صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-22-2015, 06:50 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,830
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : وقفات في سورة الحجرات


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
وقفات في سورة الحجرات

والتي تحدَّث فيها عن الآداب والأخلاق التي تضمَّنتها سورةُ الحجرات،

بدءًا من تعظيم أوامر الله تعالى وأوامر رسولِه - صلى الله عليه وسلم -،

وعدم رفع الصوت في حضرته حيًّا وميتًا، مرورًا بوجوب دفع الشائعات

والتثبُّت من الأقوال، والتحذير من السخرية وإساءة الظن والغيبة وغيرها

من مساوئ الأخلاق والمحرمات، وانتهاءً بوصف المُؤمنين وإعلاء شأنهم،

لتمسُّكهم بالكتاب والسنة

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، نزَّل الفُرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا،

نحمدُه - سبحانه - جعلَ الحمدَ فاتحةَ أسراره، وخاتمةَ تصاريفِه وأقدارِه،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعلَ القرآنَ تبيانًا لكل شيءٍ

وهُدًى ورحمةً وبُشرى للمُسلمين،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أيَّده ربُّه بكتابِه المُبين

الذي ظهرَت مُعجِزاتُه، وبهرَت الخلقَ آياتُه، وقهرَت ذوي العنادِ بيِّناتُه ،

صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الذين نُصِرَت بهم ألويةُ الحق وراياتُه .

صـلاةً تـنـدَى طـيـوبًـا ومِـسـكًـا سُـحـبُـهـا دِيَـمًـا

تُــمــنَــى بــهـــا لـلــمُــنَــى غـايــاتُــهــا شُــكـــرًا

تُــضــاحِـــكُ الـــزهـــرَ مـــســـرورًا أسِــرَّتُـــهـــا

مُــعـــرَّفًـــا عــرْفُـــهـــا الآصـــــــالَ والـــبُـــكَـــرَا

فاتقوا الله - عباد الله ؛ فالتقوى خيرُ نِبراس، وأعظمُ مِعيارٍ ومِقياس،

{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }

[ الحجرات: 13 ]
واعلَموا أن خيرَ الحديث كتابُ الله، فهو الهُدى والنور

{ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ

وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }


[ المائدة: 15، 16 ].

معاشر المسلمين :

إن أولَى ما أُعمِلَت فيه القرائِح، وعلِقَت به الأفكارُ اللواقِح: الكشفُ عن حقائق التنزيل،

وسَبرُ أغوار التأويل، وتبيُّن أسرار الكتاب الجليل. فيه تقومُ المعالِم، وتثبُت الدعائِم،

وهو العصمةُ الواقِية، والنعمةُ الباقِية، والحُجَّةُ البالِغة، والدلالةُ الدامِغة.

وهو شفاءُ الصدور، والحكَمُ العدلُ عند مُشتبِهات الأمور.

فسبحانَ من سلَكَه ينابيعَ في القلوب، وصرَّفه بأبدعِ معنًى وأعذَب أسلوب،

لا يستقصِي معانِيَه فهمُ الخلق، ولا يُحيطُ بوصفِه على الإطلاق ذو اللسان الطَّلْق.

فالسعيدُ من صرفَ همَّتَه إليه، ووقفَ فِكرَه وعزمَه عليه، والمُوفَّقُ من وفَّقه الله لتدبُّره،

واصطفاهُ للتذكير به وتذكُّره، فهو يرتَعُ منه في رِياض، وينهَلُ منه في حِياض.

أندَى على الأكبادِ من قَطر النَّدى

وألذُّ في الأجفانِ من سِنَةِ الكرَى

يملأُ القلوبَ بِشرًا، ويبعثُ القرائِح شذًى ونشرًا، يُحيِي القلوبَ بأوراده،

ولهذا سمَّاه الله روحًا، فقال:

{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا }

[ الشورى: 52 ].

أمة القرآن :
إن فضلَ القرآن على سائر الكلام كفضلِ الله على خلقِه .

يقول الإمام الشاطبيُّ - رحمه الله -:

[ والقرآنُ الكريمُ هو كليةُ الشريعة، وعُمدةُ الملَّة، وينبُوع الحكمة، وآيةُ الرسالة،

ونورُ الأبصار والبصائِر، فلا طريقَ إلى الله سِواه، ولا نجاةَ بغيره.

فمن رامَ الاطلاعَ على كليات الشريعة، وطمِع في إدراك مقاصِدها، واللَّحاق بأهلها،

لزِمَه ضرورةً أن يتَّخِذَه سميرَه وأنيسَه، وأن يجعلَه قعيدَه وجليسَه،

على مرِّ الأيام والليالي نظرًا وعملاً ]

الله أكبر .

الله أكــــبـــــر إن ديــــــــنَ مـــحــــمــــدٍ

وكــتــابَـــه أقـــــوَى وأقــــــومُ قِـــيــــلا

طـلـعَـت بـه شـمـسُ الـهـدايـة لـلـورَى

وأبـالَــهــا وصــــفُ الــكــمــال أُفــــولا

لا تـذكـروا الـكُـتْـبَ الـسـوالِـفَ عـنــده

طـلـعَ الـصـبـاحُ فـأطـفِــؤُوا الـقِـنـديــلا

أمة الإسلام :

وفي هذا العصر الزاخِر بالصراعات المادية والاجتماعية،

والظواهِر السلوكية والأخلاقية، والمفاهِيم المُنتكِسة حِيالَ الشريعة الربانيَّة،

لا بُدَّ من الفَيئَة إلى أخلاق القرآن وآدابه؛ ففيه حقائِقُ التربية الفاضِلة،

وأُسس المدنية الخالِدة. ولذلك كانت سُنَّةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم

كثرةَ موعِظة الناس بالقرآن، بل كان كثيرًا ما يخطُبُ الناسَ به،

{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }

[ ق: 45 ]

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ

وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }


[ يونس: 57 ].

وإن كــتـــابَ الله أوثَــــقُ شــافِـــعٍ

وأغـنَـى غـنـاءً واهـبًـا مُـتـفـضِّـلاً

وخـيـرُ جـلـيـسٍ لا يُـمـلُّ حـديـثُــه

وتـــردادُه يـــزدادُ فــيــه تـجــمُّــلا

فما أجملَ أن نعيشَ أفضلَ لحظاتٍ في عصر التحديات، في رِحابِ آياتٍ بيِّنات،

نستلهِمُ النفحَات والعِظات، ونجنِي أطايِبَ الثمرات،

من سُورة الآداب والأخلاق "سورة الحجرات"، التي تُؤسِّسُ للأدب مع الله تعالى،

ومع رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، بإدراك العبد حدوده، فيلزمُها ولا يتجاوزُها.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

[ الحجرات: 1 ].

وهذا مقصِدٌ من أعظم مقاصِد الشريعة الغرَّاء:

إخراجُ العبد من داعِي الهوَى المُطاع إلى تحقيق العبودية وتمام الاتباع؛

إذ المقصِد الشرعيُّ من وضع الشريعة: إخراجُ المُكلَّف عن داعِية هواه،

حتى يكون عبدًا لله اختيارًا كما هو عبدٌ لله اضطرارًا .

وما الحضارةُ الإسلاميةُ القَعساء التي وطَّدَتها شريعتُنا الغرَّاء،

وسعِدَت بها الدنيا عبر التأريخ، إلا صُوَّةٌ وقَّادةٌ من التِزام أوامر الله تعالى

وهديِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم .

وإذا كانت المآسِي تلفَحُ وجهَ الأمة في كل شِبرٍ وواد، وفي مُختلِف الأصقاع والوِهاد،

فليس أرجَى ولا أنجَى من تلمُّس العقيدة والمقاصِد الشرعية، واتِّباع السُّنَّة المُحمديَّة،

فهما مناطُ العزِّ والنصر، وأجلَى لُغات العصر؛ حيث يُؤصِّلان للأمة العلوَّ والتمكين،

واستِرداد سابِق عزِّها وتليدِ مجدِها .

أمة الفُرقان :

وإذا كانت سُورةُ الحُجرات قد بدأَت بتأصيل هذا الأساس المَكين من العبوديَّة،

فإنها توَّجَت هذا الأصلَ بأدبٍ رفيعٍ، وخُلُقٍ سامٍ مع نبيِّ الإنسانية عليه الصلاة والسلام

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ

كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }


[ الحجرات: 2 ].

وقد أجمعَ أهلُ العلم على أن الأدبَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم

حالَ موته كالأدب معه في حياته.

يقول الإمام ابن مُفلحٍ - رحمه الله -:

[ ولا تُرفعُ الأصواتُ عند حُجرته - عليه الصلاة والسلام -، كما لا تُرفعُ فوق صوتِه؛

لأنه في التوقير والحُرمة كحياته ]


وقال الإمام مالكٌ - رحمه الله - لمن رفعَ صوتَه

في مسجد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:

[ يا هذا! لا ترفَع صوتَك في مسجِد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛

فإن الله - عز وجل - أدَّب قومًا فقال:

{ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ }

ومدحَ قومًا فقال:

{ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ

أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }


[ الحجرات: 3 ]

وذمَّ قومًا فقال:

{ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }

[ الحجرات: 4 ]

وإن حُرمتَه ميتًا كحُرمته حيًّا ]

إخوة الإيمان :
وإن من أعظم الآداب التي جاءَت بها سُورةُ الحُجرات،

والتي هي بحقٍّ منهجٌ لاستِقامة الأفراد والمُجتمعات: التثبُّت وحُسن الظنِّ بالمُسلمين،

في قولِ الحقِّ - سبحانه -:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ

فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }


[ الحجرات: 6 ].
وقد قال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -:

( إياكم والظنّ؛ فإن الظنَّ أكذبُ الحديث )

متفق عليه.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات