صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-15-2013, 01:31 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : خُلق الرحمة

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي- حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان:



خُلق الرحمة



والتي تحدَّث فيها عن الأخلاق الحسنة ووجوب التخلُّق بها،


ومنها: خُلُق الرحمة، وذكر ما ورد من حثّ القرآن والسنّة على التخلُّق به،


وذكر عواقبه الحميدة في الدنيا والآخرة، ثم بيّن أسباب قسوة القلب وحذَّر منها.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحمد لله التواب الرحيم، الحليم العظيم، أحمد ربِّي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه،


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذُو العرش الكريم،


وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوث بكلِّ خُلقٍ كريم،


اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ


وعلى آله وصحبِه الناصِرين لشرع الله القَويم.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فاتقوا الله حقَّ التقوى؛ تكونوا من أهلها، فقد وعدَ اللهُ على أهلها أعظمَ الثواب،


ورحِم أهلَها من العقاب.



أيها المسلمون:



ما أعظمَ نعمة الله على عبده إذا وفَّقه للإحسان لنفسِه بفعلِ كلِّ عملٍ صالحٍ،


ووفَّقه للإحسان إلى خلق الله بما ينفعُهم في دينِهم ودُنياهم، فذاك الذي فازَ بالخيرات،


ونجا من المُهلِكات، قال الله تعالى:



{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ


أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133)


الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ


وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 134 ) }


[ آل عمران: 133، 134].



ألا وإن الأخلاقَ الفاضلَة، والصفات الحسنة الحميدة لها عند الله تعالى أعظمُ المنازِل،


يثقُلُ بها الميزانُ يوم الحساب، ويزكُو بها الكتاب.



عن أبي الدرداء - رضي الله عنه:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( ما من شيءٍ أثقلَ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسنٍ،


وإن الله تعالى يُبغِضُ الفاحشَ البَذِيء)


رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".



وعن عائشة - رضي الله عنها:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( إن المؤمنَ ليُدرِك بحُسن خُلُقه درجةَ الصائم القائم )


رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه"،


والحاكم، وقال: "صحيحٌ على شرطِهما".



وعن النوَّاس بن سمعان - رضي الله عنه:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( البرُّ حُسن الخُلُق، والإثمُ ما حاكَ في صدرِك وكرِهتَ أن يطَّلِع عليه الناس)


رواه مسلم.



عباد الله:



إن الرحمة من الخُلُق العظيم أودعَها الربُّ في من شاءَ من خلقِه،


وحُرِمَها الشقيُّ من الخلق، وقد رغَّب الإسلامُ في التخلُّق بالرحمة،


ووعدَ الله على الرحمة الأجرَ الكريمَ، والسعادةَ الدنيويةَ والأُخرويةَ.



فقال تعالى في خاتَم الأنبياء والرُّسُل - عليهم الصلاة والسلام –


نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وفي أمَّته:



{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ


تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}


[الفتح:29]


وقال تعالى:



{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ


وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا


وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ


وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }


[الحشر: 9 ].



وقال تعالى في رحمة الوالِدَين:



{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }


[الإسراء:24].



وأخبر الله تعالى أنه أرسلَ سيِّدَ البشرَ محمدًا -صلى الله عليه وسلم -رحمةً،


فقال تعالى:



{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }


[الأنبياء: 107].



ومن ثوابِ الله للرُّحماء: أن الله يرحمُهم، ومن رحِمَه الله لا يشقَى أبدًا.


عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( الرَّاحِمون يرحمُهم الرحمن،


ارحَموا من في الأرض يرحمُكم من في السماء)


رواه أبو داود، والترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".



ومن لا رحمةَ في قلبِه فهو جبَّارٌ شقيٌّ.


عن أبي هريرة رضي الله عنه:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( لا تُنزَعُ الرحمةُ إلا من شقيٍّ)


رواه أبو داود والترمذي - واللفظُ له -، وقال: "حديثٌ حسنٌ"



وتطيبُ الحياةُ وتصلحُ وتزدهرُ بالتراحُم والتعاطُف بين المُجتمع،


وتشقَى المُجتمعات بالتظالًم والعُدوان وفُقدان التراحُم.


عن النُّعمان بن بشير - رضي الله عنهما:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:



( مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم


مثَلُ الجسَد الواحد إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسَّهَر والحُمَّى)


رواه البخاري ومسلم.



وعن أبي موسى - رضي الله عنه قال:


قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:



( المؤمنُ للمُؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا -وشبَّك بين أصابعِه )


رواه البخاري ومسلم.



والرحمةُ من أعظم خِصال الإيمان، وأجلِّ أنواع الإحسان. والرحمة هي:


رِقَّةُ القلب في المُكلَّف، تُوجِبُ بذلَ الخير ونفعَ المرحوم، وكفَّ الأذى عنه.



وهي صفةُ كمالٍ في المُكلَّف اتَّصَف بكمالها نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -،


وغيرُه من البشر دونَه في هذه الصفة العظيمة. قال الله تعالى:



{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ


بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}


[ التوبة: 128 ]



وفقدُ صفة الرحمة في المُكلَّف نقصٌ وعيبٌ يدخلُ عليه


بسبب فقدِها من الشُّرور والآفات ما لا يُحيطُ به إلا الله.



وأما صفةُ الرحمة لربِّ العالمين فنُثبِتُ معناها وحقيقتَها على ما يليقُ بالله عز وجل ،


ونُفوِّضُ في كيفيَّتها، كما هو ثابتٌ عن السلف الصالح


من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم.



والنِّعمُ كلُّها في الدنيا والآخرة من آثار رحمة الله،


تدلُّ هذه النِّعم على رحمة الله الموصوف بها أزلاً وأبدًا، كما يجبُ له - سبحانه –


ويليقُ به. قال الله تعالى:



{ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}


[الروم:50].



ومن فسَّر رحمةَ الله بالثواب أو النِّعم فهو مُخالِفٌ لما عليه السلفُ الصالح؛


فرحمةُ الله لا تُشبِه رحمةَ المخلوق، كما أن ذاتَ الله تعالى لا تُشبِه أحدًا من المخلوقات.



عن أبي هريرة - رضي الله عنه:


عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( لما خلقَ الله الخلقَ كتبَ كتابًا فهو عنده فوق العرش:


إن رحمتِي تغلِبُ غضبي)


رواه البخاري ومسلم.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات