المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة و التعيير !


adnan
04-12-2013, 11:40 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب

كلمات مختصرة جامعة
في الفرق بين النصيحة و التعيير !

الإمام الحافظ عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي :
الحمد لله رب العالمين ، وصلاته وسلامه على إمام المتقين ،
وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ،
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13df9833226d20a4&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير ،
فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما : ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه ،
وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس ، والله الموفق للصواب .
اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم ؛ إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ
والعيب والنقص . فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم
وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة ؛ فليس بمحرم بل مندوب إليه .
وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل ،
وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة ،
وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه .
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته
منهم ومن لا تقبل ، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة
وتأوَّلَ شيئًا منها على غير تأويله ، وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر
من الاقتداء به فيما أخطأ فيه ، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا .
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير ،
وشروح الحديث ، والفقه ، واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات ،
وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة
والتابعين ومن بعدهم .
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعنًا على من ردَّ عليه قولَه
ولا ذمًّا ولا نقصًا ؛ اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ
الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته ،
إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة .

وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي
بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولأنْ يكون الدين كله لله ،
وأن تكون كلمته هي العليا ، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من
غير إختلاف شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين
ولا من المتأخرين ، فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم
يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرًا ، ويوصون أصحابهم
وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم .




<h1 style="TEXT-ALIGN:center;LINE-HEIGHT:150%;MARGIN:auto 0pt;DIRECTION:rtl" dir="rtl" align="center">

</h1>