صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2016, 03:06 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التوحيد


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على التوحيد


والتي تحدَّث فيها عن وصيَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمَّته،

المُتمثِّلة في توجيهاتِه لعبد الله بن عباسٍ - رضي الله عنهما - في الحديث المشهُور،

وبيَّن أن من أهم ما يُؤخَذ من هذه الوصايا المُبارَكة:

هو حِرصُ النبي - صلى الله عليه وسلم - على جنابِ التوحيد،

وخوفِه من انحرافِ أمَّته في مهاوِي الشركِ،

وقد ذكرَ بعضَ الأدلةِ من كتاب الله وسُنَّة رسولِه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.

الحمد لله دافع البلوى، وكاشِف الضرَّاء، وسامِع النجوَى،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى،

وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبي المُصطفى والعبدُ المُجتبى،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أهل الوفا .

فيا أيها المسلمون:

أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -، وطاعته في السرِّ والنجوى؛

فبذلك يحصُلُ الخيرُ والفلاحُ والسعادةُ في الآخرة والأولى.

أيها المسلمون:

الأساسُ الذي يسعَدُ به المُسلم، وبه يُفلِح: هو تحقيقُ العبودية الكاملة لله الواحد الأحد.

العبودية التي لأجلِها خُلِقَ الإنسان، ومن أجلِها أُوجِد،

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

[ الذاريات: 56 ].

أي: يُفرِدوني بالعبادة، بأن يكون العبدُ مُخلِصًا لله - جل وعلا - مُخلِصًا لله في قصده،

صادقًا له في محبَّته وتعظيمه - عزَّ شأنُه -. مُخلِصًا لخالقه في خوفِه وخشيتِه،

ورجائِه ودُعائِه. مُخلِصًا لله في ظاهرِه وباطنِه، في توجُّهاته وتحرُّكاته وإراداته.

يقول - سبحانه - لنبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -:

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }


[ الأنعام: 162، 163 ].

أخي المسلم:

لقد حرِصَ القرآنُ والسنةُ على تأصيلِ هذا الأصل العظيم،

وفي توجيهات النبي الكريم تلخيصًا لما في القرآن.

عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال:

كنتُ خلفَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:

( يا غُلام! إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظ الله يحفَظك، احفَظ الله تجِده تُجاهَك،

إذا سألتَ فاسأَل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله،

واعلَم أن الأمةَ لو اجتمعَت على أن ينفَعوك بشيءٍ لم ينفَعوك إلا بشيءٍ

قد كتبَه الله لك، ولو اجتمَعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُرُّوك إلا بشيءٍ

قد كتبَه الله عليك، رُفِعَت الأقلامُ، وجفَّت الصُّحُف )


أخرجه الترمذي، وقال: "حسنٌ صحيح". وهو مشهورٌ عند أهل العلم.

إنها - أيها المسلمون - وصيَّةٌ تحمِلُ في مضامِينها غرسَ تعظيمِ الله - جل وعلا

في النفوس، وتبتغِي تحقيقَ عقيدةٍ عظيمةٍ، ألا وهي:

أن الذي بيدِه مقالِيدُ الأمور وأزِمَّتُها، وعنده خزائنُ الكون ومفاتِحُ كل شيءٍ

هو الله - جل وعلا هو الذي يقضِي الحاجات، ويُجيبُ الدعوات، ويجلِبُ الرَّحمات.

الخلقُ كلُّهم فقراءُ إليه - سبحانه -، مُضطرُّون إلى فضلِه وكرمِه وعطائِه ورحمتِه،

فلا قيامَ لهم طرفةَ عينٍ إلا به - سبحانه -،

{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }

[ النمل: 62 ].

العبادُ كلُّهم إليه في اضطِرار، وإلى رحمتِه في افتِقار،

{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ

يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }


[ يونس: 107 ].

إن المُسلمين اليوم وهم تُحيطُ بهم ما لا يُوصَف من الكُروب والخُطوب،

في حاجةٍ إلى سماع هذه الوصيَّة سماعَ استِجابةٍ،

سماعَ من يعلَم أنه مُلزَمٌ ألا يقصِدَ في قضاءِ الحوائِج وتفريجِ الهُموم وكشفِ الكُروبِ

إلا لخالقِه - عز وجل .

إنهم يُردِّدون في صلاتِهم:

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

[ الفاتحة: 5 ]

فليكُن ذلك في قلوبِهم، وليتمثَّل في واقعِهم.

وصيَّةٌ - أيها المُسلمون - تُنذِرُ المُسلمَ من الوقوعِ في أسباب الهلاكِ الأبديِّ،

والعذابِ السرمديِّ، حينما يتوجَّه المخلوقُ إلى غير خالقِه يدعُوه

ويستغيثُ به في الشدائِد والبليَّات، ويسألُه من دون الله في كشفِ الضرَّاء وجلبِ السرَّاء،

مما لا يملِكُه إلا الخالقُ العظيم،

{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ

وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ }


[ فاطر: 13، 14 ].

وفي حديثِ ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال:

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( من ماتَ وهو يدعُو من دون الله نِدًّا دخلَ النارَ )

أخرجه البخاري.

إن نبيَّنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمُنا بهذا التعليم النبوي المُوجَز،

الذي يُوجِزُ توجيهاتِ القرآن وأهدافَه ومقاصِدَه وغاياتِه في أوامره ونواهِيه،

وأخبارِه وقصَصِه، بأن من تعلَّقَ بالله وأنزلَ به حوائِجَه،

وفوَّضَ أمرَه إليه، كفَاه كلَّ ما أهمَّه من أمور الدنيا والآخرة.

يقول الله - جل وعلا -:

{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }

[ الحج: 38 ]

ويقول - سبحانه -:

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

[ الطلاق: 3 ].

وأما من تعلَّق بغير الله - جل وعلا -، وسكَنَ إليه؛

وُكِلَ إليه وأصبحَ حينئذٍ في ذلٍّ وضعفٍ وهوانٍ، ووقعَ في الشُّرور والنَّكبَات.

يقول الله - جل وعلا -:

{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ

فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ }


[ البقرة: 85 ].

ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول:

( من تعلَّقَ شيئًا وُكِل إليه )

أخرجه أحمد والترمذي.

فالتزِم - أيها المسلم - بتلك الوصيَّة، حتى لا تتلاعَبَ بك الأهواء،

وتتقاذَفَ بك الآراء، فلا عصمةَ من ذلك إلا بنهجِ منهجِ هذه الوصيَّة الغرَّاء

التي تربَّى عليها صحابةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، حتى بلغَ بهم كمالُ التوحيد

في تطبيقِ هذه الوصيَّة، بما يُحدِّثُنا به عوفُ بن مالك الأشجعيُّ قال:

( كنا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نفرَ تسعةً أو ثمانيةً أو سبعةً ،

فقال - عليه الصلاة والسلام -: لا تسأَلوا الناسَ شيئًا

فلقد رأيتُ بعضَ أولئك النَّفَر يسقُطُ سوطُ أحدهم، فما يسألُ أحدًا يُناوِلُه إياه )


أخرجه مسلم.

اشتكَى ابنُ أخِ الأحنفِ بن قيسٍ وجعَ ضرسٍ، فقال له الأحنفُ:

[ لقد ذهبَت عيني منذ أربعين سنةٍ، فما ذكرتُها لأحدٍ،

إنما هو الشكوَى إلى الله - جل وعلا ]


فيا أيها المسلم:

الجَأ إلى الله وحدَه عند الشدائِد والكروبِ، وتعلَّق به - سبحانه - دون من سِواه

عند المُلِمَّات والخُطوب إنها وصيَّةٌ يجبُ على مُجتمعات المُسلمين

وهم يُحيطُ بهم مكرُ الأعداء، ومُخطَّطاتُهم بما لا يُوصَفُ في مثلِ هذا المقامِ.

الله - جل وعلا - يقولُ عن نبيِّه يونس:

{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ

فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }


[ الأنبياء: 87، 88 ].

لقد ذهبَ - أيها المُسلمون - عصرُ المُناداة لما يُحيطُ المُسلمون من البشر غربًا أو شرقًا،

إنما هو تحقيقُ التوحيد، ورفعُ الأقوال بقلوبٍ مُفضِيةٍ إلى الله - جل وعلا

بصدقٍ أن يكشِفَ الضرَّاء، وأن يُنزِل الرحمةَ على المُسلمين.

قال - صلى الله عليه وسلم -:

( إذا أصابَ أحدَكم همٌّ أو لأواءٌ فليقُل: الله ربي لا أُشرِكُ به شيئًا )

يقولُها بلسانِه، وواقعُه مُصدِّقٌ لما يقولُه بلسانِه.

وكان - عليه الصلاة والسلام - يدعُو عند الكربِ:

( لا إله إلا الله العظيم،

لا إله إلا الله ربُّ السماوات والأرض وربُّ العرش العظيم )


ومن القواعد المُقرَّرة: أن من استعانَ أو استعاذَ أو استغاثَ بمخلوقٍ ميتٍ

أو غائبٍ أو حاضرٍ فيما لا يقدِرُ عليه إلا الله، فذلك شركٌ مُحبِطٌ للعمل.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات