صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2016, 01:42 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,011
افتراضي درس اليوم 29.05.1437


من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ أصل الشرك وأسبابه ]

أوائل المشركين كما قال شيخ الإسلام: (صنفان: قوم نوح وقوم إبراهيم،
فقوم نوح كان أصل شركهم العكوف على قبور الصالحين، ثم صوروا
تماثيلهم ثم عبدوهم، وقوم إبراهيم كان أصل شركهم عبادة
الكواكب والشمس والقمر) .


وكلا الفريقين عابد للجن فإنها التي تأمرهم به وتسوله لهم وترضى منهم
الشرك ولذلك يقول الله جل وعلا:

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا
يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ
الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }

[سبأ: 40-41].

وقد كانت الأصنام في زمن نوح عليه السلام صوراً لصالحين ماتوا، كما
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أسماء رجال صالحين من قوم نوح،
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا
يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك
وتنسخ العلم عبدت)
اهـ.

ويشير ابن عباس رضي الله عنهما إلى الآية:

{ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }

[نوح: 23].

وقد كان الناس قبل ذلك فيما بين آدم عليه السلام ونوح مدة عشرة قرون
كانوا كلهم على الإسلام كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كان بين
آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام).


وأما الشرك في زمن إبراهيم عليه السلام فقد كان بعبادة الكواكب، ولذلك
ناظرهم في أن تلك الكواكب لا تستحق أن تعبد لأنها مربوبة مخلوقة
مدبرة، قال الله تعالى:

{ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ
مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي
فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي
فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ
قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }

[الأنعام: 75-78].

ثم إن الشرك دخل العرب بنقل عمرو بن لحي الذي قال عنه الرسول
صلى الله عليه وسلم

( رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار،
وكان أول من سيب السوائب ) .


وقد كان سافر إلى الشام للتجارة فوجد أهل الشام يعبدون
الأصنام فأخذ منها إلى مكة فأدخل فيهم الشرك .

وقد كانوا يعتقدون في أصنامهم أنها تقربهم إلى الله تعالى فاتخذوهم
واسطة بينهم وبين الله، وهذا يشبه شرك القوم الذين بعث فيهم
نوح عليه السلام.

وأما اعتقاد تأثير بعض الأشياء بخفاء مما لا يعلم له سبب ظاهر فيبدو أن
ذلك دخل عليهم من أصل الكلدانيين الذين يعتقدون تأثير الكواكب، وكان
هذا هو أصل شرك أولئك - قوم إبراهيم عليه السلام-. وقد كانت الشياطين
تزين لهم عبادة تلك الكواكب، ولبست عليهم بأمور تدعوهم للاعتقاد فيها،
وقد مثلوا لها تماثيل، فانتقل ذلك إلى العرب فوجد فيهم الاستسقاء
بالأنواء، ومن مظاهر اعتقادهم تأثير بعض الأشياء بخفاء: اشتغالهم
بالكهانة والطيرة.

وبهذا العرض يتبين جلياً أن أصل شرك العالم هو عبادة الأشخاص ثم
محصوراً في اعتقاد وجود رب آخر لهذا العالم مساو لله تعالى، بل هذا
النوع لم يكن معروفاً في بني آدم كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله وبهذا
يتضح جهل كثير من الناس في هذه الأزمان بحقيقة الشرك، ولزيادة
المسألة إيضاحاً، يفرع على هذا بيان سبب الشرك، فلوقوع
الشرك سببان:

السبب الأول: الغلو في المخلوق:ويكون بتنزيل المخلوق منزلة فوق
منزلته فيصرف له شيء من حقوق الله، وهذا الأمر جلي وواضح يبينه
أصل الشرك الذي حدث لقوم نوح وإبراهيم عليهما السلام – كما تقدم
مستوفى ولهذا سد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الطريق
كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وأما السبب الثاني: فهو إساءة الظن برب العالمين:
وهذا السبب مترتب على السبب السابق، فإنه بعد غلو الشخص
في المخلوق وحصول الجهل بالدين يتخذه وسيطاً يقربه إلى الله فيعطفه
عليه في قضاء حاجاته، فيكون قد أساء الظن بإفضال ربه وإنعامه
وإحسانه إليه. وهذا يحدث وإن اعتقد أن الله يسمع ويرى ويملك
كل شيء.
قال الله تعالى:

{ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }

[الفتح: 6]

وكان ظن المشركين والمنافقين أن الله لن يحقق وعده بنصر
الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما قال الله تعالى:

{ بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا
وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا }

[الفتح: 12]

وهذا الوصف وصف لله بالنقص، فكذلك من يعتقد أن الله لا يستجيب له
إلا بوساطة يكون قد وصف الله بالنقص.

وقال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام في رده على قومه:

{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ
فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ }

[الصافات: 87-85]

فقوله:

{ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ }

حكي فيه وجهان :
الأول: ما ظنكم بربكم إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره، وهذا للتهديد.

والوجه الثاني: هو: أي شيء تظنون برب العالمين أنه هو حتى عبدتم
غيره؟ وهذا الأسلوب معني به تعظيم الله وتوبيخ المشركين.

ولا مانع أن يكون الوجهان مرادين. وعلى الوجه الثاني يظهر جلياً
أن من أسباب الشرك إساءة الظن برب العالمين.

وقال ابن القيم في سياق بيانه لأنواع الظن السيئ برب العالمين: (ومن
ظن أن له ولداً أو شريكاً، أو أن أحداً يشفع عنده بدون إذنه، أو أن بينه
وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم إليه، أو أنه نصب لعباده أولياء من
دونه يتقربون بهم إليه ويتوسلون بهم إليه ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه
فيدعونهم ويحبونهم كحبه ويخافونهم ويرجونهم فقط ظن به أقبح
الظن وأسوأه)


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات