صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2021, 07:27 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,514
افتراضي أسباب الحرمان

من : الأخ / سمير يعقوب


أسباب الحرمان


لله عز وجل في كل أمر حكمةٌ، وله سبحانه من وراء كل فعل غاية، ونحن
لقصر نظرنا يخفى علينا كثير من حكَمِ الله عز وجل في عطائه وفى منعه،
ولكن مما ينبغي على العاقل أن يكون له ساعات في كل يومه يمضيها مع
عبادة منسيةٍ أو ربما تكون متروكةً بالكلية، هي عبادة التفكر، سُئلت
أم الدرداء رضى الله عنها: ما أكثر عبادة أبى الدرداء؟ فقالت: التفكر.

إن الحق سبحانه دعانا إلى التفكر وبيَّن لنا أن المنتفعين بآياته
في الكون هم المتفكرون، فقال سبحانه:
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[الرعد: 3].

وهذه محاولة لإثارة الفكر في أمر يتكرر كثيرًا في حياتنا ويمر دون إعمال
الفكر فيه، حاولت إعمال الفكر لاستلهام حكمة الله عزَّ وجلَّ
من وراء الإعطاء والمنع معًا.

قد يذهب المرء إلى السوق ليشتري بعض السلع، فيمر ببائع ويسأله
عن ثمن السلعة المعروضة بين يديه، فيخبره البائع بثمنها، فيمر به
مجتازًا له ولسان حاله يقول ما أغلى ثمنها، ثم يقطع المسافات الطويلة
حتى يأتي إلى بائع في آخر السوق بينه وبين البائع الأول مسافة طويلة،
فيسأله عن نفس السلعة فيخبره بنفس الثمن الذى أخبره به البائع الأول
فيشتريها منه حتى إني كنتُ أداعبُ صديقي وأخي سَمِي المنشاوي
ومحاكيه في تلاوته شيخي محمد الفزاري قائلًا أول البخت أحلى دائمًا ثم
أُردف قائلا هذه الكلمة تعجب الزوجات إذ أنهنَّ أول بختنا: (أعنى حظنا).

فما الذى جعله يعرض عن البائع الأول ويقطع المسافات الطويلة ليشتري
من البائع الثاني مع أن السلعة واحدة والثمن واحد؟

أعرف شابًا تقدم لخطبة فتاة ذات علم ودين فشرط أهلها مهرًا رآه هو
مبالغًا فيه فأعرض عن إتمام الزواج بها، ثم تقدم لخطبة فتاة أخرى
أقل في المستوى العلمي من الفتاة الأولى فشرط أهلها نفس مهر الأولى
فوافق دون تردد، فما الذي جعله يعرض عن الأولى ويقبل الثانية مع أن
الأولى لم يغال أهلها في مهرها، والثانية لم يكن مهرها أقل؟

لقد فكرت كثيرًا في هذا الأمر فوجدت أنه يرجع إلى عدة أسباب، منها:

القدر: لقد قدر الله لكل واحدٍ منا طعامًا يأكله وزوجةً ينكحها، ومع بحثنا
المستمر عن الجيد من الطعام، والجميلة الصالحة من النساء فإننا لن
نصل في النهاية إلا إلى ما قدَّر الله عز وجل لنا، فالأمر كما قال بعض
المشايخ - رحمه الله -: « حينما ترى الطائر يبحث بمنقاره في الأرض مع
أن الحبَّ ظاهر فوق الأرض، فاعلم أنه يبحث عن الحبة التي قسمها
الله له وقدَّر له أن يأكلها».

فهذا الذى يقطع السوق ذهابًا وإيابًا حتى وإن ظن أنه يبحث عن الأجود،
هو في الحقيقة يبحث عن المقسوم المقدر له.

وقد يحرم البائع الرزق بذنب أصابه، فقد يكون قد أغضب والديه
أو أحدهما أو ظلم زوجته أو أساء إلى جاره، فحرمه الله الرزق الذى كان
سيأتيه على يد المشترى الذى تركه وذهب إلى غيره بذنبه وسوء صنيعه،
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:
« إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه».

وقد يكون المعاقب في هذه المرة هو المشترى الذي ترك السلعة القريبة
وقطع المسافات إلى نفس السلعة ليشتريها بنفس الثمن لذنب أصابه فأراد
الله أن يعاقبه بسوء فعله فكره إليه السلعة القريبة ليقطع المسافة الطويلة
ليتعب فيكفر الله عنه بعضًا من ذنوبه، ألم يرد في الحديث أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:

(ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه ).

وقد يكون ذلك لخير أراده الله بالبائع البعيد أو الفتاة الثانية بسبب بر سبق
منها لوالديها أو أحدهما أو لصلاح والديه أو والديها، أو لطاعة سبقت
منهما لله فأراد الله عز وجل أن يكافئهما.

وقد يكون ذلك من باب الابتلاء بالسراء، فأراد الله أن يوسع على البائع
الثاني أو يعجل بزواج الفتاة الثانية دون أن يطول انتظارها للزواج كغيرها
من بنات جنسها ابتلاء منه سبحانه لينظر أتشكر أم تكفر، ألم يقل الله
عز وجل:
{ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
[الأنبياء: 35]؟.

وخلاصة الأمر أن لله حكمة وراء كل أمر حتى وإن خفيت علينا، ولا يفعل
الله بنا إلا الأفضل لنا، فعطاؤه سبحانه فضل، ومنعه سبحانه خير وإن بدا
لأصحاب النظرة القاصرة غير ذلك، فعلينا أن ننظر إلى أفعال الله بعين
الحب فنرى كل ما يفعله الله بنا لخير أراده بنا.

دمتم في فضل الله ونعمته.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات