صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2016, 12:45 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,592
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : السيرة النبوية والنصر المُبين

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
السيرة النبوية والنصر المُبين


والتي تحدَّث فيها عن سيرة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - العطِرة،
ووجوبِ قراءة المُسلمين لها قراءةً مقاصديَّة؛ فهي المنهَلُ العذبُ، والمنبَعُ الذي ينضَب،
مُبيِّنًا شيئًا مما اشتملَت عليه هذه السيرةُ من أخلاقِ النبي - صلى الله عليه وسلم
في الحروبِ والقتالِ مع أعداءِ الإسلام؛ من الرِّفقِ، والسماحَة، وعدم قتلِ غير المُقاتِلَة،
والعُبَّاد، والأطفال، والنساء، والشيُوخ،
ثم ذكرَ ما ينبغي على العُلماء وشباب المُسلمين تجاه هذه الحملات الشعواء
على الإسلام ومُسلَّماته ومُحكَماته.



إن الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه،
أحمدُه - سبحانه - حمدًا طيبًا مُبارَكًا لا حدَّ لمُنتهَاه، زهَت القلوبُ بنُور حِكمتِه،
وتعطَّرَت بذِكره الأفوَاه،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خصَّنا ببِعثةِ خيرِ الأنام،
وجلَّ في مُسمَّاه ومعنَاه،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا وإمامَنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه قلبُه بذِكرِ الله أوَّاه،
صلَّى الله عليه عددَ قَطر الأموَاه،
وعلى آله وصحبِه ومن سارَ على هُداه، والتابعين لهم بإحسانٍ،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم لِقَاه .



فإن خيرَ ما يُوصَى به ويُستزَاد، وأعظمَ ما يُورَى به زِناد:
التأسِّي بخيرِ العباد، وتقوَى الله في الغيبِ والإشهَاد،
ألا فاتَّقُوا الله - عباد الله -، وتزوَّدُوا التقوَى فإنها خيرُ الزاد،

{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }
[ البقرة: 197 ].

معاشِر المسلمين :

من توسَّم بحُسن زكَنِه معانِي التأريخ، وأمضَى إلى وِفاضِه رِكابَ الطلبِ،
ترأْرَأَ له منهَلٌ أعظمُ من ماءِ البارِق، وأصفَى من جنَى النَّحل الوادِق،
وما هذا المنهَلُ يا رعاكُم الله إلا الصفحاتُ المُشرِقاتُ المُضِيئاتُ
من سِيرة حسَن الشمائِل والصفات، عاطِرِ النَّفَحات خيرِ البريَّات، صلَّى الله عليه وسلَّم،
فهي موئِلٌ لزكِيِّ الطِّباع، ومنهَلٌ للبِرِّ المُشاع.

أبَى الله إلا رِفعَـــــه وعـــــــــــلُوَّه
وليس لما يُعلِيه ذُو العرشِ واضِعُ

معاشِر المُؤمنين:

لقد كان التأريخُ قبل بِعثةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلاً غُدافِيَّ الإهاب،
حتى جاء بالهُدى المُتلألِئِ الوضَّاء، وصرَّح الحقُّ عن محضِه بالآياتِ البيِّنات القوِيمَة،
والسُّنَّةِ المُطهَّرة الكريمَة، والسيرَة العَطِرَة الكريمَة؛ فهي أعذَبِ منبَعٍ للوارِدِين،
وأعظمُ مورِدٍ للمُقتَدين المُقتَفِين الذين يرُومُون السعادةَ والفلاحَ، والبناءَ والإصلاحَ.
ولقد استقَرَّ ذلك لدَى العُمُوم والخُصوص، وأيَّدَته الأدلَّةُ والنصوصُ،
إنها النورُ المُتلألِئُ المُشرِقُ لكلِّ قضايَانا العقديَّة والتعبُّديَّة،
والمِعَلُ الوضَّاء للسمُوِّ بالجوانِبِ السلُوكيَّة والتربويَّة والأخلاقيَّة،
وهي أيضًا الشمسُ الساطِعةُ للعلاقاتِ الإنسانيَّة والدوليَّة؛ لأنها حوَت المقاصِدَ الشرعيَّة،
والآدابَ المرعِيَّة َ.

ولئِن اختلَفَت نظراتُ المُكلَّفين لسيرَة سيِّد المُرسَلين، ما بَين سَردٍ للحوادِث،
ووصفٍ للوقائِع؛ فإن هنا جانِبًا مُهمًّا في تلك النظَرَات جديرًا بالعنايةِ والاهتِمام، ألا وهو:
"الجانبُ المقاصِديُّ"

إخوة الإسلام :

لقد زخَرَت السيرةُ النبويَّةُ بصُورٍ وضِيئاتٍ تجسَّدَت فيها مقاصِدُ الشريعة،
بل وازدانَت هذه المقاصِدُ الأثِيلةُ إشراقًا بعد أن تحلَّت بالسيرَةِ العطِرَة،
فالمقصِدُ العامُّ من الرسالة المُحمدية: الرحمةُ بالإنسانيَّة،

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
[ الأنبياء: 107 ].

وما ذاك إلا بالدعوةِ إلى توحيدِ ربِّ العالمين، وإتمام مكارِم الأخلاق،
قال - صلى الله عليه وسلم -:

( إنما بُعِثتُ لأُتمِّمَ مكارِمَ الأخلاق )
رواه الإمامُ أحمد في "مسنَده".

وروَى أيضًا من حديث أبي أُمامَة - رضي الله عنه -،
أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:

( بُعِثتُ بالحنيفِيَّةِ السَّمحَة )

وأين لنا بحفظِ الضروريَّات كما حفِظَتها لنا سِيرةُ خير البريَّات - صلى الله عليه وسلم -؟!
فليس أبهَى ولا أجملَ في جانِبِ حفظِ الدين وُجودًا وعدَمًا من نُصحِ
وتوجيهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - لعُموم المُسلمين، وإبرازِ جوانِب العقيدة
ومعالِم الدين، ثم دعوتُه لغير المُسلمين؛ فلقد كانت دعوتُه - صلى الله عليه وسلم
تُعلِنُ عما في شريعةِ الإسلام من العظمَة، والشُّمُول، والكمالِ، والرحمةِ.

وكانت رسائِلُه للمُلُوكِ والأُمرَاء تحمِلُ في حنايَاها النُّصحَ والحِوار، والإصلاحَ والوِئام،
وتدعُو إلى التآلُفِ والتآزُرِ والسلام، والاجتِماع والاعتِصام؛
فمن أسلَمَ سلِمَ وسلَّم، وإن اقتضَى الأمرُ القتال ظهرَ جانِبُ الرِّفق والسَّماحَة،
وعدم إراقَة الدماء، وكان الجَمعُ بين المقصِدَين الأعظمَين: حِفظِ الدين، وحِفظِ النفسِ.

ففي "مسند الإمام أحمد"، من حديث ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما -، أنه قال:
[ ما قاتَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا قطُّ إلا دعَاهم ]

وفي "الصحيحين": أنه - صلى الله عليه وسلم - قالَ لعليِّ بن أبي طالبٍ يوم خيبَر:

( على رِسلِك حتى تنزِلَ بساحَتهم، ثم ادعُهم إلى الإسلام؛
فواللهِ لأَن يهدِيَ الله بك رجُلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمر النَّعَم )


الله أكبر !
خُتِمَت به الأخلاقُ فهو تمامُها
ولقد يفُوقُ بدايـــــــــــــةً إنهاءُ

جاء الأُلَى قبلاً بألفِ فضيلةٍ
فأتَى بهيمَنةٍ على ما جــاؤُوا

أمةَ الإيمان :

ومن معالِي المقاصِد في السيرة النبويَّة العطِرَة: النهيُ عن قتلِ النساء،
والشيُوخ، والجرحَى، والزَّمنَى، والمرضَى، والرُّهبَان، كلُّ ذلك حِفظًا للنفسِ عن الهلاكِ.
وجاء أيضًا: النهيُ عن قتلِ الأطفالِ والصِّبيَان، حِفظًا للنفسِ وللنَّسلِ.
فعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنه قال:
كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعثَ جُيوشَه قال:

( اخرُجُوا باسمِ الله، تُقاتِلُون في سبيلِ الله، لا تغدِرُوا، ولا تغُلُّوا، ولا تُمثِّلُوا،
ولا تقتُلُوا الوِلدانَ ولا أصحابَ الصوامِع )

أخرجه أحمد في "مسنده".

وعن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - أنه قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( لا تقتُلُوا شيخًا فانِيًا، ولا طفلاً، ولا صغيرًا، ولا امرأةً،
وأصلِحُوا وأحسِنُوا إن الله يُحبُّ المُحسِنين )

رواه أبو داود في "سننه".

وبهذه الألفاظِ من دُرَر الخلُود، وهذه الحبَّات من أنجُم السُّعُود
فاضَت السيرةُ المُحمديَّةُ العطِرَة بمجامِعِ الرحمة، وزخَرَت بمعاطِفِ الرأفَة،
وتلأْلاَت بمبادِئ الإسلام ومقاصِده العِظام.
وكما تألَّقَت برأفَتها المتلُوَّة، ومقاصِدِها المرجُوَّة بالنفسِ البشريَّة
وحفظِها عن الإبادَة والتقتِيل، تألَّقَت أيضًا بحفظِ العقلِ،
فجاءَ النهيُ النبويُّ الكريمُ عن المُسكِرات والمُخدِّرات،
وكلِّ ما من شأنِه تغييبُ الفِكرِ والوعي ِ.

روَى الإمامُ أحمدُ وأبو داود من حديث أم سلَمَة - رضي الله عنها -، أنها قالت:
[ نهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل مُسكِرِ ومُفتِّرٍ ]

فالعقلُ أعظمُ الحواسِّ، وعُمدةُ التكليفِ.
يقولُ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
[ العقلُ هو أكبرُ المعاني، وأعظمُ الحواسِّ نفعًا، وبه يُدخَلُ في التَّكليفِ،
وهو شرطٌ في صحَّة التصرُّفات، وأداء العبادات ]

وقال الإمام الشاطبيُّ - رحمه الله -:
[ وقد جاءَت الشريعةُ بحفظِ العقلِ من جهتَي الوجود والعدَم ]

وقد قال ربُّ العالمين في مُحكَم التنزيل:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ
رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

[ المائدة: 90 ].

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات