صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-19-2019, 10:09 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 15

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
روائح رمضان



هذه روائح رمضان تهبُّ على قلبِكَ كنسيمٍ عليل، فأين لهيبُ شوقِكَ لرمضان؟

لو كنتَ صادقًا في شوقِكَ كما كان يعقوب صادقًا في شوقه، لارتدَّ قلبُكَ

بصيرًا، فيعقوب عندما شمَّ رائحة يوسُف ارتدَّ بصيرًا بعد العمى، وقويًّا بعد

الضَّعْف، وصحيحًا بعد السقم، وفتيًّا بعد الشيخوخة، ومعافًى بعد المرض.



الشوق لرمضان يُحرِّك القلوبَ المفعمة بحبِّ الصلاة والصيام،

والتهجُّد والقيام، والذِّكْر والتسبيح، والقنوت والتراويح.



رمضان كلُّه نَفَحاتٌ تهبُّ من حضرة القُدس، أنفاسُه تُزكِي الرُّوحَ، وترتقي

بالنفس، الجوع فيه شِبَعٌ من الدنيا، والإجهاد فيه من التراويح

لذةٌ لا تعادِلُها لذَّةٌ.



أنسام السحر وأنت تقرأ القرآن، وتُناجي الرحمنَ، رقيٌّ للملكوت الأعلى،

لحظات انحدار الشمس للمغيب وفي يدك تمرات وشربة ماء، قمة الاستجابة

والوقوف عند أوامر مَنْ يقول للشيء: كُنْ فيكون، فلو دعوتَه حينها

لفتَح لك أبواب السماء:



((للصائمِ عند فِطره دعوةٌ لا تُردُّ)).



روائح رمضان نديَّةٌ، تبعث في قلبك الشوقَ للعبادة، تدعوك لترطيب قلبك

بملمس أكُفِّ رمضان الناعمة، تَجرُّكَ للشرب مِن مَعينه الدَّفَّاق شربةً لسنة

كاملة، تدلُّك على أن تُغذِّي رُوحَكَ منه، فتجلس على مائدته بنهمٍ.



ولك أن تتخيَّل معي شخصًا جائعًا لأيام، ثم عُرِض عليه أشهى أنواع الأكلات

وألذُّها، قل لي بربِّك: كيف سيأكل؟ إنه سيَلتهم ما قبله التهامًا، فكيف بشخص

ينتظر رمضان ليَهبط على مائدته المباركة، وشوقه يَحدوه

إليه أحد عشر شهرًا؟!



رمضان نهر وعين، وبستانٌ وشجرة، فأما النهر فيغسلك مِن أوضارك

ودَنَسِك، ورمضان إلى رمضان مُكفِّر لِما بينهما ما اجتُنِبت الكبائر، فذلك

الشخص الملطَّخ بأوساخه إذا صادف نهرًا عُبابًا يجري، سيرمي نفسَه فيه،

ومن رمى نفسه في نهر رمضان، خرج من الصوم طاهرًا مُطَهَّرًا،

غُفِر له ما تقدَّم من ذَنْبه.



وهو عين فتشرب مِن مَعينها سلسبيلًا مُصفًّى، فترتد إليك رُوحُك، وتخيَّل

معي مسافرًا نَفِدَ ماؤه، فعَطِشَ حتى أوشك على الهلاك، وتقطَّع حلقُه،

وتَحشرَجَ صوتُه، ورأى الموت رأيَ العين، ثم رأى عين ماء تجري

كالسلسبيل، قل لي بربِّك: كيف سينْكَبُّ عليها؟



إنه سيَبرُك بروكَ البعير، ويتنفَّس الصعداء، ويبدأ يعبُّ من الماء النمير حتى

يرتوي؛ فكذلك نفسُ المشتاق لرمضان، سيتزوَّد مِن عين صيامه

وسلسبيل قرآنه، وقطرات أسحاره، ومُزْن أذكاره..



وهو بستان فيه من كل ألوان الربيع، مزدان بخُضْرته، مبارك بثمرته،

وأبصره من بعيد شخصٌ يُكابِد عناء الصحراء، قد بات ثلاث ليالٍ طاويًا، فإذا

مرَّ به ولَجَه، فإن كان مُغْلقًا اقتحَم أسواره، وأكل من ثماره، فهو وَقْفٌ لكل

مسافر، وليس بمحرَّمٍ على أحد، بل يُعرَض على الناس دخولُه، والتزوُّد منه،

وقطف ثماره اليانعة المتدلية الدانية.



فرمضان للقلوب المشتاقة زادٌ، وأكرِمْ به من زادٍ! تتناول من بستان رمضان

قطوفًا من العبادات، وحسبك أن 80% من أركان الإسلام تمارسها في

رمضان إلى جانب الدُّعاء والأذكار والقرآن، والصَّدَقة والصِّلَة والصبر.



وهو شجرة لمسافر أضناه التَّعَب، فلم يجد ظِلًّا يستريح تحته مِن وهجِ

الشمس المحرِقة، فبينما هو يُكابِد وحشة الطريق إذا به يُبصِر شجرةً وارفةَ

الظلال، فيصل إليها ويضع تحتها متاعه، فيَسلَم من حرارة الشمس وبريقها

المتوهِّج، والمشتاق لرمضان يُبصِر رمضان وكأنه شجرة يستريح تحتها

من لهب الذنوب المحرقة، ويُرتِّب جدول خطته للسير مرة أخرى.



رمضان رائحته تعطِّر الأنفاس، وتبعث الأمل بعد الإياس، هو النور زمن

الظُّلْمة، والإشراقُ في العتمة، هو مِحراب عبودية المؤمن، وكهف المقبل

التائب، وسُوقُ المتاجِرِ مع مولاه، هو نَفْحة لعلَّها لا تعود، وهبها الودودُ،

فاستغِلَّها بما بالنفع عليك يعود، أكثِرْ فيها من السجود، وعوِّد نفسَك الجود،

واقرأ بلا حدود، وكُنْ ضمن المبادرين لا من الرقود:

رمضانُ بالأنوارِ حَثَّ ركابي

نحو الجميل فسارِعُوا أحْبابي

الخيرُ أقْبَلَ والنُّفُوسُ تجمَّلَتْ

وأضاء ذِكْرُ اللهِ في محرابي

وخلَعْتُ ثوبَ تبخْتُري وتكبُّري

ومِنَ التواضُعِ قد جَعَلْتُ ثيابي

وأتيتُ ربِّي خاشِعًا مُتذَلِّلًا

وإليه مُعْتَذِرًا لطُولِ غِيابي

وأنَخْتُ في بابِ الكريمِ ركائبي

مَنْ لا يَردُّ السَّائلين ببابِ

وجثوْتُ مُبتهِلًا له مُتضرِّعًا

والذَّنْبُ يُثقِلُ كاهِلي وركابي

أدعوه خوفًا والرَّجاءُ يؤمُّني

يا ربِّ يمِّنْ في اللقاءِ كِتابي

وامنُنْ عليَّ بصُحْبةٍ للمصطفى

وبوالديَّ وسائرِ الأحْبابِ

يا مَنْ وهبْتَ الصائمين تميُّزًا

مِن بابِكَ (الرَّيَّان) إجْعَلْ بابي






أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات