صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2015, 07:52 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : الشباب وأزمة الفكر والسلوك

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
الشباب وأزمة الفكر والسلوك


والتي تحدَّث فيها عن الشباب وأهميتهم في حياة ورُقيِّ المُجتمع والأمة بأسْرِها؛
حيث بيَّن أن الفتوحات الإسلامية افتُتِحَت على أيدي أبطالٍ من شباب
الصحابة - رضي الله عنهم -، مُبيِّنًا عِظَم قدرِهم، كما حثَّ كل المسؤولين
والدعاة والعلماء بتحمُّل مسؤولياتهم تجاهَ الشباب بتثقيفهم وتعليمهم وملئِ أوقات
فراغهم بالنافع المُفيد.

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، نحمدُه - سبحانه - حمدًا يتردَّدُ أنفاسَ الصدور
والمكنون، ويتكرَّرُ عددَ لحظات العيون.
فالحمدُ لله حمدًا على الآلاءِ
حمدًا كثيرًا جلَّ عن إحصاءِ
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريمُ الوهاب،
منَّ علينا بدينٍ حفيٍّ بالنشءِ والشباب،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المُصطفى الأوَّاب،
خيرُ قُدوةٍ للمُتقين الفرائِد، وأمثَلُ أُسوةٍ للسالِكين وقائِد، صلواتُ ربي عليه،
وعلى آله وصحبِه الخِيَرة الأماجِد،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقَبَ الجديدان وأضاءَت الفراقِد،
وسلِّم يا ذا العُلا تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

فإن أهل الحِجَى يأتون ما هو أحرَى بهم وأحجَى،
ألا وإن الأجدَى أن يلُوذَ المرءُ بالرُّكن الأقوَى، ولا رُكنَ أقوَى. من رُكنِ التقوَى؛

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[ المائدة: 100 ].

لن يُجدِك الحسَبُ العالِي بغيـ
ـر التُّقَى شيئًا فحاذِر واتَّقِ اللهَ

وابغِ الكرامةَ في نَيل الفَخارِ
فأكرمُ الناسِ عند الله أتقاهَا

أيها المسلمون:

من استكنَهَ حِقَبَ التأريخ تحقيقًا، وسبَرَ أغوارَه فهمًا وتدقيقًا،
وشدَّ إليه الركائِبَ والرِّحال، ونافسَ فيه العلماءَ الأقيال،
ألفَى بين جماهِرِ الأقوال ومضارِبِ الأمثال حقيقةً شاخِصة، باسِمةً غيرَ عابِسَة، وهي:
أن الشبابَ في الأمة كنزُها الثمين، ورُكنُ حضارتها الرَّكين.
فحضاراتُ الأُمم لا تُشادُ إلا بسواعِد أبنائِها، ولا تستكِرُّ إلا بعَزَمَات شبابِها؛
فالشبابُ الريحانةُ الشرِيَّة، والسواعِدُ الفتيَّة، والأملُ المُشرِق، والجَبينُ الوضَّاءُ.

أُهدِي الشبابَ تحيَّةَ الإكبارِ
هم كنزُنا الغالِي وسرُّ فخارِ

هل كان أصحابُ النبيِّ محمدٍ
إلا شبابًا شامِـــــــــــخَ الأفكارِ

معاشر المسلمين:

مرحلةُ الشباب مرحلةُ الفُتُوَّة والعُنفُوان، والقوة والحماسَة،
فإذا لم تُرشَّد هذه الحماسة انقلَبَت إلى غوغائيَّة وفوضويَّة،
وجرَّت على صاحبِها الآهات والحسَرَات، وعلى الأمةِ الفتنَ المُوبِقات،
والبلايا المُهلِكات.
لذا أولَى الإسلامُ الشبابَ كاملَ العناية، والاهتمام والرعاية؛ لأنهم قلبُ الأمة النابِض،
وشِريانُها المُتدفِّقُ عطاءً ونماءً.
فهذا عليٌّ - رضي الله عنه - يحمِلُ الرايةَ يوم بدرٍ وهو ابن عشرين سنة.
وأسامةُ يقودُ الجيشَ وهو ابن ثمانية عشر عامًا.
والبحرُ الحَبرُ عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - مات النبيُّ - صلى الله عليه وسلم
وعمرُه ثلاث عشرة سنة.
وزيدُ بن ثابتٍ كان عُمرُه إحدى عشرة سنة حين قدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة، فكان كاتِبًا للوحي.
ومُصعبُ بن عُمير الشابُّ الداعيةُ الذي ترك الدنيا كلَّها لله ورسولِه،
والحسنُ والحُسينُ سيدا شباب أهل الجنة - رضي الله عن جميع الصحب
الأخيار وأرضاهم -.

كذلك أخرجَ الإسلامُ قومِي
شبابًا مُخلِصًا حُـــرًّا أمينًا

وقد دانُوا بأعظَمهم يقينًا
وعلمًا لا بأجرأهم عيونًا

أمة الإسلام :

ولئن كانت قضيةُ الاهتمام بالشباب ورعايتهم، وتحصينِهم وحمايتهم مهمةً
في كل زمانٍ ومكانٍ، فإنها تزدادُ أهميةً وتأكيدًا في هذه الأعصار المُتأخرة؛
حيث غلَبَ الانفِتاحُ والتساهُل، وتتابَعَ الغزوُ الفكريُّ والأخلاقيُّ، وتعدَّدت قنواتُه،
وتنوَّعَت وسائلُه وآليَّاته. وكم أسهمَ الإعلامُ المفتوحُ لاسيَّما الفضائيُّ منه في إذكاء
نار الخلَل الفِكريِّ، وتفنَّن في جذب الأنظار، والتأثير على الرأي العام،
مما جعلَ أمنَ الأمة الفِكريِّ عُرضةً للاهتِزاز ومهبِّ الأخطار.

لقد أوحَت هذه الفضائيَّات وشبكاتُ التواصُل والمعلومات للناظرين
وكأن هذه الدنيا أصبَحَت هدفًا للفوضَى الفكريَّة والأخلاقيَّة،
ومسرحًا للضياع في مباءَات الإغراءات والرذيلَة ، مما لا يحكمُه دينٌ ولا قِيَم،
ولا يضبِطُه خُلُقٌ ولامُثُل .
وقنواتٌ أخرى لا تفتأُ في إذكاء نار الفتنة بين الرعيَّة والرُّعاة، بدعوَى الإصلاح زعمُوا،
وبين الشباب والعلماء، بدعوَى النُّصح والبصيرة، وهم أحوَجُ ما يكونُون إليها.

وأخرى بدعوَى الإثارة والبلبَلَة، تعُو الموتُورين إلى أن تكون منبرًا لهم؛
حيث لا منبَرَ لهم، في افتِعالٍ لفتنٍ إرهابيَّةٍ وطائفيَّةٍ، وهكذا مُنتدَياتُ الفضائح والمثالِب،
والطُّعون والمعائِب؛ حيث يُشكِّكون في الثوابِت والمُحكَمات،
ويطعَنون في الأصول والمُسلَّمات، ويتأوَّلون الآيات البيِّنات، ويتَّبِعون المُتشابِهات.
فظهر بسُوء فِعالِهم موجاتٌ من التشكيك وفِكر الإلحاد، وعاثُوا في الأرض بالإفساد،

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ }

[ البقرة: 11، 12 ].

معاشر المؤمنين:

الخلَلُ في الأمن الفِكريِّ طريقٌ إلى الخلَل في الجانِبِ السلُوكيِّ والاجتماعيِّ،
وما سلَكَت فِئامٌ في الأمة مسالِك العُنف والإرهاب، والقتل والتدمير والتفجير والإرعاب،
إلا لما تشبَّعَت أفكارُها، وغُسِلَت أدمغتُها بما يُسوِّغُ لها تنفيذَ قناعاتها،
وتحسينَ تصرُّفاتها.
وأنَّى لمُسلمٍ عاقلٍ أن ينتهِجَ تكفيرَ الخلق، فيُكفِّرُ المُعيَّن بالشُّبهة والظنِّ؟!
ولا يلِجُ هذا البابَ إلا صاحبُ خلَلٍ فكريٍّ وسلوكيٍّ واجتماعيٍّ.

والفكرُ التكفيريُّ يسرِي بقوةٍ في صفوف فئةٍ من شباب هذا الزمان،
وهو مُحيطٌ ملغُوم، ومركبٌ مثلُوم، ومُستنقعٌ محمُوم، وخطرٌ محتُوم،
زلَّت فيه أقدام، وضلَّت فيه أفهام.
وما نراهُ في زماننا من بعضِ الخوارِج ممن شوَّهوا صورةَ الإسلام بنقائِه
وصفائِه وإنسانيَّته، وانحرَفُوا بأفعالهم عن سماحَته ووسطيَّته إلا صورا ممسُوخة
ممن ولَجَ البابَ فأوغَلَ الولوج، وأُرخِصَت لديها الأعمار، فقامَت بسفك الدماء،
وقتل الأبرياء، وجلب الدمار، وإلحاق العار والشَّنار. فالله المُستعان،
وما أشبَهَ الليلةَ بالبارِحة !

أمة الإيمان:

إن وجودَ أجيالٍ من الشباب دون حَصانةٍ حقيقيَّةٍ فاعِلةٍ، جريمةٌ في حقِّهم وحقِّ المُجتمع،
وجِنايةٌ على الأمة بأسْرِها، لذلك كان حقًّا على أهل الإسلام أن يقوموا بمسؤوليَّاتهم
في تحقيق هذا الأمر بكل ما أُوتوا من إمكانات، وأن يغرِسُوا في نفوسِ شباب الأمة
التوحيدَ الخالِص لله، والعقيدةَ الصحيحةَ، والاعتصامَ بالكتاب والسنة،

{ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ آل عمران: 101 ].

كما أن على الآباء والمُربِّين أن يُسهِمُوا في تحصينِ الشباب،
وترغيبِه في طلب العلم الشرعيِّ من أهلِه الموثوقين، ويحُثُّوهم على الالتِفافِ
حول علماء الأمة الراسِخين، ويُحذِّروهم من الفتاوى الشاذَّة المُحرِّضة
على العُنف وسفك الدماء المعصُومة.

يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
[ فأئمةُ المُسلمين والذين اتَّبعوهم وسائلُ وطرقٌ وأدلةٌ بين الناس
وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، يُبلِّغونهم ما قالَه، ويُفهِّمونهم مُرادَه،
بحسب اجتِهادهم واستِطاعتهم ]


كما يتحتَّمُ - يا رعاكم الله - توعيةُ الشباب بالتحديات التي تُواجِهُهم في عصرٍ
رفعَ الصهاينةُ المُعتَدون عقيرتَهم في انتِهاك حُرمة المسجد الأقصى
واستِفزاز مشاعِر المُسلمين.
وفي زمنٍ طغَت فيه فتنُ الشهوات من الفضائيات والإلكترونيات،
وشبكات المعلومات ومواقع التواصُلات، والتي جرَّت الفتنَ إلى الأُسَر
والبيوت والمُجتمعات، فقوَّضَت أركانَها، وصدَّعَت شامِخ بُنيانها.
وفتن الشُّبُهات التي غزَت عقولَ كثيرٍ من أبناء هذه الأمة،
لتترُكهم وقد صارُوا مُسوخًا لأعداء الدين، وأبواقًا تنشرُ دعوات المُرجِفين،
مع انتشار التنظيمات الإرهابية الخطيرة التي تُزعزِعُ الأمن، وتُروِّعُ الآمِنين،
وتبعَثُ الخللَ والفوضَى.

لذا كان لزامًا على الشباب أن ينتقِلُوا من أزمَات الوعي إلى وعي الأزمَات،
حتى يقوموا بالمسؤولية المنُوطة بهم، ويحذَروا التحديات المُحيطة بهم.
فيا شباب الأمة وعمادَ حياتها، وقلوبها النابِضة، وعقودَها المُتلألئة ..
يا بُناةَ الحضارة، وصُنَّاع الأمجاد، وثمرات الفؤاد، وفلَذَات الأكباد .. تمسَّكوا بقِيَم الدين،
وخُلُقه الرَّصين، ولا تغُرَّنكم الثقافاتُ المُستورَدَة الهَجينة، والأفكار الدَّخيلة،
والمناهِجُ الهَزيلة.

ولا تنشغِلُوا بالأسماء عن المُسمَّيات، وتحرَّوا تحريرَ المُصطلحات على منهج السلَف
الأثبات؛ كالولاء والبراء، والجهاد والردَّة والتكفير والحريات.
فالإسلامُ الحقُّ هو صانِعُ الحضارة، وموئِلُ القِيَم والفضائل،
والمهدُ البديعُ لشُمِّ المُثُل والشمائل،

{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }

[ آل عمران: 110 ].

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات