صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2016, 09:03 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,604
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : مظاهر التعاون على البر والتقوى


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
مظاهر التعاون على البر والتقوى


والتي تحدَّث فيها عن مبدأ عظيم، ومنهج قويم، يزرع الأملَ في النفوس،

ويُعيدُ الثقةَ للأمة في مُقوِّماتها ورجالاتها وإنجازاتها، ألا وهو:

التعاوُن على البرِّ والتقوى، وقد ذكر أهميتَه للمُسلمين في هذا العصر بوجهٍ خاصٍّ،

مُبيِّنًا آثارَه ونتائجَه العظيمة التي نلمَسُها وتتحقَّقُ إذا تعاونَ المُسلمون

وتحالَفوا واعتصموا بالوحيَين .

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه،

نحمدُه - سبحانه - حمدَ الإخلاص على حُسن الخَلاص،

ونشكُرُه على الفضلِ والجُودِ والإرواس .

لو برَينَا الأشجارَ أقـــــلامَ شُكرٍ
بمِدادٍ من دِجـــــلةٍ والفـــــُراتِ

ما أتَينا بذرَّةٍ من جــــــــلالٍ أو
شكَرنا آلاءَك الغــــــامـــــِراتِ

أولٌ آخــــــــــــــرٌ عليٌّ غنيٌّ
كيف نُحصِي نعماءَكَ الوافِراتِ


وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

خصَّنا بشريعةِ التراحُم والتكافُل والتعاوُن المومُوق،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ من أرسَى الحقوق،

وحذَّر من التنافُر والعقوق، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه،

وعلى آله وصحبِه الباذِلين كرائِمًا ندًى الدَّفوق،

ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقبَ غروبٌ وشُروق .

فيا عباد الله :

اتقوا الله ربَّكم ، واشكُروه على نعمِه الوافِرة، وآلائِه المُتكاثِرة.

عــــلى أن الشكرَ ليس ببالــِغٍ
بعضَ ما أَولَى وأجزلَ من ندَى

وأنَّى يُوازِي الشكرُ إحسانَ مُنعِمٍ
يمــُنُّ بلا منٍّ ويُــــولِي بلا أذى


معاشر المسلمين :

في زمان الفتن الدُّهم، والقلاقِل السُّحم، التي تُزلزِلُ شموخَ أمَّتنا،

وتُنضنِضُ وطيدَ لُحمَتنا، وبين أَثَرةٍ ونِياط، وعُنفُوانٍ وشِماط،

وأمورٍ لا تجري على أقيِسَة العقول، ولا رغائِب الأنفُس والمأمول،

يتجلَّى مبدأٌ عظيم، ومنهجٌ قويم، وتبدُو قيمةٌ قويمة، وخُلَّةٌ عظيمة،

وتنبلِجُ في الآفاق الواسِعة إشراقاتُ الآمال العريضة، والإيجابيات الشامِخة النَّضيدَة،

تزرعُ الأملَ في النفوس الهامِعة، وتُضِيءُ قنادِيل الضياء اللامِعة، والأنوار الساطِعة،

لتُبدِّد ظُلُمات الشكِّ والحيرة، وتُعيدَ الثقةَ للأمةِ في مُقوِماتها ورجالاتها وإنجازاتها.

ومن هذه الانبِلاجات والإشراقات:

مبدأُ تحقيق التعاوُن على البرِّ والتقوى، ونبذ النُّكوث وفَصم العُروة الوُثقَى،

التي هي أقوى وأبقَى .

أمة الإسلام :

وإن من عظمة الإسلام وجلاله، وشُموله وكماله، وإشراقاته ورحماته وجماله:

تلكُم الأواصِر الاجتماعية السامِية، والوشائِجُ الإيمانية والخُلُقيَّة الحقيقية الحانِية،

الحاثَّةُ على التعاوُن والتآزُر، والتضامُن والتشاوُر، التي تُمتِّنُ العلاقات والعلائِق،

وتكشِفُ أسرارَ المكارِم الدوالِق، مهما تقلَّب الزمان، أو اختلَّت الأوزان.

وما أبدعَ وأحكمَ قولَ الرحيم الرحمن :

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }

[ المائدة: 2 ]

قال الإمام الطبريُّ - رحمه الله -:

[ أي: وليُعِن بعضُكم - أيها المؤمنون - بعضًا على البرِّ، وهو العملُ بما أمرَ الله،

والتقوَى أي: اتِّقاءُ ما أمرَ الله باتِّقائِه واجتِنابه من معاصِيه ]


معاشر المؤمنين :

وأوجُه التعاوُن على البرِّ جليلةٌ عن الحَصر، لا يحُدُّها فُرسانُ اليَرَاعة،

وأربابُ البراعَة، ولكن نستلهِمُ من القوارِح طوارِفَها، لتهنَأَ في درجات مطارِفِها .

فمن بهيِّ التعاوُن الأبهَى: التعاوُن على الاعتصامِ بالكتاب والسنَّة،

وتحقيق المُعتقَد الصحيح، والمنهج السليم الرَّبيح، الذي هو قِوامُ الدين،

والمُرقِّي إلى درجات اليَقين، ويدلُفُ هذا بالأمة إلى التعاوُن على التناصُح

والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، كما قال - سبحانه -:

{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }


[ آل عمران: 104 ].

وإن خيريَّة هذه الأمة مرهونةٌ بهذا التعاوُن الأغرِّ، الذي ضُرِبَت به الأمثال،

ونشدَه أهلُ الفضل والعلمِ والكمال، يقول - جل وعلا -:

{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }


[ آل عمران: 110 ].

ويلحَقُ به خدينُه وقرينُه: وهو التعاوُن في رفع منار الدعوة الإسلامية

على هدي خير البريَّة وأزكى البشرية - عليه الصلاة والسلام -، واتِّباعًا لآلِه المهديِّين،

وخلفائِه الراشِدين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين - رضي الله عنهم أجمعين -.

إن التعاوُن قوَّةٌ عــــــلويَّةٌ
تبنِي الرجالَ وتُبدِعُ الأشياءَ

بذلَ الجهودَ الصالِحاتِ صحابةٌ
لا يسألون عن الجهودِ جـــزاءً

صحِبُوا رسولَ الله لا يألُونَه
حبًّا وصِدقَ مودَّةٍ ووفـــاءً


ويعقُبُ هذا الفخر شرفٌ آخر يكادُ يُدانِيه:

وهو تعاوُن المُسلم مع أخيه في قضاء الحاجات، وتمهيد العقَبات، وتذليل العثَرات،

وقد قال نبيُّنا المُصطفى - صلى الله عليه وسلم -،

فيما رواه الطبرانيُّ في "معجمه":

( ولأَن أمشِي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكِف في مسجدي هذا شهرًا،

ومن مشَى مع أخيه في حاجةٍ حتى يقضِيَها له

ثبَّت الله قدمَيه يوم تزولُ الأقدام )


وقال - صلى الله عليه وسلم -:

( على كل مُسلمٍ صدقة قالوا: فإن لم يجِد؟

قال: يعملُ بيدَيه فينفعُ نفسَه ويتصدَّق

قالوا: فإن لم يستطِع ؟

قال: فيُعينُ ذا الحاجةِ الملهُوف )


أخرجه البخاري.

اقضِ الحوائِج ما استطعتَ
وكـــــــن لهمِّ أخيكَ فارِج

فلَخيرُ أيـــــــــام الفـــتَى
يومٌ قضَى فيه الحوائِــج


أمة الإيمان :

ما ضنَّ بمُعاونة غيره إلا غَبين، وما حجَبَ جُهدَه عن الخلق إلا أَفين،

وما يقتضِي كرمُك نبذَ حُرَمِه، فبيِّض أملَه بتخفيف ألَمِه،

في "الصحيح": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( من نفَّس عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كُربَةً

من كُرَب يوم القيامة،

ومن يسَّر الله على مُعسِرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة،

ومن سترَ مُسلِمًا سترَه الله في الدنيا والآخرة،

والله في عَون العبدِ ما كان العبدُ في عَون أخيه )


رواه مسلم.

لقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم

إذا جاءَه السائل، أو طُلِبَت إليه حاجة، قال:

( اشفَعوا تُؤجَروا )

رواه البخاري.

وهذا من أعظم أوجُه التعاوُن.
إن أخاكَ الصدقَ من كان معَك

ومن يضُرُّ نفسَه لينفَعَـــــك
ومن إذا رَيبُ الزمانِ صدَعَك

شتَّت فيكَ شملَه ليجمَعَك


فالُسلم - يا رعاكم الله - دائِمُ التحفُّز لمُعاونة إخوانه الآخرين،

يرَى في إعناتِ المعذُور ملأَمة، وحبسِ المُعسِر مألَمة.

إخوة الإسلام:

وإن من التعاوُن على البرِّ والتقوى: مُواساة المكلُوم، ونُصرة المظلُوم،

يقول - صلى الله عليه وسلم -:

( انصُر أخاكَ ظالِمًا أو مظلُومًا

فقال رجلٌ: يا رسول الله ! أنصُرُه إذا مظلُومًا،

أفرأيتَ إن كان ظالِمًا كيف أنصُرُه؟

قال: تحجِزُه أو تمنَعُه من الظُّلم، فإن ذلك نصرُه )


رواه البخاري.

ومن أحسنِ أوجُه البرِّ والتقوى التي يُلبِّيها المرءُ مُمتطِيًا شِمِلَّه،

ومُنتضِيًا عزمَةً مُشمئِلَّة: الإصلاحُ بين الناس، زوجيًّا وأسريًّا واجتماعيًّا،

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات