صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2017, 05:47 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : وسائل التواصُل الاجتماعيِّ .. ما لها وما عليها


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
وسائل التواصُل الاجتماعيِّ .. ما لها وما عليها


والتي تحدَّث فيها عن نِعَم الله تعالى على عبادِه لاسيَّما في هذا العصر، وذكرَ منها:
انتِشار وسائل التواصُل الاجتماعيِّ مع سُهولة الوصولِ إليها
وإيصالها إلى مشارِقِ الأرض ومغاربِها، مُنبِّهًا إلى خُطورة الكلِمة وآثارها سلبًا وإيجابًا،
وأوردَ عن السلَف عنايتهم بالكلام وأثَره في الدارَين،
ثم ذكرَ أبرزَ ثلاثة شُرورٍ لهذه الوسائِل الحديثةِ.



الحمدُ لله، الحمدُ لله العليِّ الأعلى، خلقَ فسوَّى، وقدَّر فهدَى،
أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، له الحمدُ كلُّه، وبيدِه الخيرُ كلُّه،
وإليه يُرجعُ الأمرُ كلُّه، يخلُقُ ما يشاءُ ويختار،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له،
وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه،، وخليلُه وخيرتُه من خلقِه، بلَّغ الرسالةَ،
وأدَّى الأمانةَ، ونصَحَ الأمةَ، وجعلَنا على المحجَّة البيضاءِ ليلُها كنهارِها،
لا يَزيغُ عنها إلا هالِك، فصلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آل بيتِه الطيبين الطاهِرين،
وعلى أزواجِه أمهاتِ المُؤمنين، وعلى أصحابِه ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا.



فأُوصِيكم - أيها الناس - ونفسِي بخيرِ وصيَّةٍ وصَّى الله بها الأولين والآخرين، بقولِه:

{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ }
[ النساء: 131 ].

فاتَّقُوا اللهَ - عباد الله -، وأطيعُوا ولا تعصُوا، واجمَعُوا ولا تُفرِّقُوا،
وتعاطَفُوا ولا تباغَضُوا، وكونُوا عبادَ الله إخوانًا.

أيها الناس :
إنَّ الله بعلمِه وحكمتِه يخلُقُ لعباده في معاشِهم ما لم يكُونوا يحتسِبُون،
ويُهيِّئُ لهم من الوسائل العظيمة ما يستدعِي استِحضارَ فضلِ الله ومنَّتِه بها عليهم،

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا }
[ البقرة: 29 ].
ولذلك قال سُليمان - عليه السلام - حينما علَّمَه الله منطِقَ الطير:

{ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ }
[ النمل: 40 ]

إنَّ نعَمَ الله على عبادِه تَترَى لا ينقلِبُون في نعمةٍ من نِعَم الدنيا إلا تبِعَتها أثختُها،
نِعَمٌ في الما، ونِعَمٌ في المعيشَة،
ونِعَمٌ في وسائل مُراغَمَة الحياة الحديثة التي قرَّبَت البعيد، واختصَرَت الزمن.
تجِدُ مَن في المشرِق يسمَعُ سلامَ مَن في المغرِب، ليس بين نُطق ذاك
وسماعِ هذا إلا لحَظاتٌ يسيراتٌ، وإذا أَنَّ مَن بالشمالِ سمِعَ أنِينَه مَن بالجنوبِ
ليس بين أنِينِ ذاك وسماعِ هذا إلا زمنٌ يسيرٌ.
إنه لواقِعٌ عجيبٌ، لو قُصَّ على آبائِنا وأجدادِنا لعَدُّوه ضَربًا من ضُروبِ الخيال،
أو أحاديث سَمَر الليل، أو التصوُّرات التي لا وجودَ لها إلا في الأذهان،
ولا حقيقةَ لها في الأعيَان .

كيف لا يعُدُّونَها كذلك لو علِمُوا أنَّ أحدَنا يجلِسُ مُتَّكِئًا على أريكتِه في مجلسِه،
أو مُستلقِيًا على سريرِه في غُرفتِه تصِلُ إليه الأخبارُ في المشارِقِ والمغارِبِ،
ويتحدَّثُ مع العشرات أو المِئات أو الآلاف أو الملايين،
تتوالَى إليه الأخبارُ حثيثةً بتحريكِ إبهامِه،
أو ضغط سبَّابتِه وحسب قبل أن يقومَ من مقامِه ؟
ولقد أصبحَت الكلمةُ تخرجُ من فَمِ صاحبِها والحرفُ يخُطُّه بَنانُه،
فيبلُغُ الآفاق وهو مُتَّكِئٌ لم يجلِس بعدُ،
فلا يحتاجُ في معرفةِ ذلكم كلِّه إلى الخروجِ من بيتِه،
ولا التَّطوَافِ بأندِيةِ الناس ودُورِهم ومجالسِ الرواياتِ والأخبار لديهم.
كيف لا يعجَبُون لذلك، وقد كان الغائِبُ عنهم مفقُودًا حتى يرجِع،
وأخبارُ الأُمم حولَهم بين وقوعِها وبين سماعِهم بها مراحِلُ من الزمَن؟!
إنها لنِعمةُ وسائل التواصُل الاجتماعيِّ منها وغير الاجتماعيِّ، التي أذهَلَت العقول،
وأدهَشَت الأسماعَ، وخطَفَت الأبصارَ بسُرعتها ودقَّتها وتكامُلِها.

نعم، أيها الناس:
لمِثلِ ذلكم سيعجَبُ الأولون لو سمِعُوا به، إنها لنِعمةٌ عُظمَى أكرَمَ الله بها عبادَه؛
ليبلُوهم أيشكُرون أم يكفُرون، أيمتَطُونَها فيما يُرضِي اللهَ وفيما أباحَ لهم،
أم يمتَطُونَها في تعدِّي حُدودِ الله، أو الحَوم حولَ حِماها يُوشِكُون أن يرتَعُوا فيه؟!
والله يقولُ:

{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[ سبأ: 13 ].

إنها لقَفزةٌ هائِلةٌ في التواصُل، جعلَت من سَكرةِ حداثَتها وهيَجانها تغييبًا لوَعيِ كثيرٍ
من الناس عن تمييز خيرِها من شرِّها،
فلم يستحضِروا إبَّانَ غَمرتِهم أنها في الحقيقةِ كغيرها من الوسائلِ فيها خيرٌ وشرٌّ،
وإثمٌ كبيرٌ ومنافِعُ للناس، وأنَّ حسَنَها حسَنٌ، وقبيحَها قبيحٌ.
غيرَ أنَّ طبيعتَها وجِدَّتَها أفرزَتَا مُمارساتٍ غريبةً من اللامُبالاة بالآدابِ والأعراف،
وخَلط الزَّين بالشَّين، ورفعِ الكُلفَة المحمُودة؛ حتى أصبحَت أنامِلُ المرء
هي صُورةَ فِكرِه أكثرَ من عقلِه ولسانِه؛ لأن الذي يُباشِرُ
هذه الوسائِل إنما يُباشِرُها في مُعظَم أحوالِه في خلَوَاته مُنفرِدًا لا كِفاحًا أمامَ الناس.

ومِثلُ ذلكم حرِيٌّ بأن يعزِلَ صاحبَه عن عِظَم مآلاتِ الكلمة
وما يتبَعُ ذلك من مغبَّاتٍ خطِرَة.
نعم، عِظَمُ الكلمة التي كان يستحضِرُها مثلُ عبد الملِك بن مروان،
حين سألَه بعضُ جُلسائِه قائِلِين له: نراك قد شِبتَ. فقال: " شيَّبَتْني المنابِر "
فيا للهِ العجَب! كيف تُشيِّبُه المنابِر وهو إمامُ المُسلمين وخليفتُهم؟!
وهو العربيُّ الفَصِيحُ الفقيهُ لا سُلطةَ لأحدٍ عليه.
ذلكم هو ابنُ مروان الذي قال عنه الأصمَعيُّ:
" إنه لم يلْحَن في كلامِه في جِدٍّ ولا هَزْلٍ "

وقد ذكرَ الأعمشُ عن أبي الزِّناد أنَّ عبدَ الملِك بن مروان "أحدُ فُقهاء المدينة الأربعة".
كلُّ هذه الصفاتِ التي يحمِلُها بجدارةٍ لم تكُن حاجِزًا له عن إدراك مسؤوليَّة
الكلِمة وخُطورتِها، واختِلاف أفهام الناس وتفاوُت عقولِهم في تلقِّيها،
ما يجعلُه يحتاطُ لتبِعَة مآلاتها.
إذا كان هذا هو ما جرَى له في زمنٍ لا يسمَعُ خُطبتَه فيه إلا عدَدٌ يسيرٌ،
لا يبلُغُ ما تبلُغُه الكلمةُ في هذا الزمَن عبر وسائلِ التواصُل، فكيف بمن يقرَأُ له ألوفٌ
أو ملايينُ من الناس على اختِلاف أفهامهم وعقولِهم وغاياتهم؟!

ولقد صدَقَ ابنُ مسعودٍ - رضي الله تعالى عنه -؛ إذ قال:
[ ما أنت بمُحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلُغُه عقولُهم إلا كان لبعضِهم فتنة ]

إن سهولةَ الوصولِ إلى هذه الوسائِل - عباد الله -، وسهولةَ استِعمالها قد أفرزَت
غيابًا لهَيبَة الكلِمة، وعدمَ استِشعار عِظَمها وخُطورتها؛ حتى إنها أصبحَت لدَى كثيرٍ
من الناسِ في مقامِ حديثِ النفسِ لا زِمامَ له ولا خِطام.
فلقد أزالَت هذه القَفزةُ العجيبةُ كثيرًا من التحفُّظات والحواجِز التي لا يجرُؤُ أحدٌ
أن ينطِقَ بها بشفَتَيه في مجلسٍ ما، لكن يُمكن أن تجرُؤ عليها أنامِلُه من خلال لمسِهِ
لوحةَ المفاتيحِ الرقميَّة؛ لتُصبِح تلك اللَّمسَة أسرعَ من إعمال الفِكر،
وأكثرَ شَغلاً لصاحبِها من مُحادثَة مَن هو بجانبِهِ يُحِسُّ بأنفاسِهِ.
حتى إنكم لترَون القومَ في المجلسِ الواحِدِ كتِف أحدِهم بحِذاءِ كتِفِ جارِه،
وقد تقارَبَت أجسادُهم لكن قلوبَهم وأبصارَهم شتَّى،
كلٌّ يُناجِي ويُحادِي عبرَ تلكُم الوسائِل.

وإذا كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد كرِهَ لأمَّته قِيلَ وقالَ،
فماذا عسانَا أن نرَى في وسائلِ التواصُلِ بين ظهرانِينَا من كثرَة القِيلِ والقالِ،
وسَفسافِ الكلام، والهَمز واللَّمز، والسُّخرية والشَّماتَة إلا مَن رحِمَ ربي.
لقد كنَّا قبل وسائلِ التواصُلِ الحديثة نسمَعُ بحديثِ النبي - صلى الله عليه وسلم -،
الذي يقولُ فيه :

( إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلِمةِ ما يتبيَّنُ فيها،
يزِلُّ بها إلى النار أبعَدَ مما بين المشرِقِ والمغرِبِ )
متفق عليه.

نعم، عباد الله:
لقد كنَّا نسمعُ بهذا الحديث فيَضِيقُ تصوُّرُنا لتلك الآفاق التي يبلُغُها،
ونحسِرُها في مُستوى إدراكِ واقعِنا آنَذاك،
لكنه بوسائلِ التواصُلِ الحديثةِ يتجلَّى هذا المعنى بوُضوحٍ أعمَّ وأوسَعَ
مما كنَّا نتصوَّرُه قبلَها.
إن بعضَ الناس ليتوهَّمُ أن وسائلَ التواصُل الاجتماعيِّ تُمثِّلُ طريقًا مُعبَّدًا للثقافة،
لا ترَى فيها عِوَجًا ولا أَمْتًا، في حين إن الأمر خلاف ذلكم تمامًا؛
لأننا نُكابِدُ في زمننا هذا واقِعًا مُتسارِعَ الخُطَا، تتدفَّقُ إلينا معلُوماتُه تدفُّقًا شديدًا
عبرَ هذه الوسائلِ.

ما يُؤكِّدُ اليقَظَةَ والحذَرَ لِما يُمكن أخْذُه من بين سُطورِها، وما يجِبُ رفضُهُ؛
حتى لا نقعَ في شَرَكٍ كنَّا نفِرُّ منه، فنكون صيدًا ثمينًا لمآرِبِ للاعبين بالمُجتمعات،
المُتربِّصِين بها الدوائِر، ليضرِبُوا وعيَها في مقتَل،
أو على أقلِّ تقديرٍ لينجَحُوا في تأجِيجِ إرهابٍ فكريٍّ يتنازعُهُ طرَفُ الغلُوُّ وطرَفُ الجفاء،
فتكون ثمرةُ التنازُع تبدُّلاً في الهوِيَّة، أو مَسخًا في أصول الفِكر والثقافة.
ولا عجَبَ في ذلكم - عباد الله -؛ فإن استِسهال لمسَةٍ واحدةٍ للوسيلَةِ بتفضيلِ عبارةٍ،
أو إعادة تدويرِها، او التَّثنِيَة عليها، كلُّ ذلك جديرٌ في إرباك الفِكر، وتشويشِ المفاهِيم

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات