المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جواب علمي مفصل يرد على من يتهم النووي و ابن حجر


adnan
03-20-2013, 08:23 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب



جواب علمي مفصل
يرد على من يتهم النووي و ابن حجر

(http://www.ataaalkhayer.com/)
السؤال :
سائلٌ آخر يسألُ فيقول: إن بعض الشباب كلما ذُكِرَ عندهم الحافظ ابن حجر
يقولون إنه اشعريٌ فيريد توضيح عقيدة هذا الإمام ...
(السائل) توضيحا شافيا ـ كما قال ـ وغيره من الأئمة الذين قد زلوا في
بعض العقائد، فيطلب السائل إزالة الغبش على حد تعبيره من هذه المسألة؟؟؟

الجواب :
الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني
وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات،
في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء
يقول شيخ الإسلام:

[ فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة
لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى
ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير
وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع
في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً
بعد أن اجتهد ليعرف الحق،
أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله،
وشيخ الإسلام كان يناقش علماء الجهمية جهابذة علماء الجهمية
فيقول لهم: لو قلت أنا ما قلتموه أنتم أي لو كنت أنا مكانكم لأكون
كافرا ولكنكم معذورون لأنكم جُهَّال،
يرى شيخ الإسلام أن الإنسان يُعذر بجهله وخصوصا إذا بذل مجهوده
ليعرف الحق ولا فرق عنده وعند غيره من المحققين بأن الجهل في الفروع
والأصول قد يسوغ في هذا أدلةً منها قصة الإسرائيلي النباش الذي لمَّا دنى
أجله أوصى إلى أولاده إذا مات يحرقوه فيسحقوه فيرموه في اليم ويضعوا
جزءً منه من الذر في البرد والجزء الآخر في البحر ويتفرق وفي زعمه
إذا فعل ذلك سوف يفوت على الله, قال لأن قَدِرَ الله عليَّ ليعذبني عذابا
لم يعذب أحداً قبلي أو كما قال.
يقول الإمام بن تيميه إنه جهل عموم قدرة الله تعالى.
وفُعِلَ به ذلك فبعثه الله فأوقفه بين يديه فسأله ما الذي حملك على،
هذا قال خشيتك يا رب، الخوف من الله، بمعنى إنه مؤمنٌ ويخاف الله
مع ذلك جهل عموم قدرة الله تعالى وأن الله قادر على أن يجمع تلك
الذرَّات فيبعثها، هذا جهلٌ في أصول الدين ]

وكثير من أئمة الدعوة والمحققون يَرَوْنَ ذلك حَتَّى نَقَلَ
عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب عن والده أنه كان يقول:

[ أولئك الذين يطوفون بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله
لا بد من تنبيههم أولا قبل الحكم عليهم بالكفر، ولو تتبعنا أقوال المحققين
الفقهاء أدركنا بأن العذر بالجهل عامٌ في الأصول والفروع ,
وهؤلاء الأئمة وإن لم يكونوا جُهَّالاً لكنهم فاتتهم مسائل كثيرة,
الإمام الشوكاني كان شيعيا لأنه زيدي والزيدية من الشيعة ومن اقرب
طوائف الشيعة إلى الحق، ترك الزيدية ورحل وقاطع جميع المذاهب تقليدا،
كان مجتهدا غير مقلد وسعى ليلحق بركب السلف في تفسيره وفي نيل
الأوطار وفي غيرهما مما كتب ولكن فاته الشيء الكثير إلى أن تصور
الإمام رحمه الله أن التفويض هو منهج السلف، وهذا خطأ،
التفويض ... تفويض معاني النصوص ليس هو منهج السلف،
منهج السلف معرفة معاني النصوص كلها من السمع والبصر والاستواء
والنزول والمجيء وغير ذلك، وتفويض الحقيقة إلى الله،
التفويض تفويضان:
تفويض المعاني وهذا خطأ وهو الذي وقع به الإمام الشوكاني عفا الله عنه،
وتفويض الحقيقة والكيفية والكنه وهذا الذي عناه الإمام مالك حيث قال:
الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ]

وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل،
وإطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع،
هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد،
فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب
وهم أخطؤوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة،
فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء، العلماء كبار علمائنا
الذين يحضرهم مجالسهم طلاب العلم وغيرهم، طلاب العلم وغيرهم،
السلفيون والخلفيون على حدٍ سواء الذين يستفيدون من مجالسهم،
مجالسهم مجالس العلم والمذاكرة يُبَدِّعُونَهُمْ بدعوة أنهم يجالسون المبتدعة،
وهذا الخطأ فشى للأسف بين الشباب في الآونة الأخيرة وخير ما نقوله: -
اللهم اهدي قلوبهم .