك صِيامُك عند الله.



عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامِه الجُوعُ والعطش، ورُبَّ قائمٍ حظُّه من قيامِه السهرُ )

رواه الطبراني في "الكبير"، قال المُنذِريُّ: "وإسنادُه لا بأس به".

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه )

رواه البخاري وأبو داود والترمذي.



وعن أبي عُبيدة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( الصومُ جُنَّة - أي: وِقاية - ما لم يَخرِقها )

رواه النسائي والطبراني في "الأوسط"، وزادَ:



( قيل بما يَخرِقُها؟ قال: بكذِبٍ أو غِيبَةٍ )

وهذا تمثيلٌ على المعاصِي.

وليُعظِّم المُسلمُ ثوابَ صِيامِه، ويستَكثِر ليعظُمَ جزاؤُه بكَثرة الطاعاتِ والقُرُباتِ

في رمضان؛ من تلاوَةِ القرآن، وكثرة الذكر، والاستِغفار،

والصلاةِ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصدقات للفُقراء والمحاوِيج؛

فقد قال - صلى الله عليه وسلم -:



( أَبغُونِي في ضُعفَائِكم )

والهدية ابتِغاء وجهِ الله، وأنواع الإحسان؛ كتعليم العلمِ، والأمرِ بالخير، والحثِّ عليه،

والنهيِ عن الشرِّ والتحذير منه؛

فكثرةُ الطاعات مع الصيامِ تَزيدُ في جزاءِ الصيامِ وثوابِهِ.

ومن فطَّر صائمًا كان له مِثلُ أجرِه، من غير أن ينقُصَ من أجرِه شيءٌ.

ولا تزهَدَنَّ - أيها المسلم - في التراويحِ والقيامِ،

ولاسيَّما الاجتهادُ في ليلةِ القَدر في العشرِ الأواخِر. وصيامُ رمضان كفَّارةٌ للذنوبِ؛

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( مَن صامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه )

رواه البخاري.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( مَن قامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه )

رواه البخاري ومسلم.

وعن عُبادة بن الصامِت - رضي الله عنه -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر:



( التَمِسُوها في العشر الأواخر، فمَن قامَها إيمانًا واحتِسابًا

ثم وُفِّقَت له غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه وما تأخَّر )


رواه أحمد والطبراني في "الكبير".



واحرِص - أيها المسلم - على صلاةِ الجماعَةِ؛ فبِها يحفَظُ الله العبدَ،

ويتولَّى أُمورَه، ويُسدِّدُ أحوالَه، ومن ضَيَّع الصلاةَ ذهبَت دُنياه وأُخراه،

ومُتِّع في الدنيا مَتَاعَ البهائِم، وقِيل له يوم القيامة: ادخُلِ النارَ مع الداخِلِين.



وفي الحديث:



( مَن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قامَ نصفَ الليل،

ومَن صلَّى الفجرَ في جماعةٍ فكأنما قامَ الليل كلَّه )


رواه مسلم من حديث عُثمان - رضي الله تعالى عنه -.



ومما تعظُمُ به الخسارَة، ويُحرَمُ به العبدُ الخيرَ: الصيامُ مع ترك الصلاة أو ترك بعضِها،

ومِن تَضيِيع العُمر وساعاته: السهرُ على اللعب واللهو، أو تتبُّع المواقِع المُفسِدة،

ومُشاهَدة المُسلسلات الضارَّة الهابِطة المُدمِّرة للأخلاق،

ويعظُمُ الخِذلانُ والخُسرانُ في الاشتِغال بها في هذا الشهر عن القُرُبات،

وتضيِيع ساعات العُمر.



قال الله تعالى:



{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }


[ آل عمران: 133، 134 ].



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنِي وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيم،

ونفعَنا بهديِ سيِّد المرسلين وقولِه القويم، أقولُ قولي هذا،

وأستغفرُ الله الجليلَ العظيمَ لي ولكم وللمسلمينٍ، فاستغفِروه.



الخطبة الثانية

الحمدُ لله، الحمدُ لله الهادِي إلى صراطٍ مُستقيم، ذي الفضلِ العظيم،

يمُنُّ على من يشاءُ بفضلِه، ويمنعُ من يشاءُ بعدلِه وهو العزيزُ الحكيم،

أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له القديرُ العليم،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه ذي الشريعة الغرَّاء والهديِ القَويم،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،

وعلى آله وصحبِه المُتَّصِفِين بكل خُلُقٍ كريم.



أما بعد:

فاتَّقُوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكُوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.



عباد الله:

اجعَلوا لكل ذَنبٍ توبَة؛ فقد أفلحَ التائِبون، وتعِسَ المُصِرُّون المُذنِبون،

قال الله تعالى:



{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

[ النور: 31 ].



وهذا الشهرُ زمنُ التوبة.

ومِن أعظمِ الذنوبِ التي تجِبُ التوبةُ منها: شُربُ الدخان؛

فطيِّب فمَكَ - أيها المسلم - من شُربِه، وطهِّر فمَكَ منه لذِكرِ الله وتلاوةِ القرآن،

وتطيِيبُ رائِحَتِك للصالِحين المُجالِسين، وللملائِكَة الكِرام الكاتِبِين؛

فشُربُ الدخان يُقرِّبُ الشياطين، ويُفسِدُ الدمَ، ويجلِبُ الأمراضَ المُتنوِّعة الفتَّاكة،

ويُقصِّرُ العُمر، وقواعدُ الشريعة تُحرِّمُه.

واعلَم - أيها المسلم - أن الصِّيامَ تجِبُ نيَّتُه من الليلِ؛ عن حفصَة - رضي الله عنها -،

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( مَن لم يُجمِع الصيامَ قبل الفجر - أي: مَن لم يَنوِهِ قبل الفجرِ - فلا صِيامَ له )

رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.



وفي الحديث:



( مَن أفطرَ يومًا من رمضان من غير عُذرٍ لم يَقضِه وإن صامَ الدهرَ )



عباد الله:



{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[ الأحزاب: 56 ]

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:



( مَن صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا )



فصلُّوا وسلِّمُوا على سيِّد الأولِين والآخِرين، وإمام المُرسَلِين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،

إنك حميدٌ مجيد،

اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،

إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.



اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،

وعن جميعِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن العشرة، وعن الذين بايَعُوا نبيَّك تحت الشجَرة،

اللهم وارضَ عنهم، وارضَ عن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،

اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك وفضلِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.



اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافرين،

وأذِلَّ الشِّركَ والمُشركين والمُبتَدِعين يا رب العالمين.

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك يا قويُّ يا متين.

اللهم تولَّ أمرَ كلِّ مُؤمنٍ ومُؤمنة، وأمرَ كلِّ مُسلمٍ ومُسلمة برحمتِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل زمانٍ وفي كل مكانٍ يا رب العالمين.



اللهم فقِّهنا والمُسلمين في دينِك،

اللهم فقِّهنا والمُسلمين في دينِك يا رب العالمين.

اللهم اقضِ الدَّينَ عن المَدِينين من المُسلمين،

اللهم اقضِ الدَّينَ عن المَدِينين من المُسلمين يا رب العالمين،

اللهم واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين،

اللهم واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين،

اللهم واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتِك يا أرحم الراحمين،

اللهم فُكَّ أسرَ المُسلمين يا ذا الجلال والإكرام، برحمتِك يا أرحم الراحمين.



اللهم أعِذنا وأعِذ ذُريَّاتنا من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنودِه يا رب العالمين وأوليائِه،

اللهم أعِذ المُسلمين من الشيطان الرجيم وذريَّته يا رب العالمين،

وأعِذ ذُريَّاتهم من الشيطان الرجيم إنك على كل شيء قدير.

اللهم اغفِر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا،

وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.



اللهم أغِثنا برحمتِك يا أرحم الراحمين،

اللهم أغِثنا برحمتِك يا أرحم الراحمين غيثًا هنيئًا مريئًا،

اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ برحمتِك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين،

اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين،

اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين، ونوِّر عليهم قبورَهم يا رب العالمين.

اللهم احفَظ بلادَنا من كلِّ شرٍّ ومكرُوهٍ،

اللهم احفَظ حُدودَنا واحفَظ جُنودَنا، وسدِّدهم يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير.



اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى،

اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين،

اللهم أعِنه على كل خيرٍ يا ذا الجلال والإكرام،

اللهم سدِّد آراءَه،

اللهم إنا نسألُك أن تُوفِّقَه لكلِّ خيرٍ،

اللهم متِّعه بالصحةِ والعافيةِ يا ذا الجلال والإكرام،

اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ للإسلام والمُسلمين.

اللهم احفَظ بلادَنا من كلِّ شرٍّ ومكرُوهٍ يا رب العالمين.



{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }

[ البقرة: 201 ].


عباد الله:


{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }


[ النحل: 90 ].

فاذكُروا الله العظيمَ الجليلَ يذكُركم، واشكُروه على نِعمِه يزِدكم،

ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات