المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلك الأرواح الخضراء .. جذور و رموز 2


adnan
04-09-2013, 10:48 PM
الأخت الزميلة / نـــانـــا

تلك الأرواح الخضراء .. جذور و رموز
للأستاذ : محسن حافظ
[/URL]

يقول العلماء فيما يشبه الاجماع أنّه يوجد على الأرض من 5-30 مليون
شكل من أشكال الحياة لم يسجل منها سوى مليوني شكل فقط وبحلول
عام 2000 سوف تنقرض الملايين من أشكال الحياة التي لم يجد العلماء
الوقت الكافي لتسجيلها ودراستها فهل ستغفر أجيال المستقبل لعالم اليوم
هذا الجنون؟!!

يقول أحد علماء جامعة هارفارد الأمريكية أنّه يعرف ثلاثة أنواع من النباتات
في مناطق مختلفة من العالم بدأ الدراسة عليها وتحمل امكانات علاج مرض
الأيدز ينمو أحدها في كوستاريكا والآخر في غابات استراليا المطيرة
والثالث في بنما.
وفي غابات بورينو الاستوائية المطيرة في ماليزيا اكتشف العلماء نباتاً
له خاصية مكافحة الملاريا كما عثروا على نبات آخر يستفاد من جذوره
في علاج الالتهابات الناجمة عن الجروح.
وفي شيلي اكتشف نوع من الصنوبر البري يسمى الدادياتسا ويقال انّه
بترول نباتي.
وفي الهند بدىء في زراعة حوالي 50 ألف فدان بأشجار الجانزوفا
التي تحتوي على زيت الديزل والكيروسين بنسبة 40%.

في بداية القرن السادس عشر أدى التوسع في احتياجات مجتمعات عصر
النهضة إلى إزالة مساحات شاسعة من غابات غرب أوربا أو غابات المناطق
المعتدلة فمثلاً فرنسا كانت الغابات تغطى 80% من مساحتها أصبحت
في أوائل القرن التاسع عشر تغطى حوالي 14% من أراضيها.
وفقدت الأمريكتان من بداية القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين
حوالي ثلث مساحة الأشجار. ولكن في السنوات الأخيرة زادت عملية إزالة
الأشجار بشكل مطرد وبلا هوادة تحت ما يسمى التنمية الاقتصادية
والاجتماعية خاصة في البلاد النامية، ولكن خسارة الغطاء الشجري إذا كان
فيها مكسب كبير على المدى القريب فإنّ الخسارة وإن كانت بسيطة في
البداية ولكنها تتراكم، حيث انّ إزالة الأشجار تؤدي إلى اختلال التباين
الحيوي في كثير من بقاع الأرض وتؤدي لخسارة شديدة للتربة وتزداد آثار
الجفاف والفيضانات نتيجة لاضطرابات دورة المياه في الطبيعة والأمثلة
كثيرة، الجفاف الذي يجتاح أوربا وأفريقيا منذ الثمانينيات، الأعاصير
المدمرة التي تتاح البحر الكاريبي والولايات المتحدة، فيضانات وسط آسيا
بنجلادش.
[URL="http://www.ataaalkhayer.com/"]https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13def3a835b0c98e&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

في الثلث الأوّل من الثمانينيات تعرضت المساحة من كاليفورنيا إلى جورجيا
لجفاف شديد استمر لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى تحميص الأرض وانخفاض
محاصيل البلاد بنسبة بلغت 30%.

انّ الأشجار تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في دورة الكربون في الكون ويعتبر
قطع الغابات بلا رحمة أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور التغيرات
المناخية المرتبطة بزيادة ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة حرارة الأرض
التي تعتبر من أخطر المشاكل البيئية الآن.

ويجمع العلماء على انّ الكثير من الحيوانات والنباتات كتبت شهادة وفاتها
يقولون ان 10% على الأقل من الطيور في حوض نهر الأمازون
و10-15% من النباتات في وسط وجنوب أمريكا والكثير من الثدييات
والزواحف الاستوائية محكوم عليها بالانقراض.

انّ زيادة طلب البلاد الصناعية على اختشاب المناطق المدارية الصلبة يدفع
كثيراً من البلاد النامية لتدمير غاباتها من أجل العملات الصعبة وقد أدى ذلك
إلى تدمير ما يقرب من 30% من الغابات المدارية التي تمثل 8% من
الغابات على سطح الأرض. وتقول إحدى إحصاءات منظمة الفاو التابعة
للأُمم المتحدة:

إنّ ثلث سكان البلاد النامية يعتمدون على الأخشاب في الطهي والتدفئة
وانّ حوالي 1200 مليون نسمة من سكان هذه البلاد لم يكن في استطاعتهم
سد احتياجاتهم الأساسية من خشب الوقود إلا بقطع الأشجار بسرعة
لا تواكب سرعة غرس بديل لها.
في أمريكا الوسطى في الفترة من 1960-1980 زاد رعي قطعان الماشية
بنسبة حوالي 50% بينما قلت مساحة الغابات بنسبة 40% حيث تحولت
أرض الغابات إلى مراع للماشية، لقد تحول حوالي 1.5 مليون هكتار
من الغابات في منطقة الأمازون إلى مراع للماشية، حتى في أمريكا في
العقدين الأخيرين نقصت مساحات الغابات مع زيادة أسواق تصدير الحبوب.
في جنوب حوض الأمازون تقع غابة روندونيا وهي غابة تعيش على الأمطار
وتعتبر متحفاً حياً كاملاً يعرض فيها كل صور تباين الحياة فالأشجار متشابكة
يصل طولها إلى 50 متراً ولا يدخلها الضوء وتزخر بمختلف أنواع الحشرات
والطيور والحيوانات ولكن مع بداية السبعينيات زحف عليها المستوطنون
من أجل حياة أفضل لتدميرها!!.....
وزراعة القمح وغيره من المحاصيل، لقد دمر منها حوالي 20%.

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13def3a835b0c98e&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

- خطر الانقراض:
إنّ قطع الغابات مرتبط حتمياً بخطر الانقراض فهناك ما يمكن ملاحظته
من الكائنات أثناء انقراضها وهناك كائنات دنيا تختفى دون أن يلاحظها أحد
وتختفي معها دروس قيمة عن كيفية البقاء. وترمي كل الجهود التي تبذل
الآن إلى إبطاء عملية إزالة الأشجار واعادة غرس أشجار بدلاً من التي تدمر
وذلك لتوفير الاحتياجات الآنية والمقبلة للأخشاب.
ومازالت الكثير من البلاد النامية تعاني من المشاكل التي تفوق عمليه اعادة
غرس الأشجار في حين أدركت البلاد الصناعية خطورة الأمر وبدأ مسطح
الأشجار يزداد بها كما حدث في انجلترا أو فرنسا.

في هاييتي زرع أكثر من 27 مليون شجرة في الفترة من 82-86
وفي كينيا زرعت حركة الحزام الأخضر أكثر من مليوني شجرة، ومنذ
عام 85 تزرع الصين سنوياً حوالي 8 ملايين هكتار بالأشجار وذلك في خطة
تحاول فيها زراعة 20% من مساحتها بالأشجار حتى عام 2000 كذلك تبذل
الهند مجهودات كبيرة في زراعة الأشجار.
ولقد حظرت تايلاند قطع الأشجار لأغراض تجارية في عام 1989 وذلك
عندما هبطت فيها مساحة الغابات من 29% عام 1985 إلى 19%
عام 1988 كما منعت الفلبين قطع الأشجار في معظم أقاليم البلاد.
ولقد قامت كوستاريكا بتجربة فريدة فبدلاً من قطع الغابات قامت بإعطاء
شركة ميرك شارب اندروم للأدوية حق استخدام النباتات التي قد تكون
لها قيمة دوائية نظير مليون دولار سنوياً،
وبهذا الاتفاق حافظت كوستاريكا على 25% من أراضيها من الدمار
على أساس انّه يعتقد بأنها تحتوي على نصف مليون نوع من النباتات ذات
القيمة الدوائية. وفي المنطقة العربية تبذل الحكومات كل الجهود الممكنة
من أجل زراعة الأراضي على الرغم من الصعوبات الشديدة التي تواجه
هذه المشاريع الواعدة مثل وعورة الأراضي وعدم صلاحيتها وقلة المياه
خاصة في منطقة الخليج العربي إلا أنّ المحاولة مستمرة بدأب وإصرار
من أجل زيادة المساحة الخضراء سواء بالأشجار أو النباتات.
ولقد أثار جيمس جوستاف من معهد الموارد الدولي في قمة الأرض
بالبرازيل أمراً مهماً فقد قال: إذا سارت الدول النامية في برنامج تقدمها
بنفس الأسلوب الذي اتبعته الدول المتقدمة في الماضي فإنّها سوف
تسبب آثارا خطيرة ومدمرة على مناخ الأرض وصحة الإنسان.

لقد احترقت أمريكا وأوربا كميات كبيرة من الفحم والنفط لتغذية صناعاتها
إلى درجة أنّه يعتقد بأنّ الجو أوشك على بلوغ ذروته الاستيعابية من
ثاني أكسيد الكربون ويقول المهندس الألماني جيبل: انّ الطاقة الشمسية
تمثل خطوة من القرن الماضي إلى القرن المقبل.
ولقد بدأت كثير من الدول النامية في استخدام الطاقة الشمسية في نهضتها
الصناعية مثل المشروع المشترك للطاقة الشمسية بين الارجنتين وألمانيا.


- الشجرة والكون:

يقول كارل ساجان في كتابه "الكون" نشأ الإنسان في الغابات لذا فهو
يرتبط بها ارتباطاً طبيعياً وما أجمل الأشجار تعلو نحو السماء تحصل
على غذائها من ضوء الشمس. إنّ الأشجار تعتبر آلات ضخمة جميلة قوتها
الدافعة نور الشمس والماء من الأرض وثاني أكسيد الكربون من الهواء.
وتحول الأشجار كل هذا إلى غذاء لها ولنا تستخدم النباتات ما تصنعه
من مواد كربوهيدراتية مصدراً لطاقتها. أما نحن معشر الإنسان والحيوان
فكائنات طفيلية تعتمد على النبات. فنحن نأكل النباتات ونمزج المواد
الكربوهيدراتية بالأوكسجين في الدم ونحصل على طاقاتنا اللازمة لبقائنا
ثمّ نخرج ثاني أكسيد الكربون فيأخذه النبات ويصنع منها مواد كربوهيدراتية
جديدة فياله من تعاون رائع.

إنّ الإنسان مثل كل المخلوقات جزء من نسيج الحياة المتشابك على الأرض
والذي ينبغي عدم الاضرار به من أجل حياة أفضل،
لقد آن الأوان لكي يتخلى الإنسان عن استهتاره في محو مظاهر الحياة
على الأرض، فالأجيال تمضي وتأتي ولكن الأرض باقية إلى الأبد.

المصدر: مجلة العربي/ العدد 442 لسنة 1990م