صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2016, 05:27 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,818
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الحدود الشرعية .. أهميتها وحِكمُها‎


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد البارئ بن عواض الثبيتي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
الحدود الشرعية .. أهميتها وحِكمُها


والتي تحدَّث فيها عن الأحكام الشرعية وفضلُ إقامة الحدود،

وذكر فوائد ذلك كما وردَ في كتاب الله تعالى وسنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم .

الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي أنعمَ على العباد بالشريعة والحُدود،

أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه في القيام والقُعود والسُّجود،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفورُ الوَدود،

وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه يجيءُ به ربُّه شاهدًا في اليوم المشهُود،

صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه صلاةً دائمةً إلى اليوم الموعُود .

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله،

قال الله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

[ آل عمران: 102 ].

الشريعةُ الإسلاميةُ مبناها على الحِكَم ومصالِح العباد، في المعاشِ والمعاد،

هي عدلٌ كلُّها، ورحمةٌ كلُّها، ومصالِحُ كلُّها، وحكمةٌ كلُّها.

الشريعةُ عدلُ الله بين عبادِه، ورحمتُه بين خلقِه، وظلُّه في أرضِه،

وحكمتُه الدالَّةُ عليه وعلى صِدقِ رسولِه - صلى الله عليه وسلم -،

هي العصمةُ للناس، وقِوامُ العالَم، والحياةُ الإنسانيَّةُ لا تصلُحُ إلا بنظامٍ ترجِعُ إليه،

وتشريعٍ يحكُمُ أمرَها.

وتمسُّكُ الأمة بشريعتها يُغنِيها عن الخوض مع المُجادِلين،

والتأثُّر بالمُنازِعين الذين يصُدُّون عن منسَك الهُدى، ويُمعِنون في منسَك الضلال،

فالمُسلمُ يمضِي واثِقًا من منهَجه، مُستقيمًا على نَهجه،

قال الله تعالى:

{ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ

وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ

وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ

اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }


[ الحج: 67- 69 ].

من أوثَق مقاصِد الشريعة: تحصيلُ المنافِع وتعطيلُ المضارِّ،

وعِمارةُ الأرض على أساسِ العدل والأمنِ والسلامِ، وحمايةُ بناءِ المُجتمع وعقيدته.

من سِمات سماحة الشريعة الإسلامية:

اتِّصافُها بالإحسان في كل أحكامِها وحُدودها وتوجيهاتها؛ لأنها شريعةُ الإحسان،

كما قال - صلى الله عليه وسلم -:

( إن الله كتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ )

وقال تعالى:

{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

[ البقرة: 195 ]

وقال:

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }

[ النحل: 90 ].

إنها شريعةُ الله أُنزِلَت من لدُن حكيمٍ خبير، لخير أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس.

بالشريعة أصلَحَ الله حالَنا، واستقامَ أمرُنا، ووهَبَنا بعد الخوفِ أمنًا،

وأغدَقَ علينا خيراتِ الأرض، وأسقانَا ماءً غدَقًا،

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ }

[ العنكبوت: 67 ].

حفِظَ تطبيقُ الشريعة وتنفيذُ الحُدود للوطن أمنَه، وللعباد استقرارَهم وطُمأنينتَهم،

وفي الأطرافِ يُتخطَّفُ الناسُ من حولِنا بحروبٍ تأكلُ الأخضرَ واليابِسَ،

وقتلٍ وتدميرٍ، فللهِ الفضلُ والمنَّة، وله الحمدُ ظاهرًا وباطنًا.

تطبيقُ شرع الله يُحقِّقُ الحياةَ الكريمة، فتنتشِرُ الفضيلة، ويعُمُّ الرخاء،

وتسُودُ العزَّةُ والمنَعَة، وهي الحارِسُ على مُقدَّرات الأمة من عبَثِ العابِثين.

إن تطبيقَ الحُدود إعلاءٌ للشريعة، وتمكينٌ للأمة، وقوَّةٌ ونُصرة،

ولا يغيبُ عن الأذهان أن سيادَة الشريعة وتطبيقَ أحكامها حمايةٌ للأُمَّة

من الفوضَى والهلاك وفساد المُجتمعات،

وذلك بالأخذِ على أيدِي السُّفهاء والمُفسِدين الذين يتنكَّبُون الطريقَ، ويرتكِبون الجرائِم.

وقد شبَّه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - المُجتمع بالسفينة في البحر،

ولكي تنجُو السفينةُ وتصِلَ إلى شاطئِ الأمان وجبَ منعُ المُفسِدين والمُخرِّبين من ثَقبها.

لقد عالجَت الشريعةُ الجريمةَ قبل وقوعها بالحِكمة والموعِظة الحسنة،

والترغيب والترهيب، وبناءِ الوازِع الدينيِّ، وإحياء مُراقَبَة الله.

ومن عظمة هذا الدين: أن الحُدود الشرعيَّة عادِلة،

جاءَت مُلائِمةً لكل جريمةٍ وذنبٍ حسبَ قوَّتها وضعفها، وواقعةٌ موقِعها.

جاءَت باللِّين في محلِّه، والشدَّة في محلِّها، تبدأُ بالدعوة باللِّين والرِّفق،

فإذا لم يُؤثِّر ذلك وتجاوزَ الإنسانُ حدَّه، وطغَى وبغَى، أخذَته بالقوة والشدَّة،

وعامَلَته بما يردعُه ويُعرِّفُه سوءَ عمله.

ولهذا جاءَت عقوبةُ المُحارِبين المُفسِدين في الأرض أشنعَ عقوبةٍ وأشدَّها،

قال الله تعالى:

{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا

أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ }


[ المائدة: 33 ].

ومما هو مُسلَّمٌ به بين العُقلاء: أن كل عقابٍ لا بُدَّ فيه من قسوةٍ وشدَّة،

ومن الشرع والعقل والحَزم بترُ العضو غير السوِيِّ، الذي يُشعِلُ الفتنة،

ويُثيرُ القلاقِل، وتُولِّدُ حركتُه فُشُوَّ الشرِّ، وزعزعةَ الأمر،

ويُورِثُ بقاؤُه ضررًا على سُلوك الأفراد، وإفسادًا في المُجتمعات.

والذين يُشكِّكون في العقوبات عطَفوا على المُجرِم، وضيَّعوا حقوق المُجتمع.

رحِموا الجانِي، وغفَلوا عن المجنِيِّ عليه. نظرُوا إلى العقوبة، وتناسَوا بشاعةَ الجريمة.

هذه العقوبات تدلُّ على عدل الله وحكمته؛ لأنها مُحقِّقةٌ للمصالِح العامَّة،

وحافظةٌ للأمن العام، قال الله تعالى:

{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ }

حياةٌ في الحياة بشُمولها وتنوُّعها، حياةٌ في الأنفُس بحفظِ الدمِ الحرام من أن يُسفَك،

وحياةٌ في الأموال بعدمِ الاعتِداء على حقوق الآخرين،

وحياةٌ في الأعراض كي لا تُستباح.

الحدود شرعٌ ربَّانيٌّ يُحقِّق سعادةَ النفس، وأمانَ المُجتمع،

يُرسِّخُ الاستقرار والحياةَ الوادِعة لمن سارَ على نهجه وامتثَلَ أمرَه.

الحدود تحفظُ المُجتمع من العقول الطائِشة، والمُؤامرات الدنيئة، وتسُدُّ منافِذ الحاقِدين،

وتئِدُ الأفكار المُتطرِّفة، تُقوِّمُ مسارَ الانحِراف، وتُقلِّلُ خطرَه وضررَه.

لم تُشرعُ الحدود للتشفِّي والانتقام وإلحاق الأذَى بالجانِي، وإنما غاياتُها نبيلة،

وأهدافُها سامِية، أعظمُها: المُحافظةُ على المصالِح الكُبرى للمُجتمع،

وهي: الدينُ، والنفسُ، والعقلُ، والمالُ، والعِرضُ.

هي رحمةٌ لمن يرُوم الإجرام؛ لأنها تزجُرُهم عن ارتِكاب الجرائِم،

فينأَون بأنفسهم عن العقاب. وفيها ردعُ غير المُجرِم عن تقليد المُجرِم في جريمته،

خوفًا من أن ينالَه من العقوبة ما حلَّ بغيره.

من الرحمة بالمُجرمين: أن تُقام عليهم حدودُ الله، لتهنَأَ الأمةُ ويستقرَّ حالُها،

وتدور عجلةُ البناء والتنمية،

وحتى يعلَمَ المُفسِدون والمُخرِّبون أن هذا مآلُهم ومصيرُهم.

إقامةُ الحُدود تُسكِّنُ النفوسَ المُتألِّمة ممن وقعَت عليهم جنايةُ الجاني،

تُهدِّئُ من روع المُجتمع الذي تضرَّر من آثار الجرائِم.

إقامةُ الحُدود تستجلِبُ بركةَ الله، وفضلَه وخيرَه،

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }

[ الأعراف: 96 ].

ومن هنا جاء تنفيذُ الأحكام الشرعية حدًّا وتعزيرًا، بحُكمٍ رادِعٍ،

سطَّره قضاءٌ شرعيٌّ بحقِّ الفئة الضالَّة ممن اعتنقَ المنهجَ التكفيريَّ،

وروَّع الآمِنين، وقتلَ الأبرياء، وحرَّض على القتل وأفسدَ في الأرض،

واعتدَى على المُمتلَكَات العامَّة، وهم ثُلَّةٌ قليلة لا تُمثِّلُ أبناءَ الوطن المُخلِصين.

ولن يفُتَّ في العضُد الأقوالُ الشاذَّة، ورُدود الأفعال المُتشنِّجة ممن دأَبَ على زرع الفتن،

للقضاء على رغَدِ البلاد ورخائِها. أصحابُ تلك الأقوال هم أساسُ الإرهاب وأُسُّه،

ومنبَعُه وأصلُه، يُموِّهون على السُّذَّج بدعاياتٍ زائِفة،

وشِعاراتٍ برَّاقة لا رصيدَ لها من الواقِع، يُوظِّفون ضِعافَ النفوس،

وموتَى الضمائِر في خرابِ مُجتمعاتهم وإفسادها.

والعالَمُ الإسلاميُّ يعِي ويُدرِكُ أعمالَهم البائِسة لإشعال فَتيل الفتن،

ويتصدَّى المُسلِمون لهذه المُمارسات بالوعي والتآلُف والتكاتُف وجمع الكلمة.

ولا يفوتُنا أن نُشيدَ بالجُهد الكبير الذي يبذُلُه رجالُ أمنِنا والمُرابِطون على الحُدود

في مُحاربة الإرهاب، وكشف أوكار الفاسِدين، ووأد مُخطَّطاتهم.

حفِظَ الله بلادَنا وبلادَ المُسلمين من كل سُوءٍ ومكروه.

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( من أتاكُم وأمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ،

يُريدُ أن يشُقَّ عصاكم أو يُفرِّق جماعتَكم، فاقتُلوه )


وقال - صلى الله عليه وسلم -:

( إنه ستكونُ هناةٌ وهناةٌ، فمن أراد أن يُفرِّق أمرَ هذه الأمة

وهم جميعٌ فاضرِبوه بالسَّيف كائنًا من كان )


بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم،

أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم،

فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الحمدُ لله على نعمه العظيمة، وآلائِه الجَسيمة،

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات