صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-13-2019, 11:21 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,804
افتراضي وقفات بعد الحج

من: الأخت / غرام الغرام

وقفات بعد الحج



الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عبده المصطفى و بعد.



يتوجه الحجاج إلى بيت الله الحرام ليعودوا بميلاد جديد، وذنب مغفور،

وسعي مشكور وعمل متقبل، وحج مبرور والذي جزاؤه الجنة. فالكل يقصد

مكة لأداء المناسك، ولإرضاء الله تعالى، وتأدية الفريضة، وتحقيق الركن

الخامس من أركان الإسلام، ويتحمل الحجاج الصعاب في سبيل تحقيق ذلك،

فيصبرون على المشاق، ويتجاوزون الصعوبات، ويتغلبون على المنغصات،

ويبذلون النفقات، ويدخرون الأموال، ولا يبخلون بالمصروفات على هذه

الرحلة المباركة، ويستعدون بكل ما يستطيعون، ويتزودون بالتقوى.



فهل بعد أداء الحج، وبعد أن يعود الحاج بميلاد جديد، وصفحات خالية

من الذنوب، ويرجع بسجلات بيضاء جديدة خالية من المعاصي، وبعد أن

سطر صفحات نظيفة، هل يعود للمعصية! فكيف يحافظ الحجاج إذن

على هذا الميلاد الجديد؟



وهل من العقل بعد تقديم كل هذه التضحيات، أن يعود الحجاج لما كانوا عليه

من انغماس في الدنيا وملذاتها!؟ أم يجتهدوا للحفاظ على هذه الصفحات

المشرقة، ويستمروا في طريق الهداية، ويبتعدوا عن طرق الغواية!

فكيف يلازم الحجاج التقوى؟ وكيف يستمروا على طريق الاستقامة؟

فمع هذه التذكرة وتلك الوقفات.



الوقفة الأولى:

على كل من أكرمه الله تعالى بالحج هذا العام؛ أن يشكر المولى

سبحانه وتعالى، أن وفقه على إتمام هذه الطاعة، وأن مكنه من أداء هذه

الفريضة المباركة



{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

سورة إبراهيم 7.



الوقفة الثانية:

واظبنا في رحلة الحج على كثرة الذكر، والاستغفار، والدعاء والتضرع

إلى الله، فهل نستمر نستشعر حاجاتنا وفقرنا إلى الله تعالى، ونسأله دائما

وندعوه، ونتذلل بين يديه: قال تعالى:



{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

البقرة 186.



فإن الدعاء مأمور به موعود عليه بالإجابة، كما قال تعالى:



{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }

سورةغافر/60.



وهل نستمر في الإكثار من ذكر الله تعالى، بعد ما علمنا أثره في اطمئنان

القلب وسكون الروح، والتحصن من الشيطان قال الله تعالى:



{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }

سورة الرعد.



وهل نلازم الاستغفار وقد تأكدنا من آثاره، قال الله تعالى عن آثار

الاستغفار في سورة نوح:



{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا }



وعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:



( إنه لَيُغَانُ على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة )

(رواه البخاري ومسلم).



وقد ورد في حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله عز وجل بها الذنوب ،

فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى:



( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي،

يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك،

يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا

لأتيتك بقرابها مغفرة )

(رواه أحمد وصححه الشيخ شاكر،

ورواه الترمذي وصححه الهيثمي والألباني).



الوقفة الثالثة:

رحلة الحج، تأكدنا فيها أنها لم تكن رحلة عادية، أو نزهة ترفيهية، بل دورة

تربوية، أو رحلة إيمانية جهادية؛ حاولنا فيها التخلص من الذنوب الماضية،

والتحلل من المظالم، والعودة بحج مبرور، وبميلاد جديد،

ففي الحديث الشريف:



( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )

متفق عليه،



فالحج يعتبر نقطة تحول، وانطلاقة جدية نحو الأفضل، وتغيير

في سلوكياتنا وأخلاقنا ومعتقداتنا وفي كل حياتنا، فهل نتغير إلى الأفضل؟



{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }

سورة الرعد 11.



الوقفة الرابعة:

شعرنا بحلاوة الإيمان، ولذة الطاعة، وعرفنا قيمة القرب من الله، وسلكنا

طريق الهداية، فهل نستمر على الاستقامة بعد هذه الطاعات،

ونبتعد عن طريق الغواية؟ قال الله تعالى:



{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ

أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }

سورة فصلت 30.



وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:



{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ }

سورةهود:112 ،



وقال الله تعالى:



{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ،

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

سورة الأحقاف:13ـ14.



الوقفة الخامسة:

تهيئنا لفريضة الحج بالمال الحلال، وأطبنا المطعم والملبس، وشعرنا بركة

التمسك بالحلال، فهل نتمسك به في سائر الأيام؟

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:



( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ

الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا

تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَقَالَ:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ثُمَّ ذَكَرَ

الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ

حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ )

رواه مسلم.



الوقفة السادسة:

خرجنا في رحلة الحج الإيمانية التي تذكرنا بالموت وكربته، والقبر وظلمته،

واليوم الآخر وشدته خاصة عندما نتجرد من الملابس ونغتسل للإحرام،

فهل نتذكر هذه الأمور دائما، فهي من العوامل التي تدفع للتمسك على طريق

الحق والثبات على طريق الهداية، والحرص على فعل الطاعات، والبعد

عن المحرمات، والثبات حتى الممات، قال تعالى:



{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ

وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد }

سورة فصلتِ،



ومن أراد الثبات على طريق الطاعة فليصاحب الأخيار دائما وليحرص

على مجالسة الصالحين وحضور المحاضرات النافعة، والدروس الوعظية

المفيدة، و ليذكر نفسه دائما بالأمور التي ترقق القلب، وتذكر بالموت، فيزور

المقابر ويعود المرضى، ويتعظ بالحوادث التي تخطف الأرواح فجأة.



الوقفة السابعة:

تذكرنا الأنبياء الكرام، واتبعنا سنة أبي الأنبياء خليل الرحمن، الذي رفع

شعار التوحيد، وعلمنا الإخلاص وتمسكنا في الحج بإخلاص العمل لله،

واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى تكون أعمالنا مقبولة،

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:



(خذوا عني مناسككم)

رواه مسلم،

فلماذا لا نستمر على التمسك بالسنة دائما؟

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:"كل أمتي يدخلون الجنة إلا من

أبى، قيل ومن يأبى يارسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة

، ومن عصاني فقد أبى"رواه البخاري.



الوقفة الثامنة:

حرصنا قبل الحج على التوبة، ورد المظالم إلى أهلها وإرجاع

الحقوق لأصحابها، والتوبة مطلوبة قبل الحج وبعده، قال تعالى:



{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

سورة النور.



والحاج يحرص على تجديد التوبة قبل الحج، لأنه يرجو أن يعود مغفوراً له

كيوم ولدته أمه؛ فينبغي له أن يستمر بعد الحج في مجاهدة نفسه ومحاربة

هواه والشيطان، و الإقلاع عن الذنوب، والندم على ما فات، والعزم الصادق

على عدم العودة إلى الذنوب مرة أخرى، وإن عاد فباب التوبة مفتوح، ولكن

علينا بالمبادرة بالأعمال الصالحة وتجنب المنكرات قبل أن يخطفنا الموت

فهو يأتي بغتة والعمل الصالح هو الذي ينفع الإنسان يوم لا ينفع مال

ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.



أذكر الجميع بحديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم والذي يتناول

حال المسلم الذي يتوب ويعود للمعصية، أو قد يتوب ثم يضعف ويعود

للذنوب، وقد ينوي أو يعزم عزما صادقا على عدم الوقوع في الذنب

ثم يعود، هل هذا يعني عدم الوقوع في الذنب؛ بحيث متى عاد إلى

الذنب بطلت توبته؟



فالمطلوب من العبد أن يعزم عزماً أكيداً، وأن يصر إصراراً جازماً على

عدم العودة إلى الذنب، فمتى فعل ذلك صحت توبته وقبلت. ثم لأنه إنسان

ضعيف ويتعرض للفتن، فقد يقع مرة أخرى وتضعف إرادته ويستولي عليه

الشيطان، ولا ينجح في محاربته؛ فمن أزله الشيطان بعد ذلك فوقع في الذنب

مرة أخرى؛ فإنه يحتاج إلى توبة جديدة صادقة، ولا علاقة لهذه التوبة ـ

الثانية ـ بالتوبة الأولى، وتوبته الأولى صحيحة غير باطلة، لحديث عقبة بن

عامر ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:



«يا رسول الله أحدنا يذنب، قال: يُكتب عليه. قال: ثم يستغفر منه ويتوب.

قال: يُغفر له ويتاب عليه. قال فيعود فيذنب. قال: فيُكتب عليه. قال: ثم

يستغفر منه ويتوب. قال: يُغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله حتى تملوا»

رواه الطبراني والحاكم وصححه، وحسنه الهيثمي.



والأوضح منه ما ورد في الصحيحين من حديث

أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم

فيما يحكيه عن ربه ـ عز وجل ـ قال:



«أذنب عبد ذنباً، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي! فقال ـ تبارك وتعالى ـ أذنب

عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال:

أي رب اغفر لي ذنبي! فقال ـ تبارك وتعالى ـ: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له

رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي!

فقال ـ تبارك وتعالى ـ: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ

بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك»

رواه البخاري، رقم 7507، مسلم، رقم 2758، واللفظ له.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات