صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-15-2010, 11:34 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي الحلقة الثالثة و الخمسون

الحلقة الثالثة و الخمسون

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله المتعالى عن الأنداد المتقدس عن الأضداد
المنزه عن الأولاد المطلع على سر القلب و ضمير الفؤاد
الذى من على العلماء بمعرفته و نور قلوبهم ببدائع حكمته
و جعلهم ورثة انبيائه و صفوته فهم أداء الخليفة
و العارفون بعلم الحقيقة أمتدحهم فى كتابه تفضلا منه و كرما
فقال جل من قائل سبحانه
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ‏ )
هو الذى يرشد عبده و يهديه و إذا مرض فهو يشفيه و إذا ضعف فهو يقويه
و هو إلذى يطعمه و يسقيه و يحفظه من الهلاك و يحميه
و يحرسه بالطعام و الشراب عما يُرديه
فسبحانه من عالم فى تدبيره و مُبدع فى خلقه و تصويره
عدل بين خلقه بالصحة و الأسقام
واذا شاء وهب العافية و كشف الضر و الألأم و أنزل الداء و الدواء و قدر الحمام
أحمده على مننه الجسام و أشكره على نعمة الاسلام
و أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له الكريم الديان
و أشهد أن سيدنا محمد عبده و رسوله المختار
من ولد عدنان المرسل بواضح البيان المبعوث بأعظم شأن و أفصح لسان
صلى الله عليه و على آله صلاة مصونة عن الإنصرام دائمة بدوام الليالى و الأيام
و صلى الله عليه و على سائر أنبياء الله و رُسله
و على آله و صحبه المستمسكين بولائه
و سلم تسليما كثيراً
********************

الدٌعـــــــــــــــــــاء



اللهم انا نسألك أن تصلى على محمد و على آل محمد
كما صليت على إبراهيم و على آل ابراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد
اللهم أجعلنا من المستسلمين إليك و من القائمين بين يديك
و أخرجنا من التدبير معك أوعليك و أجعلنا من المفوضين إليك
اللهم انك قد كنت لنا من قبل ان نكون لأنفسنا فكن لنا بعد وجودنا كما كنت قبل وجودنا
و إلبسنا ملابس لطفك و أقبل علينا بجنابك و عطفك و أخرج ظلمات التدبير من قلوبنا
و أشرق نور التفويض فى أسرارنا و أشهدنا حسن أختيارك لنا حتى يكون لنا

ما تقضيه فينا و تختاره لنا أحب إلينا من ما أخترنا لأنفسنا
اللهم لا تشغلنا بما ضمنت لنا عما أمرتنا و لا بشئ أنت ضامنه لنا عن شئ أنت طالبه منا
اللهم إنك دعوتنا إلى الإنقياد إليك و الدوام بين يديك
و إنا عن ذلك عاجزون إلا أن تقدرنا ، و ضعفاء إلا أن تقوينا
و من أين لنا أن نكون فى شئ إلا إن كونتنا و كيف لنا أن نصل لشئ إلا إن وصلتنا
و آنى لنا أن نقوى على شئ إلا إن أعنتنا
فوفقنا لما به أمرتنا و أعنا على الإنكناف عما عنه زجرتنا
اللهم أدخلنا رياض التفويض و جنات التسليم و نعمنا بها و فيها
و أجعل أسرارنا معك لا مع نعيمها و لذتها و لذذنا بك لا بزينتها و بهجتها
اللهم أشرق علينا من أنوار الإستسلام إليك و الإقبال عليك

ما تبهج به أسرارنا و تتكمل به أنوارنا
اللهم إنك قد دبرت كل شئ قبل وجود كل شئ
و قد علمنا أنه لن يكون إلا ما تريد و ليس هذا العلم لنا إلا أن تريد
فردنا بخيرك و أرفع شأننا بفضلك و أقصدنا بعنايتك و حفنا برعايتك
و أكسنا من ملابس أهل ولايتك و أدخلنا فى وجود حمايتك إنك على كل شئ قدير
اللهم إنا علمنا أن حكمك لا يعاند و قضاءك لا يضاد
و قد عجزنا عن ردنا ما قضيت و دفع ما امضيت
فنسألك لطفا فيما قضيت و تأييدا فيما أمضيت و أجعلنا فى ذلك ممن رعيت يارب العالمين
اللهم إنك قد قسمت لنا قسمه أنت موصلها لنا فوصلنا إليها بالهناء و السلامة من العناء
مصانين فيها من الحجبة محفوفين فيها بأنوار الوصله
نشهدها منك فنكون لك من الشاكرين و نضيفها لها و لا نضيفها لأحد من العالمين
اللهم إن الرزق بيدك رزق الدنيا و رزق الاخره
فأرزقنا منهما ما علمت فيه المصلحة لنا و العود بالجدوى علينا
اللهم أجعلنا من المختارين لك و لا تجعلنا من المختارين عليك
و من المفوضين لك لا من المعترضين عليك
اللهم إنا اليك محتاجون فأعطنا و عن الطاعه عاجزون فأقدرنا
و هب لنا قدره على طاعتك و عجزا عن معصيتك
و إستسلام لربوبيتك و صبرا على أحكام الهيتك
و عزا بالإنتساب إليك و راحة فى قلوبنا بالتوكل عليك
و أجعلنا ممن دخل ميادين الرضا دائمين محققين لمعرفتك
متبعين لرسولك وارثين عنه و أخذين منه و محققين به و قائمين بالنيابة عنه
و أختم لنا بخيرك يارب العالمين

و صلى اللهم على سيدنا محمد و على إلًه و صحبه أجمعين الطيبين الطاهرين

********************
الحلَقةَ رقم 53 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ

أسمى الله المعظمين
اَلـولى ** الـوكيـل
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أخى المسلم أولاً :-
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الولى هو أسم من أسماء الله الحسنى و هو
الذى يتولى عباده و لاية عامة بعنايته و رعايته و رحمته
و يتولى المؤمنين و لاية خاصة ذات تأثير خاص بينه الله عز و جل و وضحه
فى مواضع عدة من كتابه العزيز و لذا يجب أن نسأل أنفسنا
لماذا يحمل العباد جبالا من الهم و الغم و الحزن
و الله تولى أمرهم من أوله و أخره ، فأحصى لهم أرزاقهم
و تكفل بتوصيلها اليهم ، دون أن ينال منها أحد سواهم كائنا من كان و بالغا ما بلغ
فلو ركب أحدهم الريح فاراً من رزقه ، لركب الرزق البرق حتى يدركه
لأن فى الرزق حياته و قوامه
و الله أراده أن يحيا أمنا فى بيته معافا فى بدنه فى ظل رحمته
و لماذا يغضب العبد عندما لا يستجيب له ربه فى بعض مطالبه
و هو أرحم به من نفسه على نفسه
و لو كان فيما طلب خير له لأستجاب له فيه و هو العليم بما ينفعه و بما يضره
و إن السر فى تعاسة الأنسان فى هذه الحياة
هو إعراض الأنسان عن ذكر ربه و عدم إستيعابه لمعانى أسمائه الحسنى و أوصافه العلى


أخى المسلم

يجب أن تعلم إن الولاية نوعان ( عامة و خاصة )
فهو يتولى عباده ولاية عامة بعنايته و رعايته و رحمته
و يتولى المؤمنين ولاية خاصة ذات تأثير خاص

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
البقرة 257

( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )
آل عمران 68

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ *
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا )
النساء 44-45

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ *
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )
المائدة 44-45

صدق الله العظيم

إن الله عز و جل يتولى عباده بعنايته الخاصة و يرحمهم برحمته الواسعة
و يخرجهم بإذنه من ظلمات الجهل و الكفر إلى نور العلم و الإيمان
فهو يتولاهم بتوحيد صفوفهم و جمع كلمتهم و تأليف قلوبهم
و نصرتهم على عدوهم و توفيقهم إلى ما يحبه و يرضاه
و قد زعم اليهود أنهم أولى الناس بإبراهيم عليه السلام
و لو كانوا أولى الناس به لأتبعوه كما أتبعه محمد صلى الله عليه و سلم و المؤمنون معه
و على المؤمنين الاكتفاء بولاية الله لهم و نصرته إياهم فى كثير من مواطن القتال و الجدال
و التوكل عليه حق التوكل ، و الاخلاص له فى القول و العمل كما أمرهم
إن المقصود بولاية الله فى تلك الآيات هى محبته للمؤمنين المخلصين
و ولاية الرسول صلى الله عليه و سلم هى شدة حرصه على إيمانهم و رحمته بهم

و عطفه عليهم و ولاية المؤمنين بعضهم لبعض تتمثل فى حب بعضهم بعضا
و تعاونهم على البر و التقوى ، و وقوفهم صفا واحدا فى نصرة دين الله عز و جل
و من يتخذ الله وليا يلجأ إليه و يستنصر به
و يتخذ الرسول هاديا و مرشدا فإنه يكون حقا من حزب الله و حزب الله هم الغالبون أبدا
و قد أمرنا الله بالإعتصام به و طلب النصرة منه
قال تعالى

( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )
الحج 78

إن الإعتصام بالله هو الأتجاه اليه بقلوب واعية مفعمة بالإيمان
و الإستنصار به على العدو الظاهر و العدو الخفى
و إستلهام الرشد منه من خلال التدبر فى كتابه العزيز
و النظر الدقيق فى سنة نبيه عليه الصلاة و السلام
و السعى فى مرضاته ، طلبا للنجاة من عذابه و طمعا فى ثوابه
فهو جل شأنه نعم المولى لمن أطاعه و وآلاه
و نعم النصير لمن أهتدى بهديه و أستنصر به على نفسه و هواه و شيطانه و دنياه
أما من كفر به و أعرض عن ذكره و أتخذ الشيطان وليا من دونه
فان الويل كل الويل له من المنتقم الجبار

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-15-2010, 11:35 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

أخى المسلم

إن هذا الأسم المقدس يوحى بجلاله و جماله إلى المؤمنين
بأن يكثروا من ذكر الله به ، طلبا لما هم فى حاجة إليه
لإصلاح معاشهم و معادهم كما علمهم ربهم فى قوله جل و علا
{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا
أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
البقرة286
و ما علمنا ربنا هذا الدعاء إلا ليستجيب لنا إذا ما دعوناه به
بالضراعة و الخشوع و التذلل و الإنكسار
و قد أمرنا جل شأنه بالتسليم التام لكل ما جرى به قضاؤه و قدره
نعم هو مولانا و نحن عبيده نواصينا بيده ، ماضى فينا حكمه ، عدل فينا قضاؤه
عليه توكلنا و إليه أنبنا ، و له العتبى منا حتى يرضى
و له الحمد فى السراء و الضراء و فى الشده و الرخاء نستغفره و نتوب إليه
و نسأله من فضله العفو و العافية و حسن الختام
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخى المسلم ثانياً :-

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الوكيل هو القائم المستقل بجميع ما يحتاج إليه الموكل
و لذلك أقامه مقامه ، إما لعجزه أو لرفاهية فى نفسه
فإذا قلت و كلت فلانا فإنما معناه أقمته مقامى و لم يشعر ذلك بالعجز
و إذا قلت توكلت على فلان أشعر ذلك بالإستسلام التام فى الحال و بما لا يبلغه علمك فى المآل

فهو تفويض فى المحسوس و المعقول للوكيل الحق المستقل بجميع ما يحتاج إليه

جميع الخلق من الكفاية و الوقاية و الغياث و النصرة و الرزق و الإقامة


و الحفظ و الرعاية إلى غير ذلك من معانى التدبيرفالوكيل هو الحفيظ ، و الكفيل ،


و المقسط ، و الكافى و لو علمتم معنى الوكيل فلله فى ذلك منزلته العلياء


أربعة أحكام يختص بها و هى :-

1 - إنفراده بحفظ الخلق
2 - إنفراده بكفايتهم
3 - قدرته على ذلك
4 - إن جميع الأمر من خير و شر و نفع و ضر كل ذلك حادث بيده
فخلق الشبع و الرى ، كما خلق الهداية فى القلوب
أخى المسلم
يجب أن تعلم إن التوكل نصف الدين و النصف الثانى الإنابة فأن الدين إستعانة و عبادة
فالتوكل هو الإستعانة و الإنابة هى العبادة
و إن المؤمن الحق هو من يتفهم جيدا معنى هذا الأسم المقدس
و يحفر له فى قلبه مكانا لا يفارقه أبدا ، لأن فيه سكينته و راحته و هدايته
فهو الأسم الذى يلقى ظلاله على العقل فيمنحه رشده و يوفقه عند حده
و يمنعه من التمادى فى التفكير الجارف فى يومه و فى غده

و يحول بينه و بين عواصف الهم و الغم و الحزن و ينحى عنه أشباح الهواجس النفسية

و الوساوس الشيطانية و يجعله قادرا على تلمس المخارج من المضائق المحرجة

و يتخذ سبيله نحو مأمن يلجأ اليه و يستريح فيه من عناء الفكر المتواصل
فى أمور دبرها له خالقه و مولاه قبل أن يخلق السموات و الارض
إن أحساس المؤمن بأن الله عز و جل قد تكفل بتدبير أموره
و يجعله قادرا على التكيف مع الظروف التى يعيش فيها من غير جزع أو هلع
و يدفعه إلى مواجهة الحياة بخيرها و شرها بعزم صادق لا يعرف اليأس
و همة عالية لا يعتريها خلل أو ملل
فالله هو الوكيل الذى بيده مقاليد السموات و الأرض ، و إليه يرجع الامر كله

يدبر شئون خلقه بحكمته و يصرف أمورعباده بمشيئتة ،

ليس لأحد معه أرادة و لا خيرة


قال تعالى

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ


* وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }


القصص68-70


أخى المسلم
إذا علم العبد أنه لا خيرة له فى الأمر و لا إرادة له مع الله عز و جل
و إنه سبحانه هو العليم بما يصلح شئون خلقه ، المحمود فى فعاله ، الحكم العدل بين عباده
لا يسعه إلا التسليم و الرضا بقضائه و قدره
و التسليم و الرضا بالقضاء و القدر من أركان الإسلام

قال الحليمى
الوكيل هو الموكول و المفوض إليه علما بأن الخلق له و الأمر له لا يملك أحد من دونه شيئا

قال الخطابى

الوكيل معناه الكفيل بأرزاق العباد و القائم عليهم بمصالحهم

و حقيقته أنه يستقل بالأمر الموكول إليه و من هذا قول المسلمين حسبنا الله و نعم الوكيل

أى نعم الكفيل بأمورنا و القائم بأحوالنا

و إما الإمام القرطبى
فقد المح الإمام الجليل إلى سؤال ذكى أفترضه
فقال
إن قلت ان الله سبحانه وتعالى قد توكل وتكفل بأرزاق عباده واقامة خلقه
فما بال من يموت جوعا وعطشا
فالجواب
ان الله سبحانه و تعالى لم يقبض أحدا حتى يستوفى رزقه الذى ضمنه له ، و توكل له به
و فى الحديث
لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه
و هذا أبين من أن تحتاج إلى إكثار

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره )
و حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، و ما أخطأه لم يكن ليصيبه
و قال أيضا صلى الله عليه و سلم
( من سعادة إبن أدم ...... رضاه بما قضى الله له
و من شقاوة إبن أدم ........ تركه إستخارة الله
و من شقاوة إبن أدم ...... سخطه بما قضى الله له )

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

أخى المسلم
إن مثل هذا الشعور يريح من عناء كثير و يزيح هموما ثقيلة
و أن الرضا بالقضاء و القدر هو التوكل فى أعلى درجاته و أرقى معانيه
و هو أيضا الإعتماد على الله و الثقة بفضله مع مباشرة الإسباب
و إتخاذ مايلزم إتخاذه من الوسائل فى درء المفاسد و جلب المنافع
فالأخذ بالأسباب لا يتنافى مع الإيمان بالقدر
بل هو من صميمه لإن لله فى خلقه سننا ينبغى أن تراعى و تتبع
و إلا تعطلت الشريعة الغراء تعطيلا تاما و سدت أمام تطبيقها الأبواب
و أننا يجب أن نعرف أننا مأمورون بتحصيل الأسباب و لسنا مكلفين بتحصيل المطالب
و أن لنا إراده حرة لا تخرج عن نطاق القدر
لا بد أن نسخرها بقدر طاقتنا فيما ينفعنا فى ديننا و دنيانا
و ذلك وفق علمنا القاصر و نظرنا المحدود
بحيث لو اخطأنا لا نلوم القدر و لكن نلوم أنفسنا
فإن الإعتذار بالقدر عند وقوع الخطأ جهل بالعقيدة و الشريعة ، و سنن الله الكونية

روى أحمد فى مسنده و النسائى فى سننه
إن النبى صلى الله عليه و سلم
( قضى بين رجلين فقال المقضى عليه حين أدبر
حسبى الله و نعم الوكيل
فقال النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ردوا الرجل على
فردوه فقال له النبى
ما قلت
قال الرجل
قلت حسبى الله و نعم الوكيل
فقال النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ان الله يلوم على العجز
و لكن عليك بالكيس العقل
فاذا غلبك أمر فقل
حسبى الله و نعم الوكيل )

أى إن العقل يستطيع بإرادة الله تعالى أن يفكر و يدبر و يتخذ القرار الحاسم
فيما ينبغى فعله و ما ينبغى تحاشيه
فإذا جاء تدبيره على غير ما كان يتوقع وجب عليه أن يستسلم للقدر
و يعلم الخير فيما أختاره الله له لا فيما أختاره لنفسه
فهو الوكيل على عباده يختار لهم الخير حيث كان
و هو أرحم بهم من أنفسهم على أنفسهم
و على المسلم إذا عجز عن أختيار ما ينفعه فى دينه و دنياه
أن يستخير الله عز و جل بالأستخارة الواردة فى صحيح البخارى
فإنها من خير الوسائل التى تحدد للعبد مساره على هدى من ربه و نور

أخى المسلم

يجب أن يتبرا العبد من الأمور و يفوضها إلى الله تعالى ليحصل له حقيقة التوحيد

و يرفع عن نفسه شغب مشقة الوجوب

أن لايستكثر ما يسأل ، فان الوكيل غنى ، و لهذا قيل
من علامة التوحيد كثرة العيال على بساط التوكل
فالمتوكل هو الذى يستجمع قواه فى طلب الخير و البعد عن الشر
مستعينا بخالقه و مولاه ، غير معتمد على الأسباب ، لإنها قد تتخلف لامر يعلمه الله
و إن المتواكل أنسان كسول خمول يدعى التوكل و ليس فيه منه ذرة
أنه أحمق لا يعلم و لا يريد أن يعلم شيئا من سنن الله فى خلقه
و لا ينظر بعين الأعتبار إلى ما حوله من الكائنات الحيه التى تسعى جاده فى طلب رزقها
فتحصله بسعيها هنا و هناك بحسب ماقدر الله لها

أخى المسلم
و نختتم شرح أسم الله الأعظم الوكيل بهذه الآيات الكريمة


( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

المائدة 23

( وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
آل عمران 122

( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )
الطلاق 3

( رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )
الممتحنة 4

( قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا )
الملك 29

وقال عز وجل لرسوله الكريم

( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ )
النمل 79

( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلً )
النساء 81

( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ )
الفرقان 58
صدق الله العلى العظيم

و صدق رسوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات