صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-08-2016, 05:05 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,705
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : المبادرة إلى فعل الخيرات


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
المبادرة إلى فعل الخيرات


والتي تحدَّث فيها عن ضرورة المُسارعة والمُبادرة إلى الخيرات؛
حيث كان ذلك دأبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام - رضي الله عنهم -،
مُمثِّلاً ببعضِ النماذِج المُشرِقة من أحوالِ الرَّعيلِ الأول،
ومُثمِّنًا المُبادرات العصريَّة الرائِعة؛ ليحتَذِيها الشبابُ ويقتَدُوا بها.

الحمد لله، الحمد لله الذي لم يُستفتَح بأفضَل من حمدِه كلام،
ولم يُستنجَح بأحسنَ من صُنعه مرام .
الحمدُ لله حمدًا تمَّ واجبُه ونشكرُ اللهَ شُكرًا مثلَما يجبُ
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بوَّأ المُبادِرين للخير مقامًا سنيًّا،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه الداعِي إلى الفضائل
والخيرات بُكرةً وعشيًّا، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه،
وعلى آله وصحبِه السابِقين للمكرُمات خيرًا جنيًّا، المُتبوِّئين في الزُّلفَى مكانًا عليًّا،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

فاتقوا الله - عباد الله -، واعلَموا أن تقوَاه - تبارك وتعالى - هي السِّراجُ الهادي
لمن رامَ الهدى والنجاة، والفائزُ وحدَه من اتَّقى اللهَ مولاه،


{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }
[ النور: 52 ].

معاشر المسلمين :

من أطلقَ بُنيَّات أفكاره، وتمعَّن بعينِ بصيرتِه وإبصارِه،
وأنعمَ النظرَ في أصول شريعتنا الغرَّاء، توسَّم من غير مشقَّةٍ وعناءٍ
أنها دأَبَت على تزكية المُسلم والسُّمُوِّ به إلى أعلى المراتِب، بأسنَى الشِّيَم والمناقِب؛
ليُحقِّق السُّؤدَد والازدِهار، والآمال الكِبار.

وذلك من خلال الحثِّ على فعلِ الخيرات، والمُسارعة إلى اكتِسابِ المكرُمات،
والدلالةِ عليها بالرُّؤى والمُبادرَات، وجعل ذلك لأهل الإيمان ميزةً وخصيصةً
قال - سبحانه -:

{ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }
[ المؤمنون: 61 ].

أأُخَيَّ إن المرءَ حيثُ فِعـــالُه
فتولَّ أحسنَ ما يكونُ فِعـــالاً

فإذا تحامَى الناسُ أن يتحمَّلُوا
للعارِفاتِ فكُن لها حمّـــــــَالاً

أمة الإسلام :

لقد جاءت شريعةُ الإسلام بتدبيجِ هذه الخَصيصة السنيَّة، وتوويجها وإعلاء صَرحها؛
فكم مدحَت السابِق، وقدَّمتها على الدابِق،

{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }
[ الواقعة: 10، 11 ].

فيا لله! كم في المُبادرَة والمُسارَعة من ثناءٍ عاطِر، وتحضيضٍ ماطِر؟!
وكم مدحَ القرآنُ الكريمُ الإسراعَ في الخيرات والسبقَ إليها؟!
يقولُ تعالى:

{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ }
[ البقرة: 148 ].

أمة الإيمان :

ومن آلَق الرُّؤَى وأسناها، وأشرفِ المُبادَرات وأجلاها:
ما كان من خير البريَّة فخارًا ومجدًا، وأزكاها صدَرًا ووِردًا؛ فمنها:
ما رواه الشيخان في "صحيحيهما" من حديث أنسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال:

( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناس، وأجودَ الناس،
وأشجعَ الناس. ولقد فزِعَ أهلُ المدينة ذاتَ ليلةٍ، فانطلَقَ الناسُ قِبَلَ الصوت،
فاستقبلَهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سبقَ الناسَ إلى الصوتِ
وهو يقول: لن تُراعُوا، لن تُراعُوا
وهو على فرسٍ لأبي طلحةَ عُرْيٍ - ما عليه سَرْج -، في عُنقه سيف
فقال - رضي الله عنه -: لقد وجدتُّه بحرًا أو إنه لبحرٌ )

بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم -.

ولقد بوَّب الإمام البخاريُّ - رحمه الله - لهذا الحديث بقوله:
" بابُ مُبادرَة الإمام عند الفزَع ".
فمُبادرَةُ الإمام سُنَّةٌ سنَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.

حاوِل جسيماتِ الأمورِ ولا تقُل:
إن المحامِدَ والعُـــــــلا أرزاقُ

وارغَب بنفسِك أن تكون مُقصِّرًا
عن غايةٍ فيها الطِّلابُ سِبـــاقُ

ولقد نهَلَ الصحابةُ - رضي الله عنهم - من هذا المشرَع الروِيِّ،
وقطَفُوا من جناهُ الشهِيِّ.
حتى قال أبو هريرة - رضي الله عنه عن أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم -:
[ وكانوا أحرصَ شيءٍ على الخير ]

ومن في الناسِ مثلُ أبي بكرٍ في مُبادراته وعطاءاتِه؟!
وقد خرجَ من مالِه مرتين، وأنفذَ جيشَ أُسامة، وحاربَ جيشَ الرِّدَّة.
وأنَّى يُدرَكُ الفاروقُ عُمر، وقد فرَّ منه الشيطان؟! ومن يلحَق بذي النورَين عُثمان،
وقد نسخَ صحائِفَ القرآن؟! وعليٍّ ذي السُّؤدَد العليِّ، والشرفِ الجلِيِّ،
وكان من السابِقين الأولين.
وكم من عِذذٍ رَداح في الجنةِ لأبي الدَّحداح؟!
الله أكبر!

لا يألَفُ المجدَ إلا السادةُ النُّجَبَا
ولا المعالِي إلا من لها انتُخِــبَا

قال الإمام أبو الوفاء بن عقيلٍ - رحمه الله -:
لن يخيبَ عن درَكِ البُغيَة من صدقَ نفسَه الطلب، وبلغَ جِدَّه في الاجتِهاد لدَرَك المطلَب،
ثم فزِعَ إلى الله - سبحانه - فيما وراءَ جُهدِه، طالِبًا للإعانةِ على درَكِ الإصابة في قصدِه،
بحُسن التوفيقِ والهداية، واثِقًا بقوله - سبحانه -:

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }
[ العنكبوت: 69 ]

فطُوبَى ثم طُوبَى لمن كان مِفتاحًا للخير مِغلاقًا للشرِّ،
والويلُ كل الويلِ لمن كان داعِيةَ فتنةٍ، مِفتاحًا للشرِّ مِغلاقًا للشرِّ.

إخوة الإسلام:

يُساقُ ذلك كلُّه في زمنٍ كثُر فيه قراصِنةُ العقول،
ومُروِّجُو الإرهاب الفِكريِّ من خلالِ بعضِ القنواتِ الفضائِيَّة والشبكَات المعلُوماتيَّة؛
لابتِزاز عقولِ الناسِ في مآرِب أدناس، وانخدعَ الأغمارُ بها على غيرِ قياسٍ،
ظنًّا منهم أنهم من أهل الورَعِ والقِسطاس.

والمُسلمُ الحَصيفُ الأحوَذِيُّ ينشُزُ بنفسِه عن تلك السَّفاسِفِ والأغالِيط
التي لا تتقحَّمُ إلا عقولَ الدَّهماء والرَّعاع،
ولا تتَّطِنُ إلا النفوسَ العقيمة والأرواحَ السَّقيمة.

ألا ما أجملَ أن ينشغِلَ أبناءُ الأمة وشبابُها بما فيه صلاحُ أنفسهم وأوطانهم،
من خلال تبنِّي الرُّؤى والمُبادرَات التي تكون مدرجةً متينةً لتأصيلِ الوعيِ المُزدهِر
في الأمة، والفِكرِ البصير الناقِد، والرأيِ المُحنَّك الراجِح،
وتُسهِمَ في تقدُّم الأوطان والمُجتمعات، في تغييرٍ إيجابيٍّ يتمثَّلُ
قولَ الحقِّ - تبارك وتعالى -:

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[ الرعد: 11 ].

حيُّوا الشبابَ الحُرَّ يُحيِيه الأمل
قد لوَّنَ التأريخَ فخرًا بالعمــل

هم يصنَعون غدًا بروحِ فريقِهِ
هم يبعَثُون حياةَ فخرٍ مُكتمَل

واليوم هيهاتَ هيهاتَ ! أن تنتظِمَ شُؤون الأُمَم،
وتسلُك السبيلَ الأَمَم إلا برُؤًى فكريَّةٍ وحضاريَّةٍ تلتزِمُها في كافَّة مجالاتها وميادينها،
وتُربِّي النشءَ وتبنِي الأجيالَ عليها وحينئذٍ ترتقِي الأُمةُ علياءَ عزِّها، ومدارَات مجدِها،
وتقطعُ على أعدائِها نُهَزَّ كيدِها، لتفريقِ شَملِها، وإفساد وُدِّها،
وتسُدُّ الكُوَى أمامَ الكذَبَة الأفَّاكين ممن يُرهِقُون المُجتمعَ عُرَرًا، ويجعَلونَه نهبًا وغرَضًا.

فيا شبابَ الأمةِ وعِمادَ حياتها .. قلوبَها النابِضة .. عقولَها المُتلألِئة .. بُناةَ الحضارة ..
صُنَّاع الأمجاد .. ثمرات الفُؤاد .. فلَذَات الأكباد !
اللهَ اللهَ ! تمسَّكُوا بقِيَم الدين، ومنهج أسلافِنا الصالِحين،
وتفاعَلُوا إيجابيًّا مع مُبادرَات الخير والتنمية.

وإن أمَّتَكم الإسلاميَّة لفي لهَفٍ إلى وثبَتكم الرَّشيدة، لإقالتها من هذه الوِهادِ الشديدة.
خاصَّةً بعدما اعتادَ الصهاينةُ المُجرِمون المُعتَدون رفعَ عقيرتهم

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات