تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفتاوى 04.06.1434


adnan
04-14-2013, 01:24 AM
الأخ الزميل / مالك المالكى



( سـؤال و جـواب )
حكم صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهدين كالمغرب

الســــؤال :

سأل سائل قائلاً :

هل صلاة الوتر ركعتان ، أو أكثر ثم واحدة ؟
هل ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه واصل الثلاث ركعات بتسليمة واحدة ؟
و هل إذا كان هذا صحيحا عن الرسول صلى الله عليه و سلم
أن يجلس في كل ركعتين أم لا ؟
و ما هي صفتها ؟
وكذلك الدعاء قبل السلام أو بعده ،
أو في السجود هل يجوز أن يأتي بدعاء من نفسه ،
أو بما ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم ؟

أفيدونا نفع الله بكم و جزاكم خيراً .

الإجــابــة :

ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أوتر بثلاث مفصولة ،
يسلم من الثنتين ، وأوتر بواحدة ،
و هذا هو الغالب من فعله صلى الله عليه و سلم ،
أنه يوتر بواحدة وحدها ، و يفصل ما قبلها ،
و كان في الغالب يصلي إحدى عشرة ، يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ،
و ربما أوتر بثلاث سردهن ، لم يجلس إلا في الأخيرة و هذا قليل ،
و الغالب أنه يسلم من الثنتين ،
أما كونه يصليها كالمغرب فهذا مكروه ، و لا ينبغي ؛
لأنه تشبيه لها بالمغرب ،
و قد جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك فلا تصلى كالمغرب ،
لكن يصليها بالتسليم من الثنتين ثم يوتر بواحدة ،
أو يسردها سردا و يصليها جميعا بدون جلوس إلا في الأخيرة ،
هذا هو المشروع ، و لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين ،
و أن تكون الواحدة مفردة مستقلة ،
سواء صلى ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك ،
أما الدعاء فالإنسان يدعو بما شاء ،
بما أحب من الدعوات الطيبة التي ليس فيها محذور ،
لكن الوارد أفضل ، إذا تيسر له دعاء يحفظه فهو أفضل ،
و له أن يدعو بحاجاته ؛

لقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح :

( ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم و لا قطيعة رحم
إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته في الدنيا ،
و إما أن تدخر له في الآخرة ،
و إما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك ،
قالوا : يا رسول الله ، إذن نكثر ؟
قال : الله أكثر )

فلم يحدد الدعاء عليه الصلاة و السلام ،
بل بين أن كل دعاء ليس فيه إثم و لا قطيعة رحم يرجى إجابته مطلقا ،
لكن إذا تيسر له دعاء معروف عن النبي صلى الله عليه و سلم ،
و دعا به يكون أفضل من غيره ، مثل السجود يقول :

( اللهم اغفر لي ذنبي كله : دقه و جله ،
و أوله و آخره ، و علانيته و سره )

فهذا كان يدعو به النبي صلى الله عليه و سلم

و إذا دعا بغير ذلك :

( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

و هذا من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم أيضاً

و إذا دعا بقوله :

[ اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين . لا بأس ] ،

أو قال :

[ اللهم أصلح قلبي وعملي ] .

أو :

[ اللهم ارزقني كسبا حلالا ، أو زوجة صالحة ، أو ذرية طيبة ] .

أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة لا حرج في السجود ،
و في آخر الصلاة ، و في كل وقت من أوقات حياتك ،
لكن في السجود أفضل ؛

لقول النبي صلى الله عليه و سلم :

( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد ، فأكثروا الدعاء )

و يقول صلى الله عليه و سلم :

( أما الركوع فعظموا فيه الرب ،
و أما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم )

يعني : حري أن يستجاب لكم ،
و كان صلى الله عليه و سلم لما علم أصحابه التحيات أرشدهم إلى الدعاء ،

قال عليه الصلاة و السلام :

( ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو )

و في اللفظ الآخر قال عليه الصلاة و السلام :

( ثم يتخير من المسألة ما شاء )

فبين صلى الله عليه و سلم أنه يدعو بما أحب و لا يتقيد بوارد ،
بل يدعو بما يسر الله له ، لكن يكون الدعاء دعاء طيبا ،
ليس فيه إثم ، و ليس فيه قطيعة رحم ،
بل من الدعوات الطيبة النافعة ، و لو كانت ما وردت ،
و لو كان ما سمعها في الأحاديث ، و الحمد لله ،
و هكذا في بقية الأوقات ، يدعو في غير الصلاة ،
يدعو الضحى و هو جالس ، أو في الظهر ، أو في الليل
و هو جالس ، أو واقف أو يمشي ،
أو يدعو في صلاة النافلة الضحى ، أو في تهجده في الليل ،
المقصود أن الدعاء مطلوب في الصلاة و في خارج الصلاة ،

و الحمد لله رب العالمين .

و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء