صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-20-2014, 09:25 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

الأخ / مصطفى آل حمد
خلافة أمير المؤمنين / علي بن أبي طالب
رضي الله تعالى عنه
من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، واسمه عبد مناف بن عبد المطلب،
واسمه‏:‏ شيبة بن هاشم، واسمه‏:‏ عمرو بن عبد مناف، واسمه‏:‏ المغيرة
بن قصي، واسمه‏:‏ زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الحسن والحسين، ويكنى‏:‏ بأبي تراب،
وأبي القسم الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وختنه على ابنته فاطمة الزهراء‏.‏
وأمه‏:‏ فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي‏.‏
ويقال‏:‏ إنها أول هاشمية ولدت هاشمياً، وكان له من الأخوة طالب،
وعقيل، وجعفر، وكانوا أكبر منه، بين كل واحد منهم وبين الآخر عشر
سنين، وله أختان‏:‏ أم هانئ، وجمانة، وكلهم من فاطمة بنت أسد،
وقد أسلمت وهاجرت‏.‏
كان علي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب
الشورى، وكان ممن توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم راضٍ عنهم،
وكان رابع الخلفاء الراشدين‏.‏
وكان رجلاً آدم شديداً الأدمة أشكل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع،
وهو إلى القصر أقرب، وكان عظيم اللحية، قد ملأت صدره ومنكبيه،
أبيضها، وكان كثير شعر الصدر والكتفين، حسن الوجه، ضحوك السن،
خفيف المشي على الأرض‏.‏أسلم علي قديماً، وهو ابن سبع، وقيل‏:‏
ابن ثمان، وقيل‏:‏ تسع، وقيل‏:‏ عشر، وقيل‏:‏ أحد عشر، وقيل‏:‏ اثني عشر،
وقيل‏:‏ ثلاثة عشر، وقيل‏:‏ أربع عشرة، وقيل‏:‏ ابن خمس عشرة، أو ست
عشرة سنة، قاله عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن‏.‏
ويقال‏:‏ إنه أول من أسلم‏.‏
والصحيح‏:‏
أنه أول من أسلم من الغلمان، كما أن خديجة أول من أسلمت من النساء،
وزيد بن حارثة أول من أسلم من الموالي، وأبو بكر الصديق أول
من أسلم من الرجال الأحرار‏.‏
وكان سبب إسلام علي صغيراً‏:‏
أنه كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان قد أصابتهم
سنة مجاعة، فأخذه من أبيه، فكان عنده، فلما بعثه الله بالحق آمنت
خديجة وأهل البيت ومن جملتهم علي، وكان الإيمان النافع المتعدي
نفعه إلى الناس إيمان الصديق رضي الله عنه‏.‏
وقد روى الإمام أحمد‏:‏ من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت
أبا حمزة - رجلاً من موالي الأنصار - قال‏:‏ سمعت زيد بن أرقم يقول‏:‏
أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي‏.‏
وفي رواية‏:‏ أول من صلى‏.‏
قال عمرو‏:‏ فذكرت ذلك للنخعي فأنكره‏.‏وقال‏:‏ أبو بكر أول من أسلم‏.‏
وقال محمد بن كعب القرظي‏:
‏ أول من آمن من النساء خديجة، وأول رجلين آمنا أبو بكر وعلي، ولكن
كان أبو بكر يظهر إيمانه وعلي يكتم إيمانه قلت‏:‏ يعني خوفاً من أبيه،
ثم أمره أبوه بمتابعة ابن عمه ونصرته، وهاجر علي بعد خروج رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مكة، وكان قد أمره بقضاء ديونه ورد ودائعه،
ثم يلحق به، فامتثل ما أمره به، ثم هاجر، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم
بينه وبين سهل بن حنيف‏.‏
وذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين نفسه
وقد شهد علي بدراً، وكانت له اليد البيضاء فيها، بارز يومئذٍ فغلب
وظهر، وفيه وفي عمه حمزة وابن عمه عبيدة بن الحارث وخصومهم
الثلاثة - عتبة وشيبة والوليد بن عتبة - نزل قوله تعالى‏:‏
‏{ ‏هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ‏ }‏
الآية ‏[‏الحج‏:‏ 19‏]‏‏.‏
وقال يونس بن بكير‏:‏
عن مسعر، عن أبي عوف، عن أبي صالح، عن علي قال‏:‏ قيل لي يوم
بدر ولأبي بكر قيل لأحدنا معك جبريل ومع الآخر ميكائيل، قال‏:‏ وإسرافيل
ملك عظيم يشهد القتال ولا يقاتل ويكون في الصف‏.‏
وشهد علي أحداً وكان على الميمنة ومعه الراية بعده مصعب بن عمير،
وعلى الميسرة المنذر بن عمرو الأنصاري، وحمزة بن عبد المطلب، على
القلب وعلى الرجالة الزبير بن العوام، وقيل‏:‏ المقداد بن الأسود، وقد قاتل
علي يوم أحد قتالاً شديداً، وقتل خلقاً كثيراً من المشركين، وغسل عن
وجه النبي صلى الله عليه وسلم الدم الذي كان أصابه من الجراح حين
شج في وجهه وكسرت رباعتيه وشهد يوم الخندق فقتل يومئذ فارس
العرب، وأحد شجعانهم المشاهير، عمرو بن عبدود العامري، كما
قدمنا ذلك في غزوة الخندق‏.‏
وشهد الحديبية وبيعة الرضوان، وشهد خيبر، وكانت له بها مواقف
هائلة، ومشاهد طائلة، منها‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏(‏‏ ‏لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله‏ ‏‏)‏
فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها، فدعا علياً - وكان أرمد - فدعا له،
وبصق في عينه فلم يرمد بعدها، فبرأ وأعطاه الراية، ففتح الله على يديه،
وقتل مرحباً اليهودي‏.‏
وذكر محمد بن إسحاق‏:
‏ عن عبد الله بن حسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع‏:‏ أن يهودياً ضرب
علياً فطرح ترسه، فتناول باباً عند الحصن فتترس به، فلم يزل في يده
حتى فتح الله على يديه ثم ألقاه من يده‏.‏
قال أبو رافع‏:‏
فلقد رأيتني أنا وسبعة معي نجتهد أن نقلب ذلك الباب على
ظهره يوم خيبر فلم نستطع‏.‏
وقال ليث‏:‏
عن أبي جعفر، عن جابر‏:‏ أن علياً حمل الباب على ظهره يوم خيبر حتى
صعد المسلمون عليه ففتحوها، فلم يحملوه إلا أربعون رجلاً‏.‏
ومنها‏:‏ أنه قتل مرحباً فارس يهود وشجعانهم‏.‏
وشهد علي عمرة القضاء،
وفيها قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏ ‏أنت مني، وأنا منك‏ ‏‏)‏‏.‏
وما يذكره كثير من القصاص في مقاتلته الجن في بئر ذات العلم - وهو
بئر قريب من الجحفة - فلا أصل له، وهو من وضع الجهلة من
الأخباريين فلا يغتر به‏.‏
وشهد الفتح وحنيناً والطائف، وقاتل في هذه المشاهد قتالاً كثيراً، واعتمر
من الجعرانة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم أميراً وحاكماً على اليمن، ومعه
خالد بن الوليد، ثم وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة
الوداع، إلى مكة، وساق معه هدياً، وأهل كأهلال النبي صلى الله عليه وسلم
فأشركه في هديه، واستمر على إحرامه، ونحرا هديهما بعد فراغ
نسكهما كما تقدم، ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
له العباس‏:‏ سل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن الأمر بعده‏؟‏
فقال‏:‏ والله لا أسأله، فإنه إن منعناها لا يعطيناها الناس بعده أبداً‏.‏
والأحاديث الصحيحة الصريحة دالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يوص إليه ولا إلى غيره بالخلافة، بل لوح بذكر الصديق، وأشار
إشارة مفهمة ظاهرة جداً إليه، كما قدمنا ذلك ولله الحمد‏.‏
وأما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء، من أنه أوصى
إلى علي بالخلافة، فكذب وبهت وافتراء عظيم يلزم منه خطأ كبير، من
تخوين الصحابة وممالأتهم بعده على ترك إنفاذ وصيته وإيصالها إلى
من أوصى إليه، وصرفهم إياها إلى غيره، لا لمعنى ولا لسبب، وكل
مؤمن بالله ورسوله يتحقق أن دين الإسلام هو الحق، يعلم بطلان هذا
الافتراء، لأن الصحابة كانوا خير الخلق بعد الأنبياء، وهم خير قرون
هذه الأمة، التي هي أشرف الأمم بنص القرآن، وإجماع السلف والخلف،
في الدنيا والآخرة، ولله الحمد‏.‏
وما قد يقصه بعض القصاص من العوام وغيرهم في الأسواق وغيرها
من الوصية لعلي في الآداب والأخلاق في المأكل والمشرب والملبس،
مثل ما يقولون‏:‏ يا علي لا تعتم وأنت قاعد، يا علي لا تلبس سراويلك
وأنت قائم، يا علي لا تمسك عضادتي الباب، ولا تجلس على أسكفة
الباب، ولا تخيط ثوبك وهو عليك، ونحو ذلك، كل ذلك من الهذيانات فلا
أصل لشيء منه، بل هو اختلاق بعض السفلة الجهلة، ولا يعول على ذلك
ويغتر به إلا غبي عيي‏.‏
ثم لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي من جملة من غسله
وكفنه وولي دفنه كما تقدم ذلك مفصلاً ولله الحمد والمنة‏.‏وسيأتي في باب
فضائله ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم له من فاطمة بعد
وقعة بدر فولد له منها حسن وحسين ومحسن كما قدمنا‏.‏
وقد وردت أحاديث في ذلك لا يصح شيء منها بل أكثرها
من وضع الروافض والقصاص‏.‏
ولما بويع الصديق يوم السقيفة كان علي من جملة من بايع بالمسجد
كما قدمنا‏.‏وكان بين يدي الصديق كغيره من أمراء الصحابة يرى طاعته
فرضاً عليه، وأحب الأشياء إليه، ولما توفيت فاطمة - بعد ستة أشهر –
وكانت قد تغضبت بعض الشيء على أبي بكر بسبب الميراث الذي فاتها
من أبيها عليه السلام، ولم تكن اطلعت على النص المختص بالأنبياء
وأنهم لا يورثون، فلما بلغها سألت أبا بكر أن يكون زوجها ناظراً على
هذه الصدقة، فأبى ذلك عليها، فبقي في نفسها شيء كما قدمنا‏.‏
واحتاج علي أن يداريها بعض المداراة، فلما توفيت جدد البيعة مع
الصديق رضي الله عنهما، فلما توفي أبو بكر وقام عمر في الخلافة
بوصية أبي بكر إليه بذلك، كان علي من جملة من بايعه، وكان معه
يشاوره في الأمور، ويقال‏:‏ إنه استقضاه في أيام خلافته، وقدم معه من
جملة سادات أمراء الصحابة إلى الشام، وشهد خطبته بالجابية، فلما طعن
عمر وجعل الأمر شورى في ستة أحدهم علي، ثم خلص منهم بعثمان
وعلي كما قدمنا، فقدم عثمان على علي، فسمع وأطاع، فلما قتل عثمان
يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمسة وثلاثين
على المشهور‏.‏
عدل الناس إلى علي فبايعوه، قبل أن يدفن عثمان، وقيل بعد دفنه كما
تقدم، وقد امتنع علي من إجابتهم إلى قبول الإمارة حتى تكرر قولهم له
وفر منهم إلى حائط بني عمرو بن مبذول، وأغلق بابه فجاء الناس
فطرقوا الباب وولجوا عليه، وجاؤوا معهم بطلحة والزبير، فقالوا له‏:‏
إن هذا الأمر لا يمكن بقاؤه بلا أمير، ولم يزالوا به حتى أجاب‏.‏
ذكر بيعة علي رضي الله عنه بالخلافة
يقال‏:‏ أن أول من بايعه طلحة بيده اليمنى وكانت شلاء من يوم أحد - لما
وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال بعض القوم‏:‏ والله إن هذا
الأمر لا يتم، وخرج علي إلى المسجد فصعد المنبر وعليه إزار وعمامة
خز ونعلاه في يده، توكأ على قوسه، فبايعه عامة الناس، وذلك يوم
السبت التاسع عشر من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين‏.‏
ويقال‏:‏ إن طلحة والزبير إنما بايعاه بعد أن طلبهما وسألاه أن يؤمرهما
على البصرة والكوفة‏.‏فقال لهما‏:‏ بل تكونا عندي أستأنس بكما، ومن
الناس من يزعم أنه لم يبايعه طائفة من الأنصار، منهم‏:‏ حسان بن ثابت،
وكعب بن مالك، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد، ومحمد بن مسلمة،
والنعمان بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وفضالة بن عبيد،
وكعب بن عجرة، ذكره ابن جرير من طريق المدائني، عن شيخ من
بني هاشم، عن عبد الله بن الحسن‏.‏
قال المدائني‏:‏
حدثني من سمع الزهري يقول‏:‏ هرب قوم من المدينة إلى الشام ولم
بايعوا علياً، ولم يبايعه قدامة بن مظعون، وعبد الله بن سلام،
والمغيرة بن شعبة‏.‏
قلت‏:‏
وهرب مروان بن الحكم والوليد بن عقبة وآخرون إلى الشام‏.‏
وقال الواقدي‏:‏
بايع الناس علياً بالمدينة، وتربص سبعة نفر لم يبايعوا، منهم ابن عمر،
وسعد بن أبي وقاص، وصهيب، وزيد بن ثابت، ومحمد بن أبي مسلمة،
وسلمة بن سلامة بن وقش، وأسامة بن زيد، ولم يتخلف أحد من الأنصار
إلا بايع فيما نعلم‏.‏
وذكر سيف بن عمر، عن جماعة من شيوخه قالوا‏:‏
بقيت المدينة خمسة أيام بعد مقتل عثمان، وأميرها الغافقي بن حرب
يلتمسون من يجيبهم إلى القيام بالأمر‏.‏
والمصريون يلحون على علي وهو يهرب منهم إلى الحيطان، ويطلب
الكوفيون الزبير فلا يجدونه، والبصريون يطلبون طلحة فلا يجيبهم،
فقالوا‏:‏ فيما بينهم لا نولي أحداً من هؤلاء الثلاثة، فمضوا إلى سعد
بن أبي وقاص، فقالوا‏:‏ إنك من أهل الشورى فلم يقبل منهم، ثم راحوا
إلى ابن عمر فأبى عليهم، فحاروا في أمرهم‏.‏
ثم قالوا‏:‏ إن نحن رجعنا إلى أمصارنا بقتل عثمان من غير إمرة اختلف
الناس في أمرهم ولم نسلم، فرجعوا إلى علي فألحوا عليه، وأخذ الأشتر
بيده فبايعه وبايعه الناس، وأهل الكوفة يقولون‏:‏ أول من بايعه الأشتر
النخعي وذلك يوم الخميس الرابع والعشرون من ذي الحجة، وذلك بعد
مراجعة الناس لهم في ذلك، وكلهم يقول‏:‏ لا يصلح لها إلا علي، فلما كان
يوم الجمعة وصعد علي المنبر بايعه من لم يبايعه بالأمس، وكان أول من
بايعه طلحة بيده الشلاء، فقال قائل‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم الزبير،
ثم قال الزبير‏:‏ إنما بايعت علياً واللج على عنقي والسلام، ثم راح إلى مكة
فأقام أربعة أشهر، وكانت هذه البيعة يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة
وكان أول خطبة خطبها أنه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال‏:‏
إن الله تعالى أنزل كتاباً هادياً بين فيه الخير والشر، فخذوا بالخير ودعوا
الشر، إن الله حرم حرماً غير مجهولة، وفضل حرمة المسلم على الحرم
كلها، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين، والمسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، لا يحل لمسلم أذى مسلم إلا بما
يجب، بادروا أمر العامة، وخاصةُ أحدكم الموت، فإن الناس أمامكم،
وإنما خلفكم الساعة تحدو بكم فتخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر بالناس
أخراهم، اتقوا الله عباده في عباده وبلاده‏.‏فإنكم مسؤولون حتى عن
البقاع والبهائم، ثم أطيعوا الله ولا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به،
وإذا رأيتم الشر فدعوه
‏{‏ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ‏ }‏
‏[‏الأنفال‏:‏ 26‏]‏ الآية‏.‏
فلما فرغ من خطبته قال المصريون‏:‏
خذها إليك واحذرن أبا الحسن * إنما نُمِرُّ الأمر إمرار الرسن
صولة آساد كآساد السفن * بمشرفيات كغدران اللبن
ونطعن الملك بلين كالشطن * حتى يمرن على غير عنن
فقال علي مجيباً لهم‏:‏ ‏!‏
إن عجزت عجزة لا أعتذر * سوف أكيس بعدها وأستمر
أرفع من ذيلي ما كنت أجر * وأجمع الأمر الشتيت المنتشر
إن لم يشاغبني العجول المنتصر * أو يتركوني والسلاح يبتدر
وكان على الكوفة أبو موسى الأشعري على الصلاة وعلى الحرب
القعقاع بن عمرو، وعلى الخراج جابر بن فلان المزني، وعلى البصرة
عبد الله بن عامر، وعلى مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقد تغلب
عليه محمد بن أبي حذيفة، وعلى الشام معاوية بن أبي سفيان، ونوابه
على حمص عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعلى قنسرين حبيب بن سلمة
وعلى الأردن أبو الأعور، وعلى فلسطين حكيم بن علقمة، وعلى
أذربيجان الأشعث بن قيس، وعلى قرقيسيا جرير بن عبد الله البجلي،
وعلى حلوان عتيبة بن النهاس، وعلى قيسارية مالك بن حبيب،
وعلى همذان حبيش‏.‏
هذا ما ذكره ابن جرير من نواب عثمان الذين توفي وهم نواب الأمصار،
وكان على بيت المال عقبة بن عمرو، وعلى قضاء المدينة زيد بن ثابت،
ولما قتل عثمان بن عفان خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان
مضمخ بدمه، ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين حاجفت عنه بيدها،
فقطعت مع بعض الكف فورد به على معاوية بالشام فوضعه معاوية على
المنبر ليراه الناس، وعلق الأصابع في كم القميص، وندب الناس إلى
الأخذ بهذا الثأر والدم وصاحبه، فتباكى الناس حول المنبر، وجعل
القميص يرفع تارة ويوضع تارة، والناس يتباكون حوله سنة، وحث
بعضهم بعضاً على الأخذ بثأره، واعتزل أكثر الناس النساء في هذا العام،
وقام في الناس معاوية وجماعة من الصحابة معه يحرضون الناس على
المطالبة بدم عثمان، ممن قتله من أولئك الخوارج‏.‏
منهم‏:‏
عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبو أمامة، وعمرو بن عنبسة،
وغيرهم من الصحابة‏.‏
ومن التابعين‏:‏
شريك بن حباشة، وأبو مسلم الخولاني، وعبد الرحمن بن غنم،
وغيرهم من التابعين‏.‏
ولما استقر أمر بيعة علي دخل عليه طلحة والزبير ورؤس الصحابة
رضي الله عنهم، وطلبوا منه إقامة الحدود والأخذ بدم عثمان، فاعتذر
إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان، وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا، فطلب
منه الزبير أن يوليه إمرة الكوفة ليأتيه بالجنود، وطلب منه طلحة أن
يوليه إمرة البصرة ليأتيه منها بالجنود ليقوى بهم على شوكة هؤلاء
الخوارج، وجهلة الأعراب الذين كانوا معهم في قتل عثمان رضي الله عنه
فقال لهما‏:‏ مهلاً علي، حتى أنظر في هذا الأمر‏.‏
ودخل عليه المغيرة بن شعبة على إثر ذلك فقال له‏:‏ إني أرى أن تقر
عمالك على البلاد، فإذا أتتك طاعتهم استبدلت بعد ذلك بمن شئت وتركت
من شئت، ثم جاءه من الغد فقال له‏:‏ إني أرى أن تعزلهم لتعلم من يطيعك
ممن يعصيك، فعرض ذلك علي على ابن عباس فقال‏:‏ لقد نصحك بالأمس، وغشك اليوم، فبلغ ذلك المغيرة، فقال‏:‏ نعم نصحته، فلما لم
يقبل غششته‏.‏ثم خرج المغيرة فلحق بمكة، ولحقه جماعة منهم‏:‏ طلحة
والزبير، وكانوا قد استأذنوا علياً في الاعتمار فأذن لهم‏.‏ثم إن ابن عباس
أشار على علي باستمرار نوابه في البلاد إلى أن يتمكن الأمر، وأن يقر
معاوية خصوصاً على الشام وقال له‏:‏ إني أخشى إن عزلته عنها أن
يطلبك بدم عثمان ولا آمن طلحة والزبير أن يتكلما عليك بسبب ذلك،
فقال علي‏:‏ إني لا أرى هذا، ولكن اذهب أنت إلى الشام فقد وليتكها‏.‏
فقال ابن عباس لعلي‏:‏ إني أخشى من معاوية أن يقتلني بعثمان،
أو يحبسني لقرابتي منك ولكن اكتب معي إلى معاوية فمنه وعده‏.‏
فقال علي‏:‏ والله إن هذا ما لا يكون أبداً، فقال ابن عباس‏:‏ يا أمير
المؤمنين الحرب خدعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فوالله لئن أطعتني لأوردنهم بعد صدرهم، ونهى ابن عباس علياً فيما
أشار عليه أن يقبل من هؤلاء الذين يحسنون إليه الرحيل إلى العراق،
ومفارقة المدينة، فأبى عليه ذلك كله، وطاوع أمر أولئك الأمراء
من أولئك الخوارج من أهل الأمصار‏.‏
قال ابن جرير‏:‏
وفي هذه السنة قصد قسطنطين بن هرقل بلاد المسلمين في ألف مركب،
فأرسل الله عليه قاصفاً من الريح فغرقه الله بحوله وقوته، ومن معه،
ولم ينج منهم أحد إلا الملك في شرذمة قليلة من قومه، فلما دخل صقلية
عملوا له حماماً فقتلوه فيه، وقالوا‏:‏ أنت قتلت رجالنا‏.‏

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات