صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2016, 03:54 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : منهج إصلاح النفوس


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد البارئ بن عواض الثبيتي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
منهج إصلاح النفوس


والتي تحدَّث فيها عن النفس وكيفيَّة إصلاحها،
وسُبُل التغيير التي ينبغي على المُسلمين أن يسلُكُوها لتغيير أحوالها نحو الأفضل،
مُبيِّنًا أن هذا سُلُوك نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -؛
حيث غيَّر أمورًا كثيرًا في حياتِه وحياةِ أصحابِه - رضي الله عنهم .



الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي رسَمَ لنا منهجَ إصلاحِ النفوسِ والتغيير،
أحمدُه - سبحانَه - وأشكرُه على القليلِ والكثير،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له السميعُ البصير،
وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه السراجُ المُنير،
البشيرُ النذيرُ، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الذين سلَكُوا بنا الوسطيةَ
والاعتدالَ والتيسير.



فأُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله؛ فهي الحَصانَةُ والنجاةُ والفلاحُ،
قال الله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ].

التغييرُ سِمةُ الحياة التي لا ثابِتَ فيها؛ صحةٌ ومرض، ارتِفاعٌ وانحِفاضٌ، عِزٌّ وذُلٌّ،
جُوعٌ وشِبَع، فقرٌ وغِنى، زواجٌ وطلاقٌ، أمنٌ وخوفٌ، حزنٌ وفرحٌ، وتقلُّباتٌ اقتصادية.
هذه المُتغيِّرات سُنَّةُ الحياة التي لا مفرَّ منها،
ونقرؤُها في أحداثِ التاريخِ على مرِّ العصور،
وعندما تتغيَّرُ الحياةُ على نحوٍ سلبِيٍّ تستَدعِي النفسُ الهزيلةُ مشاعِرَ الحزنِ
والألم والتشاؤُم، التي تُضعفُ همَّتَها، وتُقعِدُها عن السيرِ في الحياة بجدٍّ ونشاط.

ومن أصولِ عقيدةِ المسلم: الإيمانُ بالقضاءِ والقدر خيرِه وشرِّه،
واليقين بأن الأمرَ والتدبيرَ لله، وأن تغيُّرات الحياة شأنٌ ربانيُّ لا يُحيطُ بها البشَر.
الإيمانُ بالقدَر أقوَى حافزٍ لتجاوزِ المِحَن، والإقدامِ على العمل بعزيمةٍ وثقةٍ،
وطلبِ الرزق، ويقِي حياةَ العطاءِ من التعطُّل.

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( واعلَم أن الأمة لو اجتمَعَت على أن ينفعُوك بشيءٍ،
لم ينفعُوك إلا بشيءٍ قد كتَبَه الله لك، ولو اجتمَعَت على أن يضرُّوك بشيءٍ،
لن يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتَبَه الله عليك، رُفِعَت الأقلامُ وجَفَّت الصحُف )


هذه الوصيةُ توطِينٌ للنفس على التعلُّقِ باللهِ وحده، في أمورِ معاشِه ومعادِه،
فلا يسألُ إلا الله، ولا يطمَعُ إلا في فضلِه، فكما أنه لا يسألُ بلسانِه إلا الله،
فلا يتعلَّقُ قلبُه إلا بالله، وبذلك يكتسِبُ العزَّ والشرَفَ،
أما المُتعلِّقُ بالخلقِ فيكتسِبُ الذلَّ والسقوطَ.

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( من أصابَته فاقةٌ فأنزَلَها بالناس، لم تُسَدَّ فاقَتُه، ومن أنزَلَها بالله،
فيُوشِكُ الله له برزقٍ عاجلٍ أو آجلٍ )


ويُحسِنُ العبدُ ظنَّه بربِّه، مُعتقِدًا أن قضاءَ الله وقدَرَه مبنيَّان على حكمةِ الربِّ،
وكمالِ عدلِه، وكمالِ رحمتِه، الذي يُفقِرُ من يشاء، ويُغنِي من يشاء، يُعِزُّ من يشاء،
ويُذِلُّ من يشاء.
المؤمنُ يعيشُ بالرِّضا على كلِّ حالٍ، وإذا رضِيَ عن نفسه وربِّه،
اطمأنَّ إلى يومِه وحاضِرِه، وإذا تشرَّبَ اليقينَ بالله، اطمأنَّ إلى غدِه ومُستقبَلِه.

ولا يَعني الإيمانُ بالقضاء والقَدَر: الاستِسلامَ لأسْرِ الواقع، والرُّكُونَ إلى رُوتِين الحياة،
والرِّضا باليأسِ والتثبيط؛ بل يقتَضِي الإيمانُ بالقضاء والقَدَر: دفعَ الأقدار بالأقدار،
والأخذَ بالأسبابِ بصبرٍ وثباتٍ، والعملَ على تغيير الحال نحو الأفضل.
فكم من فقيرٍ قلَبَ اللهُ حالَه غِنًى؟!
وكم من مكرُوبٍ جعَلَ الله له كربَه فرَجًا؟!
وكم من مهمُومٍ صيَّر الله همَّه سُرورًا؟!
وكم من مريضٍ ألبَسَه الله ثوبَ الصحةِ والعافيَةِ؟!
وكم من مظلُومٍ رأَى في الدنيا انتِقامَ الله له من ظالِمِه؟!

يُصابُ الإنسانُ بالهَلَع إذا حلَّ به تغييرٌ مُفاجِئٌ إلا المُصلِّين،
قال الله تعالى:

{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ }

[ المعارج: 19- 23 ].

وقد يغفُلُ الإنسانُ عن تغيير حالِه إلى الأحسَن بالانهِماكِ في تحليلِ الأمور،
والبحثِ خلفَ الأحداث، والعيشِ في سرابِ الأماني، فيُضيِّعُ زمانَه،
ويُفسِدُ أوقاتَه بالخوضِ فيما لا يَعنيه ولا يُفيده،
ورسولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم - يقول:

( احرِصْ على ما ينفعُك )

أما التَّشكِّي، واعتِياد السُّخط، والحكمُ بفسادِ الزمان، وإثارَةِ الروح السلبيَّةِ في المُجتمع،
فإنها تقتُلُ الطمُوح، وتُثبِّطُ العزائِمَ، وتقضِي على التنمِيَة.
المؤمنُ يترُكُ البتَّ في المُتغيِّرات بالرُّكونِ إلى خالصِ رأيِه.
فكم من مِحنةٍ حمَلَت في طيَّاتِها مِنحة؟! وكم من بلاءٍ تجلَّى بعد ذلك عن نعمةٍ؟!

يُدركُ المؤمنُ العاقلُ البصيرُ أن وجودَ المُتغيِّرات في الحياةِ نعمةٌ عظيمة،
تفتَحُ أبواب التفاؤُل، وتُشرِعُ نوافِذَ الأمل، وفيها فرصٌ للنجاح والرُّقيِّ والبناء،
وإذا اشتَدَّ البلاءُ والكربُ فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم
يُبَشِّرُ ويبُثُّ الأملَ في النفوس بكلماتِ الثقةِ بموعُودِ الله ونصرِه.

عن عديِّ بن حاتمٍ قال:

( بينَا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتَاه رجلٌ فشكَا إليه الفاقَةَ،
ثم أتَاه آخر فشكَا قطعَ السبيل،
فقال: يا عدي! هل رأيتَ الحِيرة؟
قلتُ: لم أرَها، وقد أُنبِئتُ عنها،
قال: فإن طالَت بك حياةٌ، لتريَنَّ الظعينَةَ ترتَحِلُ من الحِيرَة،
حتى تطُوفَ بالبيتِ لا تخافُ أحدًا إلا الله
قُلْت فيما بينِي وبين نفسِي: فأين دَعَّارُو طيءٍّ الذين قد سعَّروا في البلاد؟
ولئِن طالَت بك حياةٌ لتُفتحنَّ كنوزُ كِسرَى
قُلْت: كِسرَى بن هُرمُز؟
قال: كِسرَى بن هُرمُز، ولئِن طالَت بك حياةٌ،
لتريَنَّ الرجُلَ يُخرِجُ ملءَ كفِّه من ذهبٍ أو فضَّةٍ يطلُبُ من يقبَلُه منه،
فلا يجِدُ أحدًا يقبَلُه منه )


إخوةَ الإسلام:

المسلمُ مأمورٌ بصناعةِ التغييرِ إلى الأفضلِ، في نفسِه وسلُوكِه،
وحياتِه باختيارِ طريقِ الهُدى والخير، ودفعِ التغييراتِ السلبيَّة،
اقتِداءً بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -؛
فقد غيَّرَ كثيرًا من شؤُونِ حياتِه، وحياةِ أصحابِة القوليةِ والفعلية.
سمّى حربًا: سَلمًا، وشِعبَ الضلالة سمَّاه: شِعبَ الهُدى، وسمَّى بني مُغوِيَة: بني رِشدَة،
وكان يكرَهُ الأمكِنَةَ المُنكرَة الأسماء،
ولما قدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ واسمُها "يثرب"، غيَّره بطَيبَة.

غيَّر المفاهيم الخاطِئَة،
ومنها: حين قال - صلى الله عليه وسلم -:

( ما تعدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟
قالوا: الَّذي لا يُولَدُ له،
قال: ليس ذاك بالرَّقوبِ، ولكنَّه الرَّجلُ الًّذي لم يُقدِّم من ولدِه شيئًا
قال: فما تَعُدُّون الصُّرَعةَ فيكم؟
قالوا: الذي لا يصرَعُه الرجالُ.
قال: ليس بذلك، ولكنَّه الَّذي يملِكُ نفسَه عند الغضبِ )


وتأسُرُ المسلمَ أحيانًا قناعاتٌ سلبيَّةٌ تُسيطِرُ على تفكيرِه بأنه عاجِزٌ عن تغييرِ نفسِه
نحو الأفضل، وهذه عقبَةٌ كأْداء، تجلِبُ الفردَ بأكملِه إلى الخلف،
ولا بُدَّ من تغييرها بقناعاتٍ إيجابية، تُرسِّخُ في قلبِه وعقلِه أنَّ الحياةَ تستحِقُّ العمل،
وأن لكل مُشكلةٍ حلاًّ مهما عظُمَت.
...

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات