المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أئمة الشافعيه


adnan
03-10-2013, 10:46 PM
الأخ الدكتور / نور المعداوى
من أئمة الشافعيه
إمام الحرمين

أبو المعالي عبد الملك ابن الشيخ أبي محمد عبد الله بن أبي يعقوب يوسف
بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حَيُّويَهْ الجُوَيني .
الفقيه الشافعي الملقب ضياء الدين ، المعروف بإمام الحرمين؛
أعلم المتأخرين من أصحاب الإمام الشافعي على الإطلاق،
المجمع على إمامته المتفق على غزارة مادته وتفننه في العلوم من الأصول
والفروع والأدب وغير ذلك .

كان مولده في ثامن عشر المحرم سنة تسع عشرة وأربعمائة .
تفقه في صباه على والده أبي محمد، وكان يعجب بطبعه وتحصيله وجودة
قريحته، وما يظهر عليه من مَخايل الإقبال، فأتى جميع مصنفات والده
وتصرف فيها، حتى زاد عليه في التحقيق والتدقيق .

ولما توفي والده قعد مكانه للتدريس، وإذا فرغ منه مضى إلى الأستاذ
أبي القاسم الإسكافي الإسفرايني بمدرسة البيهقي حتى حَصَّل عليه علم
الأصول، ثم سافر إلى بغداد ولقي بها جماعة من العلماء،
ثم خرج إلى الحجاز وجاور بمكة أربع سنين، وبالمدينة، يدرّس ويفتي
ويجمع طرق المذهب، فلهذا قيل له : إمام الحرمين،
ثم عاد إلى نيسابور في أوائل ولاية السلطان ألب أرسلان السلجوقي،
والوزير يومئذ نظام الملك، فبنى له المدرسة النظامية بمدينة نيسابور،
وتولى الخطابة بها، وكان يجلس للوعظ والمناظرة، وظهرت تصانيفه،
وحضر دروسه الأكابر من الأئمة، وانتهت إليه رياسة الأصحاب،
وفوّض إليه أمور الأوقاف، وبقي على ذلك قريبًا من ثلاثين سنة غير مزاحم
ولا مُدافع، مُسلّم له المحراب، والمنبر والخطابة والتدريس ومجلس التذكير
يوم الجمعة .

وصنف في كل فن ، منها : كتاب "نهاية المطلب في دارية المذهب "
الذي ما صنف في الإسلام مثله، قال أبو جعفر الحافظ :
سمعت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي يقول لإمام الحرمين :

[ يا مفيد أهل المشرق والمغرب، أنت اليوم إمام الأئمة ]
وسمع الحديث من جماعة كبيرة من علمائه، وله إجازة من الحافظ أبي نعيم
الأصبهاني صاحب " حلية الأولياء " .
ومن تصانيفه " الشامل " في أصول الدين، و " البرهان " في أصول الفقه،
و " تلخيص التقريب " و " الإرشاد " و " العقيدة النظامية "
و " مدارك العقول " لم يتمه، وكتاب " تلخيص نهاية المطلب " لم يتمه،
و " غياث الأمم في الإمامة " و " مغيث الخلق في اختيار الأحَقّ "
و " غنية المسترشدين " في الخلاف، وغير ذلك من الكتب .
لما مرض قبل موته حُمل إلى قرية من أعمال نيسابور، يقال لها بَشْتَيِنقان
موصوفة باعتدال الهواء وخفة الماء، فمات بها ليلة الأربعاء وقت العشاء
الآخرة ، الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين
وأربعمائة .

ومما رثي به :

قلوبُ العالمينَ على المَقَالي وأيـام الـوَرَى شِبْـه اللَّيالـي
أيثمرُ غصنُ أهل العلم يومًا وقد مات الإمام أبو المعالي