صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-15-2013, 01:24 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : حسن التصرّف و الوعي



ألقى فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم - حفظه الله -خطبتي الجمعة بعنوان :



حسن التصرّف والوعي



والتي تحدَّث فيها عن الوعي الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم،


وبيّن بذِكر بعض الأدلة والآثار على أهميته في رفعة مكانة الفرد والأمة على حدٍّ سواء


إذا اهتمَّ الجميع بالوعي والإدراك لحقائق الأمور وخفاياها


لئلا تقع الأمة فريسةً لجهلها بما يُحاك لها من مُؤامرات.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحمد لله المُنعِم على عباده بدينِه القويم وشِرعته،


وهداهم لاتِّباع سيِّد المُرسلين والتمسُّك بسُنَّته،


وأسبغَ عليهم من واسعِ فضلِه وعظيم رحمته،


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له دعوةُ الحقِّ يُخرِج الحيَّ من الميت،


ويُخرِج الميتَ من الحيِّ، يُسبِّح له الليلُ إذا عسعسَ والصبحُ إذا تنفَّس،


وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله سيدُ المُرسلين، وقائدُ الغُرِّ المُحجَّلين،


بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمةَ، وجاهدَ في الله حقَّ جهاده،


فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين،


وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه والتابعين،


ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فيا أيها الناس:



اتقوا الله حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى،


واعلموا أن أحسنَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهَديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم ،


وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكلَّ مُحدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة.



وعليكم بجماعة المُسلمين؛ فإن يدَ الله على الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النار.



{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ


نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }


[ النساء: 115 ].



عباد الله:



الإنسانُ الناجحُ المُوفَّق هو ذلكم الشخصُ الذي آمنَ بربِّه - جل وعلا -،


وصدَّق برسوله - صلى الله عليه وسلم -، وجعلَ الإسلام قائدَه ودليلَه إلى فعل الحسن


واجتِناب القبيح، وجعل من هذا الشعور المُتكامِل مِعيارًا يَميزُ به الخبيثَ من الطيب،


والزَّينَ من الشَّين.



لديه من الحكمة والأناة والتأمُّل ما يتَّقي بها السوءَ قبل وقوعِه –


بفضل مولاه جل وعلا -، أو أن يرفعَه بعد وقوعه،


فهو في كلتا الحالَين لا يقبلُ تمامَ هذا الوقوع.



ولو تأمَّلنا السرَّ الكامِن وراءَ حُسن التصرُّف في مثلِ ذلكم،


لوجَدنا خصلةً مهمةً تلبَّس بها مثلُ ذلكم المؤمن كواحدٍ من قلَّةٍ تنعُم بتلك الخَصلة


في حين يفتقِدُها كثيرون، ألا وهي:



"خصلةُ الوعي".



نعم، "خصلةُ الوعي" التي تتجلَّى في سلامة الإدراك ودقَّته والنأْيِ بهما


عن المُؤثِّرات المُغيِّبة للمنطق والحقيقة، والذي يُمكن من خلالها قراءةُ ما بين السطور،


ووضعُ النُّقط على الحروف؛ لأن الوعيَ أمرٌ زائدٌ على مُجرَّد السمع والإبصار،


فما كلُّ من يُبصِرُ وعَى ما أبصر، وما كلُّ من يسمَع وعَى ما سمِع؛


لأن الله - جل وعلا - يقول:



{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }


[ الحاقة: 12 ]



فالوعيُ - عباد الله - مرتبةٌ أعلى من مرتبَة الإحساس السمعيِّ والبصريِّ،


ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:



( نضَّر اللهُ امرءًا سمِع مقالتي فوعاها)


رواه الترمذي وغيرُه.



إن المرءَ المُسلم أحوج ما يكونُ إلى استثمار جانب الوعيِ في زمنٍ كثُر في الغشُّ،


وشاعَ بين عمومه التدليسُ والتلبيسُ في كافَّة جوانب الحياة: دينيَّةً كانت أو دُنيويَّة.



الوعيُ - عباد الله - سلاحٌ منيعٌ يحميكَ بعد الله -سبحانه –


من أن تقعَ ضحيَّة غشٍّ أو خِداعٍ أو غفلةٍ،


أو أن تُجرَّ إلى مغِبَّةٍ لا تحمدُها لنفسِك بسبب غفلتك،


أو أن تتعثَّر في الأمر الواحد أكثرَ من مرَّةٍ بسبب غيابِ الوعي عن شخصِك.



والمؤمنُ الواعِي محميٌّ - بإذن الله - عن مثلِ تلك العثَرات؛


لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال:



( لا يُلدغُ المؤمنُ من جُحرٍ واحدٍ مرتين)


رواه البخاري ومسلم.



الوعيُ - عباد الله - أعمقُ من مُجرَّد التصوُّر الظاهر للأمور؛


إذ يعترِي التصوُّرَ الظاهرَ شيءٌ من التزوير والتزويق ولبس الحق بالباطل،


فيكونُ سببًا في خطأ الحكم على الشيء، وخطأ التعامُل بعد الحُكم الخاطِئ.



فلهذا كان الوعيُ سببًا أقوى في إثبات الحقِّ من مُجرَّد صورةٍ بدَت ظاهرةً لكنها مُزوَّرة.



فقد جاء في "الصحيحين" أن امرأتين خرجَتا على سليمان- عليه السلام –


وقد اختلفَتا في ابنٍ معهما، كلُّ واحدةٍ تدَّعي أنه ابنُها.


فقال - عليه السلام-:



( ائتُوني بالسكِّين أشقُّه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمُك الله،


هو ابنُها - أي: ابن الكبرى فقضَى به للصغرى)



أي: حكمَ به لمن رفضَت شقَّه بالسكِّين، مع أنها أقرَّت أنه ابنُ الكبرى،


ولكنه - عليه السلام - وعَى حقيقةَ الأمر ولم يأخذ بإقرارها الظاهِر، وهو كما قيل:


"سيدُ الأدلة"؛ لأنه لو كان ابنًا للكُبرى لما رضِيَت الكُبرى بشقِّه بينهما نصفَيْن.



الوعيُ - عباد الله - ليس عبارةً فلسفيَّة، أو ترفًا فكريًّا، كلا؛


بل هو إدراكٌ ينالُه المرءُ بالجِبِلَّة تارةً، وبالاكتِساب والدُّربَة تاراتٍ أخرى،


فهو صفةٌ مُساندةٌ للعلم ومُكمِّلةٌ له، فبالوعي تصِل إلى الحقيقة


وتُحيطُ بما يدورُ في عالَمك من أحداثٍ وإن اعتراها شيءٌ من التحريف.



بالوعيِ يُعرفُ المرءُ متى يُصدِّق الشيءَ ومتى يُكذِّبُه.


وبالوعيِ يعرفُ المرءُ متى يكونُ الكلامُ خيرًا، ومتى يكونُ الصمتُ خيرًا له.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات