صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2019, 09:24 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,590
افتراضي كيف أتخلص من تأنيب الضمير

من الإبنة / إسراء المنياوى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كيف أتخلص من تأنيب الضمير

بعد وفاة أمي؟

أ. مروة يوسف عاشور

السؤال

♦ الملخص:

فتاة كانتْ أمُّها مريضةً بالسرطان، وجلستْ بجانبها لرعايتها؛

مُضحِّية بدراستها، لكنها أثناء مرض أمِّها قبِلَتْ خاطبًا تَقَدَّم للزواج منها،

ثم فسخت الخطبة، وبعد وفاةِ أمها تلوم نفسها على قبولها الخاطب!

♦ التفاصيل:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أنا فتاة في نهاية العشرينيات مِن عمري، أُعاني مِن تأنيب الضمير

ولوم الذات على قرارٍ خاطئ اتخذتُه على حين غفلة!



أُصيبت أمي قبل سنوات بالسرطان، وتغيَّرَتْ حياتُنا تبعًا لذلك؛

فمنذ بداية مرضها رحمها الله توليتُ العناية بها، وقررتُ تأجيل دراساتي

العليا لحين شفائها، وكنتُ طوال فترة مرضها أُعاني مِن ضغوطٍ نفسية

شديدة، وخوف مِن المستقبل، وكنتُ أُكذِّب الواقع في معظم الأحيان،

مع معاناتي مِن ضغوطٍ نفسية ناتجةٍ عن صدمةٍ عاطفيةٍ!

فكم كنتُ أتمنى لو تتغيَّر حياتنا للأفضل، ونعيش طعم الفرح!



خلال ذلك الوقت كان يتقدَّم لي الكثير مِن الخطَّاب، وكانتْ أمي تتعامل

مع الأمر بصورةٍ طبيعية، كما لو أنَّ حياتنا تسير بشكل طبيعيٍّ،

ووقتها كنتُ أسأل نفسي: هل مِن اللائق أن أتزوجَ في هذا الوقت

وأمي في حاجة إليَّ؟ هل سأكون أنانية لو فكَّرتُ في الموضوع؟

جلستُ أفكِّر في هذا الأمر، خصوصًا مع كثرة الخطَّاب، وطَمأنة الطبيب

لنا أنَّ الحالة الصِّحيَّة تتحسَّن، كلُّ هذا أعطاني أملًا في الحياة،

وفرحتُ بشدة، وكنتُ أقول لنفسي: سينتهي هذا الكابوس قريبًا.

تقدَّم لي خاطب، وقبلتُ بسرعة، ومنَّيْتُ نفسي بالفرح بالخطبة

وشفاء أمي، وفي قرارة نفسي كنتُ أدعو الله أن يَصرِفَ عني هذا

الزواج إن كان قراري خاطئًا، لأني أعلم في قرارة نفسي أنَّ ضغوطي النفسية

هي ما تُسيِّرني وليس عقلي، وبالفعل لم تتم الخطبة ولله الحمد،

وسجدتُ لله سجودَ شكرٍ أن أنقذني مِن هذا القرارِ المتسرِّع،

وفجأة تُوفيتْ أمي بعد أن تَدَهْوَرَتْ صحتُها.



بين الحين والآخر أتذكَّر هذه التجربة وأنهار، وأكره نفسي بسبب أنانيتي

وعدم نُبلي مع أمي، ودائمًا أتصوَّر أني آذيتُ مشاعرها عندما قبلتُ الزواج.

أخبِروني كيف أتخلَّص مِن هذا الشعور المؤذي،

خاصة أني لا أستطيع سؤال أمي أو الاعتذار لها؟

الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.



بُنيتي الغالية، حياكِ الله، ورَحِم أمَّكِ، وأسكنَها فسيح جناته، وجعَل مِن

مرضها كفارةً لسيئاتها، ورفعةً لدرجاتها في الجنة، اللهم آمين.



لقد كان لكِ موقفٌ عظيمٌ ينمُّ عن أخلاقٍ كريمةٍ ومشاعرَ نبيلةٍ تُجاه

والدتكِ رحمها الله؛ فقد تركتِ لذةَ العِلم وتحصيله مِن أجل راحتها،

وآثرتِ على سعادتكِ خدمتها، وضممتِ إلى أحلامكِ شفاءها،

ورسمتِ له صورة جميلة توعد بمستقبل مشرقٍ وغدٍ أجمل؛

تتلاشى فيه الأحزان، وتتوارى الأكدار خلف أستار السعادة البيضاء،

وتراءى لكِ الفستان الأبيض الذي تحلم به كلُّ فتاة مِن بين أنَّات الألم

الذي كانتْ تتجرعه والدتكِ الحبيبةُ كل يوم، فتَمَثَّلَتْ لكِ السعادة

مرهونة بشفائها الموعود؛ فصارتْ قرينةً له إن تَمَّ اكتملتْ،

وإن تعذَّر ولَّتْ وتلاشتْ واستحالتْ!



الابنة العزيزة، لو تأملتِ في حال أمكِ رحمها الله، لَمَا شككتِ في

رضاها عنكِ، ونقاء مشاعرها تجاهكِ، ولستُ أدري عدد مريضات السرطان -

عافانا الله وإياهنَّ - ممن أتممنَ زواج أبنائهنَّ وبناتهنَّ أثناء فترات العلاج

، حتى قبلَ أن يُعلنَ الطبيبُ الشفاء؛ فمِن أين لكِ تلك الأفكار التي تأبى

إلا أن تهاجمَ عقلكِ، وتسيطر عليه، فتنغِّص عليكِ المستقبل.



مِن الجميل أن نشعرَ بأحق الناس بحُسن صحبتنا، ومن الرائع أن نُضحِّي

من أجلهم، لكنه ليس من الحكمة أن نلومَ أنفسنا ونُوَبِّخها على ما لم

تقترفْ ولم تجنِ، فأنتِ بحاجة إلى جلسات صباحية مع النفس؛

تُفكرين فيها بصورة أكثر عدلًا في حق نفسكِ، وأشد إيجابية في حق

مستقبلكِ، وتتخلَّصين فيها مِن رواسب الماضي الذي لم يكنْ لكِ

ولا لغيركِ ذنبٌ في أحداثه التي قُدِّرتْ عليكِ وعلى غيركِ.



المرضُ ابتلاء لا يعني أبدًا أن تتوقفَ عنده الحياة، وتتعطل كلُّ أحداثها

في انتظار إشارة البدء، وقرارُ قبول زواجٍ - وإنْ لَم يتمَّ - كان منطقيًّا

وعادلًا وفي مصلحة الوالدة رحمها الله؛ فكلُّ أمٍّ تتمنى أن ترى ابنتها

سعيدة مع زوجها وتطمئن عليها، ولو كان ذلك أحزنها كان سيَظْهَر

عليها في لحظاتٍ لا يتمكَّن المرءُ فيها مِن إخفاء مشاعره عن أقرب

الناس إليه، فقد اتبعتِ كل السبُل الصحيحة بفضل الله في الجمع بين

مراعاة الوالدة والحرص على إرضائها، دون إفراطٍ أو تفريط؛

فجزاكِ الله خيرًا عما فعلتِ.



نصيحة أخيرة: قولكِ: "نعيش طعم الفرح"، يوحي بأن هناك صورةً

مُحدَّدة للفرح والسعادة قد تَمَّ رسْمُها بعناية في فِكركِ، وهذا مِن أكثر ما

يُعرِّض فتاة مثلكِ لإحباط، ويُدخلها في دوامةٍ عميقةٍ مِن الحزن؛

فطَعمُ الفرَح غير مرتبطٍ بأحداث الدنيا السعيدة بقَدْر ما هو مرتبط ب

الرضا بأقدار الله، والإيجابية في التفكير، وبث روح التفاؤل والأمل في النفس،

مهما تكالبت الأحداث، وتراكمت المشكلات، ولعله لا يخفى عليكِ

أن هناك مَن فَقَد الكثير في حياته، ولم يفقدْ سعادته، وغيره قد آتاه الله

مِن كلِّ النِّعم ولم يتذوقْ أو يعي معنى السعادة.

سيري في حياتكِ، واشغلي نفسكِ بدراستكِ، وأكثري من الدعاء لوالدتكِ،

واعملي على بِرِّها بعد وفاتها كما بررتِها في حياتها، وأقبلي

على كلِّ يوم بروح الأمل والتوكل وحُسن الظن.



رزقكِ الله الزوجَ الصالح التقي النقي، وأقر عينكِ بنجاحكِ في

مجال دراستكِ، وجعلكِ من سُعداء الدارين.



والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل

منقول للفائدة

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات