صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-29-2015, 09:22 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : فضائل العقل ومزاياه


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
فضائل العقل ومزاياه

والتي تحدَّث فيها عن العقل وأنه من أجلِّ النعم التي وهبَها الله لعباده

بعد الإيمان به - سبحانه -، وبيَّن أهميته وفضائلَه ومزاياه،

كما ذكر استعمالاته الخاطِئة عند بعض الناس .

إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفِرُه،

ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه،

وعلى آله وأزواجه وذرياته الطيبين الطاهرين، وسائر صحابتِه الكرام الأبرار الأطهار،

والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .

فأُوصيكم ونفسي - عباد الله - بتقوى الله في السرِّ والعلانية؛ فإنها أعظمُ الكرامة،

وهي التي وصَّى الله بها الأولين والآخرين، وضمِن للمتقين ألا يضِلُّوا ولا يشقَوا،

ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون .

أيها المسلمون:
ليس هناك نعمةٌ إلهيةٌ بعد الإيمان أجلَّ ولا أعظمَ أثرًا من نعمة العقل،

تلك الكرامةُ الربانيَّة التي هي من أكبر بدائِع صُنع الله الذي أتقنَ كلَّ شيء،

وكل الدلائل والحقائق والبراهين تشهَدُ أن البشرية جمعاء شهِدَت الوفاقَ التامَّ

بين منهَج الله ووحيِه،

وبين العقل البشريِّ حينما جاء النبيُ محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم

بهذا الدين الكامل الهادي.

وتكاثَرَت النصوصُ الشرعيَّةُ على ضرورة إعمال العقل واستِخدامه

في التفكُّر والتذكُّر والنظر والتبصُّر والاعتبار،

والاهتداء من أقرب الطرق وأصحِّها إلى معرفة الله وتوحيده،

والتعرُّف على أسرار التشريع والخلق والكون، وبدائِع أقدار الله وحِكَمه،

والإفادة من ذلك كلِّه فيما يعودُ بالنفع والخير على العبد في دينِه ودُنياه وآخرتِه.

وأناطَت الشريعةُ قيامَ التكليف بتوافُر العقل،

وضرورة حفظِه مما يُفسِدُه ويُغيِّرُه ويُعطِّلُ ملكَتَه ويطمِسُ نورَه،

وجعلَت ذلك من الضرورات الخمس التي لا صلاحَ للعالَم إلا بالقيام بها والحِفاظ عليها

وأصبحَ التكامُل بين الوحي والعقل عنوان الشريعة،

فلا تعارُض بين صحيح المنقول وصريح المعقول.

أمة الإسلام :
إن العقلَ الصحيحَ عُدَّةُ المرء في النوائِب، وجُنَّتُه في النوازِل،

وقائدُه إلى الخيرات ودفع المضرَّات في العاجِل والآجِل،

وإذا تمَّ العقلُ تم معه كلُّ شيء، وإذا فسدَ وذهبَ صارَ أمرُ العبد فُرُطًا،

ولا تجمُلُ الحياةُ ولا يُستطابُ العيشُ إلا به،

فهو يُعينُ العبدَ على معرفة طرق الصواب والرَّشَد فيسلُكُها،

ويَستبينُ سُبُل الخطأ والغوايةِ فيجتنبُها .

والعقلُ والدينُ صِنوانِ لا ينفكَّان؛ فلا يتمُّ دينُ المرء حتى يتمَّ عقلُه،

والعقلُ بلا دينٍ ضلالٌ وانفلاتٌ وغواية، والتديُّن بلا عقلٍ بريدُ الفهم المنكوس

والسُّلوك المَشين، وضيق العطَن. وكم في ذلك من إساءةٍ إلى النفس والناس،

وتشويهٍ لصفاء الإسلام ونقائِه .

وقد كان الحسنُ البصريُّ - رحمه الله - إذا أُخبِر عن صلاح رجُلٍ قال:

[ كيف عقلُه ؟ فما تمَّ دينُ عبدٍ قطُّ حتى يتمَّ عقلُه ]

ومِصداقُ ذلك من كلام الله - تبارك وتعالى -:

{ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ }

[ يونس: 100 ].
العقلُ من أجلِّ مواهِب الله لعبده، وكلما عظُم حظُّ العبد من العقل انتفعَ بمواعِظ القرآن

وهداية الوحي أيَّما انتِفاع، وأمسكَ بمفاتيح الحضارة والرُّقيِّ،

وتسخير أسباب الأرض وخيراتها للعيش فيها عيشةً كريمةً هانِئة،

{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا

فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }


[ الحج: 46 ]
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ }

[ ق: 37 ]

يعني : عقل
{ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
وبيَّن - سبحانه وتعالى - آياته الحسيَّة والمعنويَّة والآفاقية:

لعلكم تعقِلون، وتتفكَّرون، وتتذكَّرون.

وأفضلُ قَسم الله للمـــــرء عقلُه

فليس من الخيراتِ شيءٌ يُقارِبُه

إذا أكملَ الرحمنُ للمـــــرء عقلَه

فقد كمُلَت أخلاقُه ومـــــــــآرِبُه

سُئِل ابن المُبارك - رحمه الله -:

[ ما أفضلُ ما أُعطِيَ الرجل؟

فقال: "غريزةُ عقل"، قيل: فإن لم يكن؟

قال: "أدبٌ حسن"، قيل: فإن لم يكُن؟

قال: "أخٌ صالحٌ يستشيرُه"، قيل: فإن لم يكُن؟

قال: "صمتٌ طويلٌ"، قيل: فإن لم يكُن؟ قال: "فموتٌ عاجل ]


وقال لُقمانُ لابنِه وهو يعِظُه:

[ يا بُنيَّ ! اعلَم أن غايةَ السُّؤدَد والشرف في الدنيا والآخرة حُسن العقل،

وإن العبدَ إذا حسُن عقلُه غطَّى ذلك عيوبَه وأصلحَ مساوئَه ]


وسُئِل قتادةُ - رحمه الله -:

[ أيُّ الناس أغبَط ؟ قال: أعقلُهم

وسُئِل: أيُّ الناس أعلَم؟ قال: أعقلُهم ]


ولذلك قالوا:

[ عدوٌ عاقلٌ خيرٌ من صديقٍ جاهل ]

أيها المسلمون :
إن العقلَ الذي مدحَته الشريعة ورفعَت من شأن صاحبِه،

وحثَّ القرآنُ في خطاباته على استِدعائِه لإعماله والإفادة منه،

كقوله - عز وجل -:

{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }

[ البقرة: 269 ]

وقوله :

{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }

[ البقرة: 44 ]

{ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }

[ القصص: 72 ]
{ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }

[ الحشر: 2 ]

{ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ }

[ الأنعام: 50 ]

وغير ذلك كثير.
ليس هو العقلُ الغريزيُّ فحسب؛ بل هو قدرٌ زائدٌ على مجرد الآلة والملَكة،

إنه الفهمُ عن الله وعن رسولِه - صلى الله عليه وآله وسلم ،

الفاتِحُ لأبواب البركات والعطايا، الجاعلُ ما على الأرض من زينةٍ للخيرات

والفلاح مطايا، المُعينُ على الطاعات واجتِناب السيئات والرزايا .

إنه العقلُ الذي يعقِلُ صاحبَه عن المساوئ والدنايا،

ويُطلِقُه في اكتِساب الفضائل وكريم السجايا .

العقلُ الذي يحجُزُ صاحبَه عن خوارِم المروءة وقوادِح الشرف،

وسِفساف الأمور، ويحمِلُه على معالي الأخلاق وكرائِم الصفات.

العقلُ الذي يرفعُ الأفرادَ والأُمم لتصلُح للاستِخلاف في الأرض فتعمُرَها حضارةً

وتقدُّمًا ورُقيًّا.

هذا هو العقلُ الممدوحُ في الشريعة الذي أراد الله من خلقِه أن يتَّصّفُوا به،

ويتحلَّوا بزينتِه، ويستثمِروه في كل نافعٍ ومُفيد .

هذا هو العقلُ الذي رتَّب الله عليه بلوغَ الكمالات، وحصولَ الهُدى والفلاح،

والنجاة من الآفات الحضارية، والأمراض القلبية والأخلاقية،

فيرضَى الله عن صاحبِه، ويُبارِك له في حياته، وينتفعُ بهذه الموهِبة نفعًا عظيمًا،

ويُصبِحُ شامةً مُتميِّزًا بين الناس .

ومن أجل عدم فهم الكفار لحقيقة العقل الممدُوح في الشريعة، قالوا:

{ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }

[ الملك: 10 ].

ولما سُئل عالِم مكة وفقيهُها عطاءُ بن أبي رباح - رحمه الله -،

لما سُئل عن أفضل عطايا الله لعبده، قال: العقلُ عن الله

فالعقلُ عن الله والفهمُ لخطاباته ومُراداته هو البابُ الأكبر

للحصُول على خيرَي الدنيا والآخرة،

وهو في الحقيقة تمكينٌ للعقل من تحقيق المقصُود من إيجاده وخِلقَته .

أيها المسلمون :

إن معرفة حقيقة العقل الممدُوح في الشريعة،

وضرورة حِفظِه فيما يُرضِي الله - سبحانه وتعالى - يُصحِّحُ عند الناس

مفهوماتٍ خاطئةً في كيفية استِعماله؛

حيث وظَّف بعضُهم ملكَة ذكائِهم وعقولَهم في نشر الأفكار والآراء الضالَّة،

وتوليد الشُّبَه والأهواء المُضِلَّة، والحِجاج لها لإضلال الناس .

وتفنَّن فِئامٌ في أساليب المكر والدهاء والحِيلة والخِداع،

وإلحاق الضرَر والأذَى بالناس في دمائِهم وأموالِهم وأعراضِهم ومكانتِهم،

وعند أمةٍ من الناس غلبَت المعرفةُ بزينة الحياة الدنيا وشهواتها،

والمُنافسةُ فيها على المعرفة بأمور دينهم وآخرتهم،

وظنَّ أولئك كلُّهم أن ذلك هو العقلُ

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات