صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-13-2015, 09:04 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة بعنوان : فوائد الزواج وأحكامه


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة بعنوان :
فوائد الزواج وأحكامه

والتي تحدَّث فيها عن الزواج وأنه سُنَّة من سُنن الله تعالى في خلقه،

وسُنَّة من سُنن الأنبياء والمُرسلين، مُبيِّنًا منافعه وفوائده وفضائله،

كما شجَّع على إعانة الشباب في تزويجهم،

وذكر بعضَ أبرز الأحكام التي تهم كل مسلم ومسلمة

الحمد لله، الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدَى، أحمدُ ربي وأشكرُه،

وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الأعلى،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُصطفَى،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك
على عبدِك ورسولِك محمدٍ وعلى آله وصحبِه البرَرة الأتقياء .

فاتقوا الله كما أمَر، وانتَهوا عما نهَى عنه وزجَر .

عباد الله :

إن ربَّكم أرادَ عمارةَ هذا الكون شرعًا وقدرًا إلى أجلٍ مُسمًّى،

وهذا العُمرانُ لا يكونُ إلا بالتعاوُن والتوافُق،

والاجتماع وبناء الحياة على السُّنن العادلة الحكيمة النافعة .

والإنسان مُستخلَفٌ في هذه الأرض ليُصلِحَها ويعمُرَها، ويعبُدَ اللهَ عليها،

وسعادتُه في طاعة الله، وشقاوتُه في معصية الله؛

قال الله تعالى:

{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }

[ النور: 52 ]

وقال - عز وجل -:
{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ }

[ النساء: 14 ]

وقال تعالى:
{ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ }

[ المؤمنون: 71 ].
ومن أول خُطوات الإنسان ومراحِله في هذه الحياة:

اقتِرانُه بزوجةٍ على سنَّة الله ورسولِه، يتمُّ بينهما التعاوُن والتراحُم والتآلُف،

وتشابُك المنافِع والمصالِح، وتتحقَّقُ بينهما مُتعةُ الغرائِز البنَّاءة النبيلة،

والسعيُ إلى الأهداف والغايات الفاضِلة، والمكاسِبُ المُبارَكة، والذريَّةُ الطيبة.

الزوجيَّةُ محضَنُ الأجيال، ومدرسةُ المولود الأولى،

ومُوجِّهةُ الشباب إلى الصلاح والإصلاح والتعمير .

الأبُ والأم لهما الأثرُ الدائِمُ على أولادهما،

وهما لبِنَةُ المُجتمع الصالِح إن كانا صالِحَين -،

ومسكَنُ العطف والرحمة والشفقَة والرعاية، والإحسان للناشئِين،

وأصلُ الرَّحِم والقرابة التي يكونُ بها التناصُرُ والتراحُم والتكافُل،

والتواصُل والتوادُّ، والحمايةُ من عاديات الحوادِث.

الزواجُ من السُّنن الماضِية التي لا حصرَ لمنافعِه، ولا نهايةَ لبركتِه،

ومن السُّنن الباقية الدائِمة التي لا تنقطِعُ خيراتُها.

والزواجُ من سُّنة الأنبياء والمُرسَلين؛

قال الله تعالى:

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً }

[ الرعد: 38 ]

وقال تعالى في صفات المؤمنين:

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }


[ الفرقان: 74 ].

وقد أمرَ الله بالزواج فقال:

{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ

إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }


[ النور: 32 ].

وعن عبد الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( يا معشرَ الشباب ! من استطاعَ منكُم الباءَةَ فليتزوَّج؛

فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج،

ومن لم يستطِع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء )


رواه البخاري ومسلم.

والباءةُ هي المقدرة على المهر والنفقة والسكَن،

( ومن لم يستطِع فعليه بالصوم )

إذا كان راغِبًا في النكاح، فإن فيه أجرًا، وإن فيه إضعافَ الشهوة،

حتى يُيسِّرَ الله له الزواج .

وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال:

( سألَ نفرٌ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن عملِه في السرِّ

فقال بعضُهم : لا أتزوَّجُ النساء،

وقال بعضُهم: لا آكُلُ اللَّحمَ، وقال بعضُهم: لا أنامُ على فراشٍ

فبلغَ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فحمِدَ الله وأثنَى عليه، وقال:

ما بالُ أقوامٍ قالوا كذا وكذا، ولكني أصلِّي وأنام، وأصوم وأُفطِر،

وأتزوَّجُ النساء، فمن رغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي )


رواه البخاري ومسلم.

فالإسلامُ أوجبَ الزواجَ لمن رغِبَ فيه مع القُدرة،

وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

( تزوَّجُوا الوَدود الوَلُود؛ فإني مُكاثِرٌ بكم الأُمم يوم القيامة )

رواه أحمد وصحَّحه ابن حبان من حديث أنس - رضي الله عنه .

الزواجُ طهارةٌ وعفَّةٌ للزوجين، وصلاحٌ للمُجتمع، وحفظٌ لهم من الانحِراف؛

قال الله تعالى:
{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ

إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }


[ البقرة: 232 ].

الزواجُ أمانٌ للمُجتمع من تفشِّي الزنا وعمل قوم لُوط،

فما انتشَرَ الزنا في بلدٍ إلا ضربَه الله بالفقر والذِّلَّة، وظهر فيه الأمراضُ والوباء

الذي لم يكُن في أسلافِه الماضِين، مع ما للزُّناة في الآخرة من الخِزيِ والعذاب؛

قال الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا

يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا }


[ الفرقان: 68، 69 ].

وما قارَفَ أحدٌ عملَ قوم لُوط إلا فسَدَ قلبُه، وانتكَسَت فِطرتُه، وخبُثَت نفسُه،

وانحرَفَت أخلاقُه، وعُوقِبَ في الدنيا والآخرة بأشدِّ العُقوبات.

وقد علِمنا ما نزل بقوم لُوطٍ من العقوبة التي لم تكُن لأمةٍ قبلَهم؛

فقد رُجِموا بحجارةٍ من سجِّيل ونزلَت عليهم كالمطر،

ورفع جبريلُ - عليه السلام - مدائِنَهم إلى السماء ثم أسقَطَها عليهم،

فجعلَ عالِيَها سافِلَها، وأمطرَ الله عليها الحِجارة، مع خلودِهم في النار.

ولعِظَم هذه الجريمة،

قال - صلى الله عليه وسلم -:

( لعَنَ الله من عمِلَ عمَلَ قوم لُوط، لعَنَ الله من عمِلَ عمَلَ قوم لُوط

لعَنَ الله من عمِلَ عمَلَ قوم لُوط )


فالزواجُ أمانٌ من الزنا ومن اللِّواط، وطهارةٌ للقلب، وزكاةٌ للنفس،

وسببٌ للذرِّيَّة التي تتعاقَبُ على الأرض لعبادةِ الله وللعُمران .

ويُشرعُ أن يتخيَّر الزوجُ الزوجةَ الصالِحةَ، بالخُلُق والدين وحُسن المنبَت

لقوله - صلى الله عليه وسلم -:

( تُنكَحُ المرأةُ لأربع: لمالِها ولحسَبِها ولجمالِها ولدينها،

فاظفَر بذاتِ الدِّين ترِبَت يداك )


رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

وأن تختارَ المرأةُ ذا الدين والخُلُق؛

ففي الحديث:

سألَ رجُلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال:

( من أُزوِّجُ ابنَتي ؟

فقال: زوِّجها تقِيًّا، إن أحبَّها أكرمَها، وإن كرِهَها لم يظلِمها )


ولقوله - صلى الله عليه وسلم -:

( إذا خطبَ إليكم من ترضَون دينَه وخُلُقَه فزوِّجوه،

إلا تفعلوه تكُن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض )


رواه الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

ولا تُكرَهُ الفتاةُ على خاطِبٍ لا تقبلُه، بل يُؤخَذُ رِضاها؛

لقوله - صلى الله عليه وسلم -:

( لا تُنكَحُ الأيِّمُ حتى تُستأمَر، ولا تُنكَحُ البِكرُ حتى تُستَأذَن

قالوا: يا رسول الله ! وكيف إذنُها ؟

قال: أن تسكُت )


رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

وإذا جاء الخاطِبُ الكُفؤُ، وكانت الفتاةُ أهلاً للزواج،

فلا يُؤخِّر وليُّها زواجَها؛ لأنها أمانةٌ عنده يُسألُ عنها يوم القيامة.

ولا يرُدَّ الخاطِبَ بحُجَّة مُواصَلَة الدراسة؛ فالأمرُ يَعنِيها مع زوجِها،

ويُعينُها على الدراسة إن أحبَّا، ولا يجوزُ للوليِّ أن يرُدَّ الخُطَّابَ ليأكُلَ مُرتَّب وظيفتها،

فتضيعَ الفتاةُ بهذا الجَشَع والاستِغلال، وتُحرَم من الذرِّيَّة،

فهذا ظلمٌ وجِنايةٌ على المرأة. وقد تدعُو عليه فلا يُفلِحُ ولا ينفعُه المالُ في قبرِه.

ويُشرعُ للخاطِبِ والمخطوبةِ صلاةُ الاستِخارة والدعاءُ بعدها بما ورَد.

ويُشرعُ التوسُّط في المهر بما ينفعُ الزوجةَ، ولا يُرهق الزوج؛

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات