صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-17-2016, 05:51 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,830
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :اليسر بعد العسر


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
اليسر بعد العسر


والتي تحدَّث فيها عن الفتن والمِحَن التي تمرُّ بها أمةُ الإسلام وبلادُه،

وبيَّن أن تلك الفتن لن تدوم طويلاً؛ حيث ذكر الأدلة الدامغة من الوحيَيْن

التي تُبيِّن أن بعد العُسر يُسرًا، وأن الفرجَ مع الكرب، وأن الله سيُزيح الهمِّ ويُزيلُ الغمّ ِ.

الحمد لله الذي يجعل بعد العُسر يُسرًا، أحمده - سبحانه - حمدًا يزيدُنا به نعَمًا وخيرًا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخلُقُ ما يشاءُ ويختارُ المُتفرِّدُ

في الكون نهيًا وأمرًا،

وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله خيرُ الخلق طُرّا وأعظمُهم بِرًّا،

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ،

وعلى آله وصحبه أصوبِ السالكين إلى الله وأهداهم سَيرًا .

فاتقوا الله - عباد الله -، واذكرُوا أن للمتقين في الدنيا حياةً طيبةً،

ولهم في الآخرة جناتٍ تجري من تحتها الأنهار .

أيها المسلمون :

تيسيرُ العسير، وتذليلُ الصعب، وتسهيلُ الأمور أملٌ تهفُو إليه النفوس،

وتطمحُ إلى بلوغ الغايةِ فيه والحَظوةِ بأوفى نصيبٍ منه،

وإدراكِ أكملِ حظٍّ ترجُو به طِيبَ العيشِ الذي تمتلكُ به أزِمَّةَ الأمور،

وتُوجِّهُ إلى خيراتٍ تستبِقُ إليها، وتنجُو من شُرورٍ تحذَرُ سوءَ العاقبة فيها .

ولذا فإن من الناسِ من إذا أصابَه العُسر في بعض أمره رأى أن شرًّا عظيمًا

نزلَ بساحته، وأن الأبوابَ قد أُوصِدَت دونه، وأن السُّبُلَ سُدَّت أمامه،

فتضيقَ عليه نفسُه، وتضيقَ عليه الأرضُ بما رحُبَت،

ويسوءَ من ظنِّه ما كان من قبلُ حسنًا، ويضطربَ من أحواله ما كان سديدًا مُستقِرًّا،

وربما انتهى به الأمرُ إلى ما لا يحِلُّ له ولا يليقُ به من القولِ والعمل.

أما المتقون الذين هم أسعدُ الناس، فإن لهم في هذا المقام شأنًا آخر،

وموقفًا مُغايِرًا بما جاءَهم من البيِّناتِ والهُدى من ربِّهم،

وبما أرشدَهم إلى الجادَّة فيه نبيُّهم - صلواتُ الله وسلامه عليه -،

إنهم يذكُرون أن ربَّهم قد وعدَهم وعدَ الصدقِ الذي لا يتخلَّف،

وبشَّرَهم أن العُسرَ يعقبُه يُسرٌ، وأن الضيقَ تردُفُه سَعَة، وأن الكربَ يخلُفُه فرَجٌ؛

فقال - سبحانه -:

{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }

[ الشرح: 5، 6 ]

وقال - عزَّ اسمه -:

{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }

[ الطلاق: 7 ].

وهو موعودٌ مُقترِنٌ بشرط الإتيان بأسبابٍ عِمادُها وأساسُها وفي الطليعةِ منها:

التقوى التي هي خيرُ زاد السالكين، وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى ربِّهم،

ووصيةُ الله تعالى للأولين والآخرين:

{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }

[ النساء: 131 ].

وهي التي تبعثُ التَّقيَّ على أن يجعل بينه وبين ما نهى الله عنه حاجزًا يحجُزُه،

وساترًا يقِيه، وزاجِرًا يزجُرُه، وواعِظًا في قلبه يعِظُه ويُحذِّرُه.

فلا عجبَ أن تكون التقوى من أظهرِ ما يبتغي به العبدُ الوسيلةَ إلى تيسير كلِّ شُؤونه،

وتذليلِ كل عقبةٍ تعترِضُ سبيلَه أو تحُولُ بينَه وبين بلوغِ آماله،

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }

[ الطلاق: 4 ].

ومع التقوى يأتي الإحسانُ في كل دُروبِه؛

سواءٌ منه ما كان إحسانًا إلى النفس بالإقبال على الله تعالى،

والقيام بحقِّه - سبحانه - في توحيده وعبادته بصرفِ جميعِ أنواعِها له

وحده - سبحانه -، محبَّةً وخوفًا، تعبُّدًا ورقًّا ورجاءً وتوكُّلاً، وخضوعًا وخشوعًا،

وإخباتًا وصلاةً ونُسُكًا وزكاةً وصيامًا وذِكرًا وصدقةً؛

إذ هو مُقتضى شهادة أن لا إله إلا الله التي تعني: أنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله،

وتلك هي حقيقةُ التصديقِ بالحُسنى:

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }

[ الليل: 5- 7 ].

أو كان إحسانًا إلى الخلق يعمُّ نفعُه، ويعظمُ أثرُه، يبسُطُ مدلولَ هذا ويُوضِّحُه:

أن يعلمَ المرءُ أن الله تعالى قد اتَّصَفَ بصفاتِ الكمال،

وأنه - كما قال ابنُ القيِّم - رحمه الله -:

[ يُجازِي عبدَه بحسبِ هذه الصفات؛ فهو رحيمٌ يحبُّ الرُّحَماء،

وإنما يرحمُ من عباده الرُّحَماء، وهو ستِّيرٌ يحبُّ من عباده السِّتر،

وعفوٌّ يحبُّ من يعفُو عنهم، وغفورٌ يحبُّ من يغفِرُ لهم، ولطيفٌ يحبُّ اللُّطفَ من عباده،

ويُبغِضُ الفظَّ الغليظَ القاسِي الجَعظَرِيَّ الجوَّاظ، رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ، حليمٌ يحبُّ الحلمَ،

برٌّ يحبُّ البِرَّ وأهلَه، وعدلٌ يحبُّ العدلَ، قابِلُ المعاذِير يحبُّ مَن يقبَلُ معاذيرَ عباده

ولذا فهو يُجازي عبدَه بحسبِ هذه الصفاتِ وجودًا وعدمًا؛ فمن عفا عفا عنه،

ومن غفرَ غفرَ له، ومن رفقَ بعباده رفقَ به، ومن رحِمَ خلقَه رحِمَه،

ومَن أحسنَ إليهم أحسنَ إليه ]


اهـ .

ومن هذا الإحسانِ - يا عباد الله -: التيسيرُ على المُعسِر، إما بإنظاره إلى ميسرةٍ،

وإما بالحطِّ عنه، كما جاء في الحديثِ:

( ومن يسَّرَ على مُعسِرٍ يسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة )

أخرجه مسلم في "صحيحه"

فإذا جمعَ إلى ذلك: التضرُّعَ إلى خالقه ودعاءَه بما كان يدعُوهُ به الصفوةُ من خلقه؛

كدُعاء نبيِّه موسى - عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام -:

{ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي

وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي }


[ طه: 25- 28 ]

وباللَّهَج بدُعاء يونس - عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام -:

{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }

وبدعاءُ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يدعُو به عند تعسُّر الأمور، وذلك قولُه:

( اللهم لا سهلَ إلا ما جعلتَه سهلاً، وأنت تجعلُ الحَزْنَ إذا شئتَ سهلاً )

مُلتزِمًا في ذلك آدابَ الدعاءِ وسُننَه؛ من إخلاصٍ لله، وابتداءٍ بحمده - سبحانه

والثناءِ عليه، والصلاة والسلام على نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، واستِقبالٍ للقبلة،

وإلحاحٍ في الدعاءِ، وعدمِ الاستِعجالِ فيه بأن يقول: دعوتُ فلم يُستجَب لي،

ومع سُؤال الله وحده، واعترافٍ بالذنبِ، وإقرارٍ بالنِّعمة،

وتوسُّلٍ إليه بأسمائه الحُسنى وصفاتِهِ العُلَى، أو بعملٍ صالحٍ سلَفَ له،

أو بدعاءِ رجلٍ صالحٍ حيٍّ حاضرٍ.

وبرفعِ اليدين، والوضوءِ إن تيسَّرَ، وإطابةِ مطعمه بأكل الحلال الطيِّب،

واجتِنابِ الحرام الخبيثِ، وباجتِنابِ الاعتِداءِ في الدعاءِ بألاَّ يدعُوَ بإثمٍ،

ولا قطيعةِ رحِمٍ، وبألاَّ يدعُوَ على نفسه ولا على أهله أو ماله أو ولده،

وبعدم رفعِ الصوت فوق المُعتاد والحاجة.

فهنالك تُرجَى الإجابة، وتُستمطَرُ الرحمةُ الربانية، ويُرتَقَبُ اليُسرُ،

ويُفرَحُ بفضل الله وبرحمته،

{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }

[ يونس: 58 ].

نفعَني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -،

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافَّة المسلمين من كل ذنبٍ،

إنه هو الغفور الرحيم .

إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفرِه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله،

اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

فيا عباد الله:

جاء في بَسطِ مدلولِ قولِ الله تعالى:

{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }

[ الشرح: 5، 6 ]

قولُ بعضِ أهل العلم بالتفسير:

هذه بشارةٌ عظيمةٌ أنه كلما وُجِدَ عُسرٌ وصعوبةٌ؛

فإن اليُسرَ يُقارِنُه ويُصاحِبُه، حتى لو دخلَ العُسر جُحرَ ضبٍّ لدخلَ عليه اليُسرُ فأخرجَه،

كما قال تعالى:

{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }

[ الطلاق: 7 ]

وفي تعريفِه بالألف واللام الدالَّةِ على الاستغراقِ

والعموم دليلٌ على أن كل عُسرٍ وإن بلغَ من الصعوبةِ ما بلغَ،

ففي آخره التيسيرُ مُلازِمٌ له .

وإنها لَبشارةٌ عظيمةٌ - يا عباد الله - لمن أصابَه العُسرُ، ونزلَ به الضُّرُّ،

وأحاطَ به البلاءُ، واشتدَّ عليه الكربُ من أهل الإسلام قاطِبةً، ومن أهل فلسطين والشام،

وخاصَّةً من أهل مضايا والفُوعَة الذين سِيموا سُوءَ العذاب،

ونالَهم الجوعُ والبردُ والعطشُ، ونقصُ الأنفُس والأموال والثمرات،

بسبب الحِصار الظالِم بغيًا وعَدوًا وظُلمًا؛

{ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ }

[ فاطر: 43 ].

فليُبشِروا باقترابِ النصرِ، وتنفيسِ الكربِ، وتفريجِ الشدَّة، وكشفِ الغُمَّة،

ورفعِ البلاءِ، والعافيةِ من البأساء والضرَّاء إن شاء الله تعالى،

وبمعُونة إخوانهم في الدين في كل أمصار الإسلام.

ألا فاتقوا الله - عباد الله -، وأحسِنوا الظنَّ بالله،

وثِقُوا بوعده الحق الصادقِ الذي لا يتخلَّفُ ولا يتبدَّلُ أن مع العُسرِ يُسرًا.

واذكروا على الدوامِ أن الله تعالى قد أمَرَكم بالصلاةِ والسلامِ على خير الورَى،

فقال - جل وعلا -:

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[ الأحزاب: 56 ].

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات