صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-01-2016, 02:34 PM
نسمة أمل نسمة أمل غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 596
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : وجوب حُسن الخُلق‎



خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير- يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
وجوب حُسن الخُلق


والتي تحدَّث فيها عن حُسن خُلُق المسلم،

وما ينبغي من تمسُّكه بأخلاقِ دينِه وعدم الفُحش والبَذاء،

مُحذِّرًا من سُلوكِ كثيرٍ من المُسلمين على شبكات التواصُل الاجتماعيِّ

من كثرة السِّباب والشَّتم واللَّعن، وأن هذا ليس من هَدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الحمدُ لله الكريم الوهَّاب، فاضَلَ بين خلقِه في الفُهُوم والعلومِ والعُقُولِ والآدابِ،

وحرَّم الفُحشَ والبَذاءَ والسِّبابَ،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له إليه أدعُو وإليه مئَاب،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه،

صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى جميعِ الآلِ والأصحابِ.

فيا أيها المُسلِمون:

اتَّقوا الله، فمن اتَّقَى سعِدَ في يومِه وغدِه، والمُسلمُ من سلِمَ المُسلِمون من لِسانِه ويدِه،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
[ الأحزاب: 70 ].

أيها المسلمون:

المُؤمنُ بالخير يتدفَّق، وبالخلقِ يترفَّق، والمُلاطَفَةُ في الخطاب، واللِّينُ في الحديث،

والترفُّقُ في الحوار سبيلٌ قَويمٌ به تُستمَالُ النفوس، وتُستعطَفُ الأهواءُ المُختلِفة،

وتُردُّ القلوبُ النافِرة، والآراءُ المُتغيِّرة،

يقولُ - تعالى ذِكرُه - لهارُون ومُوسَى - عليهما السلام -:

{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
[ طه: 44 ].

قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله تعالى -:

[ هذه الآيةُ فيها عِبرةٌ عظيمةٌ، وهو: أن فِرعَون في غايةِ العُتُوِّ والاستِكبار،
ومُوسَى صَفوَةُ الله من خلقِه إذ ذاك،
ومع هذا أُمِر ألا يُخاطِبَ فِرعَون إلا بالمُلاطَفَة واللِّين ]


أيها المسلمون:

والسِّبابُ لِقاحُ الفتنة، والسِّبابُ لا يرُدُّ شارِدًا، ولا يجذِبُ مُعانِدًا،

وإنما يزرَعُ ضغائِنَ وأحقادًا، ويزيدُ المُخالِفَ إصرارًا وعِنادًا.

ومن أقذَعَ مُخالِفَه، ورمَاه بالفُحش، وأساءَ القولَ فيه، وشاتَمَه بالكلامِ القَبيح؛

فقد زادَ الطِّينَ بِلَّة، والمرضَ عِلَّة.

وصاحبُ الخُلُق الدَّنِيء، واللِّسانِ البَذِيء، الطَّعَّانُ في الأعراض، الوقَّاعُ في الخلقِ،

القذَّافُ للبُرَآء، الوثَّابُ على العباد، عيَّابُ المُغتاب،

الذي لا يفُوهُ إلا بالفُحشِ والسِّباب لا يكونُ مُصلِحًا ولا ناصِحًا ولا مُعلِّمًا.

وتتسارَعُ الأحداثُ في الأمة، فلا يسمعُ الناسُ صيحةً أو وجبةً أو حادِثةً،

دانِيةً أو قاصِيةً، إلا طارُوا إلى الشبكةِ العنكبوتيَّةِ،

يتَّخِذُون تلك الأحداثِ أُسبوبةً يتسابُّون بها ويتشاتَمُون عليها،

يهرَعون إلى مواقِعِ التواصُلِ الاجتماعِيِّ، ما بينَ حاذِفٍ وقاذِفٍ،

وطاعِنٍ ولاعِنٍ، وسابٍّ وشاتِمٍ، إلا من رحِمَ الله، وقليلٌ ما هم.

فيا من تُسطِّرون اللعَائِنَ والشَّتائِم، وتُطلِقُون التُّهمَ والأحكام!

ستُسأَلون عما تكتُبُون في يومٍ تجتمِعُ فيه الخلائِقُ،

وتُوزَنُ فيه الأعمالُ والدقائِقُ، وتأتي كلُّ نفسٍ معها شاهِدٌ وسائِقٌ.

يا من توارَى وراءَ شاشَةِ جهازِه .. يا من استَتَرَ باسمٍ مُستعارٍ، وتباعَدَ عن الأنظار،

وصارَ يكِيلُ السبَّ والشَّتمَ لغيره! أنسِيتَ أن الله يرَاكَ؟! وهو مُطَّلِعٌ على سِرِّك ونجوَاك؟!

وليس المُؤمنُ بالطعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحِشِ، ولا البَذِيء.

وما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سبَّابًا، ولا فحَّاشًا، ولا لعَّانًا، وقال:

( إني لم أُبعَث لعَّانًا، وإنما بُعِثتُ رحمة )

وسِبابُ المُسلم فُسوقٌ، والمُستبَّان شيطانان يتهاتَرَان ويتكاذَبان.

وعن جابرِ بن سُليمٍ - رضي الله عنه -،

أنه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: اعهَد إليَّ، قال:

( لا تسُبَّنَّ أحدًا
قال: فما سبَبتُ بعدَه حُرًّا ولا عبدًا، ولا بعيرًا ولا شاة )


وقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( وإن امرُؤٌ شتَمَك وعيَّرَك بما يعلَمُ فيك،
فلا تُعيِّره بما تعلَمُ فيه، فإنما وَبالُ ذلك عليه )


أخرجه أبو داود.

يا عبدَ الله:

تُب مما كتَبَت يدَاك، وامْحُ سبَّك وأذَاك، وتذكَّر قولَ خالقِك ومولاك:

{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ
إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا }


[ الإسراء: 53 ].

اللهم ألهِمنا رُشدَنا، وقِنا شرَّ أنفُسِنا، وأستغفِرُ الله فاستغفِرُوه، إنه كان للأوَّابين غفُورًا.

الحمدُ لله القائل:

{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }
[ البقرة: 83 ]،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجُو بها الفوزَ بالحُسنَى،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ المُصطفَى،

والرسولُ المُجتبَى، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً تبقَى وسلامًا يَترَى.

فيا أيها المسلمون:

اتَّقوا الله، فقد فازَ المُتَّقِي، وشقِيَ الصائِلُ المُعتَدِي،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ التوبة: 119 ].

أيها المُسلمون:

لقد نهَى الله تعالى المُؤمنين عن سبِّ آلهةِ المُشرِكين،

لئلا يكونُ سبُّها سببًا لسبِّ الله تعالى، وسبُّ آلهتهم يزيدُهم كُفرًا وتصلُّبًا ونفُورًا،

فعادَ سبُّها مُنافِيًا لمُراد الله تعالى من الدعوةِ والرسالةِ،

قال تعالى:

{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }
[ الأنعام: 108 ].

فالحذَرَ الحذَرَ، لا تلقَوا عبادَ الله بالغِلظةِ والشدَّة، والطَّعنِ واللَّعنِ والسِّبابِ،

فتحمِلُوهم على النُّفُور عن الحقِّ والسنَّةِ والفضيلَةِ، وأوضِحُوا الحقَّ بالحُجَّة والبُرهان،

والدَّليلِ والبُيان، بحكمةٍ ورِفقس وبصيرةٍ؛ فإنما يجبُ عليكم النُّصحُ والأمرُ والنهيُ،

وليس عليكم هُداهم وصلاحُهم، وعلى الله لا عليكم حِسابُهم وجزاؤُهم.

وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادِي شفيعِ الورَى طُرًّا؛

فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،

وارضَ اللهم عن جميعِ الآلِ والأصحابِ، وعنَّا معهم يا كريمُ يا وهَّاب.


اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذلَّ الشركَ والمُشركين،
ودمِّر أعداءَ الدين، واجعَل هذا البلدَ آمنًّا مُطمئنًّا وسائرَ بلادِ المُسلمين.

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضَى، وخُذ بناصِيتِه للبرِّ والتقوَى

اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أُمورِ المُسلمين لتحكيمِ شرعِك،
واتِّباعِ سُنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

اللهم أنجِ المُستضعَفين من المُسلمين يا رب العالمين،

اللهم أنجِ المُستضعَفين من المُسلمين يا رب العالمين،

اللهم أنجِ المُستضعَفين من المُسلمين يا رب العالمين.

اللهم قاتِلِ الكفرَةَ الذين يصُدُّون عن سبيلِك، ويُعادُون أولياءَك،
واجعَل عليهم عذابَك ورِجزَك إلهَ الحقِّ يا رب العالمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات