[حور العين]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
( الحلقة رقم : 854 )
{ الموضوع الثالث والعشرون الفقرة 04 }
( أحكــام الجنين )

أخى المسلم
ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث والعشرون من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى :

{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ }

[ النجم 32 ]

قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء }

[ النساء 1 ]

قال تعالى :

{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

[ الروم : 21 ]

روى ابو داود فى سننه

عن ابى هريره رضى الله عنه

أنَّه سمِع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ حينَ أُنزِلتْ آيةُ الملاعَنةِ :

( أيُّما امرأةٍ أدخَلتْ على قومٍ مَن ليس منهم فليسَتْ مِن اللهِ في شيءٍ

ولن يُدخِلَها اللهُ جنَّتَه

وأيُّما رجلٍ جحَد ولَدَه وهو ينظُرُ إليه احتَجَب اللهُ منه

وفضَحه على رؤوسِ الأوَّلينَ والآخِرينَ )

أخى المسلم :

حديثنا اليوم عن :

ماذا على المرأة فى اختيار الزوج

فلنبدأ على بركة الله

المرأة وإختيار الزوج

وعلى المرأة أن تختار لنفسها ولنسلها زوجا وأبا صحيح الجسم

سليم العقل وخالية من الأمراض الوراثية

لأن نسبه انتقال هذه الأمراض منه إلى النسل أكثر منها

كما هو ثابت فى قانون الوراثة .

وتذكر كتب السير أن النبى صلى الله عليه وسلم

قد تزوج إمرأة فلما دخلت عليه

وخلعت ثيابها عنده وجد فى كشحها بياضا يعنى برصا فردها إلى أهلها

ولم يأخذ شيئا مما كان أعطاها وقد ذكرنا عند الكلام على النكاح

أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يبعث أم سليم إلى المرأة

التى يريد أن يتزوجها ويقول لها :

( انظري إلى عُرقوبَيها وشُمِّي مَعاطِفَها )

وفى رواية :

( شُمي عوارضها )

رواه احمد والحاكم والطبراني

والمعاطف : ناحية العنق

والعوارض : الأسنان فى عرض الفم

ومراده بذلك اختيار حال المرأة بوجه عام

وذكر أيضا حديث فاطمة بنت قيس وقد جاءت تستشيره

صلى الله عليه وسلم فى رجلين خطباها معاوية وأبو الجهم فقال لها :

( أمَّا أبو جَهْمٍ ، فلا يَضعُ عصاهُ عن عاتقِهِ ،

وأمَّا معاويةُ فصُعلوكٌ لا مالَ لَهُ )

أى هو ضراب للنساء وهو خلق سئ فى الرجل

( خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لأهلِهِ )

كما جاء فى الحديث الصحيح

وربما يكون سوء الخلق هذا ورثه عن احد أبويه وربما أيضا يورثه لغيره

وربما ينعكس هذا الخلق على أبنائه أثناء تربيتهم

فالحذر من ذلك واجب والإحتياط فى اختيار كل من الزوجين للآخر

أمر ضرورى من اجل استمرار الحياة الزوجية

واستقرار النظام الأسرى و الإجتماعى

وفق العقيدة الصحيحة والشريعة المحكمة .

والخلاصة

إن للجنين حقا على أبويه بوجه خاص وعلى المجتمع بوجه عام

فى اختيار مستقرة ومستودعه بقدر الطاقة البشرية

والخيرة لله تعالى والأمر إليه من قبل ومن بعد .

انتهى

أخى المسلم

ثبوت نسبه

هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .