صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-17-2016, 05:53 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان : فضائل تطبيق شريعة الله تعالى وأحكامه


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
فضائل تطبيق شريعة الله تعالى وأحكامه


والتي تحدَّث فيها عن رحمة الله تعالى بعباده التي تتجلَّى في شرعه المُطهَّر،

والذي شرعَ فيه عقوباتٍ على الذنوب في الدنيا رحمةً بالعباد،

ولكي يحيا الناسُ حياةً طيبةً في ظلِّ إقامة حدود الله وتشريعاته وأحكامه،

وأن هذه العقوبات شرعَها الله لحفظ الضرورات الخمس،

مُستدلاًّ على ذلك بما ورد في الكتاب والسنة.

الحمد لله، الحمد لله الذي رحِم العبادَ بشريعتِه،

وأفاضَ عليهم من خزائِن جُودِه وكرمِه ونعمتِه،

قائمٌ على كل نفسٍ بما كسبَت، يُحصِي على كلٍّ عملَه فيُثيبُ على طاعتِه،

ويحلُمُ على من عمِل بمعصيتِه، فلا يُعاجِلُه بعقوبتِه، فإذا تابَ فرِحَ ربُّه بتوبتِه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلهيَّته وربوبيته،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الذي فضَّله الله على خليقتِه،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحابتِه .

فاتقوا الله تعالى وتوسَّلوا إليه بتقواه؛ تنالُوا حفظَه ورحمتَه ورِضوانَه،

وتنجُوا من غضبِه وعقابِه وهوانِه.

معشر المسلمين:

أُذكِّرُكم برحمةِ الله تعالى التي بشَّر الله بها العبادَ في بداية كلِّ سُورةٍ من القرآن،

بقولِه - سبحانه -:

{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

[ الفاتحة: 1 ].

ووصفَ بهذه الرحمة التامَّة نفسَه في آياتٍ كثيرة،

ووصفَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - ربَّنا - جل وعلا – بالرحمة

في أحاديث كثيرة أيضًا،

قال الله - سبحانه -:

{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ

وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }


[ الأعراف: 156 ].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( إن الله كتبَ كتابًا قبل أن يخلُل الخلقَ:

إن رحمتِي سبقَت غضَبِي، فهو مكتُوبٌ عنده فوقَ العرش )


رواه البخاري من حديث أبي هريرة.

وأعظمُ رحمةٍ رحِمَ الله بها العبادَ: بيان الأسباب التي ينالُون بها كلَّ خيرٍ وسعادة

وعزَّةٍ في حياتهم وبعد مماتِهم، وهي الاستجابةُ للربِّ الرحيم،

ولرسولِه الأمين - عليه الصلاة والسلام -.

قال الله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }

[ الأنفال: 24 ]

وقال - سبحانه -:

{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ

وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }


[ النور: 54 ].

وتشريعُ الربِّ - جل وعلا - ينالُ به المُسلمُ الحياةَ الآمنةَ المُطمئنَّة السعيدة،

ويدفعُ الله بهذا التشريعِ العقوبات في الدنيا والآخرة،

وما شرعَ ربُّنا - عز وجل - للمُكلَّفين فهو إما أوامر واجبةٌ أو مُستحبَّة،

أو نواهِي، أو حدودٌ وزواجِر ووعيد، أو تعزيرات،

وكلُّها رحمةٌ من الله - تبارك وتعالى - لعباده، وخيرٌ وبركةٌ، ويُسرٌ وعدلٌ.

قال الله تعالى:

{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }

[ البقرة: 185 ]
وقال تعالى:

{ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى }

[ الأعلى: 8 ]

وقال تعالى:

{ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ

وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }


[ المائدة: 6 ]

وقال تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }

[ النحل: 90 ].

فشريعةُ الله تُحقِّقُ للإنسان الحياةَ الطيبةَ في دُنياه، ويحيا في آخرته في جنَّات النعيم.

ويدفعُ الله بالعقوبات الشرعيَّة وبالحُدود العقوباتِ القدرية الكونية،

فإذا أقامَ الناسُ أحكامَ الشرع دفع الله عنهم عقوبات الذنوب،

وصرفَ عنهم الكوارِثَ والمُهلِكات في الدنيا، وعافاهم من عذاب الآخرة.

وإذا فرَّط الناسُ في أحكام الشرع عُوقِبَ المُفرِّطون بعقابِ القدَر الذي جعلَ الله

في عقوبته جزاءً وحسابًا لكل معصِية،

قال الله تعالى:

{ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ

وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }


[ النساء: 123 ].

وعقوباتُ القدَر على الذنوبِ شديدةٌ أليمةٌ، قال الله تعالى:

{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }

[ هود: 102 ].

وفي الحديث:

( إن الله ليُملِي للظالِم حتى إذا أخذَه لم يُفلِتْه )

رواه البخاري ومسلمٌ من حديث أبي مُوسَى - رضي الله عنه -.

وقال تعالى:

{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ }

[ البروج: 12 ]
وقال - سبحانه -:

{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ

أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ

انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }

[ الأنعام: 65 ].

ومن رحمةِ الله تعالى بالعباد: أنه - سبحانه - لا يُعاجِلُ الظالمين بالعقوبة،

بل يُمهِلُهم إلى أجَل،

قال الله تعالى:

{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ

بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا }


[ الكهف: 58 ]

وقال تعالى:

{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ

وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }


[ فاطر: 45 ].

وإذا أنزلَ الله - سبحانه - العقوبات القدَريَّة والكونيَّة بمن هو أهلٌ لها،

عاقبَ بعقوبةٍ تُذكِّرُ بما هو أشدُّ منها، ليرجِع الخاطِئ،

ويتوبَ الواقعُ فيما يُغضِبُ الربَّ - سبحانه -،

قال - تبارك وتعالى -:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ

لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }


[ الروم: 41 ]

وقال - سبحانه -:

{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

[ السجدة: 21 ]،

وقال - تبارك وتعالى -:

{ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ

ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ }


[ التوبة: 126 ].

فمن تابَ قبِلَه الله - عز وجل -، ومن تمادَى وأصرَّ وعلِم الله أنه لا يرجِع،

عاقبَه الله بقضائِه وقدَره بالعقاب الأليم، وأعظمُ عقابٍ في الآخرة هو جهنم وغضبُ الله.

وعقوباتُ الشرع وتنفيذُ الحُدود ليست بشيءٍ بجانبِ عقوبات القدَر الدنيوية والأُخروية.

فتفكَّر - أيها الإنسان - في سعَة رحمة الله ولُطفه كيف شرعَ لك الأوامرَ والنواهِي،

والأحكام والحُدود، ليقِيَك الله من عقوبات القدَر،

وليدفَع الله بها عنك العذابَ الأليمَ في حياتِك وبعد مماتِك،

وليسُوقَ إليك كلَّ خيرٍ بما شرَع، ويصرِفَ عنك بالشرعِ كلَّ شرٍّ.

واعتبِر واقتدِ بحال الصحابة - رضي الله عنهم - ومن تبِعَهم بإحسانٍ

لما استجابُوا لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحبُّوا الشريعةَ وأقامُوها،

صرفَ الله عنهم عقوبات القدَر في الدنيا والآخرة،

فصرفَ عنهم ما حلَّ بالأُمم الخالِية من الخِزيِ، والنّكال، وعقوبات الغرَق،

والصَّيحة، والرَّجم، والرِّيح، والخَسف، والمَسخ، والاستِئصال بالهلاك.

أحياهم الله في الدنيا أحسنَ حياة، وأعزَّهم، ومكَّن لهم في الأرض،

ونصرَهم على الأعداء، مع قلَّة عددهم، وضعف عُدَّتهم،

بتوحيدهم وإخلاصهم وتوكُّلهم وطاعتهم.

قال عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمير المؤمنين

لقائِده سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - في وصيَّته:

[ أما بعد .. فإني أُوصِيك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛

فإن تقوَى الله أفضلُ العُدَّة على العدو، وأقوَى المكيدَة في الحرب.

وأن تكون أنت ومن معَك أشدَّ احتِراسًا من المعاصِي منكم من عدوِّكم؛

فإن ذنوبَ الجيش أخوَف عليهم من عدوِّهم، ولولا ذلك لم تكُن لنا بهم قُوَّة؛

لأن عددَنا ليس كعدَدهم، ولا عُدَّتُنا كعُدَّتهم،

فإن استوَينا في المعصية كان لهم الفضلُ علينا في القوة،

وإلا نُنصَر عليهم بطاعتنا لم نغلِبهم بقوَّتنا ]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات