صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-29-2015, 09:23 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,604
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : كيف يكون قلبك سليمًا ؟


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
كيف يكون قلبك سليمًا ؟

والتي تحدَّث فيها عن القلوب وأعمالها،

وكيف يصِل العبدُ إلى سلامة الصدر وصحَّة القلب،

وما الدلائل على ذلك، كما حذَّر من الأشياء التي تُنافِي صحَّة القلب وسلامته .

الحمد لله رب العالمين، وليُّ الصالحين،

وفَّق من شاءَ بفضلِه ورحمتِه فجعلَه من المُفلِحين ،

وتخلَّى عمن شاءَ بعدلِه وحكمتِه فاتبع غيرَ سبيل المُؤمنين،

أحمدُ ربي وأشكرُه ، وأتوبُ إليه وأستغفرُه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمدُ وهو الملكُ الحقُّ المُبين،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه صادقُ الوعد الأمين،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ والتابعين .

فاتقوا الله يُدخِلكم في رحمته، ويُعافِكم من غضبِه وعقوبتِه؛

فقد فازَ من اتَّقى، وخابَ من افترَى وبغَى .

عباد الله :
كلٌّ يعملُ ويسعَى لسعادةٍ أبديَّة، وحياةٍ مرضيَّة؛

فمن الناس من يُوفَّقُ لذلك فيُعطيه الله السعادةَ الأبديَّة، والحياةَ الدنيا المرضيَّة،

ومنهم من يكون همُّه وغايتُه الدنيا وينسَى الآخرةَ، فيُعطَى من الدنيا ما كتبَ الله له،

وليس له في الآخرة من نصيب، وما نالَ من الدنيا لا يصفُو له بلا كدَرٍ ومُنغِّصات،

وشُرور ومُهلِكات .

قال الله تعالى:

{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ

ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا }


[ الإسراء: 18 ]

وقال تعالى :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا

قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى }


[ طه: 124- 126 ].
وإذا كان الحالُ كذلك، وهو أن كلاًّ يسعَى لسعادته الدنيوية،

ويسعَى لحياةٍ أبديَّة أُخرويَّة أحسن حياة، وأفضل نعيم، فإن هذه السعادة الدنيوية الطيبة،

والسعادة الأبديَّة في الآخرة لا تكونُ إلا بسلامة القلب، وطِيبة الصدر،

قال الله تعالى:
{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ }


[ الشعراء: 88- 91 ]

وقال تعالى:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }


[ النحل: 97 ]
والعملُ الصالحُ لا يكونُ إلا من قلبٍ سليمٍ،

وقال تعالى:
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ

فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }


[ الفتح: 18 ].
أي: علِم ما في قلوبهم من صحة الإيمان والصدق، وسلامتها من النفاق وشُعبه.

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال:

قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( أيُّ الناس أفضل ؟

قال: كلُّ مخمُوم القلب، صدُوق اللسان

قالوا: صَدوقُ اللسان نعرفه، فما مخمُوم القلب ؟

قال: هو التقيُّ والنقيُّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غلَّ ولا حسَد )


حديثٌ صحيحٌ؛ رواه ابن ماجه.

وعن عبد الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( حرُم على النار كلُّ هيِّن ليِّن سهل قريبٍ من الناس )

رواه أحمد والترمذي بمعناه.

فانظر - أيها المسلم - إلى سلامة الصدر كيف رفعَت صاحبَها إلى الدرجات العُلى

في الجنات، ونجَّته من النار والمُهلِكات.

القلبُ السليمُ قريبٌ من كل خير، بعيدٌ من كل شرٍّ.

القلبُ السليمُ تجتمعُ فيه الأخلاقُ الفاضلةُ كما يجتمعُ الماءُ إلى المُطمئنِّ من الأرض،

وينفِي الأخلاقَ السيئةَ عنه كما ينفِي الكِيرُ خبَثَ الذهب والفضَّة.

القلبُ السليمُ محفوفٌ صاحبُه برحمة الله وعنايته، وحفظِه وتوفيقه،

قال الله تعالى:
{ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ

وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }


[ الحج: 34، 35 ]

وقال تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }


[ هود: 23 ].
والإخباتُ أعظمُ صفات القلب السليم، والإخباتُ فُسِّر بالتواضُع لله - عز وجل -،

والاطمئنان إلى تشريعه ووحيِه، والسُّكون إلى العمل الصالح، والرِّضا والفرح به،

وقال تعالى:
{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ

يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }


[ النحل: 32 ]

وطِيبُهم بسلامة قلوبهم.

وعن عِياض بن حِمار - رضي الله عنه - قال:

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( أهلُ الجنة ثلاثة: ذو سُلطان مُقسِط مُوفَّق،

ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب لكل ذي قُربَى ومُسلم، ورجلٌ فقيرٌ عفيفٌ مُتصدِّق )


رواه ابن حبان.

والقلبُ السليمُ له صفاتٌ وأحوال،

فأفضلُ أحواله وأحسنُ صفاته سلامتُه من الشرك الأكبر والأصغر،

وسلامتُه من النفاق وشُعبه، وصحَّتُه ومُعافاتُه من كبائر الذنوب والآثام،

وتطهُّره من الصفات الذميمة والخِصال الرذِيلة؛ كالبُخل والشُّحِّ، والحسد، والغلِّ، والكِبر،

والغشِّ، والغدر، والخيانة، والمكر، والكذِب، وغير ذلك من أعمال القلوب المُنكَرة،

مع قيام صاحبِه بالفرائض والواجِبات، واستِكثاره من المُستحبَّات، وتوقِّيه المكرُوهات.

وأحسنُ أحوال القلوب السليمة وأفضلُها وأعلى درجات سلامتها

قد اتَّصف بها الأنبياءُ - عليهم الصلاة والسلام -،

قال الله تعالى للخليل إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -:

{ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }

[ الصافات: 83، 84 ].

وعن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( لا يُبلِّغني أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا؛

فإني أحبُّ أن أخرُج إليكم وأنا سليمُ الصدر )


رواه أبو داود والترمذي.

وعن شدَّاد بن أوسٍ - رضي الله عنه - قال:

علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الدعاء:

( اللهم إني أسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشد، وأسألُك شُكرَ نعمتِك،

وحُسن عبادتِك، وأسألُك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَم،

وأسألُك من خير ما تعلَم، وأستغفرُك مما تعلَم، إنك أنت علامُ الغيوب )


حديثٌ صحيحٌ؛ رواه أحمد والترمذي والنسائي.

ودون أفضل أحوال القلوب وأكملها وأعلى درجات سلامتها،

وطِيبها وكمال صحَّتها درجات، ومن اجتهَد في الاقتِداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

نالَ من صفات القلب السليم بقدر اجتِهاده، ومن اتبَع هديَ النبي - صلى الله عليه وسلم

وتمسَّك بسُنَّته الغرَّاء، فقد وُفِّق لأحسن الهدي وخير العمل والاعتقاد.

ورغَّبه الله سلامة الصدر كما منَّ الله بسلامة القلوب على الصحابة المُتَّبعين

سيرة نبيِّهم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، المُتمسِّكين بهديِه،

قال الله تعالى:

{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ

وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ

وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }


[ الحشر: 9 ].
والتابِعون لهم بإحسانٍ أُوتوا سلامةَ صُدورٍ مثلَهم،

قال الله تعالى:

{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا

وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا

رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }


[ الحشر: 10 ].
وسلامةُ الصدر والقلب ثوابُها الجنة، وعافيةُ البدن في الدنيا

عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال:

كنا جُلوسًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:

( يطلُع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة فطلع رجلٌ من الأنصار،

فلما كان الغد قال النبي - عليه الصلاة والسلام -:

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات