تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفتاوى 02.06.1434


adnan
04-12-2013, 11:31 PM
الأخ الزميل / مالك المالكى



( سـؤال و جـواب )
كيفيــة صـلاة الـوتـر

الســــؤال :

سأل سائلاً و يقول :

ماهي كيفية صلاة صلاة الوتر ؟
جزاكم الله خيرا .

الإجــابــة :

صلاة الوتر سنة ،
سنها الرسول صلى الله عليه و سلم قولا و فعلا ،
كان يوتر من الليل عليه الصلاة و السلام ،و أرشد الناس إلى ذلك ،

فقال عليه الصلاة و السلام :

( صلاة الليل مثنى مثنى ،
فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ،
توتر له ما قد صلى )

متفق على صحته ،

و قال عليه الصلاة و السلام :

( الوتر حق ، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل ،
و من أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ،
و من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل )

و كان صلى الله عليه و سلم يوتر كل ليلة ،

و الغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة ،
يسلم في كل ثنتين و يوتر بواحدة ، و ربما أوتر بثلاث عشرة ،
و ربما أوتر بتسع ، و ربما أوتر بأقل من ذلك ،
فالسنة للمؤمن و المؤمنة التهجد بالليل و الإيتار ،
في أول الليل أو في وسطه أو في آخره ، و الأفضل في آخر الليل ؛

لقول النبي صلى الله عليه و سلم :

( من خاف ألا يقوم من أخر الليل فليوتر أوله ،
و من طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ،
فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، و ذلك أفضل )

رواه مسلم في الصحيح ،

و قال عليه الصلاة و السلام :

( ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ،
حين يبقى ثلث الليل الآخر ،
فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ؟
من يستغفرني فأغفر له )

متفق على صحته ،

و هذا النزول يليق بالله سبحانه و تعالى ،
لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه و تعالى ،
كالاستواء و الضحك و الرضا و الغضب ،
كلها صفات تليق بالله ، لا يشابه فيها خلقه سبحانه و تعالى ،
يجب أن تمر كما جاءت من غير
تحريف ، و لا تعطيل ، و لا تكييف ، و لا تمثيل ،

كما قال سبحانه :

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

و قال عز و جل :

{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }

فليس نزوله كنزولنا ، و ليس غضبة كغضبنا ،
و ليس ضحكه كضحكنا ، و ليس سمعه كأسماعنا ،
و هكذا بقية الصفات ،
له الكمال المطلق سبحانه و تعالى في كل شيء ،

و قوله جَلَّ في عُلاه :

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

فالإيتار في آخر الليل أفضل ، و لو بواحدة ،
لكن إذا أوتر بثلاث أو بخمس ، أو بأكثر فهو أفضل ،
يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ،
و إن أوتر في أول الليل قبل أن ينام فلا بأس ، إن كان يخشى ألا يقوم ،
أو في وسط الليل ، كله حسن ،
لكن الأفضل من ذلك آخر الليل في الثلث الأخير ، هذا هو الأفضل .

و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء